حذّرت وزارة الخارجية السويدية (UD) المواطنين السويديين من مخاطر السفر إلى تركيا خلال موسم الصيف، مشددة على ضرورة توخي الحذر عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أثناء التواجد في البلاد.
وأكدت الوزارة أن بعض المنشورات أو التعليقات قد تُفسَّر بأنها دعم أو تعاطف مع جماعات مصنفة كـ”إرهابية” بموجب القانون التركي ، مما قد يؤدي إلى اعتقال الزائر الأجنبي أو إبقائه رهن الاحتجاز لفترات طويلة ، حتى لو لم يكن هناك قصد سياسي واضح.
وجاء هذا التحذير بعد حادثة بارزة وقعت في مارس 2025 ، عندما تم اعتقال الصحفي السويدي يواكيم مدين في مدينة إسطنبول ، ووجهت إليه تهم مثل “الانتماء إلى منظمة إرهابية” و”إهانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.
مناطق محظورة وتحذير خاص لإسطنبول
ناشدت الخارجية السويديين تجنب السفر إلى المناطق القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا ، وبخاصة تلك التي تقع ضمن نطاق 10 كيلومترات من الحدود مع سوريا والعراق .
لكن أكثر ما أثار القلق هو التحذير الخاص من وجود “مخاطر مرتفعة تجاه المصالح السويدية في تركيا، وخاصة في إسطنبول” ، حيث شهدت المدينة عدة حالات اعتقال بحق مواطنين أوروبيين على خلفيات سياسية أو تتعلق بالتعبير عن الرأي.
منشورات قد تؤدي إلى السجن
أشارت الخارجية إلى أن عدة مواطنين سويديين اعتقلوا في تركيا بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي ، يُزعم أنها تظهر تعاطفاً مع تنظيمات محظورة، حتى وإن كان ذلك غير مقصود. ولفتت إلى أن السلطات التركية تراقب بشدة المحتوى الرقمي للمسافرين، بما في ذلك محتوى الهواتف الذكية والحسابات الشخصية .
الطلب على السفر لم يتراجع رغم التحذيرات
رغم هذه التحذيرات، أكدت شركة Ving ، إحدى أكبر شركات السياحة في السويد، أن الإقبال على السفر إلى تركيا لم يتأثر بشكل ملحوظ .
وقال كلاس بيلفيك ، مدير الاتصالات في الشركة، لصحيفة “Göteborgs-Posten “:
“الاهتمام بالسفر إلى تركيا لا يزال كما هو، ولم نلاحظ أي تباطؤ في الحجوزات منذ حادثة اعتقال الصحفي يواكيم مدين.”
وشدّد على أهمية اتباع النصائح الحكومية قبل السفر، موضحاً أن “التحذيرات الخاصة بتركيا ليست أكثر صرامة من تلك المتعلقة بدول أخرى”، لكنها تتطلب فقط وعيًا رقميًا أكبر .
وأضاف بيلفيك أن تفتيش هواتف المسافرين أصبح أمراً شائعًا في العديد من الدول ، مستشهداً بحالات مشابهة على الحدود الأمريكية.
نصائح واضحة للمسافرين
أصدرت وزارة الخارجية السويدية مجموعة من الإرشادات للمواطنين الراغبين بالسفر إلى تركيا، وتتضمن:
- مراجعة تحديثات السفر الرسمية قبل المغادرة
- الانتباه الشديد لما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي
- تجنّب أي محتوى قد يُفسَّر بأنه سياسي أو أيديولوجي
- التواصل مع السفارة السويدية فور الوصول إلى تركيا
وحذّرت من أن القوانين التركية صارمة جداً فيما يتعلق بحرية التعبير ، وأن بعض الكلمات أو الإعجابات أو المشاركات يمكن أن تُستخدم كأدلة في المحاكم التركية.
السياحة إلى تركيا.. ليست مجرد استراحة
مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية، يبدو أن زيارة تركيا لم تعد مجرد رحلة سياحية تقليدية، بل تتطلب وعيًا كاملًا بالقوانين المحلية والبيئة الأمنية ، خاصة في ظل زيادة الرقابة على المحتوى الرقمي.
وبات من الواضح أن السفر إلى تركيا يتطلب اليوم حقيبة سفر ذكية ، لا تحتوي فقط على الملابس والمستلزمات، بل أيضًا على فهم عميق لحدود حرية التعبير وخطورة الكلمات في الفضاء الإلكتروني .
