علماء لبنان الشيعة- سامي جواد كاظم

هنالك راي في الوسط الشيعي ان بعض علماء الشيعة يكونون ثوريين وبعضهم يختلفون في اسلوبهم من حيث مواجهة المنكر ، لكن المميز لعلماء لبنان على الاغلب الاعم هي المواجهة ومهما تكن اراؤهم فهي محل احترام وان كان هنالك من يختلف معهم ؟

في كتاب عصر الامام عن السيد موسى الصدر ذكر المؤلف اكرم طليس ان السيد محمد الغروي كان في زيارة الى لبنان والتقى السيد موسى الصدر وعند تجوالهم في لبنان انتبه السيد الغروي لعدم الالتزام بالحجاب فاستغرب الامر فقال له السيد الصدر معاتبا المرجعية في النجف بما معناه انها اي الحوزة تدرس الفقه والاصول ولا تلتفت الى هذه الظواهر .

الشيخ محمد مهدي الاصفي في ذكرياته انتقد عالم لبنان قال عن الحوزة انها متخشبة وهذا العالم اللبناني هو الشيخ محمد مهدي شمس الدين كما ذكر ذلك مختار الاسدي استنادا الى مصدر تاليف شمس الدين .

والشيخ محمد جواد مغنية معروف بارتجاله لبعض الاحكام ، وعندما تتابع احوال شيعة لبنان فان منظمة امل يقلدون السيد السيستاني وحزب الله يقلدون السيد الخامنئي ولكل مرجع طريقته في التعامل مع المنكر حسب الظروف التي يعيشوها .

اغلب علماء لبنان كانوا من طلبة السيد محمد باقر الصدر فمجموع طلبة لبنان الذي حضروا دروس السيد الصدر ( 65) عالما من (165) عالما والبقية من سبع دول العراق ، ايران ، الهند ، باكستان ، السعودية، البحرين ، افغانستان . بل هنالك مجموعة من العلماء اللبنانيين كانوا وكلاء يمثلون مراجع النجف في محافظات عراقية ، على سبيل المثال الشيخ عفيف النابلسي في الحرية او مدينة الهادي ، حسن طراد ، السيد محمد الغروي ، السيد فخر الاسلام ، وغيرهم .

ولاء شيعة لبنان الى اهل البيت ولاء لا غبار عليه والتزامهم بثقافة اهل البيت التزام بمنتهى الايمان ، لكن ظروفهم التي جعلت لاجئي فلسطين في بلدهم ويحدهم الكيان الصهيوني من الجنوب وتعرضهم لمؤامرات خارجية جعلت الشيعة المهمشين من قبل الحكومات التي تسلطت على لبنان ان يكون لهم دور في المشهد السياسي اللبناني وحتى العسكري عندما تمكنوا من دحر الاحتلال الصهيوني واثبات وجودهم ضمن تشكيلة الحكومة ، ولولا المحاصصة المقيتة في لبنان لكن هنالك كلام اخر لشيعة لبنان .

هنا ما تعرض له لبنان من غارات وحشية صهيونية جعل بعض ضعاف النفوس يحاول ان يوجد شق بين مقلدي مراجع النجف وايران ، بل يحمل حزب الله هذه الغارات ويحاول ان يتغابى عن جرائم الصهاينة بحق لبنان قبل ان يتاسس حزب الله .

لكن النقطة المهمة التي يجب الوقوف عندها هي رغبة علماء لبنان بالتجديد طبقا لظروف الحياة وبعضهم يرى ذلك ممكن في ثقافة السيد محمد باقر الصدر بالاعتماد على مصطلح الفراغ التشريعي الذي تطرق له في كتاب اقتصادنا وهذا الفراغ يخص الاقتصاد باعتبار ان هنالك مناطق تركها الشارع الاسلامي للفقهاء حسب المستجد في تلك الظروف ، ومنها جعلوا ( الجهاد ) كيف ومتى ومن له صلاحية الاعلان وهكذا .

مهما تكن الاراء والدراسات فان المجتهدين لا يلزمون غيرهم بتقليدهم والالتزام بهم فانهم يستنبطون الحكم الشرعي طبقا لدراستهم واطلاعهم على شتى المصادر للوصول الى راي المعصوم الغائب والله العالم .

وضعية شيعة لبنان وضعية جهادية وضرورية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، وها هي اليوم تعاني من ارهاب الكيان الصهيوني بسبب سوء ادارة حكومة عمود جوزيف عون ورئيس وزرائه نواف اللذين نصبا ضمن شروط وقف اطلاق النار مع حزب الله .

بعض علماء لبنان الذين عاشوا ارهاب البعث في العراق نهاية السبعينيات راوا بام اعينهم التعسف والارهاب البعثي بحق الشيعة مما جعلهم ترك العراق خوفا من بطش طغاة البعث حتى السيد حسن نصر الله ترك النجف لهذا السبب ، ليس خوفا ولكن تجنب الظلم لانهم يحملون عطاء يريدون ان يقدموه للشيعة عموما ولبلدهم خصوصا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *