الأجواء العراقية جسر للطيبين- كامل سلمان

في الحرب الجارية بين إيران وإسرائيل وهي حرب جوية يتبادل فيها الطرفان المتحاربان الضربات الصاروخية والطيران والمسيرات عبر الأجواء أصبحت الأجواء العراقية جسر للطيبين لكلا طرفي النزاع ، وقد كانت الأراضي العراقية قبل هذا ممر آمن للطيبين ، ولم يبخل العراق بطيبته وكرمه قبل أن يجعل أجواءه وأراضيه معبراً للطيبين فقد جعل أمواله ودولاراته قبلها في خدمة الطيبين ، لا بل الأكثر من ذلك قد جعل دماء شبابه في خدمة الطيبين ، نعم هذا هو العراق الطيب المتناهي بالطيب يجعل كل شيء في خدمة الطيبين . فكل من يريد أن يجرب طيبة العراق والعراقيين فالطريق سالك له طالما هنالك عيون ترى الأشياء بالمقلوب وآذن تسمع بالمعكوس . الحقيقة المؤلمة ما كان كل ذلك ليحصل لو كانت عقلية الإنسان العراقي والحاكم العراقي تنظر للعراق فوق كل شيء ولكن هيهات ، فالعيب ليس بمن يستغل العراق ويعبر من فوقه ومن تحته ومن بين أرجله بل العيب بمن أعتقد بأن مصلحة بلده يأتي آخر كل شيء . منذ العهد الملكي ولحد يومنا هذا جميع الحروب التي خاضها العراق هي من أجل الطيبين ، والحرب الوحيدة التي خاضها العراق من أجل نفسه ولم يوفق بها هي حرب احتلال الكويت فقد دفع الثمن غالياً لأنه خرج عن النص بأن يكون دوره فقط لخدمة الطيبين . أما دوره الحالي كجسر أو كممر أو كمرضع دولاري فهو دوره الطبيعي حسب النص . الدور العراقي الحالي ليس كما يتصوره البعض بأنه دور حيادي وإنما هو دور المتفرج الساكت المترقب وعندما تأتيه الوصايا بأن ينخرط مع الطيبين سينخرط طوعاً أو كرهاً فهناك اليوم دماء تغلي وأوداج تنتفخ ، فليس من المنطق أن يتضرر الأخرون ويخرج العراق منها سالماً فهذه جناية بحق من سكن أرض الرافدين ، دعونا ننتظر ونرى الأيام القادمة التي هي أصدق قيلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *