منذ ان بدأ الانسان يعي ويدرك بدأ يفكر في خلق الوسائل والسبل التي تقضي على معاناته وتنهي ألامه وبحكم عقليته البسيطة وظروف حياته الخاصة نشأت الاعتقادات الدينية المختلفة فكل فرد كل مجموعة صغيرة أنِشأت لها معتقد دين معين وخلقت له بعض القيم والطقوس الخاصة بهم وهكذا بدأت هذه المعتقدات هذه الاديان هذه القيم تتطور وترتقي تدريجيا حتى وصلت الى ما هو عليه الان وهذا التطور والارتقاء يستمر الى ما لا نهاية
وهذا يعني كل الحركات الدينية والفكرية هي حركات اصلاحية في حياة الانسان نحو الافضل في كل المجالات واول هذه المجالات علاقة الانسان بالانسان علاقة القوي بالضعيف الكبير بالصغير وعلى اثرها نشأ الحكم والحاكم وحقوق المحكوم وواجبات الحاكم اي انها حركات سياسية وكما قلنا هذه الحركات خاضعة لتطور عقلية الناس وللظروف التي تعيشها
ولو عدنا الى التاريخ ونظرنا نظرة موضوعية لاتضح لنا كل عادة كل عرف كل حالة اخلاقية لدى منطقة قرية نشأت والتزم بها ابنائها انها حالة سياسية مثل اعراف العشيرة وشيوخها واعراف العائلة والخضوع للاب والام وغيرها بالحقيقة انها مفاهيم سياسية وحتى النظرة الى الله اللآلهة المختلفة ا والى الاله الواحد هي علاقة سياسية الهدف من هذه العلاقة هي الاستعانة به من اجل مساعدته في انقاذه من الحيوانات المفترسة من الكوارث الطبيعية المختلفة وهكذا كلما تطور عقل الانسان وارتقى كلما ازدادت واتسعت العلاقة بين الانسان والله اي اصبحت العلاقة بين اللآلهة وبين مجموعة كبيرة من بني البشر اي انتقلت العلاقة من الفردية الى العلاقة الجماعية وبالتالي ادى الى وحدة الله ووحدة الانسان ونشأت الانظمة والقوانين التي تحدد علاقة الانسان مع الانسان ومع الطبيعة وعلاقة المحكوم بالحاكم حتى وصل الى هذه المرحلة
من هذا يمكننا القول لا يوجد دين وانما يوجد سياسة ولكن الدين هو الخطوة الاولى لوجود السياسية بحكم عقل الانسان الذي يتطور تدريجيا فالسياسة كأي علم كأشي في الارض نشأ من نقطة بسيطة واخذت هذه النقطة تكبر وتتسع وتتطور وتتقدم حتى وصلت الى هذه المرحلة مثل الطب القانون النظام وسائل النقل الشرطة الجيش البيت الدولة السيارات الطائرات وكل شي جديد في هذا الوجود والدين لا شك لا يختلف عن اي شي خلقه الانسان في الوجود الغاية منه كما قلنا لتخفيف متاعبه ومعاناته في هذه الحياة وآلامه والقضاء عليه مثل اي حالة خلقها الانسان كانت بسيطة واخذت تتطور وتترقى بفضل عقل الانسان
ولو دققنا في كل دعوات ورسالات الصالحين والحكماء وما اطلق عليهم رسل وانبياء كانت تدعوا الى اقامة العدل وازالة الظلم الى خلق الانسان الصادق ونبذ الكاذب وبحكم عقلية الناس وظروفهم خلقت طقوس دينية لصنع الانسان الصادق العادل واصلاح الكاذب الظالم ومحاسبة الظالم الكاذب ومعاقبته
للأسف هناك من استحوذ على الاديان وفرض سيطرته عليها وحرفها عن مسارها وجعلها مجرد طقوس دينية وابعدها تماما عن الاهداف التي وجدت من اجلها وهذا حدث حتى في الاحزاب والحركات السياسية المعاصرة فلم نرى حزب او حركة سياسية كان يدعوا الى تدمير الحياة وذبح الانسان لكن مطامع ونوايا بعض الاشخاص فيفرضوا سيطرتهم ويجعلوا من الدين الحزب الحركة ومن فيه في خدمتهم ومن اجل تحقيق رغباتهم الفاسدة وشهواتهم المنحرفة
لهذا نرى الامام علي صرخ بوجه هؤلاء الظلمة الكذبة عند ما ساوموه على الخلافة قائلا خلافتكم امامتكم دينكم لا يساوي هذا الحذاء الممزق اذا لم اقم عدلا وازيل ظلما فكان يصرخ دائما الفقر كفر الظلم كفر الجهل كفر ما جاع فقير الا بتخمة غني تعلموا العلم لغير الله يكون لله
لا يوجد دين او معتقد في كل التاريخ يدعوا الى قتل الناس يدعوا الى سرقة الناس يدعوا الى ظلم الناس ابدا مهما كان ذلك الدين والمعتقد الا ان ظروف الدعوة دائما تعطيها شكلها ومع ذلك كانت الوسيلة الاساسية التي رفعت الحياة والانسان الى هذه الدرجة والتي ستستمر في رفعه الى درجات لا ينكرها الا الجهلاء اعداء الحياة والانسان
مهدي المولى
نعم الدين هو سياسة والسياسة هي في خدمة القومية العنصرية ، وهكذا فالدول التي إستخدمت الدين مطية فقد نجحت وصنعت دولاً من لاشيء مثل تركيا العثمانية وبعدهم ، كمال باشا بالذات ، الوطن العربي غطى هذه المساحة في أًقل من مئة عام لأن الأمويون إستخدموا الإسلام للسيطرة والسلطان والقومية العربية ، وإسرائيل الحديثة ، أما الذين جعلوا الدين هدفهم فقد ذاقوا عذاب السعير وضيّعوا الأوطان مثل الكورد والفرس وملالي طهران سيأتون على ما تبقى من إيران التي كانت من الهند وإلى البحر المتوسط