بينما تتبادل إسرائيل وإيران الضربات الصاروخية والتحليقات الجوية العسكرية، وتتصاعد التوترات بين البلدين إلى مستويات لم تشهدها المنطقة منذ سنوات، تبدو تصريحات القادة في كلا الطرفين وكأنها “حرب خطابات أكثر منها حرباً ميدانية “، حيث يحاول كل طرف تقديم نفسه كـ”مدافع عن الأمن الوطني والمدنيين الأبرياء “، بينما الواقع يقول إن “المدنيين هم الضحية الأولى والأخيرة في هذه المواجهة التي لا يبدو أنها ستتوقف قريباً “.
التصريحات السخيفة.. من “حماية مواطنينا” إلى “حرق العاصمة الإيرانية”
في تصريحات أدلى بها مؤخراً وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ، قال:
“الديكتاتور الإيراني يحول مواطنيه إلى رهائن، ويدفعون ثمن السياسات العدوانية لإيران. إذا استمر خامنئي في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإن طهران ستحترق .”
وكان هذا النوع من الخطاب هو السائد في إسرائيل، حيث يُستخدم أسلوب “الدفاع عن النفس ” لتصوير الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران باعتباره “رد فعل ضروري ضد تهديدات إيرانية متزايدة “.
من جانبه، توعد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ، قائلاً:
“لن نسمح بانتهاك سيادتنا، وسنردّ بما هو أقوى مما يُتوقع. إسرائيل لن تنجو من العقاب، ولن نسمح باستخدام سوريا والعراق كقواعد لضرب إيران .”
لكن ما يثير الاستغراب هو أن “كلتا الدولتين تتحدثان باسم “الشعب”، بينما تستهدفان مواقع داخل اراضي بعضهما البعض، وبعضها داخل المدن و المناطق المدنية، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، لكن دون أي اعتذار أو تعاطف رسمي من أي من الطرفين “.
من يحمي المدنيين؟ ومن يُلقي بهم في محرقة الحرب؟
الخطاب المتلاعب.. هل يخدع أحداً؟
“المسؤولون في إسرائيل وإيران يعتقدون أنهم يتحدثون إلى شعوبهم، لكن الحقيقة أنهم يتحدثون إلى أنفسهم، ويستثمرون في خوف الشعوب، ويستخدمون المدنيين كأداة دعائية، ثم يتركونهم يدفعون الثمن عند تنفيذ العمليات العسكرية، سواءً عبر القصف العشوائي أو عبر الدعم غير المسؤول للجماعات المسلحة في سوريا والعراق ولبنان .”
الواقع العسكري.. من يملك السيطرة؟ ومن يملك الحماية؟
- المسؤولون في إسرائيل وإيران يتحدثون باسم الشعب، لكنهم لا يستمعون له .
- الدولتان تُمارسان الحرب، دون اعتبار لحياة السكان المحليين أو مستقبلهم .
النداء الإنساني: لا يمكن أن تكون الحروب دائماً مبررة!
“الشعوب لا تريد خطابات دفاعية عن العنف، بل تريد دولاً تحميها، ومؤسسات تُعيد تعريف العلاقة بين المواطن والدولة، بحيث لا يعود السلاح هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الحكام أو يسمعون إليها .”