تحرير العراق في 2003 ماذا اثبت – مهدي المولى

لا شك ان تحرير العراق والعراقيين   في 9-4-2003  من  العبودية  والوحشية التي فرضها الطاغية معاوية  على العراقيين والتي بدأت تتجدد على يد الطغاة من  احفاده وكان  آخر من حاول تجديدها  الطاغية المقبور صدام   اثبت للأسف ان العراقيين غير مهيئين للحرية للديمقراطية لحكم القانون غير مؤهلين لحكم انفسهم وهذا هو السبب الذي جعلهم يختارون اللصوص  والفاسدين  ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ونحن يين يدي اللصوص والفاسدين  ننتقل من يد لص  فاسد  الى يد اكثر لصوصية  واكثر فسادا  بالوراثة  او  بالوصية

هل من حل لمنع وصول اللصوص والفاسدين الى كرسي المسئولية

نعم يمكن ذلك     كيف      اذا اغلقنا باب الفساد      من هو باب الفساد

باب الفساد هو الرواتب العالية التي لا نظير لها الامتيازات والمكاسب التي لا شبيهة لها في العالم  لا قديما ولا حديثا   وما يتمتع به من حماية ونفوذ وسلطة وكل شي جاهز وحسب الطلب هو وافراد عائلته وكل من حوله  طول العمر

لو تسأل اي مرشح من هؤلاء المرشحين الذين زاد عددهم على ال   7000 مرجع  لكان الجواب واحدة  وهو  رشحت نفسي   لخدمة  مصالحي الخاصة وتحقيق رغباتي الذاتية و  الفوز بالكعكة والقصد بالكعكة ثروة العراق ابناء العراق نساء العراق ومن ذلك الوقت والنواب والمسئولون يزدادون ثروة ورفاهية والشعب يزداد فقرا وحرمان   حتى ان احد المسئولين في لقاء صحفي عندما سأله عن الرواتب العالية والمكاسب والامتيازات التي يحصل عليها  اعضاء البرلمان والمسئولون    كانت اجابته المثل الشعبي العراقي المعروف مركتنا نرميها على ازياجنا   نعم هكذا يتصورون ثروة العراق  ومن هذا المنطلق أنطلقوا

لهذا كانوا السبب الاول والوحيد في  خلق الارهاب وسيطرته  و لولا الفساد والفاسدين    ما خلق ارهاب ولا ارهابين ولا احتيال ولا محتلين ولا رشوة ولا مرتشين ولا دعاة للعنصرية ولا دعاة للطائفية  ولا  دعارة ولا رذيلة ولا من يتعاطى الدعارة ولا رذيلة

لو وجدنا موظف في دائرة ما في وزارة ما يتعاطى الرشوة اعلموا ام مدير الدائرة الوزير  هو الذي يتعاطى الرشوة ويتعاطى كل  الموبقات بانواعها المختلفة خيانة الشعب والوطن قتل الشعب وتدمير الوطن   و كل انواع الانحراف الخلقي والديني ولوكانت لدينا حكومة قوية قادرة على القاء القبض على الذين يتعاطون الرشوة في دوائر واجري تحقيق معهم ومع عوائلهم لاتضحت لنا حقيقة ما قلناه وخاصة بالنسبة للمسئولين الكبار في الدولة

لهذا نرى الارهاب يولد وينموا ويتسع في مستنقع الفساد  وبرعاية الفاسدين فداعش الوهابية القاعدة واي حركة أرهابية لا يمكن ان تولد وتتسع  ا لا نتيجة لقوة الفاسدين وازدياد نفوذهم لهذا لا يمكن القضاء على الارهاب والارهابين الا بالقضاء على الفساد والفاسدين   لهذا تكونت علاقة وطيدة بين الفاسدين والارهابين احدهم يعتمد على الآخر فترى داعش الوهابية تحمي  الفاسدين وتدافع عنهم والفاسدون  يحمون الارهابين و يدافعون عنهم حتى أصبحنا لا يمكننا ان نميز ما بين  الارهابي والفاسد فكل مرتشي  مستغلا لنفوذه  مقصرا في عمله لا يهمه مصلحة الشعب  سيتحول الى ارهابي او يحول  من  حوله الى ارهابي او يحمي ارهابي وهذا سبب عدم القضاء على الارهاب وعلى الارهابين بل نرى الارهاب يتسع وتزداد خطورته وعدد الارهابين يزداد ويتضاعف

وبما اننا لا يمكن القضاء على الارهاب والارهابين الا بالقضاء على الفساد والفاسدين   الا بأتخاذ الاجراءات الكفيلة التي  تجتث  الفساد من جذوره تماما ولا تبقي له اي اثر مهما كان

ومن اول هذه الاجراءات هي كما قلنا سد باب الفساد   وهذا يعني

اولا خفض رواتب اعضاء البرلمان الى الربع او نفس الراتب الذي كان يستلمه قبل ترشيحه للانتخابات ومن لا يستلم راتب يحدد له راتب معين   لانه

رشح نفسه لخدمة الشعب والوطن ومهمته خدمة الشعب والوطن

الغاء الامتيازات والمكاسب  والتقاعد لانه رشح نفسه لخدمة الشعب ومحاسبة عضو البرلمان المسئول اذا زادت ثروة عضو البرلمان عضو البرلمان عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص ويجب ان تكون العقوبات رادعة وصارمة كي تكون رادعة لكل من تسول له نفسه  التقصير الاهمال الخيانة العبث بأموال الشعب بمستقبل الشعب

ثالثا   خفض عدد النواب الى النصف الى الثلث     وخلق دوائر انتخابية لكل نائب دائرة انتخابية واحدة وكل دائرة تنتخب دائرة واحدة  ومن يفوز بأعلى الاصوات هو الفائز وهكذا يصبح النائب الفائز بأصوات الشعب ممثلا للشعب  و  في خدمة الشعب على خلاف  النائب الذي يصل الى البرلمان بواسطة رئيس القائمة من الطبيعي يصبح  في خدمة رئيس القائمة  وتحت امره  الخاص

وهكذا نسد باب الفساد وبالتالي ابعدنا العناصر الفاسدة والذين في نفوسهم مرض من الوصول الى البرلمان وحتى لو تمكن فاسد او اكثر من الوصول الى كرسي البرلمان  المسئولية  يمكننا كشفه ويمكننا القضاء عليه

وهكذا يمكننا السير في طريق الديمقراطية وتهيئة انفسنا تدريجيا  للديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية

فالديمقراطية والتعددية  كالسباحة  تحتاج الدخول الى  النهر  ثم ممارسة السباحة ثم بعض الوقت

وكذلك الديمقراطية والتعددية تحتاج الى ممارسة والى وقت   وبما اننا تخلصنا من الفساد والفاسدين  سنتعلم الديمقراطية ونكون من المبدعين فيها