طهران وخطأ تصور اليوم کالبارحة- محمد حسين المياحي

 

يمر النظام الايراني بواحد من أکثر مراحله صعوبة وحساسية ويواجه أوضاعا بالغة السوء ومن الواضح جدا إنه وفي ضوء إصراره على نهجه وعدم إستجابته للمطالب الدولية فيما يتعلق ببرنامجه النووي، فإنه يواجه عزلة دولية متفاقمة وتزايد غير عادي للعقوبات الدولية المفروضة عليه، ولذلك فإن النظام يبدو وکأنه في حالة إختناق ومن هنا فإنه قد يرى في الهجوم الاسرائيلي الذي بدأ صباح يوم 13 من الشهر الجاري بمثابة منفذ ووسيلة لإنقاذه من المصير المتجهم الذي ينتظره، وهو بهذا يعتقد بأن ما جرى أثناء الحرب العراقية الايرانية عام 1980، يعاد کسيناريو مع إسرائيل!

الاوضاع في إيران أثناء إندلاع الحرب العراقية الايرانية، کانت مختلفة تماما عن الاوضاع الحالية بل وحتى ليس هناك من مجال للمقارنة بينهما، إذ أن النظام کان في بداياته وکان الشعب الايراني لازال يتوسم فيه خيرا ويعتقد بأنه سيکون مختلفا عن النظام الدکتاتوري لشاه إيران، ولذلك فقد جاءت الحرب کطوف نجاة له ولاسيما وإنه کان في ذلك الوقت يواجه أوضاعا متأزمة.

أما الان، فإن الصورة تختلف تماما، إذ أن الاوضاع أکثر سوءا مما کانت عليه عام 1980، والاهم والأسوأ من ذلك بالنسبة للنظام، إن الشعب صار يعرفه جيدا کنظام دکتاتوري يکمم الافواه ولا يهمه في العالم شيئا کما يهمه بقائه وإستمرار، وإن تصوره بأن الشعب سيکون خلفه هو تصور غير منطقي تماما ولاسيما وقد إنتفض الشعب بوجهه لأربعة مرات دامت الاخيرة منها لعدة أشهر کما إن الشعب الايراني وبسبب من السياسات المتطرفة للنظام وميله لإثارة الحروب والازمات، فإن الشعب قد ضاق به ذرعا خصوصا وإن المواجهة الحالية مع إسرائيل بسبب من إصراره على المضي قدما في برنامجه النووي من جهة وسياساته المثيرة لزعزعة أمن وإستقرار المنطقة، فإنها ليست کالحرب مع العراق بل إنها مدمرة وأسوأ بکثير ولذلك من المستحيل أن يدعم الشعب النظام ويقف خلفه في هذه المواجهة.

اليوم ليس کالبارحة، فقد توضحت کل جوانب الصورة وأبعادها المختلفة وإن الشعب الايراني قد کل ومل تماما من النهج المتطرف لهذا النظام وإصراره على هذا النهج وحتى تماديه، ولاسيما وهو يرى شعوب بلدان العالم تعيش في أمن وسلام ورخاء، ولذلك لا يمکن للنظام الايراني أن ينتظر موقفا شعبيا مماثلا للذي حصل أثناء الحرب العراقية ـ الايرانية بل سيکون الامر مختلفا تماما وحتى يمکنه أن يحذر من ذلك کثيرا وکثيرا جدا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *