1
في أفعال الأمر الأحادية والثنائية والثلاثية تلعلع الرغبة الدفينة لجذورها المائلة للحبّ بدلا عن الحرب!
قفزات غراب مسرة صباحية للمهاجر ولكن لا تنسيه مساءات لالش!
لا أحد يسمع وجعنا! فلقد فرغت لالش، ورحل (الأمير) ثم، رحل (الفقير).
رحل الأمير الفقير ورحل الفقير الأمير.
اقسم بألف مدرسة مثل مدرسة كوجو أن قيادة (الفقير حجي) لرجال الدين في عيد الجماعية وهم يؤدون “السماع” ودورانهم حول “الجقلتو” سبع مرات عكس اتجاه عقارب الساعة هو رقص للروح يغار منه ألف ملاك نازل إلى لالش ليقبلوا خرقته.
من بين ثنايا وادي لالش المطوية بعناية، تخرج بهدوء وعلى أنغام “الدف والشباب” الأدعية المشدودة بقبلات على صلبان ترسل للمهاجرين والبعيدين ليصلبوا أشواقهم عليها ويحسموا أمر العودة!
في العيد القادم من سيلبس “التاج والحلي والخرقة” يا فقير حجي؟ ومن سيتصدر الديوان يا مير تحسين؟
كحجل يبحث عن حجة ليوقع بأخوته لا أصدق بعدي وابتعادي!
الجبل لا يتخلى عن الصدى والقرى الطينية العطشى حصتها من التنهد “نوبل” سلام وبضعة قصائد مشفرة مهداة إلى نادية!
والمسافة بين بيت طيني وعيون عسلية غابات ومدن وجسور وساحات وملاعب وأبراج وناطحات ويمدّ الله يده ليرتبها ويبعد الطين من العسل!
الآن، من يسمع وصايا (المير) وأقوال (الفقير)؟
2
كلّ الطرق تقود إلى البداية، فهي كما ترى متجانسة وهكذا سأترك صانع الأقفال المشرد يسرد لكم بقية الحكاية، فهذا ليس مكانا لكاهن، فكما تعلم، الكهان لا يحسنون التحدث بأمور الدين، ولكنهم بالتأكيد يجيدون العيش في الفنادق فهي شبيهة بدور العبادة من حيث توفر الخدمات والعناية الفائقة.
من المحزن أن ينتهي بك المطاف في مكان تجهل مواعيد رقص الشقائق فيه، وفي غفلة تنسى من تكون ولا تدري ما تفعله هنا. طبعا وكما لا يخفى عليك، بعض التفاصيل لا تستحق التطرق إليها، كلّ وغد لديه بعض التفاصيل التي يرغب أن يتجاهلها، قد تكون ذاكرتي مثقوبة ولكن لا يزال بمقدوري أن أغري أمثالك بحديثي العذب.
وكلّ هذا لن يقودك إلى الاحتمال الثالث وسماع حديث العجوز حول الفرصة التالية لأنه الوحيد الذي يقول الحقيقة وأنت سيء الحظ للغاية؛ لأن الكمال لبعض الأشياء التافهة أحيانا متأتي من عدم اكتمالها. الأفكار الجميلة تأتي من المعدة فهي التي ترتبط الحياة بها، وليس بأي عضو حيوي آخر.
أيها الأحمق أقرأ ما أعلاه للمرة الثالثة فما الذي يستحق التفاؤل من أجله في العام القادم!
3
صباحا يفرش أسنانه بصدر عاري، تذّكره قطرات المعجون البيضاء النازلة على أثدائه بقطرات حليب أمه المهراقة بعد فطمه، عبثا يحاول إقناع زوجته بأن الناس يبتاعون تذاكر الدخول إلى المسارح في برلين للاستماع إلى السمفونية الخامسة لبتهوفن بأغلى الأثمان.
شعور أن تكون أميرا أقل كثافة ورغوة وعنجهية ومزاجية من كونك شاعرا تبيع “حبّ..جكاير..علج”.
4
بعض الورود تبدو جميلة من بعيد، ونمّني النفس بقطفها للتمتع بها فلقد اختلج للتوّ شعور بداخلنا أن لها رائحة زكية وعطر فوّاح، وهي تبدو نضرة في نظرنا، وما أن نقترب ونتدنى منها وننحني لتحيتها وعناقها حتى يفاجئنا كثرة الشوك عليها ونتيقن بأن التعامل معها يعني التعرض لوخزات أشواكها قبل لمس نعومة بتلاتها. هكذا، مثل هذه الورود هي المجتمعات، مجرد محاولة أولية للعيش فيها عليك أن تدفع ثمن ذلك.
ومهما كان الثمن، تمنيت لو كنت معك في شنكال، نسرّح شعرها معا. تلفين أنت ِ جديلة وتتركين لي الجديلة الأخرى. ونضحك تحت المطر. لا مكان يضاهي شنكال تحت المطر، لا مدينة تجيد ضحكتها تحت المطر. لا أحد يرقص مثلها عندما تتبلل بالمطر.
الفراق كان اختياريا، أما اللقاء فتم برغبتنا، وتحت أجنحة أرادتنا، تكلمنا كثيرا وكذبنا على بعضنا، ثم عاهدنا أنفسنا على الإخلاص للحبّ بشهادة القمر، وما أن غافلنا نوره حتى تناسينا وعودنا وارتكبنا خطيئة الابتعاد، ولنداري خجلنا نلتفت كلّ حين إلى بحر الكلمات لنغرف منه ما ندافع به عن ذواتنا. ومهما أشتد هطول المطر في شنكال نقسم بقمرنا الغائب بأننا لم نتبلل بالشوق يوما.
5
يا غموض الآلهة العظام
ويا سحرة بابل المغلوبين على أمرهم
إلى كم (عيدو كتي) نحتاج لنقنع شرفدين أن يقدم من الشرق بدلا من الغرب!
6
في الذاكرة المثقوبة، تلك التي تسيل منها أغاني الحصاد وتطرب لها رغم تقوس الظهر وقد احتكرت شوق الحجول لأوكارها في فجر مفزع راهن بارتجاف أصابع صياد عجوز وهو يلف سيجارته الثالثة.
قبل دعاء الفجر.
قبل الفطور.
وقبل البدء بأغاني الهجران.
فمن أين جاءت الذاكرة بتلك الأغاني؟ وجبل شنكال ضائع بجميع محاربيه بين مقاهي هانوفر يبحثون عن جواد سليم!
7
الفجر يأتي بفضّته ولا يأبه بالقوانين، وعلى الناسك أن يرتب كلمات دعاء الفجر في بقجة الطفولة المنسية.
قد تتعافى الذاكرة وتهدأ الغيوم المهاجرة وابدأ باستخراج شريان شريد لا يزال يبحث عن غادة وقفت ذات يوم ببابه.
في زحمة قطعان السنونو الهارب والشقائق النائحة والأكواخ الطينية النائمة في القرية بدون دثار. تتوسل الملائكة بالفجر أن يتأخر في قدومه ولكنه يأتي محمّلا بالفضة غير مباليا بقوانينهم.
لا تقلق. فأنا أيضا قلق مثلك، وإن ثرثرنا معا ربمّا ذاب خوفنا في قلقنا. المهم ألا يتحول القلق إلى خوف.
أنا قلق من أشياء كثيرة، أهمها كيف يتحوّل البعد عن سيباى وشنكال إلى دثار أنام فيه وأحلم تحته.
*******
استاذي العزيز مراد المحترم…المقال عالي في اسلوبه الادبي ولكن لدي سؤال في رحب صدركم الثقافي الواسع .وهي هل هناك فرق بين السماع الذي كان يديره الفقير المرحوم حجي وبين السماع الذي يديره مريدي مولانانا الشيخ جلال الدين البلخي الرومي الذي كان تلميذا عند الشيخ محمد ابن داود المعرف ب شمس التبريزي علما ان الرومي له نيشان في لالش……..وانا انسان شبه امي واقول لالش اختفى قدسيتها قبل أكثر من ٧٠٠ عام يعني بعد اختفاء الاصيل مع مودتي واحترامي الامحدود لشخصكم ودامت صوت الحق كوردستان
عزيزي الأستاذ (خدر) أنا كأيزيدي أربط الأيزيدياتي كديانة موغلة في القدم بالطبيعة وليس بالأشخاص ..
تأمل الأعياد وأوقاتها والفترة الزمنية بينها .. وتأمل الأعداد وأرتباطها بهذه الأعياد والأيزيدياتي ..
وكذلك الصيام .. المربعانيتين والأيام الثلاثة الأكثر قصرا..الخ
ختاما لكم مني وافر المحبة