الدول الغربية تخاطر بحيات مواطنهم أثناء الأولمبياد في كوريا –

 

نشرت وزارة الخارجية البريطانية في الأيام الأخيرة قائمة الدول التي يمكن أن تعاني من الهجمات الإرهابية أثناء احتفالات الأعياد الوطنية والمسيحية المختلفة في أكبر درجة. وفقا للمعطيات الأخيرة تشمل قائمة الدول الواقعة تحت التهديد المباشر فيما بينها الولايات المتحدة وفرانسا وألمانيا وروسيا ودول شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهند وأستراليا وبعض دول شرق آسيا.

يشير تحليل الهجمات الإرهابية في عام 2017 إلى أن تصبح الجماعات المتطرفة مثل تنظيم داعش أكثر قاسيا وعنيفا. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن يحاول الإرهابيون كشف أهداف البنية التحتية التيليست محمية بشكل جيد ومع ذلك تجتذب كثير مواطني الدول الغربية والولايات المتحدة. نظرا لذلك أصبحت حيات ألاف الأمريكيين والأوربيين أثناء رحلات العمل وسفرات سياحية خارج بلادهم في خطر كبير.

ويؤكد تقرير القدرة التنافسية في القطاع السياحي 2017 الصادر عن المنتدي الاقتصادي العالمي هذا الخطرويجري الانخفاض الحد للنشاط السياحي في بعض بلدان غير مستقرة بسبب التهديد الحقيقي لحيات السياح. وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي 2017 انضمت تركيا ومصر وتايلاند والفلبين إلى قائمة أخطر 20 دولة في العالم لزيارتها. مع ذلك تعتبر آيسلندا وفنلندا والنرويج وسويسرا وسنغافورة وهونغ كونغ ورواندا الأكثر دول آمنة لزيارتها.

وقد استفاد الجهاديون من احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة لتنفيذ هجماتها. حقق إرهابيو داعش عدة الأعمال الإرهابية في مصر وروسيا قبيل احتفالات رأس السنة الجديدة. وكذلك صنفت السلطات الايرلانديةالحادث في مدينة دوندالك 3 يناير بالهجوم الإرهابي الذي نفذه مقاتل داعش. بالإضافة إلى ذلك تصاعد الوضع صورة الشاب في قناع داعش أمام متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك. جدير بذكر إلى أن هذه الصورة قد ظهرت في قنوات ودردشات مغلقة في تطبيق تيليجرام الذي يجتذب المتطرفين بمجهوليته.

أما المكان والتأريخ وقدرة الانفجار للهجوم الإرهابي التالي فهي لا تزال لغزا. فيمكن أن يختار الإرهابيون أي الحدث الهام العالمي أو أي العيد فيما بينه الأعياد المسيحية التي يحتفل الأمريكيون والأوروبيون.

لا تنسى عن الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ (كوريا الجنوبية) التي ستجري في فبراير عام 2018. في الواقع يمكن أن يجتذب هذا الحدث الرياضي العالمي أنظار المتطرفين في العالم. سيزور الألعاب الأولمبية ألاف الرياضيين ومدربين والمسؤولين الرفيعي المستوى وسياح من مختلف دول العالم. وقد أصبحت مسألة ضمان الأمن تحديا خطيرا لسلطات كوريا الجنوبية.

مع ذلك قال أحد من ممثلي اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ إن رغم من مشاركة خبراء من الأجهزة الأمنية الأجنبية لم يوافق سول الخطة النهائية لإخلاء الناس من شبه الجزيرة الكورية في حالة ظهور التهديد الإرهابي.

تجدر الإشارة إلى أن توجد أربع مطارات (يانغيانغ، وونجو، جيونجو، غونسان) في ضواحي بيونغ تشانغ لكن تقع على بعد أكثر من 50 كم من المدينة. إضافةً إلى إخلاء جوا يوجد طريق أخر فهو إخلاء بحرا لكن تقع الموانئ الكبيرة الصالحة لنقل العدد الكبير من الناس في جنوب شبه الجزيرة الكورية فقط.

يبقى شهر واحد قبل افتتاح الألعاب الأولمبية فقط فلا تزال مسألة ضمان الأمن مفتوحة. يلعب هذا الارتباك لصالح الإرهابيين الذين يستطيعون إجراء الهجوم على مرافق البنية التحتية الأولمبية.

ربما حان الوقت لزعماء الدول الغربية لمناقشة مسألة ضمان الأمن لمواطنيهم في الدول الأخرى. وعلى خلاف ذلك سيدفع المدنيون أعلى سعر للأخطاء السياسية ودعم الإرهاب من قبل الغرب.