كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربعة؟ – احمد موكرياني

 

لأحصل على جواب بعيدا عن رأي وعاطفتي الشخصية والمؤثرات السابقة والحالية التي شكلت رؤيتي للثورات الكردستانية السابقة والحالية وقادتها، سألت الذكاء الاصطناعي السؤال التالي:

كيف يمكن للشعب الكردي إنشاء دولة كردستان تضم الكيانات الأربعة؟

كان جواب الذكاء الاصطناعي حرفيا:

“إنشاء دولة كردية موحدة تضم الأجزاء الأربعة من كردستان التاريخية كردستان العراق، كردستان إيران، كردستان تركيا، وكردستان سوريا هو حلم قومي قديم يواجه تحديات سياسية وجغرافية وجيوسياسية بالغة التعقيد. مع ذلك، يمكن تصور سيناريوهات استراتيجية ولو نظرية لتحقيق هذا الهدف، على النحو التالي:

أولًا: الواقع الحالي للأجزاء الأربعة من كردستان

الإقليم, الوضع السياسي الحالي

كردستان العراق: إقليم شبه مستقل ضمن الدولة العراقية، له برلمان وحكومة وجيش البيشمركة، مع اعتراف دولي محدود

كردستان تركيا: يخضع لحكم مركزي صارم من أنقرة، ويواجه الأكراد فيه قمعًا سياسيًا وثقافيًا مستمرًا

كردستان إيران: يواجه الأكراد قمعًا أمنيًا مكثفًا، وتُعتبر الحركات الكردية معارضة مسلحة أو انفصالية

كردستان سوريا: يسيطر عليه “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” بقيادة قوات سوريا الديمقراطية، لكنه يفتقر إلى الاعتراف الدولي

ثانيًا: العوامل التي تعيق قيام دولة كردستان موحدة

  1. رفض الدول الأربع العراق، تركيا، إيران، سوريا لأي تقسيم إقليمي.
  2. تعارض المصالح الدولية روسيا، أمريكا، الصين، أوروبا في المنطقة الكردية.
  3. انقسام داخلي كردي سياسي وأيديولوجي بين الأحزاب الكردية مثال: PDK وPKK وPYD.
  4. الجغرافيا السياسية المعقدة والمحيطة بإقليم كردستان الغني بالنفط والمياه.

ثالثًا: السيناريوهات النظرية لإنشاء دولة كردية موحدة

  • السيناريو التدريجي السلمي
  • المراحل:
    • تعزيز الحكم الذاتي في كل كيان كردي على حدة.
    • إنشاء كونفدرالية كردية ثقافية واقتصادية عبر الحدود.
    • التفاوض مع الدول الأربع على نموذج فيدرالي تدريجي.
  • الفرص: دعم دولي لحقوق الأقليات، جذب الاستثمارات.
  • التحديات: احتمال رفض قاطع من الحكومات المعنية.
  • السيناريو الثوري/المسلح
  • المراحل:
    • تنسيق ثورات مسلحة أو انتفاضات شعبية في المناطق الكردية.
    • السيطرة على الأرض، إعلان الاستقلال الموحد.
    • فرض أمر واقع بدعم خارجي كما حدث في كوسوفو أو جنوب السودان.
  • الفرص: الاستفادة من الفوضى الإقليمية.
  • المخاطر: تدخل عسكري عنيف من الدول الأربع، احتمالات إبادة جماعية.
  • السيناريو الدولي/الدبلوماسي
  • المراحل:
    • حملة دبلوماسية كردية موحدة على الساحة الدولية.
    • كسب دعم أممي تحت شعار “حق تقرير المصير”.
    • طرح القضية على الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية.
  • الفرص: دعم من بعض الدول الغربية.
  • المخاطر: فيتو من روسيا أو الصين، رفض من الأمم المتحدة.
  • السيناريو عبر التغيرات الإقليمية
  • انهيار أو تفكك إحدى الدول الأربع كما حصل في سوريا أو ما يُتوقع في إيران.
  • استغلال هذا الفراغ لضم أراضٍ كردية مجاورة إلى كيان كردي موسع.
  • فرض واقع جيوسياسي جديد بدعم من قوى عظمى.

رابعًا: ما الذي يمكن فعله حاليًا؟ خارطة طريق عملية

  1. توحيد الصف الكردي عبر مؤتمر وطني شامل لجميع الأحزاب.
  2. بناء نموذج ناجح في كردستان العراق يُظهر إمكانية قيام دولة مستقرة ومزدهرة.
  3. التحالف مع الشعوب المضطهدة الأخرى في إيران وسوريا وتركيا لتشكيل جبهات ديمقراطية.
  4. التدرج في الربط بين الأقاليم الأربعة اقتصاديًا وثقافيًا.
  5. التركيز على النضال السلمي والتواصل مع الشعوب العالمية بدلًا من العسكرة في المرحلة الراهنة.

خامسًا: هل هذا ممكن؟

من الناحية الواقعية والسياسية: احتمالية تحقيق دولة كردية موحدة في المستقبل القريب ضعيفة جدًا نظرًا للتعقيدات الإقليمية والدولية.
لكن من الناحية الاستراتيجية بعيدة المدى: يمكن أن تصبح ممكنة في حال حدوث تغيرات جوهرية في بنية الدول المحيطة تفكك، إصلاح جذري، ثورات، تدخلات دولية.”

كلمتي الأخيرة وتعليقي على رد البرنامج الذكاء الاصطناعي:

رؤية الذكاء الاصطناعي تمثل 99٪ من الواقع الحالي للثورات الكردستانية، لكنها أغفلت ذكر ما يلي:

  • جهل القيادات الكردية بفهم واستغلال الأوضاع الجيوسياسية الدولية، وإضاعة الفرص التي كانت كفيلة بتحقيق النجاح.
  • سيطرة العائلة والعشيرة على مقدرات ونتائج كفاح وثورات الشعب الكردي، مع الاكتفاء بتقاسم اليسير مما تحقق على المستويات السياسية والإدارية والمالية.
  • فلا أستطيع أن أتصور أو أتقبل أن مثقفي الكرد في حزب “اليكتي” (الاتحاد الوطني الكردستاني) يتبعون بافل، نجل مؤسس الحزب جلال طالباني، رغم افتقاره للخبرة القيادية والسياسية، وعدم امتلاكه رؤية فكرية تؤهله لقيادة الحزب أو الثورة، في حين أن الحزب يعاني من انقسامات داخلية، ويُتهم بالفساد.
  • وعلى الجانب الآخر، في “الحزب البارتي” (الحزب الديمقراطي الكردستاني)، نلاحظ احتدام المنافسة إعلامية بين نيجيرفان ومسرور بارزاني، وكأنهما “الأخَوان العَدُوَّان”، والفشل في تطوير إقليم كردستان ليصل الى الاكتفاء الذاتي ويعتمد على موارده الطبيعية من زراعة وصناعة ونفط، فهم عاجزون حتى الآن بعد 34 سنة من إنشاء الإقليم عن تأمين رواتب موظفي الإقليم.
  • ومن أبرز أخطاء قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وسوء تقديرها، تنظيم استفتاء الاستقلال في عام 2017 في ظل غياب التوافق الداخلي بين الأحزاب الثلاثة الحاكمة في كردستان، ودون تأمين دعم دولي. وكانت النتيجة خسارة محافظة كركوك والمناطق الكردستانية المتنازع عليها.
  • إذا لم تتخلَّ القيادات العائلية والعشائرية عن سيطرتها على حكم كردستان، فلن يكون هناك استقلال حقيقي.
    • فالشعب الكردي سيفضّل التعايش مع الحكومات المركزية التي تؤمن له رواتبه، بدلًا من أن تستأثر العائلات والعشائر الحاكمة بموارد كردستان الطبيعية، التي لو أُديرت بنزاهة وكفاءة، لكانت قادرة على أن تنافس الدول التي تستعمرها برفاهية شعب كردستان في وطنهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *