أثار تنظيم جديد يُطلق على نفسه اسم “سرايا أنصار السنة” حالة من الرعب في مختلف أنحاء سوريا، لا سيما في المناطق الساحلية ذات الغالبية العلوية. التنظيم، الذي يتبنى فكرًا متطرفًا مشابهًا لمرتزقة داعش ، أعلن عداءه ليس فقط للأقليات الدينية في سوريا، بل أيضًا لهيئة تحرير الشام (الجبهة الوطنية للتحرير) بقيادة أحمد الجولاني (المعروف الآن باسم أبو محمد الجولاني )، مما يشير إلى احتمال تصاعد التوترات والصدامات المسلحة.
بحسب ما نشرته صحيفة النهار اللبنانية ، أعلن التنظيم مسؤوليته عن مجازر استهدفت الطائفة العلوية في المناطق الساحلية السورية، معربًا عن نيته مواصلة استهداف الأقليات الأخرى، بما في ذلك الدروز والمسيحيون. وأكد التنظيم أنه يعتبر هذه المجموعات “كافرة”، وشرع لنفسه حق محاربتها و”الانتقام” منها.
هذا الإعلان جاء بعد فترة طويلة من الصمت حول الجرائم التي ارتكبت في حق الأقليات خلال سنوات الحرب السورية. وقد أثار هذا التبني المفاجئ تساؤلات حول توقيته وأهدافه، خاصة وأن التنظيم كان حليفًا سابقًا لهيئة تحرير الشام، وشارك في العديد من المعارك إلى جانبها، بما في ذلك تلك التي استهدفت الطائفة العلوية.
اتهامات للجولاني بالتضليل
يبدو أن ظهور هذا التنظيم جاء في سياق محاولات الجولاني لتبرئة نفسه وفصائله من التهم المتعلقة بقتل الأقليات، والتي طالته بسبب تاريخه العسكري وتحالفاته السابقة. ومع ذلك، فإن الجولاني لم يقم بشكل مباشر بتوجيه الاتهامات إلى “أنصار السنة”، لكن التنظيم خرج فجأة ليعلن تبنيه جميع الأعمال العدائية، بما في ذلك المجازر ضد العلويين.
هذا التحرك قد يكون محاولة من الجولاني للتنصل من المسؤولية، عبر إظهار أن هناك جهة أخرى هي المسؤولة عن هذه الجرائم. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد تكون لها تداعيات خطيرة، حيث يمكن أن تُستخدم كذريعة لتصعيد العنف ضد الأقليات أو حتى لفتح جبهة جديدة مع الهيئة.
في بيانه، أشار التنظيم إلى أنه يستعد لمرحلة قادمة قد تستوجب الدخول في صدام عسكري مع هيئة تحرير الشام . ويبدو أن التنظيم يسعى إلى تقديم نفسه كبديل أكثر تشددًا وأكثر ولاءً للIdeology المتطرفة، مما يجعله تهديدًا ليس فقط للأقليات، بل أيضًا للقوى الموجودة على الأرض.
ظهور تنظيم “سرايا أنصار السنة” يزيد من تعقيد المشهد في سوريا، حيث يأتي في وقت حساس تشهد فيه البلاد محاولات لإعادة الاستقرار. هذا التنظيم، الذي يعتمد على الفكر المتطرف ويتبنى خطاب الكراهية ضد الأقليات، يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط للأمن الداخلي، بل أيضًا لجهود المصالحة الوطنية. كما أن التوترات المحتملة بين التنظيم وهيئة تحرير الشام قد تؤدي إلى تصعيد جديد، مما يعقد الجهود الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.