ماذا بعد صدور قرار محافظي الوکالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران؟- منى سالم الجبوري

 

مع مصادقة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس 12 يونيو، 2025، بالإجماع على قرار يعلن رسميا أن إيران لم تلتزم بتعهداتها في إطار اتفاق الضمانات المتعلقة بعدم انتشار الأسلحة النووية، فإن المشهد المتعلق بالملف النووي الايراني سيشهد ثمة تغييرات محتملة بما يٶدي الى المزيد من التوتر خصوصا وإن هذه هي المرة الأولى خلال العشرين عاما الماضية التي يتم فيها إصدار قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة.

النظام الايراني الذي کان قد هدد مسبقا بإجراءات سيتخذها فيما لو قامت الوکالة الدولية للطاقة الذرية بإصدار قرار ضدها، فإن الکرة في ملعبه الان ولاسيما وإن نصر القرار وکما نقلته وکالة”رويترز”، أعلن مجلس المحافظين للوکالة الدولية للطاقة الذرية أن:” إيران، بسبب عجزها المتكرر منذ عام 2019 عن التعاون الكامل وفي الوقت المناسب مع الوكالة بشأن المواد والأنشطة النووية غير المعلنة في عدة مواقع غير معلنة، لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاق الضمانات، وهو ما يعد انتهاكا لالتزاماتها”، لکن وإن کان مهما رد الفعل الذي سيقوم به النظام الايراني على صدور هذا القرار، لکن الاهم هو ما سيٶدي صدور هذا القرار من إجراءات دولية بحق النظام الايراني.

صدور هذا القرار الذي تزامن أيضا مع ما كشفته المقاومة الإيرانية بشأن مشروع (خطة كوير) والمواقع السرية في صحراء سمنان، بما يؤكد أن النظام يواصل برنامجه النووي في الخفاء رغم مزاعمه العلنية، يجعل موقف النظام الايراني بالغ الضعف ويرفع من درجات تسخين الموقف الدولي بإتجاه المواجهة مع النظام الايراني، مع ملاحظة إن النظام الايراني قد عمل کل ما بوسعه من أجل الحيلولة دون حدوث المواجهة لما قد يترتب عليها من آثار ومضاعفات وتداعيات على أوضاعه الداخلية المتوترة أصلا والتي تحتاج الى شرارة للإنفجار بوجه النظام.

الملفت للنظر إن المواقف الاميرکية والايرانية بعد 5 جولات من المفاوضات مازالت متباعدة بل وحتى إن تصريح الرئيس ترامب بعدم ثقته بالتوصل لإتفاق مع النظام الايراني والتهديدات الاخيرة التي صدرت عن وزير دفاع النظام الايراني بضرب جميع القواعد الاميرکية في دول المنطقة والهجوم الملفت للنظر الذي شنته اسرائيل في يوم الجمعة المنصرم على النظام الايراني، يدل على الاجواء متلبدة بما فيها الکفاية وإن النظام الايراني قد أصبح وبکل وضوح أمام أمرين، إما الاستسلام والخضوع للأمر الواقع بتلبية المطالب الدولية أو على العکس من ذلك تماما المواجهة مع المجتمع الدولي وتحمل العواقب الوخيمة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *