لماذا فشلنا  في بناء عراق حر ديمقراطي – مهدي المولى

هذا سؤال  ينبغي الاجابة عليه      هل سبب الفشل لاننا شعب طبيعته الخضوع على الرأي الواحد والحاكم الواحد اذا قال الحاكم المستبد  قلنا نعم اذا قال صدام قال العراق لهذا كنا  نمشي  بجنب الحيط    لاننا نعلم للحائط اذان تسمع اي كلام وتنقله الى الطاغية  حتى انه جند زوجات العراقيين وخاصة الشرفاء الاحرار وذهب الكثير من هؤلاء ضحية تقارير كتبتها زوجاتهم وسلمتها اليه  ليس هذا فحسب فالكثير من هؤلاء الاحرار لم يؤلمهم حكم الاعدام بل الذي يهمهم هو الاساءة الى شرفهم الى كرامتهم ومع ذلك كنا نصفق ونهتف باسمه بالروح بالدم نفديك وكان الطاغية وأبنائه وزمرته التي تحيط به يقتلون ويضطهدون ويقمعون العراقيين حتى انه   وابنائه وعناصر زمرته  شكل كل واحد مهم عصابة  مهمتها خطف الفتيات وخاصة الجميلات والويل لمن ترفض اوامرهم وكانت هذه العصابات في صراعات مختلفة  على صيد الفتيات الجميلات  وكانت هذه المجموعات  مغرمة بالغجر والغجريات حتى اصبح العراق تحكمه الغجريات  فكان للغجرية  دور فعال في طرد اي شخصية عسكرية ومدنية لانها لم تعجبها  وتعين  شخصية  اخرى تعجبها   فكانت الكثير من قرارات الطرد والتعيين والسجن والاعدام والتعيين واطلاق سراح المعتقلين تنطلق من بيوت الغجر كل ذلك من اجل اذلال العراقيين وقهرهم

وهكذا اصبح ثلث العراقيين تابعين  للمخابرات الصدامية الحزب والجيش والشرطة وعناصر الاجهزة الامنية المختلفة بعضها تتجسس  على الاخرى اضافة الى المنظمات المدنية الاخرى الطلبة الجامعات المدارس الاتحاد العام لنساء العراق وكل المنظمات المدنية

وهكذا اصبح الانساني العراقي الحر الوطني محاصر من كل الجهات وفي كل الاوقات وفي اي مكان حتى في غرفة نومه   وكان اعدام العراقي واسرته اسهل من اي شي   ولا تحتاج لا الى قاضي ولا محكمة ولا شهود   حتى كان صدام وافراد عائلته والزمرة التي حوله  كانت لا تتسلى وتشعر بالراحة الا اذا اقامت حفلات خاصة لاعدام العراقيين بالجملة بالسيف بالرصاص بطرق مختلفة    لا دستور ولاقانون    وكانت اهم تسلية هي دفن العراقيين  الابرياء رجالا ونساءا واطفالا في مقابر جماعية كثيرة   كشف بعضها  لا يزال  الكثير منها لم يكتشف رغم مرور 15 عاما على قبر الطاغية وزمرته

هذه حال العراقيين  في ظل نظام الطاغية وزمرته لا اعتقد هناك عراقي حر يعتز بانسانيته بحريته  يحن الى نظام صدام وزمرته الا العبيد  الذين لا يملكون شرف ولا كرامة

لا شك ان العراقيين تحررت عقولهم تحررت ارادتهم شعروا انهم بشر  في 9-4-2003 اصبح العراقي  الحر يشعر انه عراقي وليس  عبدا   فأسس دستورا ومؤسسات دستورية

فكل محافظة اختارت ممثليها في البرلمان ومن ابنائها فقط وبحرية  وهؤلاء جميعا شكلوا البرلمان العراقي وهذا البرلمان اختار رئيس الجمهورية واختار رئيس الحكومة والحكومة  ومن صلاحيته مراقبة الحكومة ومحاسبتها اذا قصرت واقالتها اذا عجزت

كما  اختار ابناء كل محافظة  مجلس محافظة من ابناء المحافظة  وهذا المجلس اختار حكومة محلية ومحافظ مهمتها ادارة شؤون المحافظة الادارية

كما اختار كل حي من احياء كل المحافظة مجلس بلدي من ابناء الحي يدير شؤون الحي الادارية

اعتقد هذا لم يحدث في كل تاريخ  العراق والمنطقة لا قديما ولا حديثا   ومع ذلك فشلنا واي فشل لا شك انه فشل ذريع  مما جعل البعض يصرخ لا نريد الحرية نريد العبودية لا نريد الديمقراطية بل نريد الدكتاتورية  ما هي الاسباب لماذا

لا شك ان هناك اسباب كثيرة

اولا  اننا غير مهيئين  للديمقراطية والتعددية لا تزال قيم واخلاق العبودية البدوية واعراف العشائر وشيوخها  التي اخذت تتفاقم بعد الانقلاب الدموي في 8- شباط  عام 1963 وحتى يوم التحرير في 9-4-2003 ففي هذه الفترة نمت فيها  قيم العبودية والاعراف العشائرية واصبحت هي الحاكمة  فبدأت النزعات العشائرية والطائفية والعنصرية وحتى المناطقية وهذه الصراعات رسخت ودعمت الاعراف العشائرية وقيم العبودية لهذا بدأ تنافس حاد بين المواطنين لتمجيد وتعظيم شيخ العشيرة وشيخ العشيرة يقوم بتمجيد صدام ابن صدام من حول صدام

وفجاة قامت امريكا بنقلنا من العبودية الى الحرية ومن الدكتاتورية الى الديمقراطية من حكم الفرد الى حكم الشعب من حكم رئيس عصابة الى  حكم  الدستور للمؤسسات الدستورية

المعروف ان للحرية للديمقراطية لحكم الشعب لحكم  الدستور والمؤسسات الدستورية تحتاج الى قيم جديدة واخلاق جديدة تختلف عن قيم العبودية والدكتاورية وحكم الفرد   المؤسف والمؤلم اننا استخدمنا قيم واخلاق العبودية والدكتاتورية وحكم رئيس عصابة وشيخ عشيرة في زمن الحرية والديمقراطية  وحكم الشعب  مما ادى الى الفوضى والحروب  الطائفية والعنصرية والعشائرية  والمناطقية ونشر الفساد والفوضى واصبحنا شذر مذر

ثانيا تكالب الدول المعادية للعراق والعراقيين وفي المقدمة العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود الفاسدة فهذه العوائل الفاسدة رأت في التغيير الجديد في العراق ونجاح العملية السياسية يشكل خطرا على احتلالهم للجزيرة والخليج لهذا قررت افشال العملية السياسية والعودة بالعراق الى ما قبل تحرير العراق اي قبل 2003 حيث تمكنت من شراء عبيد صدام وشيوخ العشائر وكل من في نفسه مرض وخلقت لها مجموعات  مناصرة ومؤيدة في العراق وارسلت كلابها الوهابية داعش القاعدة وغيرها الى العراق واستقبلت هذه الكلاب من قبل عبيد صدام وشيوخ العشائر ودعاة العنصرية والطائفية وفتحوا لهم ابواب بيوتهم وفروج نسائهم وبدأت عملية  ذبح العراقيين وتدمير العراق   بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة والقتل على الهوية وتوجت هذه العملية بغزو داعش الوهابية للعراق واحتلت ثلث مساحة العراق وحاصرت بغداد ومدن الوسط والجنوب وكان في نيتها احتلال كل العراق

لولا الفتوى الربانية التي اصدرتها المرجعية الرشيدة التي دعت العراقيين جميعا الى الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ولبى العراقيون الاحرار الدعوة واسسوا الحشد الشعبي المقدس والتفوا  جميعا حول قواتنا الباسلة وتمكنوا من وقف الهجمة الظلامية الوهابية ومن ثم مطاردة  كلابها حتى تمكنوا من تحرير وتطهير ارض العراق

هل نفشل ونعود الى العبودية

ام ننجح ونسير الى الامام في ظل الحرية

رغم الالم  وظلام ووحشية اعداء العراق وعملائهم   اشعر بالامل والتفاؤل بنجاح العراق والثقة بالنصر والسير الى الامام