ومن الشخصيات التاريخية التي تؤمن بالتناسخ الحلاج والسهروردي والعطار والرومي وبن الفارض وبن عربي حسب كتاب صحف ابراهيم لزهيركاظم عبود .وقدسية التصوف تعمل عليه لوجود معجزات للاولياء اسوة بالانبياء من خلال طاقة الروح الذي يملكونها وبالمجاهدة يحقق المتصوفة كرامات مشهودة.
والايمان بوحدة الوجود يقول بالتناسخ والتقمص ايضا ، وكثير علماء وفلاسفة آمنوا بالتناسخ مثال ارسطو وافلاطون وفيثاغورس وافلوطين وشوبنهور وطه حسين ، ونيتشه نادى بكتبه بمبدأ (العودة الابدية ) وسقراط آمن بخلود الروح عند اعدامه وابن سينا قال (الروح مفارقة بنفسها غيرمحتاجة في قوامها الى مادة وهي مستقلة عن البدن ). فيما الغزالي قال ( بان البعث والتناسخ هما بنفس المعنى ) وايضا جبران خليل جبران قال في كتاب النبي (وتلدني إمراة اخرى ) كذلك أشار ميخائيل نعيمة بوضوح الى التقمص في كتابه « من وحي المسيح ». ولكن الاديان الكتابية الاخيرة خاصة المسيحية ( كانت تؤمن بالتناسخ والتقمص ثم الغي في مجمع المسكوني الخامس في القسطنطينية عام 553م) وغيبه الدين الاسلامي لحسابات تجربة جديدة منفردة تبشيرية طوَلت اعمار معتنقيها بامر الخلود في الجنة والنار بديلا عن اعتقاد التناسخ ليوم الحساب والعقاب ،وبعض المسلمين برر التناسخ علما التناسخ لايتعارض مع الحساب والعقاب ويقر ايضا بحساب الروح الخيرة عن الشريرة وكيف تُخلد إن لم تُحاسب ؟ واكثر الاديان تقر بوجود الجنة والنار على الارض ولدينا جنه عدن مثال اولي ديني وفي السومريات الجنه او الجهنم فانها في العالم السفلى تحت الارض وتطرق ذاكرتنا رواية سومرية عن الخلق من نفر (بالنسبة لابنائي من الجنس البشري فمن حطامه سوف ابعثهم الى الوجود ،من كتاب الخليقة البابلية للسكندر هايدل) .. وفي مفهوم الغنوصية اوالعرفان نقرأ ستبقى الروح اسيرة الجسد المادي واسيرة دورة التناسخ التي لاتنتهي الى ان يقودها الغنوص اي العرفان الداخلي الى ادراك طبيعتها الالهية عندها فقط تستطيع الافلات من دورة التناسخ والعودة الى موطنها السماوي التي جاءت فيه. وفي كتاب دين الانسان لفراس السواح يقول في( التناسخ الروح خالدة تتجدد في كل جيل وهي مسؤولة عن تناسل الناس ) وفي نفس المصدر يذكر حسب (مفهوم كارما او الفعل مبدأ كارمي في الكون متصل بعقيدة تناسخ الارواح فارواح تخضع لسلسلة غير متناهية من التقمصات ).
والخلاصة هنا اقول وقد لاابالي بالتناسخ والتقمص واين مرقد الجنة والنار بل قصدي وفعلي وبحثي ثبات مصير(الروح) كجوهر واساس بقاء الانسان بالتجدد دون الخلود الذي (بقى لله وحده وكتب على الانسان الانتقال بالموت) وليبنتر قال لاوجود للتناسخ بل تحولات .
اين تذهب الروح ؟ هي ملك لله في السماء والجسد للارض ، وهناك من قال بانها تعلق على شجرة عند الموت وتبقى ثلاث ايام وتغادر لخالقها .
. في كتابه (الله والانسان ) يقول مصطفى محمود (لم تكن الروح من ابتكار الاديان السماوية بل فكرة نشأت مع نشوء الانسان ثم نفذت على عوامل كثيرة مرت في جذورها ومنحتا القوة حد اليقين وصعدت الى السماء ولم تنزل من السماء صعدت من احتياجات الانسان ورغباته وضرورياته كون الانسان باق بينما الفرد ميت ) وحسب العراقي خزعل الماجدي (فان معرفة الروح في الانسان تشرح معنى الروح في الكون ) . فيما يقول شوليم وكلامه من كتاب الفلسفة والتصوف لولتر سترايس (ان الروح تتحرر من قيود التناهي حتى تعود الى مصدرها الاصلي الذي هو الواحد اللامتناهي ) .
في كتاب الموتى نقرأ ( ان هناك مسافة زمنية بين موت الفرد وتناسخه مرة اخرى في جسد بشري جديد ). يقول سوزو (ان الروح تتلقى في الواقع بعض الصفات الالهية لكنها لاتصبح الله بالطبيعة فهي لاتزال شيئا مخلوقا من العدم وتواصل ان تكون كذلك الى الابد).
ومع كل ذلك التصوف لم يلق اي ضوء واضح على مشكلة دوام النفس بعد الموت كروح بلا بدن وتوجد صورة اخرى للايمان بالتناسخ والذي آمنوا به يفترضون عادة انه يوجد بين حياتين بشرتين مسافة زمنية تقضيها الروح في حالة غير جسدية). والديانة البرهمية تؤمن بروح الانسانية نعمة الهية تنتقل للملآ الاعلى نورانيا. ويبقى الحي القيوم ( هو القائم بنفسه المقيم لغيره ).