أرسى المرجع الأعلى الإمام السيستاني ( دام ظله) بفتواه الحكيمة أمن البلد والمنطقة، على أرضية من العدل والإنسانية، حينما جعلت تلك الفتوى العراقيين، تحت راية واحدة ورأي متماسك، يبدّدون الظلام ويسحقون عصابة داعش الإرهابية.
فتوى الجهاد الدفاعي لم تكن دفاعا عن العراق فقط، بل كانت دفاعا عن الإنسانية أجمع ، فصارت تلك التوجيهات فخرا، فهي حافظت على الأرواح ورسمت طريق السلام ، ونقفُ بكل إمتنان للتضحيات التي قدمها الأبطال، الذين سطروا فصلاً جديدًا في تاريخ النصر على الإرهاب، وكانت لدمائهم قصص سيخلّدها التاريخ، لبناء جيل لن ينثني، فهي الفتوى التي ألهمت الشعب وأشعلت الأمل في قلوب العالم بأسره .
الإعجاز المهدوي الذي جرى على يد المرجعية العليا، وجماهير المؤمنين في عراق المقدسات، جعلنا نرى أننا بتنا أمام مدرسة مختلفة تمامًا، بات الصمت فيها رصيدًا إضافيًا يُضفى على كل فتوى، حيث لم تعد الفتوى ها هنا تمرّ مرور الكرام، ضمن كم الفتاوى الدينية التي اكتظّ بها مشهد العالم الإسلامي، بل باتت حدثًا دوليًا جادًّا..
الفتوى صارت استحضار لرؤية أبوية مسؤولة، نابعة من صميم الواقع ومتطلبات المرحلة العصيبة آنذاك، وقد مثلت إشراقة أمل أعادت الأمور الى نصابها، وحولت الإنكسار الى انتصار ، والإنتكاسة الى فخر واعتزاز ، فهي لم تتعلق بالجانب العسكري حسب، وإنما انطوت على جوانب إنسانية غاية في الأهمية، كإيواء النازحين وإنقاذ المواطنين المحاصرين في مواقع الإشتباك، فتحية إجلال لفتية وشباب وكهول لبوا النداء، ولبسوا القلوب دروعا وتسابقوا على ذهاب الأنفس، لأجل عزة وشموخ هذه الأرض المقدسة المعطاء.
كان من أعظم نتاجات تلك الفتوى، قوات الحشد الشعبي التي صارت ضمانة حقيقية، وضرورة أكيدة، في ظل التقلبات والمؤمرات التي نواجهها وتعصف بنا، والدفاع عنه أمانة اجتماعية وشعبية قبل أي شيء آخر، فوجود الحاضنة له يعتبر رهانًا أكبر للحفاظ عليه وبقاء كينونته.
يجب على الجميع الحفاظ على ما تحقق ببركة هذه الفتوى عبر تثبيت دعائم الدولة القوية المقتدرة المستقلة والمستقرة والمزدهرة .