عندما قدم الراوندي أبو الحسين (205هـ -245هـ) إلى بغداد وكان يسبقه شهرته، وبعض من كتبه المتجاوزة حسب بعض المصادر المائة كتاب، حاملا مخطوطته (الفرند) ساعيا بين الذين لهم صلات بالأوساط العلمية لكي يزكوه إلى الخليفة، أهتدى إلى وراق يدعى عباس الصرم، فرجاه أن يستنسخ له عدداً من النسخ من كتابه. يقال إن عباس شرع في تصفح الكتاب، ودقق النظر في عناوين فصوله، وكانت حيرته تزداد كلما ازداد وقوفا على محتويات الكتاب وجرأة صاحبه. فدار بينهم حديث، ويقال إن الحديث داره بينه وبين الخليفة المتوكل وله تشعبات، وأنسخ منها التالي كما ورد في العديد من المراجع:
قال له: يا أبا الحسن هل طالع أحد هذا الكتاب؟
فأجاب: نعم، هناك نسخ منه في متناول المهتمين بموضوعه في الرأي.
فقال: يدهشني أنت ما زلت على قيد الحياة ناعماً بحريتك في الذهاب والإياب، على الرغم من هذا الكفر الذي تبثه في ثنايا الكتاب.
فقال ابن الراوندي: ما سجلته في هذا الكتاب حقائق وليس بكفر.
فعاد يقول له: لقد أنكرت الأصول الثلاثة للإسلام، وهي التوحيد والنبوة والمعاد.
فقال ابن الراوندي: ليس الأمر كما تتصور، فلو دققت النظر لعرفت أنني لم أنكر التوحيد، وإنما رغبت في تنزيه الخالق عن الخرافات التي تنسب إليه.
ولربما هذا ما نحن بصدده، فلا النصوص نزه الخالق، ولا متبعي الإبراهيمية فعلوها بتفاسيرهم أو تأويلاتهم، بل أضافوا على تصغير الخالق أو القوى الكونية إلى مستويات التجسيد ومحدودية العقل البشري، وبعضها لغاية فرض العبودية على المجتمعات، وبعضها للتسييد باسم الإله.
فما بين الإنسان والإله أبعاد مطلقة، والإنسان هو المتحكم بتفكيره لإنتاج المعرفة، وفهم واكتشاف أسرار الطبيعة، والإله، أو العلة الأولى، خارج التحكم في الطبيعة الإنسانية، لأنه ليس كقوى تجسيدية مراقبه، أو حتى قوى كونية مطلقة في التصور الإنساني، ولا حواس كما يصفه الأديان كمراقب لحركة الكون والإنسان، أنه المطلق الحاضن لكل العلل ومنها المطلق الإنساني الذي صغره رغم وضعه خارج أبعاد التحكم، ولكنه صوره كمغير لمسارات الإنسان والطبيعة، بأهواء مقاربة لأهواء البشر، يغضب ويثور، ويرحم، ويغفر، ويعاقب، ويرمي الإنسان في الجنة والجهنم، وهي ذاتها سجون إلهية، وغيرها من المشاعر الإنسانية النسبية المتناقضة مع المطلق الإلهي الأبعد من المطلق الإنساني المحدد كما ذكرنا بأبعاد الكونٍ، أي أن الإله، إما آلهة، أو مالك نزعات، وهنا ينزع عنه الكمال، ووحدة أو كلية العلة، الإله، وإرادته تتأثر بأفعال البشر.
ولهذا عرض الإنسان إلَّههُ على مقاس الأباطرة والفراعنة الذين كانوا بحاجة إلى من يقدسوهم ويعبدوهم، وأورد النص التالي “وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدوني” ليقضى بهذا على اللا محدود الإلهي، فهلالإله بحاجة إلى من يعبده، وما الغاية من هذه العبادة؟ والذي لا يوجد تبرير له والله لا يحتاج إلى من يعبده؟ أليست هذه المفاهيم نابعة من ثقافة العبودية المستمرة على مدى عصور مديدة، والسلطتين الدنيوية والدينية كانا بحاجة إلى ديمومتها، لتبرير طغيانهم على المجتمعات، فتم نقلها من لدنهم إلى حيث عبادة الإله من خلال سلطاتهم، ومعابدهم التي يتحكمون بها.
وما يتناقض مع لاهوت الأديان السماوية، أن الإله خارج مجالات الفعل كما يقول ديكارت، فالقوى المطلقة الكلية لا حاجة بالفعل مع الأبعاد الإنسانية اللامتناهية بالصغر. ولا حاجة إلى السلطات الاستبدادية اللاهوتية أو السياسية الدينية للتعريف بذاته أو وصاياه، وكل الفرق الإسلامية المدعية أنها تملي الشروط الإلهي ليست بأقل كفراً من قاتل الأطفال بحجج الحفاظ على الوطن، وكل من فوض ذاته نائبا عن الإله، أو مدعيا أنه ناقل نصوصه وإملاءاته ينافق العلة والمعلول إي الإله والإنسان، وغايتهم ترسيخ سلطة الاستبداد باسم الإله، بتصعيد درجات الرهبة من إلهه المركب ذاتياً.
وفي شرقنا تلاقت السلطتين الدينية والسياسية الاستبداديتين وعلى مدى قرون، على فكرة الإله، وتساوى في محاولات إعدام العدالة، والأخلاق، وإحلال أوبئتهم مكانها، إلى أن تعارضت مصالحهما، وتصارعا وكان حطبهما شعوب المنطقة، وهو ما أدى إلى ظهور إنسان يعاني الكثير من الأمراض، ويحتاج إلى ثورات فكرية صحية متتالية، خارج اللاهوت الإسلامي لإنقاذه. فظهرت الأفكار المطروحة عن الإله ومن ضمنها هذه، والتي يراها البعض عبثية ولا نهائية ولا تؤدي سوى إلى المتاهات، والصراعات السفسطائية، والأديان أكثر المجالات الفكرية البشرية ضبابية وتائهة، لذلك ينقل ولا يناقش العقل. وآخرون يرونها من ضرورات المعرفة البشرية، والتطور الذهني، وتدفع تراكمه المعرفي إلى التوسع فيها، وتحريرهم من العبودية الفكرية.
التطور المعرفي أثبت أن الزمن البشري معدوم في الحضور الكوني، والقوة المتحكمة بالكون تنعدم فيها الأرض وأبعادها، وبالتالي فالإله أو القوة المسمى بالإله، أبعد من التقديس، أو الحاجة إلى العبادة. فما ظهرت من الأديان، وعرض الآلهة، إلى أن رست إلى الآلهة الإبراهيمية خلال مراحل التطور الفكري، وفرضت بأسمائهم القوانين الاجتماعية وعرضت النصوص كدساتير، لم تتجاوز الأبعاد الإنسانية، حتى ولو كانت في بداياتها كثورات فكرية اجتماعية ساهمت في التطور الحضاري، لكنها بالمقابل جلبت الكوارث والدمار للبشرية، ووقفت في بعض العصور أمام الحضارات، والتطور العلمي، واستغلتها في مراحل عديدة شرائح من الناس للهيمنة، وترسيخ سلطاتهم، مثلما سخر التكفيريون الإسلاميون في السنوات السابقة النص القرآني لغاياتهم، وشرعوا الشر والقتل باسم الإله، وتحت خيمة حماية الأمة الإسلامية، الأمة التي لم تكفرهم، وظلت تحيل أفعالهم إلى الإله، ولهذا فهذه السلطات وخلفهم البسطاء من البشر يكرسون مفهوم التقديس بكل أشكاله، ويجرمون تحت ظل التعرض للذات الإلهية، أو انتهاك الحرمات المقدسة.
فهل الإله له عبرة في الإجرام والسبي، وهل له جنة لهؤلاء الأشرار لأنهم يقدسونه، وجهنم لمن قتلوا وتم سبيهم ولا يؤمنون بالتقديس له بمنطقهم؟ هل الله سيحاسب الإيزيديين في يوم القيامة كأمة كافرة؟! أم ستحاسب جماعات داعش ومن والاهم؟ أي إله هذا الذي يتلذذ بالقتل وعذاب الجهنم لبشر هو خالقهم وهو القادر على تسييرهم كيفما شاء؟ وهل هناك إله على هذه المقاسات البشرية وبهذه الصفات والعواطف الإنسانية؟ وهنا لا مكان لعلم الكلام في تأويلات القدريين والجبريين، لتبرئة الله؟ وترسيخ مفاهيم التقديس لإله خلقوه ولم يخلقهم، أو ما يربط به من شخصيات أو أماكن على الأرض، وهي مثلها مثل غيرها بل ولربما أٌقل أهمية؟ ولماذا يبرئون الإله، وهل يحتاج إلى تبرئة بهذين المفهومين؟ أليست تأويلاتهما طعن في لا محدوديته وتقديسه؟
وإذا فرضنا جدلا هناك نهاية ويوم القيامة، من سيحاسب من في ذاك اليوم؟ هل الله سيحاسب الإنسان لأنه لم يعبده ولم يقدسه؟! أم الإنسان سيحاسب الله؟ من عذب من؟ من خلق المجرمين والأشرار والمنافقين والطغاة؟ ألم يكن الله على علم بما خلق؟ فلماذا خلقهم والإنسان البسيط؟ هل ليعذبه ويتلذذ بتعذيبه؟ ويعلم أن الإنسان الذي يخلقه طوع إرادته؟ أليست هذه المفاهيم تشبه كخلق الإنسان للكمبيوتر، فعندما يصبح الجهاز عاطلا وغير صالح يقوم الإنسان بمعاقبته وتدميره، وإذا كان ناجحا يستخدمه ويحافظ عليه، وبالتالي يطلب من الجهاز عبادته وتقديسه، أليس معاملة الإله للإنسان تشبه هذه المعادلة البسيطة، والإنسان وضعه الله أمام خيارين، إما الجهنم أو الجنة.
وإذا فرضنا جدلا هناك نهاية ويوم القيامة، من سيحاسب من في ذاك اليوم؟ هل الله سيحاسب الإنسان لأنه لم يعبده ولم يقدسه؟! أم الإنسان سيحاسب الله؟ من عذب من؟ من خلق المجرمين والأشرار والمنافقين والطغاة؟ ألم يكن الله على علم بما خلق؟ فلماذا خلقهم ومعهم الإنسان البسيط؟ هل ليعذبه ويتلذذ بتعذيبه؟ ويعلم أن الإنسان الذي يخلقه طوع إرادته؟ أليست هذه المفاهيم تشبه كخلق الإنسان للكمبيوتر، فعندما يصبح الجهاز عاطلا وغير صالح يقوم الإنسان بمعاقبته وتدميره، وإذا كان ناجحا يستخدمه ويحافظ عليه، وبالتالي يطلب من الجهاز عبادته وتقديسه، أليس معاملة الإله للإنسان تشبه هذه المعادلة البسيطة، والإنسان وضعه الله أمام خيارين، إما الجهنم أو الجنة.
لا حكمة في تقديس الخالق، وتكوين الخليقة، إذا نظرنا إليهما من البعد الديني، مثلما لا حكمة في تقديس قوة كونية خارج أبعاده. ولا يحتاج الخالق والخليقة إلى الحكمة إذا بحث في وجودهما من الحيز العلمي.
مع ذلك تبقى البشرية بحاجة إلى الأديان وفكرة الإله، وتقديس أشياء أو تقديرهم، ولكن ليست الآلهة التي تخدم شريحة من البشر. مثلما هي بحاجة إلى التطور العلمي، وتحرير وتطوير الأديان والمذاهب المدمرة للبشرية، والتي تسخرها الأشرار لتمرير غاياتهم الإجرامية، ولتصبح الأديان مساندة للتطور الحضاري، ولا تقف عائقا أمام العلوم والعلاقات الإنسانية الطيبة، الأديان التي تربط الإنسان بإلهه دون التقديس ودون طموح لسطوة أو إجرام.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
22/8/2018م
اليكم مجموعة من الحكم وبلاغة والموروثة من الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
لا راحة لحسود، ولا مودة لملول، ولا مروة لكذوب، ولا شرف لبخيل، ولا همة لمهين، ولا سلامة لمن أكثر مخالطة الناس، الوحدة راحة والعزلة عبادة، والقناعة غنية، والاقتصاد بلغة (1) وعدل السلطان خير من خصب الزمان، والعزيز بغير الله ذليل، والغني الشره فقير (2) لا يعرف الناس إلا بالاختبار، فاختبر أهلك وولدك في غيبتك، وصديقك في مصيبتك، وذا القرابة عند فاقتك، وذا التودد والملق عند عطلتك (3) لتعلم بذلك منزلتك عندهم، واحذر ممن إذا حدثته ملك، وإذا حدثك غمك، وإن سررته أو ضررته سلك فيه معك سبيلك، وإن فارقك ساءك مغيبه بذكر سوأتك، وإن مانعته بهتك وافترى، وإن وافقته حسدك واعتدى، وإن خالفته مقتك ومارى (4) يعجز عن مكافأة من أحسن إليه، ويفرط على من بغى عليه، يصبح صاحبه في أجر، ويصبح هو في وزر، لسانه عليه لاله، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلم للمراء، ويتفقه للرياء، يبادر الدنيا، ويواكل التقوى، فهو بعيد من الايمان، قريب من النفاق، مجانب للرشد، موافق للغي فهو باغ غاو، لا يذكر المهتدين. 68 – وقال عليه السلام: (5) لا تحدث من غير ثقة فتكون كذابا، ولا تصاحب همازا فتعد مرتابا، ولا تخالط ذا فجور فترى متهما، ولا تجادل عن الخائنين فتصبح ملوما وقارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشرتبن عنهم، واعلم أن من الحزم العزم واحذر اللجاج تنج من كبوته (6) ولا تخن من ائتمنك وإن خانك في أمانته، ولا.تذع سر من أذاع سرك، ولا تخاطر بشئ رجاء ما هو أكثر منه، وخذ الفضل، و أحسن البذل، وقل للناس حسنا، ولا تتخذ عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك، وساعد أخاك وإن جفاك، وإن قطعته فاستبق له بقية من نفسك، ولا تضيعن حق أخيك فتعدم إخوته، ولا يكن أشقى الناس بك أهلك، ولا ترغبن فيمن زهد فيك وليس جزاء من سرك أن تسوءه، واعلم أن عاقبة الكذب الذم، وعاقبة الصدق النجاة. 69 – ونقل عنه عليه السلام: أنه رأى جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – وقد تنفس الصعداء (1) فقال عليه السلام: يا جبار على م تنفسك أعلى الدنيا ؟ فقال جابر: نعم فقال له: يا جابر ملاذ الدنيا سبعة: المأكول والمشروب والملبوس والمنكوح و المركوب والمشموم والمسموع، فألذ المأكولات العسل وهو بصق من ذبابة، وأحلى المشروبات الماء، وكفى بإباحته وسباحته على وجه الارض، وأعلى الملبوسات الديباج وهو من لعاب دودة، وأعلى المنكوحات النساء وهو مبال في مبال، ومثال لمثال، وإنما يراد أحسن ما في المرأة لاقبح ما فيها، وأعلى المركوبات الخيل وهو قواتل، وأجل المشمومات المسك وهو دم من سرة دابة، وأجل المسموعات الغناء والترنم وهو إثم، فما هذه صفته لم يتنفس عليه عاقل. قال جابر بن عبد الله: فوالله ما خطرت الدنيا بعدها على قلبي. 70 – وقال عليه السلام: في الامثال: بالصبر يناضل (2) الحدثان، الجزع من أنواع الحرمان، العدل مألوف والهوى عسوف (3) والهجران عقوبة العشق، البخل جلباب المسكنة، لا تأمنن ملولا، إزالة الرواسي أسهل من تأليف القلوب المتنافرة، من اتبع الهوى ضل، الشجاعة صبر ساعة، خير الامور أوسطها، القلب بالتعلل رهين، من ومقك،
القلة ذلة، المجاعة مسكنة، خير أهلك من كفاك، ترك الخطيئة أهون من طلب التوبة، من ولع بالحسد ولم به الشؤم، كم تلف من صلف، كم قرف من سرف (2) عدو عاقل خير من صديق أحمق، التوفيق من السعادة، والخذلان من الشقاوة، من بحث عن عيوب الناس فبنفسه بدأ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، من سلم من ألسنة الناس كان سعيدا، من صحب الملوك تشاغل بالدنيا، الفقر طرف من الكفر، من وقع في ألسنة الناس هلك، من تحفظ من سقط الكلام أفلح، كل معروف صدقة، كم من غريب خير من قريب، لو القيت الحكمة على الجبال لقلقلتها (3)، كم من غريق هلك في بحر الجهالة، وكم عالم قد أهلكته الدنيا، خير إخوانك من واساك، وخير منه من كفاك، خير مالك ما أعانك على حاجتك، خير من صبرت عليه من لابد لك منه، أحق من أطعت مرشد لا يعصيك، من أحب الدنيا جمع لغيره، المعروف فرض، والايام دول، عند تناهي البلاء يكون الفرج، من كان في النعمة جهل قدر البلية، من قل سروره كان في الموت راحته، قد ينمي القليل فيكثر، ويضمحل الكثير فيذهب. رب اكلة يمنع الاكلات، أفلج الناس حجة من شهد له خصمه بالفلج (4) السؤال مذلة، والعطاء محبة، من حفر لاخيه بئرا كان، بترديه فيها جديرا. أملك عليك لسانك، حسن التدبير مع الكفاف أكفى من الكثير مع الاسراف. الفاحشة كاسمها، مع كل جرعة شرقة، مع كل أكلة غصة، بحسب السرور يكون التنغيص، الهوى يهوي بصاحب الهوى، عدو العقل الهوى، الليل أخفى للويل صحبة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار، من أكثر من شئ عرف به، رب كثير هاجه صغير، رب ملوم لاذنب له، الحر حر ولو مسه الضر، ما ضل من
زينة الفقر، والشكر زينة الغنى، رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك. الناس أبناء الدنيا ولا يلام الرجل على حب أمه، الطمع ضامن غير وفي، و الاماني تعمى أعين البصائر، لا تجارة كالعمل الصالح، ولا ربح كالثواب، ولا قائد كالتوفيق، ولا حسب كالتواضع، ولا شرف كالعلم، ولا ورع كالوقوف عند الشبهة، ولا قرين كحسن الخلق، ولا عبادة كأداء الفرائض، ولا عقل كالتدبير، ولا وحدة أوحش من العجب، ومن أطال الامل أساء العمل. 72 – وسمع عليه السلام (1) رجلا من الحرورية يقرأ ويتهجد فقال: نوم على يقين خير من صلاة في شك، إذا تم العقل نقص الكلام، قدر الرجل قدر همته قيمة كل امرء ما يحسنه، المال مادة الشهوات، الناس أعداء ما جهلوه، أنفاس المرء خطاه إلى أجله. 73 – وقال عليه السلام: احذركم الدنيا فإنها خضرة حلوة، حفت بالشهوات، و تحببت بالعاجلة (2) وعمرت بالامال، وتزينت بالغرور، ولا يؤمن فجعتها، ولا يدوم حبرتها (3) ضرارة غدارة غرارة زائلة بائدة أكالة عوالة، لا تعد و إذا تناهت إلى امنية أهل الرضا بها (4) والرغبة فيها أن يكون كما قال الله عز وجل ” (5) ” كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه الرياح (6) على أن امرءا لم يكن فيها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة ولم يلق
من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا (1) ولم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء (2) وحري إذا أصبحت له متنصرة أن تمسى له متنكرة، فإن جانب منها اعذوذب لامرء واحلولى أمر عليه جانب فأوبي، وإن لقى امرء من غضارتها رغبا زودته من نوائبها تعبا، ولا يمسي امرء منها في جناح أمن إلا أصبح في خوافي خوف (3) غرارة غرور ما فيها، فانية فان من عليها، من أقل منها استكثر مما يؤمنه (4) ومن استكثر منها لم يدم له وزال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته، وذي طمأنينة إليها قد صرعته، وذي خدع قد خدعته، وذي أبهة قد صيرته حقيرا، وذي نخوة قد صيرته خائفا فقيرا، وذي تاج قد أكبته لليدين و الفم. سلطانها دول، وعيشها رنق (5) وعذبها اجاج، وحلوها صبر، وغذائها سمام وأسبابها رمام (6) حيها بعرض موت وصحيحها بعرض سقم، ومنيعها بعرض اهتضام عزيزها مغلوب، وملكها مسلوب، وضيفها مثلوب، وجارها محروب (7) ثم من وراء
خلق امرء عبثا فيلهو، ولا ترك سدى فيلغو، وما دنياه التي تحسنت له بخلف من الاخرة التي قبحها سوء ظنه عنده، وما المغرور بزخرفها الذي بناج من عذاب ربه عند مرده إليه. 56 – وقال عليه السلام: عليكم بالعلم فانه صلة بين الاخوان، ودال على المروة وتحفة في المجالس، وصاحب في السفر، ومونس في الغربة، وإن الله تعالى يحب المؤمن العالم الفقيه، الزاهد الخاشع، الحيي العليم، الحسن الخلق، المقتصد المنصف. 