الموساد الاسرائيلية في إيران.. كيف تسللت الى داخل المؤسسات الايرانية؟ هل تنعكس سلبا على أقليم كوردستان؟؟

حذّر مراقبون ومسؤولون كوردستانيون من أن “الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران قد ينعكس سلباً على أمن إقليم كوردستان، خصوصاً في حال استخدمت تركيا أو الحكومة السورية الجديدة هذا التصعيد كذريعة لتوسيع عمليات عسكرية داخل الأراضي الكردية أو عبر الحدود الإيرانية – الكردية “.

جاء ذلك بعد أن شن الجيش الإسرائيلي فجر الجمعة الماضي هجوماً صاروخياً وجوياً استهدف مواقع نووية وعسكرية استراتيجية في طهران وشيراز، وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء الإيرانيين.

ألاجهزة الامنية الايرانية أعتقلت الى الان عددا من عملاء الموساد داخل أيران و هناك مخاطر من أن التحقيقات قد تقود الى الكشف عن الاطراف و الجهات و الدول التي تعاونت مع الموساد الاسرائيلي من أجل الوصول الى المؤسسات الايرانية الحساسة و الى علماء الذرة الايرانيين الذين قتلوا بعمليات فردية من قبل عملاء أسرائيل و التسهيلات التي حصلوا عليها.

كوردستان العراق.. بين الخطر والحسابات السياسية

قال مصدر سياسي كردي مقرّب من حكومة الإقليم:

إذا كان الصراع بين إسرائيل وإيران سيتصاعد، فإن كردستان العراق وشمال شرق سوريا لن يكونا بمعزل عن التداعيات، خاصة مع تصاعد التوترات في المناطق الحدودية، واستمرار تحليق الطائرات الاستطلاعية الإسرائيلية عبر الأجواء السورية والعراقية، بموافقة ضمنية من بعض الجهات المحلية الموالية لأمريكا وتركيا “.

وأشار المصدر إلى أن “الإقليم يعيش حالة تأهب غير معلنة، خوفاً من ردة الفعل الإيرانية المحتملة، والتي قد تستهدف المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية داخل المنطقة، بما فيها المراكز الاقتصادية أو الأمنية التي يُعتقد أن إسرائيل أو الولايات المتحدة تستخدمها لنقل المسيرات أو تسهيل دخول العملاء إلى العمق الإيراني “.

الموساد في إيران.. كيف تسللت إسرائيل؟

تشير المعلومات الاستخبارية إلى أن “الضربات الصاروخية لم تكن مفاجئة فقط للمواطنين الإيرانيين، بل حتى للرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان “، بينما أكدت المصادر أن “إسرائيل لم تتمكن من تنفيذ ضرباتها الدقيقة دون وجود شبكة استخبارية قوية داخل إيران، وربما حتى داخل المناطق الكردية في غرب إيران و كوردستان “.

وقالت تقارير استخبارية إن “الموساد الإسرائيلي عمل لسنوات على زرع عملاء داخل البنية النووية والإدارية الإيرانية، وهو ما سمح لها بتوجيه الضربات بدقة عالية، وحتى إسقاط صواريخ إيرانية في مناطق بعيدة عن الهدف، مما يشير إلى استخدام تقنيات تدميرية إلكترونية أو استخبارية متقدمة “.

لكن السؤال الحقيقي الذي يطرحه الكورد هو:

كيف تمكنت إسرائيل من اختراق البنية الإيرانية، وهل كانت هناك أطراف محلية، مثل الجماعات الكوردية، أو حتى بعض الجهات التركية أو السعودية، متعاونة مع إسرائيل في تسهيل مرور الطائرات المسيرة أو نقل المعلوماتو المعدات الاستخبارية و العسكرية؟

دور تركيا والسعودية والجماعات الكوردية 

تشير بعض المؤشرات إلى أن “الطائرات المسيرة الإسرائيلية ربما تكون قد انطلقت من الأجواء السورية أو العراقية، وعبرت مناطق شمال العراق، حيث يتمتع الإقليم بعلاقات اقتصادية وثقافية مع تل أبيب، لكنه لا يملك أي علاقة رسمية أو سياسية “.

وقال أحد الباحثين في الشأن الإقليمي، د. عمر عبد الرحمن :

الموصل وكركوك ومنطقة سنجار، كلها أصبحت نقاط توقف محتملة للطائرات المسيرة أو نقل المعلومات الاستخبارية عبر شبكات تحت الأرض، وهذا يُظهر أن إسرائيل ليست فقط تعتمد على التكنولوجيا، بل على شبكة واسعة من الوكلاء المحليين، سواءً من العرب السنة أو من الكرد العراقيين أو الإيرانيين، الذين لديهم مصلحة في إضعاف النفوذ الإيراني أو إعادة ترتيب العلاقة مع الغرب .”

ويضيف:

الحكومة الكردية في أربيل ترفض أن تكون جزءاً من أي عملية مباشرة ضد إيران، لكنها لم تمنع الجماعات الكردية المعارضة لإيران، مثل “بيشمركة كادريان” أو “حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني”، من التنقل عبر الإقليم أو استخدامه كقاعدة لنشاطاتهم، وهو ما يمنح إسرائيل فرصة ذهبية لاختراق هذه الجماعات، وبناء شبكة استخبارية تعمل باسم “الحرية الكردية”، لكنها في الواقع تخدم المشروع الأمريكي – الإسرائيلي في المنطقة .”

الكورد في إيران.. هل هم شركاء أم أدوات؟

في غرب إيران، “يعيش الكورد حالة من القلق الشديد، خاصة بعد أن بدأت الجماعات المسلحة الإيرانية باستهداف القرى الكردية في المناطق الحدودية، واتهامها بالانتماء لـ”الإرهابيين” أو “العملاء الإسرائيليين” “، وهو خطاب يُستخدم لتصفية الحسابات الداخلية، ويُعطي الدولة الإيرانية ذريعة لفرض حملات قمعية جديدة.

كيف تسللت إسرائيل إلى إيران؟
العامل
الشرح
الدعم الاستخباري الامريكي،  التركي – السعودي
يُعتقد أن “التنسيق بين إسرائيل و أمريكا وتركيا،و أحمد الشرع، ساهم في تيسير حركة الطائرات المسيرة عبر سوريا والعراق نحو إيران، وهو ما يُعزز فكرة أن أمريكا و تركيا والسعودية تلعبان دوراً في إعادة تشكيل الخارطة الأمنية في المنطقة، تحت غطاء الإسلام السياسي أو التعاون الاستخباري“.
الجماعات الكوردية 
تمتلك “مجموعات كوردية وجوداً عسكرياً في المناطق الحدودية داخل أقليم كوردستان، وتُستخدم كأداة لتنفيذ عمليات داخل إيران، وهو ما يجعلها هدفاً لتلك العمليات الاستخبارية، وربما حتى وكيلة لنقل المعلومات أو المسيرات إلى الداخل الإيراني“.
التحليق عبر سوريا والعراق بواسطة محطات أرضية
أفادت تقارير استخبارية بأن “الطائرات الإسرائيلية المسيرة لم تتجاهل الحدود السورية والعراقية، بل استخدمتها كممر طبيعي، وهو ما يُظهر أن دمشق وبغداد، رغم معارضتهما الرسمية، لم تمنع استخدام أراضيهما كقواعد لنقل الحرب إلى الداخل الإيراني، سواءً عبر السكوت أو عبر التواطؤ غير المعلن“.
 لماذا يُستخدم الكورد كجزء من المعادلة الإسرائيلية – الإيرانية؟
  • الكورد ليسوا طرفًا في الصراع، لكنهم دائماً ما يكونون ضمنه، لأن أراضيهم تقع في الخط الأمامي من الحدود مع تركيا وإيران والعراق، وهي الدول التي تُستخدم فيها السياسات الخارجية كوسيلة لتصفية الحسابات الكبرى .
  • الجماعات الكردية المعارضة لإيران، والتي تتخذ من كردستان العراق مقراً لها، تُستخدم كشبكة استخباراتية، وأيران تشك بأنهم يستدمون  كقاعدة لنقل المعلومات أو الطائرات المسيرة إلى الداخل الإيراني، وهو ما يزيد من حدة التوتر بين طهران وكردستان، ويُعرض المدنيين الكورد للانتقام أو التشريد مرة أخرى .
  • الحكومة الكردية في أربيل تتجنب المواجهة المباشرة مع إيران، لكنها لا تملك السيطرة الكاملة على الجماعات الكردية المعارضة، مما يُضعف موقفها، ويُعطي إيران الذريعة لشن عمليات داخل الإقليم تحت اسم “مكافحة الإرهاب” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *