منذ أن تمکن النظام الايراني من بسط نفوذه وهيمنته على بلدان المنطقة وقام بإثارة الحروب والازمات فيها وتمکن من خلال ذلك من إبتزاز دول المنطقة والعالم، فقد صور النظام نفسه کقوة لا تقهر وإن يده طويلة وجبهات مواجهته مع أعدائه وخصومه أبعد ما تکون عن حدود إيران، فقد کان هذا النظام مصدر تهديد مستمر للسلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم، وکلما قويت شوکته أکثر تزايد خطره وتهديده للمنطقة والعالم أکثر من السابق.
تمکن هذا النظام من بسط نفوذه على بلدان بالمنطقة وإستغلاله وتوظيفه لقضايا تخص العالم الاسلامي في خدمة تحقيق أهدافه ونواياه المشبوهة، جعله يغتر بنفسه کثيرا الى الحد الذي صار يعتقد فيه بعدم إمکانية هزيمته وإنهاء هيمنته ونفوذه في المنطقة، ولکن ما جرى لحرکة حماس الخاضعة لنفوذه في غزة وکذلك لحزب الله اللبناني وسقوط حکم الدکتاتور بشار الاسد، جعل النظام الايراني مکشوفا أمام العالم ولاسيما بعد أن تبعثرت وتناثرت ما کان يسميه ب”جبهة المقاومة والممانعة”وإن النظام وبعد أن فقد القسم الاکبر من نفوذه وهيمنته في المنطقة وإنکشف ضعفه وعجزه أکثر من أي وقت مضى فإنه ومن أجل تدارك الامر وعدم السماح بإفتضاح ضعفه وهشاشته، يقوم بإطلاق تصريحات نارية تٶکد بأنه لازال قويا بل وحتى أقوى من السابق!!
ولعل حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الايراني المولع بالتصريحات العنترية الساخنة عندما يهدد الولايات المتحدة قائلا: ” نقول أيضا للمسؤولين الأمريكيين إننا مستعدون لأي سيناريو. بلدنا لن يخضع أبدا لإرادة سياسية أجنبية. أيدينا على الزناد، ونحن في حالة ترقب، وإذا ارتكبوا أي حماقة، فسيتلقون ردودا فورية تجعلهم ينسون كل ماضيهم.”، لکن هذا التهديد الفارغ والمثير للسخرية والتهکم أمام أکبر قوة عسکرية في العالم کله أطلقه سلامي في وقت قال فيه رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي، وبعظمة لسانه”إذا أثيرت قضايا وتم التوصل إلى اتفاق وتم أخذ مطالب إيران في الاعتبار، فإننا سنعيد النظر في احتمال قبول مفتشين أميركيين” من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقطعا فإن هناك فرقا کبيرا جدا بين التصريحين وليس هناك من محللين أو أوساط سياسية مهتمة بالشأنب الايراني من الممکن أن تأخذ التصريح الاول على محمل الجد!
لکن الملفت للنظر هنا، إن التصريحات المتشددة الصادرة من قبل النظام من أجل إظهار قوته ومناعته وقدرته على المواجهة والتي ولأسباب متباينة يأخذ بها أنصار سياسة المساومة في أوروبا والولايات المتحدة وکما تقول زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من أجل أن يقنعوا الآخرين بأن هذا النظام قوي، لکن العالم بات اليوم مدرکا لضعف هذا النظام. بل وإن السيدة رجوي تستطرد وهي تبين سبب ضعف النظام عندما تقول:” فلو كانت قوته قائمة على أسس حقيقية، لما خسر بهذه السرعة النفوذ الذي كان قد كسبه في سوريا ولبنان، ولما انهارت جحافله بهذه السرعة أمام هجمات الثوار خلال عملية الإطاحة بديكتاتور سوريا.”، والحقيقة إن مزاعم وإدعاءات التظاهر بالقوة من جانب النظام الايراني ما هي إلا خوفا من الانهيار والسقوط!