مذكرات أنصارية
قرية ناوزنك تقع مع مجموعة من القرى الأخرى في واد حدودي يفصل بين العراق وايران ، تعرف بسوقها للتبادل التجاري غير الرسمي، تباع فيه البضائع العراقية والإيرانية، من قبل المهربين دون أن تخضع للكمارك والتعاملات الرسمية.
هذه القرية تبعد عن مدينة سردشت الإيرانية حوالي ثلاثة ساعات مشيا على الاقدام ، وعن مدينة قلعة دزي العراقية حوالي خمسة ساعة تقريبا .
أصبحت هذه المنطقة ملجئا للأحزاب العراقية المعارضة للنظام البعثي الفاشي، مثل الحزب الشيوعي العراقي ، الاتحاد الوطني الكردستاني ، وحزب الاشتراكي الكردستاني ، إذ شيدت لها مقرات آمنة في زوايا وعرة منها .
في البداية ، لم يكن عدد أنصار الحزب الشيوعي يتجاوز الـ 30 نصيرا ، ولكن مع مرور الوقت ، ازداد هذا العدد بشكل ملحوظ وبدأت مرحلة جديدة في حياتنا اليومية ، كانت مليئة بالصعوبات المختلفة عن تلك التي واجهناها في البداية . شملت هذه التحديات الجوع ، نقص السلاح ، غموض الرؤية، الغربة والبعد عن العوائل والقلق على مصيرها، إذ تركناها في مناطق سكناها في ظل الإجراءات التعسفية للنظام الفاشي المجرم ،ورغم كل ذلك كان علينا التكيف مع هذا الوضع الجديد وتحمل كل هذه الصعوبات .
عانينا من شحة المواد الغذائية بسبب الوضع المالي المتدهور، فكان لابد ان ننظم حياتنا بكل جوانبها، لذلك تم تشخيص الرفيق الفقيد المعروف عبد الرحمن القصاب، أحد مناضلي الموصل ، كاداري للمقر ويساعده في ذلك الرفيق الفقيد ابو شاكر المصلاوي ، لغرض تنظيم هذاالجانب لكل المقرات التي انتشرت هناك فيما بعد في نازم زه نك وتووزلا وتوزيع وجبات متساوية من الطعام على الرفاق . فبسبب نقص الموارد الغذائية ، لجأ الرفيق الى سياسة التقشف ، حيث كان يقول للرفاق يجب ان نتغلب على الصعوبات .
كان الرفيق أبو احمد يضع جدولا أسبوعيا لوجبات الطعام . الفطور كان في أغلب الأيام عدسا ، والغداء عبارة عن وجبة رز ( تمن ) جفجير واحد لكل رفيق ، والعشاء قطعة خبز مع ثلاثة حبات جوز . وكان أبو أحمد يطبق قانونا غريبا فيما يتعلق بالجوز، فاذا كانت هناك حبتان من الجوز غير صالحتين للأكل ، كان يعوض صاحبها بحبة واحدة فقط ، اما اذا كانت حبة واحدة غير صالحة، فلايجري تعويضه أبدا . ومع كل وجبة يقدم كوب شاي فقط.
بعض الرفاق لم يكونوا يكتفون بهذه الكمية بسبب طبيعتهم أو بسبب الجهد الذي يبذلوه وكانوا يطالبون بالمزيد الا ان الرفيق أبو احمد كان يرفض بحزم ويقول . يجب ان تعودوا معدتكم على الجوع ، ومن لايستطيع ذلك عليه تقديم طلب رسمي الى المكتب العسكري لزيادة حصته. إذ بدون موافقة المكتب لايسمح بدلك .
بمرور الوقت ازداد عدد الملتحقين الى مقر (ناوه زنك) بشكل كبير ، لدرجة ان المكان لم يعد يتسع للجميع ، نظرا لذلك ، قرر المكتب العسكري في بداية الشهر الخامس من عام 1979 تشكيل سرايا وفصائل عسكرية وتوزيعها على المناطق المجاورة لمقر (ناوه زنك) ، تجنبا لاحتمالات القصف المدفعي أوالطيران وغيرها ذلك من ضرورات توزيع هذه الأعداد المتزايدة على التشكيلات العسكرية وتنظيم بقية أمورها .
وعلى هذا الأساس تم تشكيل فصائل عسكرية ، فصيل بتوين ، فصيل المدفعية ، فصيل أربيل ، فصيل بهدينان الذي تم نقله الى قرية تووزلا التي تبعد عن مقر ناوه زنك بحدود ساعة وكان الفصيل يتكون من رفاق بهدينان بالإضافة الى رفيقات من عوائل قيادة الحزب باعتبار ان هذا الفصيل يتكون من رفاق ايزيديين وبذلك ستكون المشاكل مع الرفيقات أقل بكثير من بقاءهن في الفصائل الأخرى ، حيث ان طيلة فترة تواجدهن في فصيل بهدينان لم يحدث أي تجاوز يذكر على الرفيقات .
في بداية انتقالنا الى مقر تووزلا سكنا في الخيم العسكرية ومن ثم بدأنا ببناء الغرف للسكن استعدادا لقدوم فصل الشتاء . إذ بنينا غرفتين للانصار وغرفة للرفيقات ومطبخ وحمام .
كان معنا رفيق اسمه الحركي خالد ، والحقيقي ( درويش شرو ) تعرض لمصاعب وضغوطات نفسية في طريق الالتحاق، وازدادت حالته سوءا يوما بعد آخر بحيث وصل الى الاعتداء على الرفاق بالضرب والشتائم وبشكل خاص الرفيق الفقيد ملا حسن من أهالي أربيل وكان يقول له انت عميل ومرسل من قبل نظام البعث ، كنا نخشى ان يرتكب جريمة ، فتم ارساله الى ايران للعلاج ، بعد فترة من ذلك تحسن وضعه وعاد الى المقر بصحة جيدة .
بعد انتقالنا الى المقر الجديد، تحسن وضعنا الاقتصادي بشكل ملحوظ من ناحية التغذية، وذلك بعد وصول جزء من قيادة الحزب .كما تحررنا من الإجراءات التقشفية التي فرضها ابو احمد، حيث أصبحت الوجبات تتضمن اللحم ، والبيض والرز وغيرها من المواد الغذائية . ولكن من ناحية السلاح ، كنا نعاني من نقص شديد، حيث لم يكن لدى كل فصيل إلا بعض القطع منه ، مثل الكلاشينكوف وبندقية جي سي الإيرانية . اما الأسلحة الثقيلة ، فلم تكن متوفرة على الاطلاق.
في ذلك الوقت، دارت معارك بين قوات بشمه ركه الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) بقيادة الفقيد المناضل قاسملو وقوات نظام خميني، في مناطق عديدة من كردستان ايران مثل مدينة سننداج وبوكان وسقز ومهاباد ، بالإضافة الى المناطق الحدودية الاخرى بين إيران والعراق. كانت قوات قاسملو تعاني من نقص في الخبرات القتالية وعدم وجود قائد ميداني فعلي لإدارتها في المعارك ، لذلك طلب من قيادة حزبنا الشيوعي، التي كانت متواجدة في المنطقة، مساعدته في هذا المجال فاستجابت له ، وتم تكليف الرفيق أبو تاره ( أحمد جوان روي ) كقائد لقوات حدكا في المنطقة .
وكان في ذلك الوقت، هناك خلاف حاد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران والحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق ، وقد تصاعدت هذه الخلافات حتى وصلت أحيانا الى حد الاقتتال بينهما. لذلك لم يلجأ قاسملو الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني- العراق طلبا للمساعدة. وبدلا من ذلك تم ارسال مفرزة من رفاق بهدينان ورفاق سوران بقيادة الفقيد القائد العسكري المعروف توما توماس الى منطقتي بوكان وسقز للمشاركة في المعارك الجارية هناك بجانب قوات حدكا .
كان المشاركون في هذه المفرزة من رفاق بهدينان وضمت الأسماء التالية : توفيق ختاري وناظم ختاري وأبو ليلى دوغاتي وأبو فايز دوغاتي وصباح القوشي والفقيد ياسين (الياس عبدي) والشهيد حيدر سليمان خورزي و الفقيد عيدو مراد ختاري ، وعدد اخر من الرفاق لا أتذكر أسمائهم ، ومجموعة من رفاق سوران ومنهم أتذكر الرفيق حمه بجكولا الذي أصيب بجروح صعبة ، الا ان قواتنا لم تدخل المعارك الفعلية بعكس قوات الحزب الاشتراكي التي خاضت المعارك واستشهد أحد عناصرها وهو ملازم ( سلام ) .
نظرا لعدم التكافؤ بين قوات جيش النظام الإيراني وقوات حدكا من كل النواحي، أمرالفقيد قاسملو بالانسحاب من المعارك باتجاه مدينة سردشت الإيرانية القريبة من الحدود العراقية، وطلب من الرفيق توما توماس مرافقته الى داخل الأراضي العراقية، حيث مقر الحزب لكي يكون في حماية قواتنا ، وتم تسليمنا سيارة زيل عسكرية كانت تحمل كمية من السلاح الخفيف ومدفع هاون عيار 80 ملم ورشاش دوشكا المضاد للطائرات وقذائف المدافع إضافة إلى ذخائر أخرى، ثم انسحبنا معا باتحاه مقرنا في تووزلا ، حيث حل الفقيد قاسملو ضيفا على المكتب العسكري للحزب الشيوعي العراقي في ناوزنك ومن هناك بعد فترة من الزمن تم تسفيره الى الخارج على ما أعتقد .
ولما كانت أعداد الأنصار في المقرات في تزايد مستمر وتوجه كل الأمور نحو الاستقرار في الجانب الإداري والعسكري ، اقترح على المكتب العسكري أهمية النزول الى المدن وقرى المنطقة من خلال تشكيل مفارز صغيرة، بهدف إعادة التواصل مع جماهير المنطقة والاتصال بتنظيمات الحزب المقطوعة منذ فترة طويلة. لم يتأخر المكتب العسكري على اتخاذ قرار بهذا الشأن وباشرعلى الفور بتشكيل هذه المفارز الصغيرة من الرفاق ذوي الخبرة القتالية والتنظيمية ومن أهالي تلك المناطق لتنفيذ هذه المهمة.إذ تم ارسال مفرزتين من رفاق سوران ، وحسب ما أتذكر كانت ضمنها مفرزة إلى مناطق كويسجق، ومفرزة إلى بتوين، بالإضافة الى مفرزة من رفاق بهدينان تحركت في الشهر التاسع من عام 1979 باتجاه مقر كوماتا حديث التشييد في بهدينان. وكان من بين رفاق الوجبة الأولى الرفاق التالية أسماءهم 1- الفقيد أبو ماجد ( علي خليل ) القائد الشيوعي المعروف 2- صباح كنجي 3- عيدو برهيم دوغاتي 4- الفقيد قادر ( درويش شيخ عبدي ) 5- خليل أبو شوارب 6- الشهيد أبو ايفان القوشي 7- الفقيد أبو حربي ( درمان سلو جندي ) 8- الفقيد ياسين ( الياس شيخ عبدي ) 9- الفقيد حيدر سليمان الخورزي 10- الفقيد عادل مزوري 11- حميد دوستكي .
رغم المصاعب والمعاناة العديدة لم تكن حياتنا تخلو من التمتع بالإجازات إلى بعض المدن الإيرانية، ففي الشهر السادس من عام 1979 ذهبنا أنا و الفقيد أبو حربي في إجازة الى ايران لمدة 15 يوما، استطعنا خلالها زيارة عدد من المدن الإيرانية منها مدينة سردشت، مكثنا فيها يوما واحدا، ثم مدينة مهاباد الجميلة بموقعها وناسها وجمال بناتها، حيث مكثنا هناك يومين ، ومنها توجهنا الى مدينة الرضائية، أيضا مكثنا فيها يومين، ثم رجعنا الى مهاباد مرة أخرى، وفي اليوم التالي قررنا التوجه نحو مدينة سننداج التي وصفها الرفاق الذين زاروها قبلنا بانها مدينة جميلة من حيث الموقع وكرم أهاليها، ذهبنا الى كراج منشآت النقل بين المدن ولم نتأخر هناك كثيرا، إذ تحرك الباص بعد فترة قصيرة نحو مدينة سننداج ، كان عدد الركاب بحدود 30 راكبا أغلبهم أكراد، سألنا أحدهم عن مسافة الطريق بين مدينة مهاباد وسننداج، فقال يبدو إنكم غرباء في المنطقة، قلنا نعم نحن أكراد العراق نريد زيارة مدينة سننداج، فقال المسافة بحدود 5 ساعات ، ثم بدأوا يسألونناعن وضعنا وسبب وجودنا في المنطقة ، قلنا لهم نحن في المعارضة العراقية ولدينا مقرات على الحدود العراقية-الإيرانية ، في منتصف الطريق عرف جميع ركاب المنشأة عن هويتنا، فقام أحدهم بجمع النقود من الركاب ، ذهب تصورنا بأنه مساعد السائق ويجمع أجور الركاب ، ولكن بعد الانتهاء من العملية تبين أنها نظمت من أجلنا ، فتوجه الينا وقال أنتم أكراد العراق وأنتم ضيوفنا في المنطقة، علينا مساعدتكم فجمعنا لكم مبلغا بسيطا كمصاريف لكم خلال تواجدكم في المنطقة، ولا يجوز المبيت في الفنادق فبيوتنا مفتوحة لكم. اعترضنا بشدة وشكرناهم على شعورهم الطيب، وقلنا لهم لدينا ما يكفينا ولا نحتاج الى الفلوس، وأخرجنا المبالغ التي كانت في حوزتنا وأقنعناهم على إعادة المبلغ الى أصحابه، فوافقوا على ذلك، ثم قام شخص وقال انتم ضيوف عندي في البيت خلال فترة تواجدكم في المدينة ، أيضا رفضنا ذلك، ولكن نتيجة الحاحه الشديد وافقنا على طلبه ، فبتنا ليلة واحدة في بيته، وفي اليوم التالي طلبنا منه تركنا وشأننا، ومن عنده ذهبنا إلى أحد الفنادق، في اليوم الثالث توجهنا نحو مدينة كرمنشاه الجميلة بشوارعها الواسعة، نزلنا في أحد فنادقها، بعد قسط من الراحة قمنا بجولة في أسواق المدينة، أثناء تجوالنا لفت انتباهنا رجلا مسنا يرتدي زيا يشبه اللباس الايزيدي من مناطقنا، فقلت لأبا حربي هيا لنلتقي به ونساله عن معتقده فتردد في البداية، غير انه وافق في النهاية أمام اصراري، توجهنا اليه والقينا عليه التحية باللغة الكردية فرد السلام بالكردي أيضا، قلت له هل يمكنني الاستفسار منك عن موضوع ما، فقال تفضل كيف يمكنني مساعدتكم قلت له نحن أكراد من العراق ومن الديانة الايزيدية، وسمعنا أن هناك ايزديين في منطقة كرمنشاه أيضا، فاجاب تقصد عبدة الشيطان ( شه يطان به ريس)، رغم تحفظنا بطبيعة إجابته ، قلنا له نعم ، كان من المهم بالنسبة لنا أن نصل إلى نتيجة ما، ثم واصل قائلا في السابق كنا نرفض أن يطلق علينا هذا الاسم ، لكن الان أصبح الامر عاديا، ومع ذلك لانزال نحافظ على بعض طقوسنا الدينية، مثل الصيام لمدة ثلاثة أيام، وتقديس شيخ شمس التبريزي (شيشمسي توريزي) كما اننا نقوم في المناسبات الدينية بتحضير أكلة خاصة تسمى سماط ( وطعام السماط معروف لدينا في العراق يطبخ في أغلب المناسبات الدينية ) . أما بخصوص الزواج، فقد كنا نحرمه من اتباع الإسلام أو من الديانات الأخرى ، لكن مع مرور الزمن ، وبسبب الاضطهاد الديني والاعتداءات المستمرة من المسلمين في مناطقنا ، اضطررنا الى الخضوع وتجاوز هذا الالتزامات الدينية، وبدأنا بالتزاوج مع المسلمين. وواصل قائلا لدينا أمير للطائفة، وهو حاليا في رحلة الى طهران للقاء الخميني وعرض مشاكلنا عليه، ومن المحتمل ان يعود خلال الأيام القليلة المقبلة فاذا كنتم ترغبون في لقائه ومعرفة المزيد من المعلومات فتعالوا معي، وستكونون في ضيافتي الى حين عودته. لكن للأسف رفض الفقيد أبو حربي الفكرة، بسبب ضيق الوقت وانتهاء مدة الإقامة المسموح بها، إذ حصلنا عليها من أوك ، لذا عدنا ادراجنا دون ان نصل الى الحقيقة التي كنا نبحث عنها بعدما ألتقينا مع هذا الرجل .
بعد قضاء فترة من الراحة النفسية والاستجمام في المدن الإيرانية،عدنا الى ناوه زنك، حيث يقع مقر تووزلا، التي يفصلها نهر صغيرعن الحدود الإيرانية .
كانت منطقة ناوزنك موقعا للتبادل التجاري غير الرسمي يعرف باسم ( قجغ ) وهو نشاط تجاري غير خاضع لأي سلطة كمركية، يتحكم فيه تجار الحدود بين العراق وايران ، كما ذكرنا سابقا، كان هذا السوق مفتوحا، يباع فيه كل شيئ، البضائع مفروشة على الأرض، خاصة خلال فصل الصيف. كنا نزوره كثيرا لغرض مشاهدة بضائعه والاستمتاع بها وشراء بعض احتياجاتنا منه .
الى جانب ذلك ، كانت منطقة ناوزنك تتميز بجمال طبيعتها الخلابة، إذ تكثر فيها البساتين المثمرة بمختلف أنواع الفاكهة ، وتتخلل وديانها وشعابها أنهار صغيرة وغابات كثيفة وغيرها من المشاهد الطبيعية الساحرة،لا زلت احن اليها كلما عدت بذاكرتي لتلك الأيام ، ولا ادري لماذا ..؟ ربما لانها كانت بداية مرحلة جديدة في حياتي .
في بداية الشهر الثالث أي في 10.3.1980 أصدر المكتب العسكري في ناوزنك قرارا مفاده ترحيل المجموعة الثانية من رفاق بهدينان ، التي ضمت 18 رفيقا الى مقر كوماتا، بقيادة الفقيد أبو باز ( دنخا شمعون البازي ) وذلك بعد اتمامه المهمة التي كلف بها سابقا، والمتمثلة في فتح مقرفي منطقة كوستا التابعة لمحافظة أربيل . كما كان ضمن المجموعة الرفيق الفقيد أبو حربي ( درمان سلو ) الذي نقل سابقا مع الوجبة الأولى من الرفاق إلى بهدينان ، ثم عاد الى ناوزنك ليكون دليلا للمجموعة الثانية نظرا لمعرفته بمسالك الطريق بين سوران وبهدينان .. وكان أبو حربي وأبو باز الوحيدين في المجموعة اللذين كانا يحملان السلاح ، حيث كان بحوزة أبو حربي بندقية كلاشنكوف، بينما كان أبو باز يحمل مسدسا.
وكانت المجموعة متكونة من الرفاق التالية أسماؤهم
1-أبو باز ( دنخا شمعون )
2-الفقيد أبو حربي ( درمان سلو )
3- أبو داود ( خديدة حسين )
4- توفيق ختاري ( خيري درمان )
5 – ناظم ختاري ( خليل شيخ عبدي )
6- خورشيد خورزي ( بيبو قوجي )
7- حمه دوغاتي ( كريم درويش )
8- شاكر دوغاتي( شمو سليمان )
9 صباح القوشي
10- رحيم القوشي
11- مختار ختاري ( عيدو مراد )
12- هادي دوغاتي ( اودي حسن )
13 الفقيد هشام ( علي شيخ عبدي )
14- كامل حسين شقيق أبو داود
للأسف، هناك رفاق آخرين لا أتذكر أسماؤهم، خلال هذه الرحلة الطويلة بين سوران وبهدينان التي استمرت أربعون يوما، اعترضتنا فيها الكثير من المصاعب والمتاعب والمخاطر. وكانت مليئة بالمفاجات العسكرية ،إذ صادفتنا مفارز الجندرمة التركية ( حرس الحدود ) بالإضافة الى التحديات الطبيعة مثل تساقط الثلوج وانهياراتها والامطار الغزيرة التي تسببت بالفيضانات . ابتدأ مسار رحلتنا من مقر تووزله منطلقين نحو مدينة سردشت الإيرانية ، حيث مكثنا هناك ليلا واحدة . ثم واصلنا بواسطة منشأة كبيرة الى مجمع زيوة القريب من الحدود العراقية، الذي كان يحتض المقر القيادي للحزب الديمقراطي الكردستاني -العراق علاوة على عوائل كوادره التي تركت كوردستان العراق بعد انهيار الحركة الكوردية في 1975. كان مجمع زيوة يبعد أكثر من خمسة ساعات مشيا على الأقدام عن المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وايران . بعد ليلة مبيت هناك تحركنا باتجاه قرية ( ربما كانت قرية ساركى أيضا) والتي تقع بالقرب من سفح جبل المثلث.
عند وصولنا إلى تلك القرية الحدودية مساءا، بدء الثلج يتساقط بكثافة ، وتراكم على الأرض بارتفاع مخيف، فيما كانت الأجواء ملبدة بالغيوم والعواصف الرعدية، نصحنا سكان القرية بالبقاء حتى تتحسن الأحوال الجوية، نظرا للمخاطر المحتملة في مثل هذه الظروف الجوية السيئة، على أثر ذلك اضطررنا البقاء في القرية لمدة ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع تهيأنا لمتابعة الرحلة. كانت بحوزتنا حقائب تحتوي على أغراض شخصية يصعب حملها والصعود بها الى قمة الجبل المغطى بالثلج، والذي يتميز بارتفاعه الشاهق. فقد كانت المسافة التي تفصلنا عن المثلث الحدودي تتجاوز الساعتين مما جعل حمل الامتعة صعبا، لذلك استأجرنا أربعة أشخاص من سكان القرية لمساعدتنا في حملها على ظهورهم ومرافقتنا كأدلاء لفتح الطريق أمامنا وسط التراكم المذهل للثلوج في الطريق الى المثلث الحدودي .
انطلقنا برفقتهم صعودا نحو القمة ، وبدأ الأدلاء يشجعوننا ويحثوننا على الحركة النشطة والهمة لضمان عبور المثلث قبل غروب الشمس ، حتى نتمكن من مواصلة المسيرة بعد ذلك دون متاعب. فقد أوضحوا لنا ان العبور ليلا سيكون صعبا بسبب الرياح العاتية المحملة بذرات الثلج الناعم في القمة الجبلية ، فضلا عن نقص الاوكسجين في تلك النقطة. الثلج الكثير لم يستطع من تثبيط معنوياتنا للصعود إلى القمة، فعند وصولنا الى هناك وهي نقطة المثلث الحدودي ، جاء التحذير الأخير من الأدلاء بعدم التوقف وضرورة الإسراع لتجاوزها، وكان هذا التحذير في محله، فقد تعثر أبو باز وسقط ، مما أدى الى انقطاع أنفاسه. الا ان أحد الادلاء تمكن من سحبه بسرعة ، ومما يذكر ، نحن جميعا شعرنا بصعوبة الموقف في تلك المسافة القصيرة ، لكننا رغم ذلك استطعنا تجاوزها بسلام .
كان الاتفاق مع الأدلاء ان يرافقوننا حتى تلك القمة، وانتهت مهمتهم بعد ما عبرنا تلك النقطة الشرسة وهم عادوا الى قريتهم، بعدما استلمنا حقائبنا منهم، أما نحن فتابعنا المسيرة نزولا باتجاه أول قرية كردية تركية قريبة من المثلث، بعد أن استغرق النزول اليها نحو ساعة. كانت قرية نائية ومتخلفة جدا، حيث يعيش سكانها مع حيواناتهم في غرف متلاصقة أو متقاربة جدا، أغلبهم لم يزوروا المدن والقصبات بسبب انقطاع الطرق في فصل الشتاء، نتيجة تساقط الثلوج بكثافة، إضافة الى بعد قراهم عن المراكز الحضرية، يعتمدون في معيشتهم على منتجات حيواناتهم ومواشيهم، ويقومون بشراء المؤن والاحتياجات الأخرى في بداية فصل الصيف القصير تحوطا لشهور شتائية طويلة وقاسية .
اثناء توزيعنا على البيوت، لاحظنا في أحد المنازل التي كنا فيها للمبيت لحم بقر مجفف ومعلق على الحبال مثل الملابس ، كنت أنا والفقيد أبو حربي فسألنا صاحب المنزل عن سبب تجفيف اللحم بهذه الطريقة، أجاب بأنهم يجففونه لغرض الاحتفاض به واستخدامه لاحقا في اعداد الطعام .
قدموا لنا عشاءا من اللبن والجبن اللذيذ مع الشاي ، بتنا تلك اليلة في القرية، وفي اليوم التالي واصلنا مسيرتنا باتجاه قرى أخرى ، وفي الطريق صادفتنا مفرزة من الجندرمة التركية، وكانت المفاجأة متبادلة بيننا وبينهم، مما ساعد على تجنب أي صدام . كنا دائما نتجنب المناطق والقرى التي تتواجد فيها ثكنات الجندرمة لتفادي المشاكل ، لذلك غالبا ما كنا نسلك الطرق القريبة من الحدود العراقية ، حيث لم نواجه مثل هذه المواقف المفاجئة . كانت هذه المواجهة الأولى والأخيرة خلال مسيرتنا الطويلة ، لكنها مرت بسلام دون أي اعتراض من قبلهم ¨واعتقد ان سبب عدم التصادم كان عنصر المفاجأة غير المتوقعة بالنسبة لهم .
واصلنا المسيرة الطويلة الى القرية التالية للمبيت فيها، كانت القرى التركية الحدودية متباعدة عن بعضها البعض، و في بعض الأحيان كانت المسافة تستغرق اكثر من خمس ساعات مشيا على الاقدام . أما في الجانب العراقي، لم تكن هناك قرى ، حيث تم ترحيل جميع القرى الحدودية من قبل النظام العراقي الفاشي، بعد انهيار الحركة الكردية في عام 1975 وتم اسكانهم في مجمعات سكنية قسرية بالقرب من المدن ، بهدف جعلهم تحت سيطرة الأجهزة القمعية .
بعد وصولنا الى القرية، التي لا أتذكر اسمها ، تم توزيعنا على البيوت من قبل مختار القرية ، انا توفيق ختاري والفقيد أبو حربي ، كنا معا في عملية التوزيع ، فصرنا ضيوف على أحدى العوائل، كانت لديهم غرفة واحدة للنوم ، لا تتجاوز مساحتها اكثر من 4×5 متر، وهي غرفة بسيطة جدا، كان أهل البيت يتكونون من الزوج والزوجة وطفل صغير عمره تقريبا سنة ، وكان لا يزال ينام في الكاروك. على الرغم من الظروف البسيطة ، الا انهم رحبوا بنا اجمل ترحيب واكرمونا بعشاء شهي، ثم قدموا لنا الشاي . بدانا بتبادل الأحاديث و السوالف حتى الساعة العاشرة تقريبا من الليل . عندها قامت ربة البيت بفرش الفراش للنوم، كنا نظن اننا سنكون وحدنا في الغرفة ، لكن تبين لاحقا ان هناك من سيشاركنا فيها، تحدثت مع أبو حربي، وقلت له هذا غير معقول كيف ينامون معنا في نفس الغرفة ؟
سألهم أبو حربي ان كانت لديهم غرفة أخرى، فاجابوا بالنفي، ما عدا غرفة أخرى للحيوانات. لم يكن أمامنا خيار سوى المبيت معهم في نفس الغرفة، تساءلنا ان كانت هناك بيوت لم يتوزع فيها رفاقنا ، لكنهم اخبرونا بان القرية صغيرة ولا يوجد بيوت تخلوا من الرفاق الأنصار، لم يكن يفصل بيننا وبين العائلة سوى كاروكة الطفل. كنا منهكين تماما من التعب، فذهبنا للنوم مباشرة، في منتصف الليل ، سمعنا انا وأبو حربي أصوات خشخشة وحديثا بين الزوج والزوجة، في البداية ظننا ان الصوت قادم من خارج الغرفة ، لكن بعد تركيزنا ، ادركنا ان الزوج يريد ممارسة الحب مع زوجته كأننا غير موجودين معهم في الغرفة ، دون أي خجل، غير ان زوجته كانت ترفضه وتمنعه من ذلك.
في الصباح ، قدموا لنا فطورا جيدا من اللبن والجبن والقيمر والخبز الحار، بعد الطعام غادرنا البيت ، وتجمعنا خارج القرية ثم واصلنا المسيرة مرة أخرى نحو قرية أخرى ، وهكذا استغرقت هذه الرحلة أربعون يوما كاملا قاسيا، قاهرا بكل تفاصيلها في ظل أجواء سيئة للغاية ، خاصة في المناطق الحدودية ، حيث كانت الثلوج الكثيفة تتراكم بكثرة على الطرق والقمم العالية .
كان أصعب ما نواجهه هو شق الثلوج لفتح الطريق أثناء تساقطها، اذ كنا نقطع المسافة التي تستغرق ساعة في الظروف العادية في ساعتين أو أكثر، ورغم كل هذه الصعوبات، تمكنا بفضل معنويات الرفاق العالية وعزيمتهم القوية، من التغلب على العوائق الطبيعية التي اعترضت طريقنا خلال الرحلة . كان همنا الوحيد هو الوصول الى مقر كوماتا في بهدينان .
قبل أن نصل نهر خابور الذي يفصل طريقنا عن مقر كوماته ألتقينا بمفرزة صغيرة من رفاق في أحدى القرى كانت تضم الشهيد الدكتور عادل ، جاؤوا إلى هناك لمعالجة أحد المرضى من أهالي تلك القرى.
وصلنا في ظهيرة يوم 14 ابريل 1980 الى الجهة المقابلة لمقر كوماتا يفصلنا عنه نهر الخابور ، الذي كان هائجا بسبب ذوبان الثلج . كان مستوى المياه مرتفعا للغاية، مما جعل عبوره أمرا مستحيلا . بعد ما أدركنا ذلك، أبلغنا الرفاق في الجهة الأخرى من النهر، حيث يقع المقر، بوجود جسر في قرية تبعد مسافة تتراوح بين ثلاث الى أربع ساعات عن مقر كوماتا، وكان علينا التوجه اليها لعبور النهر ، اذ لم يكن هناك مخرج اخر .
رغم التعب والجوع والبرد ، لم يكن أمامنا خيار سوى العودة ومواصلة المسير نحوى تلك القرية ولكن لما كانت القرية بعيدة والوقت متأخرا أخترنا أن نبقى في قرية تقع على قمة جبل ليس بعيد عن مقر كوماته وذلك لغرض التمتع بقسط من الراحة وتناول طعامنا هناك ثم نواصل في نفس الليلة مسافة ثلاث ساعات أخرى من المشي للوصول إلى القرية المقصودة ، فعلا في الصباح منتصف الليل وصلنا إليها بعدما عبرنا الجسر المقصود ، وكالعادة ، قام مختار القرية بتوزيعنا على البيوت ، حيث مكثنا هناك تلك الليلة أيضا. وفي الصباح ، بدأت الغيوم تتجمع في السماء العالية، فحذرنا أهل القرية بالبقاء حتى يتحسن الطقس. وبناءا على نصيحتهم ، اضطررنا البقاء يوما آخر في القرية .
وفي صباح اليوم التالي، الموافق 16 ابريل 1980، كان الجو صافيا ومشمسا، باستثناء بقعة من الغيوم فوق سلسلة جبلية سنمر عبرها. ومع ذلك جاء تحذير أهل القرية مرة أخرى وبيقين مؤكدين إنه رغم صفاء الجو، فإن وجود تلك الغيوم فوق قمة السلسة الجبلية يشير الى احتمال اقتراب عاصفة ثلجية. كما حذرونا من وعورة الطريق، مشددين على ان اجتيازه سيكون صعبا للغاية، خاصة اننا لسنا من أهل المنطقة ولسنا على دراية بطبيعتها الطوبوغرافية. لكن رغم التحذيرات الواضحة، أتخذنا نحن الأنصار قرارا لمواصلة المسيرة مهما كانت العواقب على الرغم من معارضة بعض الرفاق ، الا ان الاغلبية كانت تؤيد الاستمرار . ضغطنا على ابي باز ، قائد المجموعة ، لاستكمال الرحلة ، بحجة ان المسافة المتبقية الى مقر كوماتا لا يتجاوز اليوم الواحد .
تحت هذا الضغط ، أمر الفقيد أبو باز بالخروج من القرية باتجاه المقر . كان الطريق طويلا ، وعند وصولنا الى مشارف القمة قبيل غروب الشمس ، بدأت بوادر العاصفة بالظهور، رياح قوية محملة برذاذ ثلجي يعمي العيون، تماما كما وصفها لنا اهل القرية . وعندما وصلنا الى القمة ، بدا الثلج بالتساقط بكثافة ، مصحوبا بضباب كثيف، مما ادى الى ارتباك وضياع الطريق الصحيح . واجهنا قطوع صخرية عالية الارتفاع ومسالك وعرة لا تصلح سوى للحيوانات البرية ، بالإضافة الى شقوق ثلجية قديمة نشأت بفعل الذوبان ، والتي قد تكون قاتلة لمن يسقط فيها، اذ لا يعثر عليه الا في نهاية الربيع . واجهنا أيضا انزلاقات ثلجية خطيرة ، حيث قد يؤدي السقوط أو التزحلق الى مخاطر جسيمة. بالفعل تعرض كل من الرفيقين الفقيدين أبو حربي الختاري وأبو حازم الخورزي للتزحلق ، مما اسفر عن إصابات في رؤوسهم ورضوض في أيديهم، لكن لحسن حظهما كانت مسافة التزحلق قصيرة ، واصاباتهم خفيفة .
بعد صراع رهيب مع تحديات تلك المسافة المرعبة أمر أبو باز الرفيق أبو حربي باطلاق النار من بندقيته الكلاشينكوف طلبا للنجدة ، لكن أبو حربي تردد معللا ذلك بقلة الذخيرة . اثار هذا التردد غضب أبو باز، فصرخ قائلا : الذخيرة ليست من جيب جدك ! أقول لك اطلق النار سنموت جميعا وانت تتحدث عن قلة الطلقات !. عندها أطلق أبو حربي عدة طلقات ، سرعان ما جاء الرد بطلقة واحدة من احد الرعاة في أسفل الجبل ، حيث كان متواجدا مع أغنامه في عمق الوادي . لاحظنا ناره مشتعلة ، فبدت كشمعة متوهجة بسبب بعد المسافة بيننا. عندها، صرخ أبو باز باعلى صوته باتجاه النار، طالبا النجدة وقال نحن 22 مسلما معرضون للموت ! عليك مساعدتنا وانقاذنا، عندها مازحه الرفيق أبو حربي ، قائلا بصوت منخفض، هذا غير صحيح نحن 22 شخصا كلنا أزديون ومسيحيون ، فضحك الجميع رغم الموقف العصيب الذي كنا فيه.
اقترب الراعي نحونا حاملا مصباحا يدويا ، فتوجهنا نحو الضوء، وعند لقائنا به ، سألنا مستغربا ما الذي جاء بكم إلى هنا ..؟ هل انتم مجانين..؟ وقال من المستحيل ان يسلك الانسان هذا الطريق ، فهو مخصص فقط للحيوانات البرية ، أجبناه باننا ضللنا الطريق بسبب العاصفة الثلجية . فاصطحبنا الى حيث كانت أغنامه ، واشعل نارا كبيرة مستخدما كل ما لديه من الحطب، فتدفئنا وجففنا ملابسنا المبللة بفعل الثلج .
لم نستطيع النوم بسبب البرد القارس حتى الصباح . وفي يوم 17 -4-1980 ، توجهنا الى قرية لا اذكر اسمها ، كانت تبعد ساعة اواكثر قليلا عن مقر كوماتا ، حيث مكثنا ليلة واحدة بسبب الارهاق والجوع اللذين عانينا منهما خلال الليلة المشؤومة . وفي ظهيرة يوم 18 ابريل 1980 ، وصلنا الى مقر كوماتا ، حيث استقبلنا الرفاق بحفاوة ، مما عزز نواة قاعدة كوماتا.
التحقت بنا في كوماته المجموعة الثالثة والأخيرة من رفاق بهدينان في بداية صيف عام 1980 كانت قادمة من منطقة ناوزنك ، وهم
1-الفقيد أبو فؤاد ( جوقي سعدون )
2-الفقيد شاكر ( شمو سليمان )
3-طالب ( بيبو رشو )
4-محسن ( علي برهيم )
5-سعيد اطوشي ( عادل سليم )
6-الفقيد خديدة طيبان
7-معروف القوشي
أسماء الرعيل الأول من رفاق دشت الموصل ، الذين اسهموا في تشكيل نواتاة الكفاح المسلح لمقارعة النظام البعث الفاشي المجرم في العراق … وهم
1-الفقيد أبو ماجد ( علي خليل )
2-الفقيد أبو فؤاد ( جوقي سعدون )
3-أبو داود ( خديدة حسين )
4-الفقيد قادر ( درويش عبدي ) شقيق ناظم ختاري
5- الفقيد ياسين ( الياس عبدي ) شقيق ناظم ختاري
6-الفقيد هشام ( علي عبدي ) شقيق ناظم ختاري
7-الفقيد عزت ( شمدين شيخ علي ) عم ناظم ختاري
8-توفيق ختاري ( خيري درمان )
9- ناظم ختاري ( خليل عبدي )
10-سعيد اطوشي ( عادل سليم )
11- هادي دوغاتي ( اودي حسن )
12- طالب دوغاتي ( بيبو رشو )
13- فاخر دوغاتي ( عيدو برهيم )
14- محسن دوغاتي ( علي برهيم )
15- صباح كنجي ( باسل جمعه كنجي )
16- كفاح كنجي ( ماجد جمعه كنجي )
17- الفقيد كامل حسين
18- الفقيد مختار ختاري ( عيدو مراد تعلو )
19- ستار ( صبحي خدر حاجو )
20- أبو عمشة ( حسين حجي كنجي )
21- خالد بعشيقي ( درويش شرو )
22- الفقيد خديدة طيبان
23- الفقيد ملازم سلام ( دخيل درويش )
24- خليل أبو شوارب ( حجي حسو )
25- الفقيد أبو فارس ( دخيل )
26- الفقيد سالم ( درمان سلو جندي )
27- الفقيد شاكر ( شمو سليمان )
28- الفقيد خورشيد ( بيبو قوجي )
29 – الفقيد حيدر سليمان زراق
30- الفقيد أبو اسمر الزاخولي
31- الفقيد أبو ايفان القوشي
32- الفقيد صباح القوشي
33- رحيم القوشي
34- معروف القوشي
ومما يذكر أن الرفيقين أبو سمرة وأبو فالنتينا من أهالي بعشيقة وبحزانى استشهدا في جبل سفين في طريق التحاقهما بمقراتنا في ناوه زنك
أولنبورغ في 15.5.25