تتناول هذه السرديات في فن الاقصوصة الحديثة , عوالم مختلفة في جوانبها المتعددة ,من زوايا مختلفة من الحياة , أي أنها تضع الحياة والواقع على مشرحة التحليل وتشتغل عليه , في قضاياه الأساسية والحساسة . في الجانب السياسي والاجتماعي والديني بما فيها موضوع المرأة , والنصوص السردية تحمل براعة الصياغة الفنية وهندستها , في التكثيف والتركيز والايجاز في حدث سريع يصيب هدفه مباشرة , تملك رؤية فكرية ومواقف واضحة المعالم , في جملة أحداث تحدث وحدثت على الواقع المعيشي والحياة العامة والخاصة , هي تخص ابعاد حكايات الوطن في مجمل ابعاده في الازمة الحياتية القائمة , تملك براعة الحبكة الشفافة في تكوين الحدث السريع ,تناول المناخ السائد منذ كثر من عقدين من الزمن , وقد حدث فيه انقلابات ومتغيرات كبيرة وصادمة , في الظواهر المكشوفة والمخفية , التي تمثل الصراع القائم بين قوتين المتناقضتين , الاولى تغمط الحقيقة وتخفيها عمداً وقصداً لغايات مصلحية ونفعية فئوية ضيقة , والثانية تناصر الحقيقة في دعم في ابرازها وإظهارها حتى من تحت كثافة الغبار التي يغطيها , لانه ببساطة لايمكن لاحد ان يستطيع اخفاء الحقيقة , كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمال , هو صراع بين قوتين , الاولى تملك جبروت الواقع وتسلطه , وتجيره بما يدعم هيمنتها المتسلطة , بكل الطرق اللاشرعية , والقوة الثانية لا تملك سوى الرفض والاحتجاج والتذمر بالسخرية اللاذعة , في المناخ السائد في الفعل والحركة , دلالاتها تحفز ذهن القارئ بالتفكير والتأمل , من أجل يدرك بما يدور حوله من متغيرات غير منطقية , الحدث السريع في حبكته المتكون , يملك مواقف واضحة وصريحة تجاه الوطن , وما يدور في داخله, بالاشارة والدلالة البليغة , لان مهما كان علو شأن التحريف والوصولية والانتهازية تبقى ناقصة , في تفكيرها المهادن والمساوم من اجل نفعية ضيقة على حساب المصلحة العامة , سرديات او نصوص قصصية تثير السؤال والتساؤل , من خلال صور السردية الباذخة في المعنى والمغزى والرمز والايحاء الدال . في مجريات الواقع , التي تخرج عن المعقول والمنطق . في إيقاعات سريعة بليغة , اي انها تشتغل على فهم الواقع المعيشي القائم بمفرداته المختلفة . لنأخذ بعض السرديات في إيجاز شديد :
× قصة ( دوامة ) : تشير وتدل بشكل بليغ , بأن ضمير العالم امتلئ بالنفايات, مثل البحر الذي يمتلئ بالنفايات , وتحذر ضمير العالم ان يستيقظ قبل ان يتحول الى نفايات .
× قصة ( على الحافة ) : طابور الكلاب تتجمع في مناقشة الوضع المعيشي في البلاد , وكيفية تسيير شؤون الناس , تتلخص بتحويلهم الى دم , حتى يكونوا ماكينة لحس الدم .
× قصة ( الزورق ) : تدل بالرمز بليغ المعنى والدلالة , بأن المشرفون على لقمة العيش , يحولون اعمار البشر , عبارة عن بحث لقمة العيش في مقبرة , تدل على تأزم عيشة البشر نحو الأسوأ أكثر فاكثر . كالزورق الذي يبحر في طريق مجهول .
× قصة ( طاقة ) : تتناول عن المشاريع لم تكتمل وتترك في النصف دون الاكتمال . مثل نصب اعمدة كهرباء , بدون ربطها بالأسلاك , كأن الاعمدة تلتفت يمينا وشمالاً دون جدوى . وهي تشير الى ماكنة الفساد المالي .
× قصة ( كرسي ) : كيف تحول الجالس عليه الى ببغاء او خروف , لا يعرف شيئاً سوى ان يصيح ماع … ماع , ولله في خلقه شؤون .
× قصة ( رفرفة روح ) : بعد غربة طويلة يعود الى مسقط رأسه , فلا يجد سوى التصحر والجفاف والغرابة , يجد نفسه في وضع سيء وصعب , ويضطر ان يعود من حيث أتى, وهو يحترق في داخله , كأنه ينتحر, فعاد ينحت بيتاً من الفراغ هناك .
× قصة ( تعويض ) : محتجاً على الوضع المعيشي الصعب , يحرق نفسه ويشيع الى القبر, و الدفان يناديه بالكلام البليغ : اسمع يا …….. عبدالله … ان فكرت بالرجوع الى الدنيا لن تجد اسمك في قائمة المتضررين , بل في قوائم سارقي أكفان الموتى !! , سردية ناطقة بألف معنى ومعنى .
× قصة ( رحى ) : تتناول عن الاعلام المزيف والمنحرف في تجديف الحقائق وافراغها , بحيث تحول المعجبين بها الى سلاح لقوات مكافحة الشعب !! .
× قصة ( خروج على النص ) : تدل على الإرهاب وتكميم الأفواه حتى الاغتيال , في قمع حرية التعبير بالإرهاب الفكري والأدبي , بحجة خروج على النص المسموح .
× قصة ( مساس ) : تتناول سرقة وخداع الرأي العام في الحشود الثائرة من بعض الخطباء , لكي يصعدون على أكتافهم , ويعملون بعد ذلك على تجنب بعض المطاليب بحجة التوافق الوطني , لكن يقابلون بالسخرية والتهكم بأنهم تحولوا الى اصبع للنظام .
× قصة ( نفق ) : تتناول في إدراك وفهم ناضج , في السؤال الذي يخطر في ذهن كل عراقي : من قتل المتظاهرين ؟؟؟ , ومازالت الاجابة مفقودة وغائبة , مثل الشعار الذي يكتب على جدران ويمسح بعد ذلك , كأنه الجواب كامل على ذلك .