الكل يقول بان الاعلام هي السلطة الرابعة بينما الحقيقة غير ذلك فالإعلام هي ظل السلطة الاولى إن لم نقل هي السلطة الاولى وخير مثال على ذلك هي قناة الجزيرة حيث حولت قطر من دولة صغيرة لا دور لها الى دولة مؤثر تلعب دوراً أكبر من حجمها وتحرك الشارع العربي الى حيث ما تريد طبعاً لا ننسى دورها المالي وهذا يدل على إنه لو إجتمع بيدك المال والإعلام فأنت سيد الموقف بدون منازع ورأينا ذلك بشكل جلي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة حيث إستطاع ترامب الفوز بالانتخابات لأنه يملك المال وقناة فوكس نويز الاخبارية وقفت خلفه ودعمته وساندته في الانتخابات.
إن الاعلام يقلب الحقائق ويجيش الشعوب ولقد ظهر ذلك بشكل واضح في الأحداث السورية حيث تم تجييش الشعوب العربية ضد الشعب الكردي وطمس هويته وتاريخه فجعلته من صاحب أرض الى لاجئ ومن صاحب تاريخ عريق الى قرباطي من الهند.
لهذا نرى عامة الشعب العربي والمسلم يقف ضد الكرد دون يعرف من هم الكرد.
أكبر شعب وقفنا معه ودعمناه مادياً ومعنوياً هو الشعب الفلسطيني الذي مازلنا نقف معه وندعمه ضد اسرائيل رغم ان اسرائيل لم تحاربنا ولم تحتل ارضنا ولم ترتكب المجازر بحقنا بينما اكثر المعادين للكرد من العرب الغير سورين هم الفلسطينين الذين عانوا من الظلم والاحتلال مثلنا كان من الواجب ان يكون معنا ويفهم معانتنا وقضيتنا، والذي حدث هو العكس وذلك بسبب الاعلام العربي القوي الموالي لجماعة الاخوان المسلمين حيث شيطنوا الكردي خدمةً لاجندات تركيا وجعلوا من تركيا الحمل الوديع المدافع عن العرب بينما الحقيقة هي عكس ذلك حيث ان لتركيا اطماع استعماريا في الدول العربية مثل العراق وسوريا وتحتل لواء إسكندرونه السوري الذي يبلغ مساحته أكبر من مساحة لبنان ولها اطماع في ضم مدينة حلب وكامل الشمال السوري ومن ضمنها كردستان روج افا وضم كل من كركوك والموصل الى تركيا على أساس إنها أراضي تركية حسب الإتفاق الملي التركي بينما الحقيقة هي عكس ذلك حيث ان تركيا هي بالأصل دولة مصطنعة وحديثة تم تأسيسها على أراضي العرب والكرد واليونان والارمن، هكذا هو الاعلام يستطيع قلب الحقائق وتزوير الواقع ونشر الاكاذيب وتألب الرأي العام على ماذا يريد.
بينما الاعلام الكردي هو إعلام غير حر ومتحزب ومسيس ومازال يعمل بالعقلية الحزبية الضيقة لم يستطيع الوصول للكرد فما بالك بالشعوب المجاورة والسبب بذلك رغم وجود الامكانيات الكبيرة لكي يكون الاعلام الكردي إعلام منافس للإعلام الدولي ولكن نرى العكس لان المشرفين عليها هم كوادر حزبية غير مختصة بالاعلام وان وجد من هو مختص ولكن لايستطيع الخروج على التعليمات الحزبية وتمجيد الحزب والقائد لهذا اصبح إعلاماً مملاً وثقيلاً على المعدة ومكرر رغم وجود محاولات ضعيفة تحاول الوصول للشعب العربي مثل قناة اليوم وقناة الشمس وقنوات اخرى ولكنها كلها تفشل في نهاية المطاف ولدينا بعض الامل في قناة الشمس لعلى وعسى ان تكون افضل من بقية القنوات الحزبية وان يخرج الاعلام الكردي من هذا الاطار الذي وضعت نفسها فيها.
ولاننسى الاعلام الكردي في المهجر، الذي هو أساس الاعلام الكردي هذا الاعلام لعب دوراً جيداً على النطاق الكردي وكانت علامة مضيئة في عالم الاعلام الكردي ولكن بسبب الوضع المالي والامكانيات البسيطة لم يستطيع الخروج من اطارها الكردي ابتداءً من صدور أول صحيفة كردية بإسم كردستان التى صدرت في القاهر على يد الاديب مقداد مدحت بدرخان في ٢٢ابريل ١٨٩٨ والى يومنا وهناك محاولات كردية فردية ناحجة للوصول الى الشعب الكردي والعربي مثل موقع صوت كوردستان الذي افسح المجال للكتاب العرب من مختلف الدول العربية للكتابة بهذا الموقع وطرح مواضيع عربية وباللغة العربية لكسب متابعين عرب لايصال الصوت الكردي لأوسع شريحة بشرية عربية وكردية وتقريب وجهات النظر بين العرب والكرد وتقوية الاخوة الكردية والعربية ولكن هذه المحاولة الناجحة تحتاج الى دعم حقيقي مادي ومعنوي وامكانيات كبيرة لكي يصل الى مبتغاه واهدفه التى تعمل من أجلها وهذا الموقع الذي نكتب فيه يمكن ان يكون نواة للإعلام الكردي الحر والجاد ويحتاج للالتفاف حولها ودعمها ونشرها وتطويرها وهنا لايسعنا الا ان نشيد بالدورالكبير للصديق والاستاذ الوطني الكردي هشام عقرواي في هذا المجال ونشكره على جهوده الكبيرة في استمرار هذا الصرح الاعلامي الكردستاني رغم كل المصاعب التى يعاني منها والتى نعرفها جميعاً انه الجندي الكردي المجهول الذي يعمل في الظل من اجل القضية والشعب الكردي.
واقول هذا الكلام ليس تملقاً وانما اعترافاً بدوره وجهده مهما قلنا لن نوفيه حقه، ومن لا يشكر البشر لن يحمد الله.
وبما انني كنت ومازلت في البوسنة والهرسك التي كانت احدى الجمهوريات اليوغسلافية الست حيث كنا طلبة في التسعينات من القرن الماضي والحركة الطلابية الكردية كانت في اوج نشاطها والجمعيات الكردية الطلابية ايضا كانت نشيطة ومتعددة ولكنها كانت متشرذمة لانها لم تكن مستقلة بل تابعة للاحزاب الكردية والتنافس في اوجها كانت الحركة الطلابية الكردية تصدر مجلات طلابية عديدة من ابرزها مجلة المثقف الكردي الذي كان يصدرها مجموعة من الطلبة الكرد من امثال الدكاترة: إبراهيم مسلم وخشمان قره علي ومسلم قره علي واخرين وأنا كنت على رأسهم باللغة العربية.
والجدير بالذكر وللتنويه في التسعينات من القرن الماضي انتبه حزب العمال الكردستاني لأهمية الإعلام وإهتمت بهذا الجانب والذي كان أحد أسباب جماهيرية هذا الحزب وإلتفاف الشعب حوله وخاصة لم يكن هناك في ذلك الوقت إعلام كردي آخر والشعب الكردي كان تواق لكل ماهو كردي من صحف ومجلات وتلفزيون، وأصدرت جريدة برخودان باللغة الكردية الناطقة باسم الجبهة الوطنية لتحرير كردستان وصحيفة سرخبون باللغة التركية ناطقة باسم حزب العمال الكردستاني ومجلة روشنبير باللغة الكردية ناطقة باسم اتحاد الادباء والمثقفين الكرد ومجلة صوت كردستان باللغة العربية ومن ثم فضائية مد تي في الى جانب الكتب والصور وتسجيلات الفيديو على كاسيتات والصور والاغاني والموسيقا.
بعد إنتشار الفضائيات الكردية تقلص دور الاعلام المقروأ وانتشار الفضائيات العربية والتركية القوية اصبح الاعلام الكردي في خبر كان وتراجع بشكل مميت وبقي عاجزاً عن ملاحقة الاعلام العربي والتركي.
لذلك يجب اعادة النظر بالاعلام الكردي من جديد واخذه من يد الاحزاب وجعله اعلام حر وافساح المجال للاعلاميين والادباء والفنيين الكرد لاخذ دورهم دون النظر لانتماءاتهم الحزبية والفكرية وانما فقط لمدى خبرتهم وقدرتهم على توصيل القضية الكردية للشعوب المجاورة والوقوف بوجه الاعلام المغرض والمحرض والمعادي لتطلعات الشعب الكردي وفضح السياسات المعادية للكرد والوقوف بوجه الاكاذيب والمؤامرات التى تحاك لهذا الشعب البطل الذي مازال يقاوم كل بقوة وصلابة من اجل اثبات وجوده وتمكين ذاته واحقيته بوطن مثل بقية شعوب الارض والعيش بحرية وكرامة تحت الشمس ومشاركته بصنع الحضارة الانسانية.