الرد الإيراني القوي يثبت أن لا غطرسة دون رد، ولا اعتداء دون جزاء- نجاح محمد علي  

تصعيد هش وتجربة جديدة في الردع

في سابقة نوعية، نفذت إيران في 13 يونيو 2025 هجومًا عسكريًا غير مسبوق، شمل خمس موجات متتالية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، استهدفت أهدافًا استراتيجية داخل كيان الاحتلال قاتل الأطفال، في عملية أُطلق عليها “الوعد الصادق 3”. هذا الهجوم جاء بعد ساعات على سلسلة الاعتداءات التي شنها الكيان فجر الجمعة ، واستهدفت مواقع نووية ومراكز عسكرية إيرانية، مما أسفر عن استشهاد عدد من القادة العسكريين البارزين والعلماء النوويين (وأطفال ونساء كانوا في منازلهم آمنين) ، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان العامة محمد باقري، إضافة إلى ستة علماء نوويين بارزين مثل أحمد رضا ذو الفقاري وفريدون عباسي دواني.

خمس موجات من الصواريخ والمسيرات: اختراق الدفاعات الصهيونية

رغم محاولات كيان الاحتلال فرض تعتيم إعلامي صارم على تفاصيل الهجمات الإيرانية، إلا أن المعلومات المتوفرة تكشف عن حجم ودقة العملية الإيرانية التي شملت خمس موجات متتالية من الصواريخ والطائرات المسيرة:

  • الموجة الأولى (صباحية): تضمنت إطلاق أكثر من 100 طائرة مسيرة، بينها طائرات “شاهد-136” و”أبابيل-5″، وأكثر من 50 صاروخًا باليستيًا من طراز “سيجيل” و”خيبر شكن”، استهدفت مراكز عسكرية واستخباراتية في يافا المحتلة ومحيطها.
  • الموجة الثانية (قبل الظهر): شملت إطلاق 30 صاروخًا باليستيًا إضافيًا و20 طائرة مسيرة، ركزت على قواعد عسكرية مثل مقر “كرياه”، مما أدى إلى أضرار مباشرة في البنية التحتية العسكرية.
  • الموجة الثالثة (بعد الظهر): استهدفت مواقع دفاع جوي ومنصات إطلاق صواريخ في عمق الكيان، مع إطلاق 40 صاروخًا وعدد مماثل من المسيرات، مما أظهر قدرة إيران على إشباع الدفاعات الصهيونية.
  • الموجة الرابعة (مسائية): شهدت إطلاق 50 صاروخًا و30 طائرة مسيرة، وكانت أكثر كثافة، حيث أصابت أهدافًا حساسة في يافا المحتلة، مع تقارير عن انهيار جزئي لمنظومة “القبة الحديدية”.
  • الموجة الخامسة (ليلية): وصفت بأنها الأعنف، حيث شملت 60 صاروخًا باليستيًا و40 طائرة مسيرة، استهدفت أرجاء الكيان، مما أدى إلى إصابة منازل ومبانٍ عسكرية، مع تسجيل 9 إصابات، بينها حالة حرجة، وفق إسعاف “نجمة داوود”.

تُظهر مقاطع فيديو حية، رغم التعتيم الصهيوني، اختراق صواريخ إيرانية لمنظومة “القبة الحديدية”، حيث أصابت مباني عسكرية في يافا المحتلة، بما في ذلك مقر “كرياه”، مما يكشف عن فشل نسبي للدفاعات الصهيونية التي شملت أنظمة “حيتس”، “مقلاع داوود”، “Arrow”، و”Patriot”.

الأثر الأرضي: خسائر مادية وبشرية وسط تعتيم صهيوني

على الرغم من التعتيم الإعلامي المفروض من كيان الاحتلال، كشفت مواقع عبرية محدودة عن الخسائر التالية:

  • مقتل مستوطن واحد وإصابة 34 شخصًا بجروح متفاوتة في يافا المحتلة خلال الموجة الأولى.
  • إصابة 63 شخصًا آخرين في الموجة الرابعة والخامسة، بينهم رجلان بحالة خطرة، وإصابة طفيفة لعاملي إسعاف من الشظايا.
  • أضرار مادية كبيرة، تشمل أكثر من 2000 شظية وتهشم واجهات مبانٍ سكنية وعسكرية.
  • توقف مؤقت للملاحة الجوية وإلغاء الرحلات المدنية، مما أثر على الاقتصاد الصهيوني.

تؤكد تقارير غربية أن الدفاعات الصهيونية عجزت عن التعامل مع كثافة الهجوم، حيث أُشبعت بـ”الذخائر” خلال دقائق، مما أجهد أنظمتها وكشف هشاشتها أمام القدرات الإيرانية المتقدمة.

السرعة والدقة: رسالة ردع لكيان الاحتلال

تميزت العملية الإيرانية بالسرعة والدقة العالية. فقد نُفذت الموجات الخمس في أقل من 24 ساعة، مع استهداف مركزي مثل “كرياه” ومراكز استخباراتية بصواريخ “سيجيل” و”خيبر شكن”، وطائرات مسيرة مثل “شاهد-147” المزودة برادارات متقدمة، مما سمح بتوليد صور عالية الدقة حتى في ظروف جوية صعبة.

هذا الهجوم لم يهدف فقط لإلحاق خسائر مادية، بل لإيصال رسالة استراتيجية: إيران تمتلك القدرة على الرد بقوة ودقة، ولا توجد دفاعات صهيونية قادرة على صدها بالكامل. كما أظهرت العملية تنسيقًا عاليًا بين القوات الجوية والحرس الثوري، مع الاعتماد على تقنيات إيرانية متطورة مثل صواريخ “سديد-1” وطائرات “مهاجر-10” التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.

كلفة تحقق الردع الإيراني بحسب مواقع عبرية

  • أكثر من 2000 شظية وأضرار هائلة ودمار كبير في مبانٍ سكنية وعسكرية.
  • إصابة 97 شخصًا، بينهم حالات حرجة، ومقتل مستوطن واحد .
  • تعليق الملاحة الجوية وتوقف الاقتصاد المحلي في يافا المحتلة.
  • تصاعد الغضب الشعبي الدولي ضد كيان الاحتلال بسبب استهدافه المدنيين والمنشآت الإيرانية.

رسالة الردع: لا اعتداء دون عقاب

أثبتت هذه العملية أن الردع الإيراني حقيقة ميدانية تدعم محور المقاومة وشعب فلسطين:

  • توازن الردع: إيران أظهرت قدرتها على تنفيذ ضربات مؤلمة، متجاوزة دفاعات الكيان المتطورة، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية رئيسية.
  • معاناة الكيان: كيان الاحتلال قاتل الأطفال يعاني الآن من تداعيات عدوانه على إيران، تمامًا كما تسبب في معاناة شعوب المنطقة، خاصة في فلسطين ولبنان.
  • تردد الحلفاء: الولايات المتحدة وحلفاؤها أظهروا دعمًا محدودًا للكيان، حيث اكتفت أمريكا بمساعدة دفاعية  ولم تشارك في العدوان بشكل مباشر على ايران، مما يعكس تراجع الثقة في قدرات الكيان.
  • دعم فلسطين: الهجوم الإيراني يؤكد التزام إيران بدعم القضية الفلسطينية، حيث يُعتبر ردًا على جرائم الكيان في غزة والضفة، ودافعًا لمحور المقاومة لمواصلة النضال حتى تحرير القدس.

المهم

الرد الإيراني بموجاته الخمس أثبت أن أسطورة الدفاعات الصهيونية يمكن كسرها بالعزيمة والتكنولوجيا المتقدمة. رغم التعتيم الإعلامي الذي يفرضه كيان الاحتلال قاتل الأطفال، فإن الأرقام والمشاهد تكشف عن خسائر مادية وبشرية كبيرة، وتؤكد تفوق إيران في ميدان الردع.

إيران ومحور المقاومة مدعوون لتعزيز قدراتهم الاستراتيجية، بما في ذلك التسلح النووي، لضمان ردع فعال ضد أي اعتداء مستقبلي. هذا الهجوم ليس فقط دفاعًا عن إيران، بل دعمًا صلبًا لشعب فلسطين المظلوم ولكل مقاوم يواجه كيان الاحتلال. دماء الشهداء، من قادة وعلماء، ستبقى وقودًا للمقاومة حتى تحرير القدس وكل أرض فلسطين، محققة وعد الله: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ” (الروم: 47).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *