تُحضّر جمعية ميزوبوتاميا للإغاثة والتنمية ، بالتنسيق مع هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، لإطلاق القافلة الإنسانية الثالثة باتجاه مناطق الساحل السوري ، انطلاقًا من مدينة الطبقة بريف الرقة.
وستتضمن القافلة التي من المقرر أن تنطلق غدًا 6000 سلة غذائية متنوعة ، تهدف إلى دعم الأسر المتضررة جراء المجازر التي ارتكبت بحقهم في 6 آذار/مارس الماضي ، وذلك قبيل حلول عيد الأضحى المبارك .
ويأتي هذا الجهد الإغاثي ضمن حملة إنسانية أوسع بدأتها الجمعيات المدنية والإدارية في شمال شرق سوريا، لتخفيف المعاناة عن المدنيين الذين تضرروا بشكل مباشر من عمليات القتل والتهجير والدمار التي طالت مناطقهم خلال الشهر الماضي.
حملة سابقة لتوزيع المساعدات
وفي 19 أيار/مايو الجاري، نفذت جمعية إغاثية أخرى بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في شمال شرق سوريا، قافلة مساعدات إنسانية إلى نفس المناطق في الساحل السوري، حيث تم توزيع 1500 سلة غذائية أساسية ، بالإضافة إلى كميات من الطحين ، على العائلات المنكوبة.
وقالت مصادر إنسانية إن هذه الجهود تعبير حقيقي عن “الواجب الإنساني الأخلاقي قبل أن يكون وطنيًا أو سياسيًا “، مشيرة إلى أن الهدف هو “بناء جسور الثقة بين المكونات السورية المختلفة، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة لأهلنا في الساحل، بغض النظر عن الانتماءات الطائفية أو السياسية “.
خلفية عن المجازر في الساحل
شهدت مناطق الساحل السوري خلال شهر آذار الماضي، مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 1700 مدني معظمهم من أبناء الطائفة العلوية ، بحسب ما أفادت به تقارير محلية ودولية. وقد نُسبت المسؤولية عنها إلى فصائل مسلحة تابعة سابقًا لهيئة تحرير الشام، والتي تواصل بعض خلاياها التحرك في تلك المناطق.
وأثارت هذه المجازر صدمة واسعة داخل المجتمع السوري، وبرزت دعوات متكررة من الأوساط المدنية والدينية لـ”وقف التصعيد وحماية المدنيين”، خاصة في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في عدد من المحافظات.
الدعم الإنساني يتجاوز الخطوط الأمامية
تشير هذه المبادرة الإغاثية إلى أن الجهود الإنسانية في سوريا بدأت تتجاوز الخطوط السياسية والأيديولوجية ، وأن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية تقديم الدعم لجميع الضحايا، بغض النظر عن مواقعهم الجغرافية أو خلفياتهم الاجتماعية.
ويُعد هذا العمل تجسيداً لفكرة “المواطنة المشتركة “، التي تؤكد عليها العديد من الفعاليات المدنية والسياسية في الشمال السوري، وتعتبره خطوة أولى نحو “مصالحة مجتمعية حقيقية”، تبدأ من خلال تقديم الخبز والماء قبل الكلام السياسي.