مقدمة:
هناك حقيقة.. (أي بلد او مكون بالعالم ديني او قومي او مذهبي.. او عشائري.. لا يحسب على العامة بل على النخب).. فالعراق ضمن الدول الهشة..ويحتل مراتب متأخرة في مؤشرات مهمة، كلها تعكس (تدني النخب) فيه.. حيث وضع العراق في المرتبة 146 من اصل 151 دولة في التقييم العالمي.. (لمستوى النخب)..تبين سبب الضعف في مكافحة الفساد، وجودة التعليم، وحرية الصحافة. وغياب الإصلاحات الفعالة، وسوء التخطيط وانفلات السلاح وغياب الاستقرار السياسي، وتفشي المخدرات.. ما يعيق البلاد عن تحقيق تقدم ملموس .. بمعنى (امريكا مجرد ازاحة نظام دكتاتوري مرعب عام 2003.. لتظهر الحقائق على الارض لاطياف المجتمع كل منها يعيش بعالمه الخاص..المكبوت بكل العقد التاريخية والنفسية والاجتماعية).. وتتصدر لكل منها نخب بدائية (مذهبية وقومية وعشائرية وتجار)..
ندخل بصلب الموضوع:
هل (اامريكا لم تسقط نظام المنطقة الخضراء)..لانه وجدته يلائم..(الانظمة البدائية بالعراق..المرجعية والعشائرية والتجار).. وتعدد المكونات وامتداداتها الاقليمية الخارجية..فامريكا لم تختار هذا النظام بل اختارة الراي العام الشعبي بعد 2003 بمرحلة عدم نضوج سياسي شعبي.. تمخض عن تصدر المرجعيات..وشيوخ العشائر..والتجار.. في المشهد السياسي ..فالشيعة يتبعون مرجعيات ايرانية ..سستاني وحائري وخامنئي حاكم ايران..وامتدادهم لايران..
فحتى ترضي المتدينين الشيعة بالعراق..ارضي ايران..
والاكراد امتدادهم لاكراد ايران وسوريا وتركيا..ويتبعون عوائل كلاسيكية ال البرزاني وال الطالباتي..وينزعون للاستقلال.. والسنة العرب..امتدادهم لسنة سوريا والاردن..ونزعتهم قبلية .. فحتى ترضي السنة بالعراق.. ارضي مصر وسوريا والاردن وتركيا وقطر…رغم غالبية العراقيين وشيعتهم العرب رافضين لسلطة الخضراء الحزبية والمليشاتية..وقاطعوا الانتخابات..ولكن لا بديل لهم..ولا يسمح ببروز نخب تتجاوز بشعبيتها السلطات البدائية المرجعية والعشائرية والتجار..كما في قمع انتفاضة تشرين..
لذلك نجد الانتخابات بالعراق عجزت عن التغيير..وادت لمقاطعة كبرى للانتخابات بين شيعة العراق..
وانتفضوا بتشرين.. ولكن رغم كل ذلك لم يتغير النظام.. (لانه نظام قائم على النخب البدائية الكلاسيكية).. فهل يمكن القول بان (تردي العراق لانه يحكمه نخبه البدائية)… وهل في بعض الدول اذا تريد تخريبها مرر الديمقراطية .. ام العلة بالنخب.. التي تؤدي ببعض الشعوب ودولها.. الى الديمقراطية المشوهة..التي تبيح المليشات وعدم تفعيل قوانين الخيانة العظمى والتخابر مع الجهات الأجنبية..وتبيح تشكيل أحزاب شمولية اديولوجية عابرة للحدود توالي زعامات اجنبية من خارج الحدود.. لذلك بريطانيا أعطت العراق بالعهد الملكي ديمقراطية مقننة..وقبلها بدأت بنفي رجال الدين الشيعة لخارج الحدود..وضرب تمردات العشائر المسلحة..لتبدأ وضع أسس الدولة المدنية بالعراق..وسلمت الحكم لملك مسلفن اجنبي حجازي (فيصل الأول).. وكل ذلك تهاوى عام 1958.. عكس أمريكا التي ظروفها تختلف 2003.. فالسلاح الذي امتلكته الجماعات المسلحة كان اكثر قوة من سلاح من خرج على برطانيا ببداية القرن الماضي.. فامريكا واجهت جماعات مسلحة سنية تكفيرية.. ومليشيات محسوبة شيعيا…فاضطرت لمواجهة الإرهاب..المدعوم من ايران وروسيا وسوريا..العابر للحدود..واجبرت على التماهي مع مرجعيات إيرانية وايران بالعراق وما تمخض عنهم أحزاب ومليشيات مسلحة..وسمحت للاكراد بإقليم شبه منفصل.. فماذا كان على أمريكا ان تفعل آنذاك؟ وهل وعي العراقيين الذين يحاسبون أمريكا اليوم.. هو نفسه وعيهم عام 2003؟ تخيلوا لو وعي العراقيين عام 2003 هو نفسه وعيهم 2025 هل كان سيمرر الدستور والعملية السياسية المشوهة..؟ الجواب بالطبع كلا..
تنبيه..
تناقض الشيعة العراقيين..عقبة امام بروز نخب سياسية جديده ناهضة..حتى المعارضين لسلطة الخضراء.:
فالشيعة اذا تقول لهم تريدون عراق بلا مليشات..يقولون..نعم..تقول لهم..سنحل مليشات الحشد ومدعي المقاومة..جواب الشيعة..نحن مع الحشد…وهي ليست مليشات..السؤال لعد من هي المليشات فوق الدولة اليوم ان لم يكن الحشد ومليشاته..تقول للشيعة..تريدون عراق جديد بلا سلطة المعممين..يقولون نعم..تقول لهم سنفصل العمامة عن الدولة..يكون جوابهم..نعم للسستاني واخرين نعم للصدر..واخرين نعم للخامنئي.. تقول لهم لعد من المعممين الذين سنفصل سلطتهم عن الدولة ان لم يكن هؤلاء.
وكما ذكرنا ببداية الموضوع:
فاي مكون بالعالم ديني او قومي او مذهبي.. او عشائري.. (لا يحسب على العامة بل على النخب)..
ووضع المكون يعكس عقلية النخب التي تتحكم فيه داخليا.. ويعتبر اي مكون انه مضطهد ليس اذا اضطهد الناس العاديين المنتمي لذلك المكون.. بل على وضع نخبه.. فمثلا (عندما نقول صدام اضطهد الشيعة.. يذكر بمن اعدمهم من الصدر الاول او ال الحكيم او ال بحر العلوم.. ووقوفه ضد خميني ايران).. وليس بعدد من قتل من عامة شيعة العراق..فماذا يريد شيعة العراق,,وهل هذا النظام الحالي يلائمهم؟ ويلبي طموحهم؟ وطموح (نخبهم الدينية المرجعية.. ونخبهم السياسية الاحزاب الاسلامية الشيعية وفصائلها المسلحة حشد ومقاومة.. ونخبهم العشائرية من شيوخ عشائر مقلدين للمرجعية..وتجارهم واثرياءهم الذين معظمهم يدفعون الخمس للمرجعية..واكاديميهم الذين يستلمون رواتب مليونية.. وهل يمكن ان نفصل بين النظام السياسي الحالي وبين المرجعيات الدينية التي يقلدها شيعة العراق حتى الذين ينتقدون النظام الحالي؟ ..,والاحوال الشخصية بنكاح القاصرات وتفخيذ الرضية.. سيمرر حسب المذهب الولائي.. وحشد ومقاومة.. يطرحون (حماة العرض) وهم بنفس الوقت هم حماة النظام السياسي وهم اجنحة عسكرية اصلا للاحزاب الاسلامية الشيعية الحاكمة.. والمرجعيات اصبح لكل منها (كارتل اقتصادي مهول من مستشفيات واستثمارات كالكفيل وغيرها..واراضي زراعية..ومشاريع بس الله يعلم بيه من ضخامة المليارات المصروفة عليها).. .والتيار السياسي الشيعي مشحون ضد الكورد.. والمنطقة السنية بالغربية .. (مهيمن عليهم من المليشيات الشيعية الولائية).. ومعممين اصبحوا يركبون السيارات الفارهة من تاهوات ويوغنانت وجكسارات وغيرها..
وكما ذكرنا بموضوع سابق:
الشعب ليس جبان..لكن (نظام الخضراء باحزابه ومليشياته) قائم على شرعية (المرجعية السستانية والصدر) ودعم ايران وأصحاب الأموال..مقابل (شعب مغلوب..بسطوة المرجعية وشيوخ العشائر والتجار)..
……….. …… ……….. ………..
واخير يتأكد للعراقيين بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية هلاك الفاسدين .. بـ 40 نقطة).. …. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع العراقي، ويجعل العراقيين يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. بهدف واحد.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب الجماعات المسلحة.. وعدائية واطماع المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن الهيمنة الايرانية وذيولها الاجرامية بارض الرافدين.. وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. ويضمن بنفس الوقت عدم عودة العراق لما قبل 2003 وماسيه..|. والموضوع بعنوان (مشروع هلاك الفاسدين..لانقاذ العراق).. بـ (40 نقطة)..يجب ان (تحفظ من قبل كل عراقي عن ظهر قلب).. كمطالب (حياة او موت)..(كرامة او ذلة..) وعلى الرابط التالي: