حقبة زمنية عاشتها بعض الدول تحت الاحتلال العثماني ولفترة امتدت عقود وحتى قرون من السنين ، واخيرا تم دحرها وتفتيتتها بعد ان هزمت في الحرب العالمية الاولى ، ومن المؤكد هنالك وثائق مهمة تخص تلك الدول المحتلة تظهر سياسة التعامل العثماني معها سياسيا اقتصاديا عسكريا اجتماعيا وحتى دينيا ، وهذه السياسة لا يثبتها الا الوثائق وكتبة التاريخ لكن الوثائق تكون اقوى دليل .
اخذت بعض الجهات على عاتقها الاطلاع على هذه الوثائق وشراء ما تراه مهما لكي تستخدمه في ابحاثها وقراءتها لتلك الفترة الزمنية ، ومن هذه الجهات هي العتبات المقدسة منها الحسينية والعباسية والكاظمية والعسكرية ، وجهودهم مشكورة على هذه الخطوة المهمة
هنالك جهة رسمية تابعة للحكومة التركية يتم التعامل معها للحصول على الوثائق وهنالك مكاتب اهلية اصحابها عاملون في المتحف الخاص بالوثائق ، ومن هنا فان الباحث عن الوثائق لا يمكنه تمييز المهمة عن غير المهمة ، يقابلها اعتقادا من ان الجانب التركي استخدم هذه الوثائق كبورصة ولا يعطي المهمة الا بثمن او عدم الاطلاع عليها اطلاقا .
من خلال اطلاعي على هذه الوثائق وكيفية تصنفيها ومدى اهميتها اجد ان الجانب العثماني لم يكن شفافا في تعامله مع هذه الجهات ، استطيع ان اصنف هذه الوثائق في اربع اصناف ، صنف اعمار العتبات ، صنف نفقات العتبات ومن ضمنها رواتب الخدم والكليدار، صنف ايرادات العتبات ، صنف اوقاف العتبات ، وهنالك وثائق متفرقة مثلا تقل شرطي الى خانقين ، او تاكيد على اعمار ، رسوم دفن الجنائز ، وغيرها .
هنالك وثائق لا يوجد عليها ختم الارشيف العثماني ولا اعلم ماهي اهميتها بل حتى لا توجد جهة الاصدار او جهة الاستلام او تاريخ الصدور، هنالك وثائق كتب عليها تاريخ التبيض وتاريخ التسويد ولا اعلم النص الموجود هل هو مسودة او مبيضة اضف الى ذلك وجود خطوط على عبارات لغرض الحذف ، وهذا يعني قد لا تكون هي الوثيقة الرسمية .
اما طباعة كتب بهذه الوثائق فبعضها الترجمة غير سليمة وبعضها يعرضون صورة وثيقة واحدة من عدة وثائق لموضوع واحد وبشكل مصغر لا يمكن قراءتها اطلاقا فلماذا تعرض؟ .
هنالك وثائق جداول رواتب الكليدار والخدم لا اهمية لتكرارها بل فقط الاشارة الى وجود وثائق لرواتب الكليدار والخدم من الفترة كذا الى الفترة كذا .
هنالك وثائق مهمة تخص ما جرى من احداث لاسيما في المدن المقدسة وكيفية تعامل الولاة معها، مثلا مجزرة نجيب باشا في كربلاء كتبوا عنها ان هنالك لصوص قطاع طرق في كربلاء قام الجيش العثماني بمحاربتهم وهي بخلاف الحقيقة .
هنالك كتاب صدر بالفارسي ( عتبات عاليات عرش درجات/ تاليف سيد علي موجاني/ صدر عن مجمع اهل البيت عليهم السلام ) خصص للوثائق العثمانية الفارسية عبر وزارة الخارجية والسفارة لكلا البلدين فيها وثائق مهمة اكثر بكثير من الوثائق التي عرضتها العتبات المقدسة ، لانها تسلط الضوء على تعامل الجانب العثماني مع العتبات المقدسة وزائريها قد يكون فيها بعض المبالغة لكنها اوثق واصدق من الوثائق العثمانية .
اعتقد ان القائمين على اختيار الوثائق بحاجة لان تكون لديهم معرفة ومن مصادر مختلفة لتعامل الدولة العثمانية في تلك الحقبة مع المدينة التي يراد الحصول على الوثائق التي تخصها مثلا مقارنتها مع وثائق بريطانية لنفس الحقبة والحدث ، او مؤلفات صدرت لجهات مع او ضد الدولة العثمانية فانها تساعد على اختيار الوثائق المطلوبة لتاكيد او نفي المعلومات التي لديهم من مصادر اخرى