فقط وحدة الأرض والشعب والقوی كفیلة بإنقاذ كوردستان- د. عبدالباقی مایی

 

 

عندما نقرأ فی هذه الأیام الحرجة تصریحات ومقالات وتحلیلات الأدباء والمثقفین والسیاسیین الكورد فی الصحافة والإعلام ووسائل التواصل الإجتماعی یبدو لنا وكأننا إستیقظنا الیوم ولم نكن نعلم فی یوم من الأیام بأننا فی التأریخ القدیم والحدیث كنا ولانزال ضحیة لتلاعب القوی العظمی بمصالح شعبنا وذلك بإتفاق وتفاهم مع قیاداتنا السیاسیة المختلفة فیما بینها والمعادیة لبعضها البعض أكثر من عدائها للسلطات المحتلة لكوردستان، الوطن الذی تدعی جمیع هذه الأحزاب والقیادات بالدفاع عنه والنضال من أجله…

وكأننا شعب كوردستان قمنا مرارا وتكرارا بالكفاح المسلح ضد سلطات الإحتلال فی جمیع أجزاء وطننا المقسم رغبة منا فی الحرب والقتال دون أن نكون مجبرین علی ذلك من قبل تلك السلطات وحلفائها الأقلیمیین والعالمیین…

وكأننا لم نكن نعلم بالدور السلبی لعلاقات الصداقة بین قیاداتنا السیاسیة المختلفة وسلطات الإحتلال فی الدول التی تقسم كوردستان علی مدی التأریخ سببا فی خلافات هذه القیادات وعدم قابلیتهم علی فرض إرادة الشعب فی مفاوضاتهم وإتفاقاتهم وعقودهم مع أنظمة الإحتلال المتعاقبة والمتفاهمة دائما ضد الكورد وكوردستان رغم خلافاتهم الجوهریة…

ما بال كتابنا یذرفون دموع التماسیح فی هذه الأیام التی یعید فیها التأریخ سجل كوارثنا نتیجة سیاسات قیاداتنا الفاشلة أكثر مما هی محصلة تفاهم الغرباء فیما بینهم للتجارة بنا من أجل مصالحهم المشروعة. لماذا یصعب علینا الإعتراف بالحقیقة المرة التی كلنا مشتركون فی إختیارها وهی سكوتنا عن ممارسات قیاداتنا الخاطئة بل وتشجیعنا المباشر و الغیرمباشر لها بتمجیدها والعمل بتوجیهاتها والرضوخ لمطالبها والتصویت لمرشحیها بالرغم من علمنا الیقین بقیام هذه القیادات بممارسة الفساد والإستبداد والتزویر وعقد الإتفاقات مع سلطات الإحتلال دون توكیل من الشعب، الأمر الذی یۆكد بذلك تورطهم فی تفضیل مصالح العدو علی مصالح الشعب وإلا فلماذا یجری كل ذلك خلف الكوالیس وكأن الشعب لازال نائما أو غبیا أو غیر واع بما تقوم به هذه القیادات من جرائم ضد الشعب وبإسم الشعب…

بالرغم من معرفتنا جمیعا بهذه الحقائق المرة التی تدل علی ضعف شخصیة الفرد فینا وفشل مخطات السیاسیین منا وعدم كفاءة قیاداتنا فی الحكم المدنی الكفیل بتوفیر الدیموقراطیة أو تأمین الحریات أو صیانة السلم والأمان نلوم الأجانب والخصوم فی الداخل والخارج ونستمر فی عدم الشعور بالمسۆلیة تجاه مایحصل لنا من نكسات وأزمات وكوارث وحروب التی تسبب فقدان الأمل وإضعاف الثقة بقضیتنا العادلة. فلازلنا نلوم الأجانب علی عدم إلتزامهم بوعودهم لنا وفی حقیقة الأمر لاتوجد تلك الوعود إلا فی مخیلتنا وتحلیلاتنا المبنیة علی الآمال الكاذبة أكثر مما أن تكون مدونة فی وثائق وعقود علنیة معترف بها عالمیا.

كلنا نعلم بأن الإتحاد قوة والإنشقاق ضعف وخذلان. وكلنا نشاهد یومیا كیف تقوم أحزابنا علنا بإتهام بعضها البعض بالخیانة والتسبب فی خلق الأزمات بینما هم أنفسهم كانوا ولازالوا شركاء لهم فی الفساد والتجارة والعلاقات السریة مع أعداء الكور‌د وكوردستان. فكیف نقبل علی أنفسنا أن نستمر فی المشاركة فی دعم هذه السیاسات الخاطئة والمخططات الفاشلة و الفساد المتفشی من القیادة ضد مصلحة الشعب والوطن فی الوقت الذی نشاهد فیه یوما بعد یوم خسارة أرواح طاهرة من أبناء الشعب و فقدان مساحات واسعة من أرض الوطن وحرق وتدمیر قری وجبال عریقة كانت فی الماضی تكفل لأجدادنا الإكتفاء الذاتی فی المأوی والتمویل رغم حصار الإحتلال.

كیف لا نصرف القلیل من وقتنا للعمل كل من موقعه و حسب إمكانیاته ووفقا لعقیدته ووجهة نظره مع إرداة الشعب فی التعبیر عن حقه فی الحریة والإستقلال. فمهما إختلفت جماهیر الشعب فی المبادێ والأدیان والعقائد والمذاهب واللهجات یتفق الجمیع علی الحقیقة العلمیة والمنطقیة القائلة بأن وحدة الأرض والشعب والقوی فقط لا غیرها كفیلة بإنقاد الكورد و كوردستان ولیس الإعتماد علی وعود سلطات الإحتلال أو قوی الأجانب والأعداء. ومن لا یۆمن بهذه الحقیقة فلیأتی ببراهین مضادة وبدائل مقنعة وحلول ناجعة.