تونس مصيرها الجلوس- فاس : مصطفى منيغ

ليلة عيد الأضحى حضر لاعبوها لكرة القدم لمدينة فاس لينهزموا في مباراة ودِّية أمام المنتخب المغربي لنفس اللعبة بهدفين لصفر ، فكانت خيبة أمل تونس الرسمية تلازم المنتسبين إليها أينما حلوا أو ارتحلوا تميز ما لهم من ضيق حاضر ، أفرغه “فرعونهم” الجديد من الإرادة التونسية المعهودة على العصور بما كان لها من ظواهر ، تنمِّي الخير بما لمبادئ الحق من جواهر ، طاردة دياجير عصبيات عقيمة مضيئة بما تتلألأ به من ضياء وعيٍ رددت محاسنه عبر العالم كل المنابر ، وملأه بما في المعتقلات من أصحاب رأي دعاة إصلاح المطالبين بالحرية وتطبيق القوانين الإنسانية وتغيير القابل للتغيير مَن لحقوق البشر مُغاير ، وعلى رأس ذلك المُنفرِد بالسلطة اعتماداً على القوة العسكرية المُغرَّر بها عن تحايلٍ نادر ، قائم على شراء الذمم بأرقى المناصب والتعويضات المُغرية المُفسدة للضمائر . لم تكن تونس في يوم من الأيام بائعة نفسها حتى كرَّس ذلك بالواضح الرئيس الحالي وهو بمثل العمل الشنيع يفاخر ، ولمن باعها ؟؟؟ للجزائر ، مَن حكامها رموز التخلُّف والاكتفاء بالوقوف خلف أى آخر ، قصدَ تضييق الخناق على المغرب وهي للمهالك بمحض اختياراتها السلبية تسافر ، مِن تلقاء نفسها كذبابة توهَّمَت أن أسداً انتبه لطنينها وهو عنها متكبِّر .

… منهارة مهما كان الميدان ولن يزدها من أوهم نفسه بتأسيس لدولة جديدة سوى الوضع المُدمِّر ، لما شيده التونسيون الأحرار على امتداد قرون من حسن التدبير ، فلا خير فيمن ظن نفسه فوق الجميع وأقل التونسيين شأنا أفضل منه بكثير ، ومن ألف الرقص على الحبال قد ينسى في لحظات غرور هبوب رياح فيسقط في ذات البئر ، الذي حفره لمعارضيه بعمق غائر ، يقطع بهوله صوتهم متناسيا أن لكل منهم مكانة لدى الجماهير ، التي متى علمت بعد صبر تصرفت بما يعيد المياه النقية لنفس الغدير ، من لتونس عنوان حياة يجعل مِن أهلها الأخيار ذي المقام الكبير . حاول ذاك الرئيس إبعاد الشعب التونسي عن شقيقه الشعب المغربي ولن يصل سوى للشعور بالندامة ساعة انزوائه الأخير ، في سلة جمعت من كان قبله يملآ جيوبه بعرق التونسيين ليهرول تغطيه مذلة ما فارقته لحظة حتى وهو عن الفانية يُغادر ، الشعوب باقية  لليوم الموعود ومن جاء على شاكلة السابق ذكرهما من رؤساء آخر الزمن مصيرهما الجلوس وسط مطارح روث الخنازير ، لا هواء يطيقهما و لا حشرات ترافقهما سوار رائحة تعاف عفونتها ليس لها في الروائح المستنشقة عن اضطرار عابر نظير.

… ما لذاك الرئيس والصحراء المغربية حتى يتطاول بعنقه في مسألتها البعيدة عنه بعد السماء عن الأرض إن كان له عقل يفكر ، وكأنه بمثل ما ذهب إليه مؤيداً أعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية يحيط تونس الرسمية المتربع فوق كرسي حكمها بالقهر والتحايل والمؤامرات والمكائد وما شابه ذلك من أفعال الشياطين المندسين نحت أي حصير ، فوقه جموع أبرياء انساقوا خلف تخاريف الدولة المثالية الموزعة الاستقرار والسعادة حتى في الأرياف بين الدواوير ، والواقع يبرزه مؤشر إفلاس يحوم فوق رؤوس أي كبير أو صغير ، في كيان افرغ من كفاءات البناء القيم متروك فيه من يدفع للتكسير ، من أجل تنفيذ سياسة عرجاء لن تقوى ولو لأمد قريب على المسير ، حيث الحرية والعدل والمساواة مفتاح لنماء مطلوب متطور. الصحراء مغربية وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها سبحانه العالم القادر القدير ، وتونس الرسمية التي تسعى بمواقفها المنحازة لشهادة الزور لتظهر بالمؤثرة لا تعلم حجمها الأقرب ما يكون عن بيدق جعلت منه الجزائر بدنانير قليلة حول نفسه مع الفراغ يدور . 

            مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *