درة العراق المشرقة – يوسف السعدي

تميزت النجف الأشرف بأصالتها وعمقها الحضاري، بشكل يتيح لها ان تفاخر الأمم الإنسانية، التي تتباهى بحواضرها العلمية و تعتز بتاريخها وتراثها العلمي..
هي مرسى سفينة نوح، والمتشرفة بوصي النبي الأعظم، الإمام  علي ابن ابي طالب عليهما وآلهما أفضل الصلوات، باب مدينة علم الرسول، وهي مأوى أفئدة المؤمنين ومدرسة العلوم والمعارف الكبرى، وحلبة المجتهدين والعلماء، ومنتج الأدباء والمفكرين، مدينة العلم العظمى ومدرسة الفقه الكبرى، وجامعة الإسلام العليا ، وقطب رحى الاجتهاد، ومركز دائرة التقليد، وهي طريق العقلاء والمؤمنين في السعي لحالة الكمال، ما استطاعوا الى ذلك سبيلا..
هذا حتم على منبر النجف، ان يتولى صدارة الاهتمام بشريحة الشباب والفتيات، لأن الكثير منهم يفتقر إلى الموجه، والعوده بهم لطريق الحق، و لحمايتهم من المنزلقات الخطيرة التي تحيط بهم، ومن الأخذ بهم الى مصير مجهول بالفكر والتوجه، وهذا يتطلب من الخطباء، السعي إلى حالة التكامل، عن طريق التمسك بالحسين وننبره..
هذا النسب الشريف بالانتماء للحسين، وهو وريث جده، والتشبث بهما وبمنهجهما، هو يسير نحو هذا الكمال المنشود، فكلما اقتربنا منه كلما فتحت عيوننا على معاني جليلة، من خلالها نوصل الفكر إلى الناس، والإنسان يستفيد من الدرس وحضور المجالس لكي يكمل الفضائل..
كثير من هذه الشخصيات العظيمة، التي أحاطت بالمعصوم، وصلو لمقام الذوبان في سيد الشهداء، واستناروا بأنواره بحيث تكون نهايتهم مع نهايته، وكلما اقتدينا لهم
سنصل الى نتائج مهمة في المجتمع، وسنكون صورة منعكسة لهم..
عاشوراء غنية بالكثير من معاني، لأنها ليست مقتصرة على نهار المعركة، وإنما سنوات الإعداد والسير في خط الكمال،
مقابل خط بناء سنوات على الجريمة، وإجهاض المشروع الالهي، بقتل نائب النبي وامتداد رسالته..
ملحمة الحسين ونهضته تحتوي على رموز وقدوات للشباب والفتيات، فمن يبحث عن نموذج يستنير به وصوت يهتدي بهداه، أمامه مسيرة الحسين الموجهة للشباب والفتيات وكل الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *