الإتفاقية الخمسينية للنفط بين الإقليم وتركيا – إعداد ، ترجمة وتعليق / مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية

 الكردية NRT  تقديم / هُنَرْ إحسان / فضائية

إعداد ، ترجمة وتعليق / مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية

[ إن وسائل الطاقة في إقليم كردستان المتوفرة فيه ، هي بكثرة تكفي لسدِّ إحتياجات تركيا ل< 177 > عاماً ، فالإقليم هو أحد أهم مصادر الطاقة وأقربها لتركيا . هذا ما قاله دلشاد شعبان المساعد السابق لرئيس لجنة الطاقة في برلمان كردستان ! .

كيف عقدت ، ولماذا ، وما هي النتائج ، ومن المتضرِّر ، ومن المستفيد من الإتفاقية الخمسينية بين أربيل وأنقرة ، هذا ما سنذكركم بها ، حيث نعرض لكم حقائقها ودقائقها ..؟

بعد أشهر من المباحثات بين الطرفان ، وبالتالي في الخامس والعشرين من شهر مارس لعام 2013 عقدت إتفاقية بين الإقليم وتركيا لخمسين سنة . وفي السابع والعشرين من تشرين الثاني في نفس العام المذكورتم التوقيع على الإتفاقية من قِبَلِ نيجيرفان البارزاني الرئيس السابق لحكومة الإقليم ، ورجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا وقتها ، أما الخطوط العريضة  التنسيقية للإتفاقية بينهما كانت قد تم تعيينها في عام 2012 .

وفي حزيران عام 2014 كشف نيجيرفان البارزاني في برلمان كردستان بأنهم قد عقدوا إتفاقية حول الطاقة لخمسين سنة مع تركيا ، واذا ما آقتضى الأمر فإنهم سوف يُمدِّدونها ! .

لأول مرة ، وفي ال22 / 5 / 2014 تم بيع نفط الإقليم عبر ميناء جهان التركي ، وإن أول من آشترى النفط هو إسرائيل ، وقد تم إيصال النفط بالسفن الى ميناء < أشكلون > على حدود إسرائيل ، والى الآن لم يُكشف النقاب عن مضمون الإتفاقية  ، لكن من الواضح هو إن الإشراف على الأنابيب ونقل النفط وبيع الغاز وتجارة النفط وآلية التعامل مع مبيعات وواردات النفط وملكية حقول النفط فإنها تكون في عهدة شركة الطاقة التركية ، وجاء في قسم من الإتفاقية إن شركة الطاقة التركية المعروفة بآسم < تي ئي سي > الحكومية التي تنشط في ( 13 ) قاطعاً للنفط تعمل مع شركة ( ئيكس موبيل ) الأمريكية العملاقة في شمال العراق . وبحسب الإتفاقية فإن شركة الطاقة التركية ستكون مالكة لغالبية الأسهم السبعة لقطاع النفط في الإقليم ، وهي : بلكانه ، جبل قند ، عربت ، جومان ، هندرين ، خورماله وخَلَكان .

إن تمديد أنابيب النفط الى ميناء جهان التركي الذي كان لسنوات ينقل نفط الإقليم الى الأسواق العالمية كان جزءً من مضمون الإتفاقية الخمسينية ، وقال آشتي هورامي وزير الطاقة والثروات الطبيعية السابق < في حكومة إقليم كردستان السابقة > بأنه سيصل تصدير النفط حتى عام 2015 الى مليون برميل في اليوم .

واردات النفط ، مركزها ومصيرها : إن واردات النفط تُجمع في بنك ( هالك ) ، حيث مقره الرئيسي في إستطنبول ويعود للحكومة التركية ، وهو بدوره يخصم حصته ، ثم ما تبقى منها يُرسل الى إقليم كردستان . وبحسب الإتفاقية فإن لتركيا حق التقدم في تصدير نفط حكومة الإقليم ضمن الإطار الذي تم تعيينه ، والنفط الذي يتبقى في ميناء جهان التركي سوف يُعرض على الأسواق < العالمية > ، كما إن تركيا بإمكانها إستيراد النفط بسعر رخيص ومنخفض .

وحول الغاز في إقليم كردستان فإنه بإمكان تركيا أن تشتري سنوياً ( 20 ) مليار متر مكعب من الغاز من الإقليم عبر أنبوب غازي جديد ، وبإمكان تركيا أيضا الحصول على الغاز بسعر أقل كما اليوم تشتريه من إيران وآذربايجان وروسيا أيضا ، وهكذا شرائها الغاز الطبيعي من نيجيريا والجزائر .

لقد علَّل حكام إقليم كردستان سبب عقد الإتفاقية وبيع النفط والطاقة بشكل مستقل ، هو كي يكون للإقليم قاعدته المالية وقراره وسيادته ، ولا ينتظر أكثر من بغداد ، وأطلقوا عليها تسمية ( الإقتصاد المستقل ) ، وتحدثوا عنه بأنه مكسب جيد كبير .

هل إن الإتفاقية الخمسينية وتصدير النفط أصبح مصدر رخاء لشعب كردستان ..؟

إن إقليم كردستان قد أدار ظهره لبغداد صوب أنقرة ، ففي عام 2013 عقب الإتفاقية بين الإقليم وتركيا أعلنت بغداد سريعاً ؛ إن الإتفاقية غير قانونية ، وأرجأت السبب الى أن بيع النفط بشكل مستقل ، هو من حق الحكومة الفدرالية < المركزية > ، وعن طريق شركة سومو فقط .

إن تصدير النفط بدون موافقة بغداد جعلتها تقطع الميزانية والرواتب عن الإقليم في عام 2014 . أما حكومة الإقليم فإنها عجزت في تأمين الرواتب وأصبح وضع الموظفين والناس < بشكل عام > في حالة صعبة . لذلك أصبح للموظفين أكثر من 17 مليار دولار لدى الحكومة .

أيضاً حول الإتفاقية الخمسينية تشير بعض المعلومات إن مضمون الإتفاقية لا تتعلق بتصدير وبيع النفط وحسب بين الإقليم وتركيا ، بل إن بعضها يتعلق بالجوانب الأمنية والعسكرية ، لذا تم إبقاء مضمون الإتفاق سرياً ! .

لقد مضت سبع سنوات على هذه الإتفاقية وتبقى منها 43 سنة ، وفي قادمات الأيام سوف تُنشر تفاصيل أخرى عنها . إن غالبية هذه المعلومات قد إستقيناها من وكالة رويترز ومنظمة المجلس السياسي للشرق الأوسط ، وهي منطمة أمريكية غير رسمية تعني بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط . ] إنتهت الترجمة

الإتفاقية الخمسينية في ميزان القانون

مير عقراوي

هناك إجماع كرديٌّ إن الإتفاقية الخمسينية للنفط والطاقة التي عقدت عام 2013 بين حكومة إقليم كردستان – العراق وتركيا بأنها كانت إتفاقية غائبة عن البرلمان وموافقته ، وعن غالبية الوزراء والمسؤولين في حكومة الإقليم ، هذا ناهيك عن غيابها عن الشعب الكردي في الإقليم ، وهكذا الحكومة الفدرالية المركزية في بغداد . فهذه الإتفاقية كانت محصورة في عدد من الشخصيات البارزانية الذين كانوا ومازالوا يتحكمون في مقدرات الشعب الكردي في الإقليم ، وفي رئاسة الإقليم وحكومته ، وهم مسعود البارزاني ونجله مسرور البارزاني ونجله الثاني منصور البارزاني وآبن أخيه نيجيربان البارزاني ، علاوة على تحكمهم وحصريتهم لحزبهم مذ 74 سنة والمنعوت خطأً ، كل الخطإِ بالديمقراطي  ، مضافاً وزير الطاقة والثروات الطبيعية لإقليم كردستان السابق ، وهو آشتي هورامي ، فهؤلاء هم الذين هندسوا وهندموا وعقدوا ووقعوا على تلكم الإتفاقية الخمسينية النفطية مع تركيا الأردوغانية ، وذلك بمعزل عن مشاركة ، أو موافقة ومناقشة البرلمان للإقليم والشعب الكردي وآطلاعهم قبل عقد الإتفاقية والتوقيع عليها ، حيث تبين ، بل ثبت فيما بعد بأنه كانت لتركيا حصة الأسد من الإتفاقية التي شملت النفط والطاقة ، حيث الثروات الوطنية للشعب الكردستاني المغدور المغبون جرَّاء الإتفاقية الغامضة التي هي مدار ترجمتنا ومقالنا هذا ! .

إن الإتفاقية الخمسينية النفطية بين حكومة الإقليم وتركيا جرت في شهر آذار من عام 2013 ، في حين إن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان السابق نيجيرفان البارزاني كشف لبرلمان الإقليم الإتفاقية في شهر حزيران من عام 2014 ، أي بعد مُضيِّ أشهر طويلة على الإتفاقية الخمسينية للنفط والطاقة وغيرها بينهم وتركيا . وهذا ما يدل بكل وضوح على عدم شرعية الإتفاقية الخمسينية المذكورة على الصعد القانونية – الدستورية ، وعلى مدى الغموض وعلامات الإستفهام الكثيرة التي تدور حولها ، بالإضافة الى الإجحاف الكبير الذي لحق بشعب إقليم كردستان – العراق بسببها ، وللمثال كان الشعب الكردستاني في شتاء هذا العام القارس يُعاني الأمرين بسبب فقدان النفط للتدفئة ، في حين كانت سلطته تصدر وتبيع النفط والطاقة لتركيا بكميات هائلة ، وغيرها المعانات الحياتية والمعيشية التي كان ومازال يُعانيها الشعب الكردستاني في إقليم كردستان – العراق بسبب الإستبداد والجور الإجتماعي والسياسات الخاطئة لقادته وحكومته التي تُدار وتُحكمُ من قِبَلِ حزبين عائليين فحسب ! .

وحول عدم إطلاع برلمان إقليم كردستان – العراق بالمرة عن تفاصيل الإتفاقية النفطية بين الإقليم وتركيا ذكر عزة صابر / رئيس اللجنة المالية والإقتصادية في برلمان كردستان لموقع ( نقاش ) : ( إنهم طلبوا من حكومة إقليم كردستان تزويدهم بالمعلومات حول الإتفاق بكتابٍ رسميٍّ ، إلاّ إنهم لم يتلقوا الرد حتى اليوم ) . يُنظر موقع ( نقاش ) في تقريره بعنوان : ( الغموض يَلُفُّ الإتفاق الخمسيني بين تركيا وكردستان ) .

رغم السنوات الطويلة التي كان قادة الإقليم يصدرون النفط والغاز والحصول على ثروات مالية ضخمة ، ورغم الموارد الأخرى الهائلة لإقليم كردستان – العراق أعلى رئيس حكومة الإقليم الحالي مسرور البارزاني رسمياً بأن الإقليم مقروض ب( 17 ) مليار دولار ! . 

2 Comments on “الإتفاقية الخمسينية للنفط بين الإقليم وتركيا – إعداد ، ترجمة وتعليق / مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية”

  1. لقد اطلعت على بعض التفاصيل الذي كتبه احد السياسيين الذي بدوره كشف بعض نقاط من بنود الاتفاقية ان الحكومة التركية ملزمة بالدفاع عن الحزب (الديمقراطي)ان تعرض للخطر من قبل اي جهة (ولقد رأينا فشل هذه النقطة الرئيسية عندما لجأ مسعود الى تركيا عندما شن الدواعش على كوردستان وطلب المساعدة منهم وقالوا له لا دخل لنا في هذه المواضيع حتى اظطروا التوجه الى ايران .اما النقطة الاخرى العائلة البارزانية ملزمة بوضع المال النفطي في بنك خلق التابع لاردوغان وهم المخولون صرف اموال النفط لهذه العائلة ونحن نتذكر على لسان قادة البارزانيين عندما طلبوا صرف بعض الاموال من اردوغان رفض الطلب وقال سنعطيكم قرض اي بارباح زائدة ثم ان الشبهات والسرية التي تلف حول عقد الاتفاقية نفسها كافية بان هناك سرقة اذ كيف لحكومة وبرلمان ولايعلم نقاط الاتفاقية سوى عائلة بارزان حصرا ولايعلمه اي شخص اخر ثم ان فقط بيع النفط عبر تركيا عائلة بارزان ملزمة بفتح اراضي كوردستان امام تركيا ةاللعب كيفما يحلوا لها من بناء قواعد عسكرية ومكاتب مخابرات وقتل كل من يرفع صوته ضد تركيا هل كان هذه الاتفاقية في صالح كوردستان ام في صالح العائلة البارزانية؟الدلائل كلها تشير الى طمع وجشع هذه العائلة وبيع كل شئ من اجل ان يبقوا عل رقاب هذا الشعب البائس مع ان مصيرهم سيكون اسودا بلا ادتى شك

  2. والله منذ الستينات وقبل الستينات الإنقلابات في تركيا مستمرة ومتوالية ولم يتم رئيس وزراء فترته بسلام خاصة في التسعينات فلم يتم رئيس واحد دورته إلاَ بإستقالة أو الإقالة وكلها لأسباب إقتصادية حتى تجاوز الدولار الواحد المليون ليرة ولا يزال الأتراك يسمون عملتهم بالمليون وليس بالليرة حتى بعد تقليصها من قبل أردوكان , ولولا نفط الاقليم وسوقه التجارية , لما اتم أردوكان فترته الأولى على خير أي أن نفط كوردستان قد أرسل إلى تركيا قبل الإتفاقية المذكورة بكثير ربما بعد 2003 مباشرةً وقد إستفاد منه الأقليم غضب المالكي وعداء حكومة بغداد وتطور النزاع حتى دخل داعش على الخط, هذه هي مكتسبات الكورد من نفطهم

Comments are closed.