57 – وقال عليه السلام: من تواضع للمتعلمين وذل للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع، وتركه يضع الرفيع، ورأس العلم التواضع، وبصره البراءة من الحسد وسمعه الفهم، ولسانه الصدق، وقلبه حسن النية، وعقله معرفة أسباب الامور، و من ثمراته التقوى، واجتناب الهوى، واتباع الهدى، ومجانبة الذنوب، ومودة الاخوان والاستماع من العلماء، والقبول منهم، ومن ثمراته ترك الانتقام عند القدرة واستقباح مقارفة الباطل، واستحسان متابعة الحق. وقول الصدق، والتجافي عن سرور في غفلة، وعن فعل ما يعقب ندامة، والعلم يزيد العاقل عقلا، ويورث متعلمه صفات حمد، فيجعل الحليم أميرا، وذا المشورة وزيرا، ويقمع الحرص، ويخلع المكر، ويميت البخل، ويجعل مطلق الوحش مأسورا (1) وبعيد السداد قريبا. 58 – وقال عليه السلام (2) العقل عقلان عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدي إلى المنفعة، والموثوق به صاحب العقل والدين، ومن فاته العقل والمروة فرأس ماله المعصية، وصديق كل امرء عقله، وعدوه جهله، وليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل من يعرف خير الشرين، ومجالسة العقلاء تزيد في الشرف، والعقل الكامل قاهر الطبع السوء، وعلى العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والاخلاق والادب فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب
ويعمل في إزالتها. 59 – وقال عليه السلام: الانسان (1) عقل وصورة فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا، وكان بمنزلة من لا روح فيه، ومن طلب العقل المتعارف فليعرف صورة الاصول والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون الفضول ويضعون الاصول، فمن أحرز الاصل اكتفى به عن الفضل، وأصل الامور في الانفاق طلب الحلال لما ينفق والرفق في الطلب، وأصل الامور في الدين أن يعتمد على الصلوات ويجتنب الكبائر وألزم ذلك لزوم ما لا غنى عنه طرفة عين، وإن حرمته هلك، فان جاوزته إلى الفقه والعبادة فهو الحظ، وإن أصل العقل العفاف وثمرته البراءة من الاثام، وأصل العفاف القناعة وثمرتها قلة الاحزان. وأصل النجدة القوة وثمرتها الظفر، وأصل العقل (2) القدرة وثمرتها السرور، ولا يستعان على الدهر إلا بالعقل، ولا على الادب إلا بالبحث، ولا على الحسب إلا بالوفاء، ولا على الوقار إلا بالمهابة، ولا على السرور إلا باللين، ولا على اللب إلا بالسخاء، ولا على البذل إلا بالتماس المكافأة، ولا على التواضع إلا بسلامة الصدر، وكل نجدة يحتاج إلى العقل، وكل معونة تحتاج إلى التجارب، وكل رفعة يحتاج إلى حسن احدوثة، وكل سرور يحتاج إلى أمن، وكل قرابة يحتاج إلى مودة، وكل علم يحتاج إلى قدرة، وكل مقدرة تحتاج إلى بذل، ولا تعرض لما لا يعنيك بترك ما يعنيك. فرب متكلم في غير موضعه قد أعطبه ذلك. 60 – وقال عليه السلام: لا تسترشد إلى الحزم بغير دليل العقل فتخطئ منهاج الرأي فان أفضل العقل معرفة الحق بنفسه، وأفضل العلم وقوف الرجل عند علمه، و أفضل المروة استبقاء الرجل ماء وجهه، وأفضل المال ما وقي به العرض، وقضيت به الحقوق.
رجاء دكتور اذا ممكن تحقق عن مصداقيتها موفق انشاءالله
اخوكم
علي بارزان
معجزة قرانية جننت أمريكا .. حدث نزل اليوم كالصـ ـاعقة على وكالة ناسا وأخفته خوفا من أن يسلم العالم
https://youtu.be/SMwUR2RWURE
Elî Berzanî …
Ma te şiyarbûna xwe firowtiye ?
Tu û derewên we (mizlimanan) va, bi dawî nabe.
Ew vîdyowa ku te bi girêdankê barkiriye, min dihît, û çîroka we jî derew bi dewr e, û tijî vir in jî.
Li ser vîrengî ji vir û derewan, hûn dibêjin ku daxistina kan (hesin) ji asmên (esmên, ezmên) ew li gor sûreta Hesin (el-hedîd) nîşana sehewandiya (sawandiya) quranê ye …. !!!!
Lê ew tiştî ku hûn nabêjin, quranê bixwe, ew raman ji cem (ba) Misriyan diziye … !!!!
Elî berzan bixwîne
https://www.smithsonianmag.com/smart-news/the-ancient-egyptians-had-iron-because-they-harvested-fallen-meteors-86153874/