نص ـــ لوانك الريح – مصطفى محمد غريب

ـــ 1 ـــ

لو كنت مثلي عائماً

على بحارٍ من الشك الظنون

لوقعت من علوٍ

وصرت في زمن النكوص

مهرجاً الى الحقيقة والقبول

وبكيت في وطن من الجنون

صار المسالخ للمسافات التخوم

مقايضاً للحس مسلوب العيون

لو كنت ريحا صرصراً

 لتركت في سوح الحياة حمامةً

تنزف من نسيمٍ ناعمٍ ومن الفنون

لوكان أمر تعبدي

                  وطني الغريب

 لعجبت شوقاً في تفردي

وبعد أكثر من سنين الراحلين بلا ذنوب

وما مشيت وما فنيت العمر تيمماً

وكيف فيه صبا ازقةٍ

صارت مداراتٌ واندثرتْ ولا يقين

بأن فقري فقر بحارٍ عجيب

 فيمجد الذكرى بها موعدي

مازال وقتي جامحاً

 وبقيت في ضنكٍ أعيش صابراً

وفيه سري ان قبلت تحددي

 وفيه قسري رافضاً

 كأنني رضيع امٍ قبل مولدي

ولم تعد نار القطيعة خنجراً

 لو أنني الزلزال ريحاً عاصفاً

وأنت في وادي وامرك متعباً

لو كان بعدك يائساً ابداً

وانقسمت مواسم الحصاد

وانسحب السحاب للرياح

ــ 2 ــ

اراك حبي وانت وحيد توحدي

هذي السنين العجاف كأنها ثانية

وكأني لم أخلق فيها تواجدي

واي أشجان المودة تعزف ألماً

 في كل ثانية تغنى موعدي

إياك يا قلبي ان تسد مواجعاً

 حزني وسر تخلدي

ارضي ومنها منبعي وسرمدي

أواه يا حزني ثم اشتياق تمردي

أواه يا طول الفراق وقصره في معبدي

أواه يا عمري عسيرك موقعي

لو أنك الريح لكنت في وادي سحيق وامرك صادقاً

ولقلت أواهٍ للفراق من العراق بعد تفردي

وبقيت تحزن حزن قامات الرثاء

وبقت دموعك ساخنات في الدعاء

8 / 6 / 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *