ربط ناتشو سانشيز أمور، المقرر البرلماني الأوروبي لشؤون تركيا ، بين وضع أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول الكبرى المعتقل ، ومستقبل تركيا في الاتحاد الأوروبي ، بقوله: “مستقبل تركيا في أوروبا يبدأ من سجن سيلفري “، وذلك خلال زيارة نادرة أجراها إلى السجين السياسي في سجن مرمرة بسيليفري .
وخلال تصريحات أدلى بها لوكالة “دويتشه فيله ” باللغة التركية بعد اللقاء، قال أمور إن “إمام أوغلو دائمًا ما يفوز مرتين “، مشيرًا إلى فوزه الانتخابي الساحق في عام 2019، ثم إلى عودته القوية رغم محاولات إبعاده عن المشهد السياسي. وأضاف: “حان الوقت لتذكير العالم بكيفية انتخابه رئيساً للبلدية، وبأن الاعتقال الذي طاله هو اعتقال سياسي بامتياز “.
وشدد على أن “الاتحاد الأوروبي لا يمكنه النظر إلى تركيا كدولة مستقرة وديمقراطية ما دام قادة المعارضة يقبعون خلف القضبان، وأن حرية التعبير والمعارضة السياسية ليست تهماً، بل حق ديمقراطي أساسي “.
زيارة غير مسبوقة.. ورسالة سياسية واضحة
وجاءت زيارة المقرر الأوروبي لنيلوفر إمام أوغلو ضمن جولة ميدانية لممثلي البرلمان الأوروبي في تركيا، حيث شكر السلطات المحلية على السماح بإجراء هذه الزيارة النادرة، لكنه أشار إلى “الصعوبات الكبيرة التي تواجه الحصول على إذن بمثل هذه اللقاءات “، وهو مؤشر على حساسية الوضع السياسي والأمني في البلاد.
ونقل أمور تحياته إلى عائلات المعتقلين السياسيين في تركيا ، خاصة زوجة إمام أوغلو ديليك ، وزوجة السياسي الكردي السابق صلاح الدين دميرتاش، باشاك دميرتاش ، بالإضافة إلى الناشطة الحقوقية عائشة بوجرا ، وأعضاء فريق عمل بلدية إسطنبول، مؤكدًا أن “التضامن مع هؤلاء ليس فقط دعماً إنسانياً، بل واجباً سياسياً لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان في تركيا “.
احتجاجات الشارع التركي.. صوت الحريّة ضد الاستبداد
أشاد المقرر الأوروبي بـ”الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي أعقبت اعتقال إمام أوغلو “، وقال إنها كانت “ذات تأثير سياسي مباشر، حيث منعت الحكومة من تعيين حاكم إداري في بلدية إسطنبول الكبرى، لأنها رأت أن هذا الخيار لن يحظى بدعم شعبي أو دستوري “.
وأكد أن “حجم الرفض الشعبي كان كبيراً بما فيه الكفاية ليجعل الحكومة تدرك أن إسطنبول مدينة لا تُحتل، بل تُحترم “، مشيداً بدور المدينة التاريخي في الدفاع عن القيم الديمقراطية، سواء في احتجاجات “غيزي بارك” أو خلال محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وقال: “أحب تركيا، وأحب إسطنبول، مدينة الحرية والتنوع، التي لا تتخلى عن مبادئها حتى في أحلك الأوقات “.
انتقاد لاذع للقضاء التركي وسياساته
وصف ناتشو سانشيز أمور القضية المرفوعة ضد إمام أوغلو بأنها “مختلقة بالكامل، ولا تحمل أي دليل حقيقي سوى الخطاب السياسي المعادي للمعارضة “، مشيراً إلى أنه “سيبلغ زملاءه في البرلمان الأوروبي بأن النيابة العامة في إسطنبول تمارس مهمة سياسية واضحة تتمثل في إقصاء إمام أوغلو عبر كل الوسائل غير المهنية وغير القانونية “.
وحذر من أن “استخدام المؤسسة القضائية كأداة لإسكات المعارضة يمثل أحد أكبر العقبات أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي “، وأكد أن “تركيا لن تكون قريبة من أوروبا ما دام العدل غائبًا، والقانون أداة للتصفية السياسية “.
هل بدأت تركيا مرحلة جديدة من الضغوط الأوروبية؟
تأتي تصريحات المقرر الأوروبي في ظل تصاعد التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي حول عدد من القضايا، منها:
- استمرار اعتقال شخصيات سياسية بارزة.
- تقليص الحريات العامة وحرية التعبير.
- استخدام المحاكم كوسيلة للضغط على الخصوم السياسيين.
- تعطيل العملية الانتخابية في بعض البلديات الكردية.
وكان حزب الشعب الجمهوري (CHP) قد وصف الزيارة بأنها “خطوة مهمة في طريق إعادة بناء العلاقة بين تركيا وأوروبا “، بينما اعتبرها المراقبون “ضربة دبلوماسية جديدة لحكومة أردوغان من داخل سجونه “.