مقام ومزار بير مهمد ره شان  و بيت بغاش- خالد علوكة

في كل سنه  ومع قدوم الربيع فصل الخير والخصب والتكاثر  تقوم مدن و قرى الايزيدية قاطبه بزيارة الاماكن المقدسة و)الخاسين (ألاولياء الصالحين التابعة للايزيدية وتبدأ  اُولىٌ  فروض النقلات وهي مفردة من نقل ،  بزيارة  لالش النوراني ومن ثم الى بقية المزارات – وتبدأ  كل منطقة باجراء مايسمى ( دورة) لغرض جمع خيرات اهل المنطقة في  الربيع  من كل سنه بزيارة الى ( بير مهمد ره شان ( وتقديم الدعاء واجراء الطقوس الخاصة بذلك لطلب من الله بجلب الامطار للمنطقة او مايسمى الاستسقاء وهذه النقلة  وغيرها  حسب اعتقادي هي عمليه جمع زكاة وخيرات الفرد الايزيدي وتوزيعه كتموين سنوي الى كافة المزارات الايزيدية..  ويقع المزار في الجهة الشمالية لجبل مقلوب وقد ذكر في الدعاء الايزيدي اهمية جبل مقلوب ومه ركه وتعنى المركة ( منطقة خصبة للزراعة من مرج وهي لفظة كلدانية) وهو مزار قديم جدا ويعتبر من اولياء الله الصالحين ويكون الدعاء امام مقامه بطلب الخير وخاصة في ايام قلة المياه بجلب المطر لغرض خير  ألطبيعة والناس واستمرار الحياة ، (ومذكور كيف بيرمهمد ره شان راكبا صخرة كبيرة تقدم لاستقبال وفد احمد الرفاعي عند زيارته للشيخ عدي في لالش ) وكما أن تغطيس البير في بركة الماء لها ذكر وتعتبر طقس تاريخي الممارسة منذ القٍدم ….

 و جاء في كتاب { اليزيدية } للمؤلف –  توما بوا  –   طبعة السليمانية – انه في منطقة اديابين كانت هناك بيوت مثل {{ بيت  يوهارد [ وبيت بغاش]  وبيت دازن داسن ، وبيت رامونين وبيت ماهكرت } وفي عام 486 م  في قلب كوردستان وفي بيت ( ازرا ) حيث كانت في ذلك الوقت مقراً  للامراء اليزيديين}وفي  مجمع مهد لايزال اسم بيت نار موجود واعتقد عشيرة الخيسكي منه   …

 ومن المعروف إن كلمة  بيت  بيث– ارامية – تعني محل او مكان ولم نقف على معنى بغاش حرفيا لكن توما المرجي في كتابه الرؤساء ذكر بانها منطقة تقع شرق بيت داسن –وقال عنها بيت مغوشي في مقاطعة بيرتا في مركه الغربية التابعة  لمدينه عقرة ) وقد ذكر في كتاب توما بوا اسم مزار ( داي كجان ) التي كما هو معروف  هي اٌم  بير ره ش ،  وقد ابدى المؤلف بحثا مُضنيا في تحديد مكان المزار دون جدوى ….

واعتقد ان الاسم الصحيح لمزار مهمد ره شان هو  ((بيت بغاش )) أو مام ره ش  ومهما يكن من امر تسميته ألآن بمزار( بير مهمد ره شان)  فانه حديث عهد كون اسم بير قليل ذكر في بقية الاديان  ، إضافة لكون الديانه الايزيدية لاتجد حرجاَ  في أسماء الله  لكوننا ديانه صوفية تقبل الكل في خلق الله .وفي ذكر معنى كلمة – بير –المعروف عنها باللغة الفارسيه  تعنى شيخ الطريقة –  وتاتي بمعنى كبير سن واحيانا بمعنى الام والجدة كما ذكر د. خليل جندي في كتابه نحو معرفة حقيقة الديانة الايزيدية ..

