التدخلات الخارجية في الشأن الكردي السوري – بقلم : مصطفى باكو

 

 

ان الأوضاع تتحلحل بشكل إيجابي نحو الأفضل وخاصة مع  الدولة التركية التى حاولت خلال نصف قرن  القضاء على القضية الكردية وطمس هويتها وانهاء وجودها وقد فشلت بذلك بشكل ذريع وان إطالة عمر الازمة السورية ومأساة الانسان السوري كل هذه المدة هي نتاج هذه السياسة التركية وعنادها في سوريا والمنطقة والتى جعلت العرب السنة السوريين اداة ورأس الحربة في صراعها مع الوجود الكردي وخلق فتنة عربية كردية لتحقيق اجندات تركيا ودفع ثمنها كل شعوب المنطقة وخاصة الشعب السوري بكل مكوناتها لان الثورة السورية لم تكن لها قيادة وطنية حكيمة تستطيع قراءة المستقبل والأحداث بشكل حقيقي وإنما قيادة إسلامية فاشلة وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين الذين وضعوا مصلحة الجماعة فوق مصلحة الوطن والشعب وخاصة الركض وراء مشاريع وهمية اكل عليها الدهر وشرب من إعادة إنتاج خلافة إسلامية جديدة بقيادة تركيا وزعيمها الطامح لمنصب خليفة المسلمين واميرها والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء الف وأربعمائة سنة، رغم ان الحضارة الانسانية والمجتمع في حالة تطور  وتقدم ولم تستطيع جماعة الاخوان المسلمين استيعاب هذه الحقيقة بانه لا يمكن إعادة إنتاج ما كان صالحاً من الف سنة وأكثر وتطبيقها في وقتنا الحاضر، ولهذا فشلت كل المشاريع الإسلامية لجماعة الاخوان المسلمين وغيرهم من الاسلام السياسي  فشلا ذريعاً  في كل دول الربيع العربي وهذا الحقيقة قد فهمته الدولة العميقة في تركية واجبرت أردوغان للإذعان لها وفهمته بأنه لا فائدة من المشاريع الإسلامية وانها غير مقبولة دولياً وان تركيا دفعت ثمنها باهظاً حيث ان الليرة التركية في تدهور مستمر وعجلة التطور والتقدم والتنمية في تركيا شبه متوقفة ومتعطلة وعمل الحكومة التركية يسير ببطء شديد وقد تراجعت الديمقراطية في البلاد والشعب بدأ يتململ من كل هذا ونتيجة لذلك تراجعت شعبية أردوغان وحزب العدالة والتنمية، والشعارات الإسلامية لم تعد تجدي نفعاً  ولكل هذا رضخت القيادة التركية للواقع ووجدت بأن الحل الامثل هو مع الكرد وليس ضدهم  وخاصة ان الكرد على مدار عمر الازمة السورية أثبتوا جدواهم و جدارتهم في قيادة دفة السياسة في الشرق الأوسط وان مشروعهم هو الافضل والامثل لاستقرار المنطقة ومقبول دولياً وأنهم اهل لقيادتها إلى بر الأمان بعد ان فشلت كل المشاريع الاخرى في ارساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

ولكني لا احبد  تدخل السيد اوجلان في الشأن الكردي في روج افا وربط الباكور وروج افا ببعضهما البعض لانه سوف يتنازل عن احداهما لصالح الاخر وهذا مالا نريده ولهذا يجب عدم التدخل وعدم الربط بينهما لان تركيا تملك الكثير من الاوراق للمساواة من اجل ذلك وهذا ظهر جلياً في كتاب سبعة ايام مع ابو … قائد وشعب للكاتب الفلسطيني نبيل ملحم ومن اجل عدم اغضاب النظام الاسدي في سوريا قد صرح بأن غالبية الشعب الكردي في سوريا قد نزحوا من كردستان الشمالية وقد فروا من ظلم واستبداد العثمانين وتابع قائلا: البعض يروج لكردستان سوريا ولكن الاصح هو الاكراد السوريين، وهنا نرى بأنه قد تخلى عن كردستان روج افا لصالح كردستان الباكور ولهذا نفضل ان يترك قيادة روج افا تدير شأنها كما هي تراها مناسباً لها، وأفضل عدم تدخل الباكور والباشور في شأن روج افا لأننا أولا: لسنا قصر ونحن ادرى بشعابنا اكثر من الباكور والباشور لدينا كوادر أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم وثانيا: هذه التدخلات من الباكور والباشور تجعل من روج افا ساحة لصراعهما وشعب روج افا يدفع ثمنها وثالثا: هذه التدخلات تخيف دول المنطقة لانها تعني لهم بان الكرد لديهم اطماع انفصالية واقامة دولة كردستان الكبرى على حساب دولهم.

وبنفس الوقت اطالب حكومة الشرع ان تكف يد تركيا بالتدخل بالشأن السوري الداخلي على الاقل.

فالسوريون قادرون على حل مشاكلهم بعيدا عن تدخلات تركيا والباشور والباكور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *