الأنتهاء من عمليات تصوير الفيلم السينمائي الجديد “الجيران” للمخرج مانو خليل

انتهت بشكل رسمي عمليات تصوير الفيلم الروائي العالمي الجديد للمخرج الكردي السوري مانو خليل والذي اعطاه عنوانا مؤقتأ سمي ” الجيران”, الذي كتب قصته منذ اكثر من خمس وعشرين سنه وقام بتحقيقه في هذه السنه وكان مقررا تصويره في سوريا ولكن وبسبب الاحداث في الداخل السوري واستحالة احضار فريق عمل مؤلف من اكثر من مئة شخص من كافة انحاء العالم الى سوريا وتامين السكن والمأوى والمسائل اللوجستيه لهم فقد اختيرت كردستان العراق كمكان لتصويرالفيلم, بعد ان قامت شركة انتاج الفيلم ببناء واعادة اعمار بعض البيوت في قريه قريبه من مدينة دهوك لتصبح على شكل قرى الجزيره السوريه.
والفيلم يتحدث عن سوريا الثمانينات, سنوات بعد الانقلاب البعثي الذي قام به حافظ اسد ومارس سياسته العنصريه في تدمير كل شيء جميل في بلد كان تتظلل بظله ثقافات ولغات و اديان من مسلمين ومسيحيين ويهود وعقائد اخرى بدون اي فرق. قصة الفيلم مستوحاة بجزئها الاكبر من حياة المخرج عندما كان صغيرا مع اضافة واقع درامي من خلال حياة طفل صغير في السادسه من العمر ينتظر بفارغ الصبر مجي الكهرباء الى قريته ليشاهد افلام الكرتون من جهه ومجيء المعلم الى مدرستهم الترابيه والذي سيفتح ابواب العالم المتحضر على مصراعيه لهم.
مثل دور الطفل الصغير “ شيرو” الطفل السوري سرحد خليل الذي جسد الدور بشكل حرفي تام بالرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوزالسادسه من العمر. يعالج الفيلم بطريقه جريئه مسائل لم يتطرق اليها اي فيلم في التاريخ السوري قديما او حديثا, وهي مسألة تعامل النظام البعثي مع شريحه مهمه من الشعب السوري وهم الاكراد واليهود السوريين وفي نهاية المطاف مع العرب الذين لم يسيروا في فلك عقيدته. وعن التطبيق العنصري ضد المكون الكردي واليهودي السوري, حيث قام  في السبعينات من سلب اراضي الكثير منهم  وممتلكاتهم وحقوقهم وجنسيتهم وتوزيعها على ازلامه ومواليه وعلى من احضرهم عنوة من مناطق سكناهم التاريخيه في الداخل السوري الى منطقة الجزيره في برنامج شوفيني لطمس وتخريب هوية وديمغرافية المنطقه والتي لاتزال نتائجها قائمه الى اليوم.
فيلم يتحدث بشكل شاعري ودرامي عن الاسباب التي اوصلت بلد جميل مثل سوريا الى ما هي عليه اليوم, حيث اصبحت مركزا يعشش فيه الارهاب والتخلف والطائفيه وانبت في روحها الحقد والكره لتصبح اليوم واحده من اسوء دول العالم في الجريمة والرعاية الصحية والانفلات الامني والديكتاتوريه والتعذيب الممنهج والفساد والفقر والتهجير والاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والقتل العمد وكل هذا برعاية مؤسسات الدوله واجهزتها الامنيه والحزبيه واخيرا الطائفيه منها سواء بسواء.
فيلم لم تستطع السينما السوريه ابدا الاقتراب من موضوعه, فالافلام السوريه وبعد ان منعت مؤسسات الانتاج الخاصه من انتاج اي فيلم بدأت ومن خلال ” مؤسسة البعث للانتاج السينمائي” التي تسمى “المؤسسه العامه للسينما” بممارسة اشد انواع الرقابه على الانتاج السينمائئ , لتكون الافلام مجرد بوق في الدعايه للنظام وللدكتاتور كأله واحد احد, بدونه سيحترق البلد.
ويعد فيلم مانو خليل ” الجيران” اول فيلم في التاريخ السوري يتحدث وبشكل حرفي ومهني وبطريقه انسانيه وبانتاج عالمي ضخم عن المكون الكردي والمكون اليهودي بشكل اساسي في سوريا وبمشاركة فنانين سوريين يعتبرون من اكبر الفنانين عربيا وعالميا ايضا, منهم الفنان جهاد عبدو الذي مثل دور الجار اليهودي ” نحوم”, والفنان جلال الطويل الذي جسد شخصية معلم المدرسه بامتياز والفنان مازن الناطور الذي لعب دور اَذن المدرسه.  وشاركت ايضا الفنانه الرائعه نسيمه الضاهر بدور الام والجده “شمسا” وبجانب كبار الممثلين السوريين شارك في العمل ممثلين عالميين مثل الفنانه البرازيليه من اصل يهودي سوري ” تونا دويك ” التي لعبت دور الجارة “روزا”  والفنان العالمي احمد زيرك الذي مثل دور الجد حمو, ومن المانيا شارك الممثل اسماعيل زاغروس ومن فرنسا جيان اكدوغان ومن المانيا ايفان اندرسون ومن كردستان مجموعه من الفنانين منهم جميل زكري, بنكين علي, موفق رشدي, هفال نايف واخرين. وقد شارك في الفيلم مجموعه كبيره من الاطفال السوريين في مخيمات اللجوء والكثير من المهجرين السوريين في ادوار ثانويه.
انه فيلم سوري بامتياز وفيلم كردي اكثر امتيازيه, فيلم عن الالم السوري بدون اي طائفيه او حقد لاي مكون في هذا البلد الجريح. فالكل هم ضحايا, اكان المعلم الات من العاصمه وهو مؤمن بانه سيقيم الجنه على الارض, او الجار من عرب الغمر الذي اجبر على ترك ارضه التاريخيه ليأتي الى منطقه لا ينبت فيها شجر النخيل, او الجار الكردي الذي يضع نفسه في خطر لمساعدة جاره اليهودي وهو يؤمن بمقولة افعل الخير وارميه في البحر, او الجار اليهودي السوري الذي يعشق بلده سوريا ولا يريد باي حال تركه له. تتلاقى مصائر ابطال الفيلم وفي النهاية يرى المشاهد ان الجميع و بدون سواء هم ضحايا لسياسه بشعه مورست بحقهم ولا تزال. الفيلم لا يعطي اي حلول ولا يطلق اي احكام قضائيه  من هو الجاني ومن هو الضحيه, بل على العكس ومن خلال الخط الدرامي للفيلم, يترك للمشاهد فرصة ان يكون الحكم والقاضي في معرفة جذور الحكاية السوريه المأساويه, هذه المره من وجهة نظر انسانيه بحته, بعيدا عن التعصب القومي او الطائفي او الديني. الفيلم صرخة امل لسوريا جديده, سوريا الحلم الضائع, حلم ما بعد البعث والديكتاتوريه والحقد والكره وعدم تقبل الاخر, سوريا التي ستعتذر لامهات الضحايا الذين ليست لهم قبور ولا اسماء سوريا التي ستكون بيتا للجميع, عربا, اكرادا, يهودا, مسيحيين وما تبقى من ثقافات, سوريا التي سيقرر السوريون وحدهم مصيرها, مصيرها المبني على الاحترام والتعايش المشترك والمتبادل كما كانت يوما ما قبل ان يعبث في مفاصلها ورم سرطاني ولا يزال.
الفيلم انتاج عالمي مشترك ممول من شركة فرام فيلم السويسريه بانتاج مشترك مع قناة ارتي الفرنسيه الالمانيه وقناة التلفزيون السويسري وممول من وزارة الثقافه السويسريه ومؤسسات دعم السينما السويسريه حصرا.بعد الانتهاء من عمليات المونتاج والمكساج وضبط الالوان والترجمه الى اللغات العالميه, سيقدم لمهرجانات سينمائيه عالميه قبل ان يعرض في صالات السينما الاوروبيه من خلال شركة توزيع الافلام “فرنتيك فيلم” وبعد ذلك سيعرض في قنوات التلفزه.
سيناريو, اخراج وانتاج : مانو خليلانتاج: شركة فرام فيلم للانتاج السينمائي والتلفزيونيتوزيع: شركة فرنتيك للافلام
تصوير: ستيفان كوثي
مونتاج: توماس باخمان
اضائه: الياس فرنانديس
مكياج: جوليا نيتليسباخ
البسه: كولشان اوزر
عنوان الفيلم بشكل مؤقت: جيرانانتاج ٢٠٢٠
المده: حوالي ١٢٠ دقيقه
اللغه: كرديه, عربيه, عبريه
الترجمه: الالمانيه, الانكليزيه, الفرنسيه, الايطاليه, العربيه والبرتغاليه
تمثيل:
سرحد خليل في دور الطفل شيرو
جهاد عبدو في دور الجار نحوماحمد زيرك في دور الجد حمو
جلال الطويل في دور المعلم
مازن الناطور في دور اذن المدرسه
نسيمه الضاهر في دور الجده شمسه
تونا دويك في دور الجاره روزا هفال نايف في دور الاب سليم
اسماعيل زاغروس في دور العم ارام
بنكين علي في دور العم علي
دريا اويكورلار في دور حنا
وغيرهم