وفي كتاب معجم المفردات ألارامية القديمة لمؤلفه د . سليمان الذيب ومن  إصدار مكتبة مطبوعات الملك فهد وتحت حرف [ ب  ذكرت  ب ي ر-   بمعنى  بيت أو مكان أيضاَ ] …  وفي كتاب محمد امين زكي بك ( ملخص تاريخ الكورد وكوردستان الطبعة 2 مطبعة دار الشؤون الثقافية ج2  ص -203 – )  يذكرفي حقل عشائر الكورد الكبيرة ضمن عشيرة (آرتوشي ) حيث ورد  وجود اسم عشيرة{ مام ره ش}وعدد نفوسها 2000 –أسرة  وكلهم إيزيدية وذكر ايضا عشيرة {مامند} وعدد نفوسها 2000 أسرة  ،  وفي صفحة 202 من نفس الكتاب ذكرالمؤلف أن السير مارك سيكس صاحب كتاب – تراث الخلفاء ألاخير – وضمن عشائر الموصل ذكر عشيرة {منداْن } ،  وهذه الاسماء ليست مجرد ذكر عابر فلابد من تاريخ في أثر وقع  وجود أقوام  في المكان والزمان  . وحتى تسمية {وره شان} وردة في ص –  252-  من كتاب كليلة ودمنه – طبعة ألمكتبة الحديثة بغداد ، وذكر[ باسم طائر شبه الحمامة وألانثى وه رشانه وجمعه وٍره شان ووه راشي …]

  وحتى تسمية جبل مقلوب  فعلى الرغم من كونه فعلا مقلوب باتجاه مغاير و عكس بقية الجبال باعتبار وديان الجبل عكس المألوف من جهة الشمال وليس من الجنوب ، وفي حاشية مترجم كتاب الخلاصة اعلاه  ذكر الباحث والمترجم للكتاب من الكوردي للعربي محمد علي عوني ، حيث ورد ذكر الجبل  في معجم البلدان ج2 ص 538  [بانه جبل عظيم بشمال الموصل من جانب دجلة الشرقي فيه خلق كثير من طوائف الاكراد يقال لهم {الداسنية}وألمؤلف محمد زكي بك ذكرالداسنية  في  الصفحة  المقابلة وقال { بانهم كانوا  أوفى عدة وعدد وجمع ومدد، ثم تشتت شملهم وتفرق جمعهم وعادت عدتهم في بلدة الموصل لاتزيد على ألف رجل وكان لهم أمير يقال له – علاء الدين كورك ابراهيم – في بلدة العقر ،  ولاينقص عن خمس مئة ومنهم ألدينكية ثم يصحح المترجم في الحاشية ليقول عنهم الدنبلية والدنابل سكنوا جبال المقلوب والمختار }…

 وفي ذكر  اخر يقول ان عدد افراد عشيرة الداسنية  كان 1200 أسرة  . وقد ذكر اسم جبل مقلوب المؤلف  – توما بوا –  باسم جبل (ألالآف) تيمنا بسكنه من قبل الرهبان بعد التبشير المسيحي وقدوم مار متى في القرن الرابع الميلادي ) وبعض المصادر تذكره باسم جبل  – داسن  مقلوب-  وهو الاقرب لاصل الاشياء ولواقع أهله ومُلتهٍ  وساكنيه .) فيما اسم جبل مقلوب بالفارسية جبل شكونة أي مقولب بالعربي وفي الارامية يسمونه طوراد مقلب أي الجبل المقلوب . (فيما ذكره توما المرجي في القرن التاسع باسم جبل دريشا ) . وملاحظة ((مهمه مذكورة في هذا الكتاب بانه أي توما المرجي ذكر حنس اوخنس وقرية لالش ولم يؤكد بانه دير ))..

 إن أي مكان اومعبد او مرقد او نيشان أو مزار ايزيدي لابد ان يكون له تاريخ وتراث وطقس وذو اهمية مقدسة كبيرة بسبب المكوث الازلي الاولي في هذه المنطقة وعدم القدوم الى هنا بسبب التبشير او الغزو اوالفتح .. وأن ألبقاء والمحافظة على أصل ألوجود  بمقاومة  ويلات عُتاد  الزمان والمكان يجعلنا  أكثرصبر وايمان تام وكبير بان –  واخر الحكمة تقول : [ ما تؤمن به بإعتقاد لايمكن تبدله  بغير إعتقاد – وكل ماهو موجود لايمكن نفية أو فناءه ،  والغير موجود لايمكن أن يبدأ بالوجود ]….  الله تمام ونحن الاقل .

مارس / 2021