الشيعة عانوا اشد العذاب والاضطهاد والمآسي منذ تاسيس ” الدولة العراقية ” وخاصة في فترة نظام الطاغية صدام ، فقد امتلئ السجون والزنزانات المظلمة و معسكرات التعذيب وساحات الاعدامات الجماعية ، واستشهد منهم خيرة الشباب والرجال و النساء ، وكذلك خلال الحرب الطاحنة مع ايران ، و كان وقود هذا الحرب المكون الشيعي بالدرجة الاولى ، فضلا عن حملات التسفيرات القسرية لعوائلهم الى ايران بعد ان تم تجريدهم من كل شيء وصلخ الشباب منهم وزجهم في السجون ثم ارسالهم الى ساحات القتال للسير فوق الالغام لفتح الطريق امام هجوم جيش صدام على ايران ، هكذا كانت حياة الشيعة ابان نظام السفاح صدام حسين ” حياة قاسية ، مؤلمة ، محزنة ، كئيبه ، و مميتة في تلك الفترات السوداء من تاريخ العراق ، وبعد سقوط النظام عام 2003 واستلام ساسة الشيعة سدة الحكم كان المجتمع العراقي عامة والمكون الشيعي بشكل خاص ينتظر تغيير جذري لمخلفات النظام السابق ” الارهابي الدموي ” ، كون قيادة الحكم اصبحت بايديهم ، وكان الطريق مفتوح امامهم للبدأ باصلاحات اساسية وجوهرية في البلاد وخاصة التخلص” نهائيا “من مرحلة الدكتاتورية البعثية .. ولكن ساسة وحكام الشيعه ومع كل الاسف فشلوا في تحقيق هذا الجانب المهم اولا .. ولم ينجحوا ايضا في اقامة ” حكم ذاتي للجنوب وفرات الاوسط ” شبيهة لاقليم كوردستان ” علما دستورالعراق يسمح ” تاسيس اقاليم ” ، ولكن هؤلاء الساسة ومعهم المرجعيات الدينية وبتخطيط من ايران ضيعوا هذه الفرصة الذهبية … يذكر المحلل السياسي السيد ” احمد الشمري ” في صوت العراق بتاريخ 6 / 2 / 2015 ” : يفترض اقامة اقليم الوسط والجنوب من سامراء حتى الفاو ، و اظاف : الخلل يتحمله الجعفري والمالكي والعبادي هؤلاء هم سبب قتل شيعة العراق ومظالمهم واستئصالهم ، واضاف ايضا : عراق ما بعد عام 2003 عراق مكونات لكن قادة شيعة العراق يريدون عدم فهم ذلك .. وكان من المفروض ان تكون العلاقات مع الكورد قوية ومتينة وعلى اسس التفاهم والتعاون المشترك ولكن ومع كل الاسف اصبحت العلاقة مع الكورد تسير من سيء الى الاسوء خاصة في المناطق الكوردية المشمولة بالمادة الدستورية 140 والمعطلة تنفيذها بسبب حكام الشيعة ” المالكي والعبادي وغيرهم … انتهى الاقتباس ” نعم ساسة وقادة الشيعة خسروا ايضا ” الشعب الكوردي ” ولم يحاولوا بناء علاقات اخوية متينة معهم ، فقد أساءوا لهذا الشعب الاصيل وعاملوهم بالظلم و الحقد و الكراهية وفرضوا عليهم حصارا اقتصاديا و للوقت الحاضر ، مما سبب تدهور الحياة الصحية و التعليمية و الاجتماعية والخدمية وغيرها في كوردستان ، ولم يكتفوا هؤلاء الساسة الظلام بهذا القدر من الاسائة للكورد حتى شنوا عليهم الحرب بعد الاستفتاء عام 2017 ” بفترة و جيزة ” خلافا للدستور ” حيث زحفت مليشيات الحشد الشعبي و الجيش العراقي وبدعم ومشاركة فعلية وميدانية لقوات ايرانية و بضوء الاخضر من ” امريكا ” و خيانة عظمى من قبل احد الاحزاب الكوردية ، فاحتلوا المناطق الكوردية المشمولة بالمادة 140 الدستورية ” هذه المادة التي لم تنفذ وحتى هذا اليوم ” وباوامر من ساسة ومرجعيات الشيعة قام الحشد الشعبي والجيش بتخريب وهدم المنازل و الاسواق و المزارع و الاستيلاء على كل شيء ، واجبروا العوائل الكوردية على الترحيل قسرا و فورا ، وتم جلب عشائر عربية من الجنوب والوسط واسكانهم في تلك المناطق بهدف ” التغيير السكاني ” الديموغرافي ” ” كما في زمن نظام البعث و اكثر ، .. يذكر المحلل السياسي السيد ” كفاح محمود كريم ” في صوت العراق بتاريخ 20 / 6 / 2021 ” … تنبأ الاحداث و التحضيرات وما تقوم به الميليشيات من نشر افكار فاشية تلغي الاخر بالمطلق ، وتختزل بلاد الرافدين ومكوناته واديانه ومذاهبه في امة مقدسة واحدة ، معتبرة نهجها و ميليشياتها تمثل العراق ، وتصهر كل مكوناته في بوتقة افكارها و فلسفتها على طريقة ” اذا قال صدام قال العراق ” ومن يعارض ذلك يستحق الموت الزؤام ، ويضيف هذا الكاتب ايضا .. انها حقا نذير شؤم هذه المظاهرالخارجة عن نسق الحضارة و الدولة و افتراضيتها الديموقراطية ، وولادة ذات الافكار التي اختزلت العراق منذ نصف قرن تقريبا ” بحزب واحد ، وامة واحدة ، وقائد واحد ” فدفنتهم جميعا في بحر الدمار و الفقر و الانهيار ، مظاهر تنذر بحروب كارثية وظهور بوادر لبلورة دكتاتورية جديدة اكثر مأساوية و طغيانا من سابقتها .. انتهى الاقتباس ” .
ان ساسة وحكام ومرجعيات الشيعة و ميليشياتهم يسيرون على نفس سياسة نظام البعث ، وانهم لم يظلموا شعبهم فحسب بل الكورد ايضا ، واليوم ترى نفس الوجوه الحاقدة والظالمة يتصارعون و يتقاتلون فيما بينهم على المناصب والمصالح الشخصية بينما المجتمع العراقي يستنزف الدماء و الدمار و الخراب و المزيد من المآسي و الحرمان ، والفقر والجوع والمرض و الجهل ، اضافة الى انتشار العقد والامراض النفسية والاجتماعية وخاصة ” التفرقة العنصرية والشوفينية و الطائفية والمذهبية ، و اصبحت العراق منطقة او اقليم تابعة لايران تحكمها مليشيات شيعية – ايرانية ارهابية وجماعات سنية و بعثية ” داعشية فاشية ” .
الاستاذ الدكتور قاسم المحترم : بسقوط النظام الصدامي البعثي تنفس المكونين الشيعي و الكوردي الصعداء يحدوهم الامل بانهم سيعيشون عهدا من الرخاء و الازدهار و العيش الرغيد بعد ان عانوا طويلا من التهميش و الاقصاء المذهبي و القومي الذي بدء ضدهم منذ تشكيل الدولة العراقية في مطلع العشرينيات من القرن الماضي ، لكن احلامهم ” بغد سعيد ” ذهبت ادراج الرياح بفعل السياسات الحمقاء و الفوضى التي مارسها اركان النظام الجديد اذ لم يعيروا اي اهتمام الى التضحيات الجسام التي قدمها ابناء الجنوب ، ولا الى كوردستان التي احتضنتهم لعشرات السنين ، فكان جزائهم هو الاهمال المتعمد لهم في جميع جوانب الحياة ، وعدم تقديم ابسط الخدمات ، ولم يكتفوا بذلك بل انهم عمدوا الى قطع الموازنة لسنين طزال عن كوردستان ، مع شكري و تقديري لكم استاذي المحترم .
شكرا استاذ عبد الرسول على التعليق و الاضافة … اخطـأت دول الاستعمار تقسيم كوردستان بين اربعة دول اسلامية ظالمة ، واليوم تدفع تلك الدول فاتورة هذا الظلم حيث تنتشر موجات الارهابيين اتين من تركيا وايران و سوريا بالدرجة الاولى الى اوربا وامريكا للقتل والفساد و الفوضى ، في حين لا تستطيع تلك القوى الاستعمارية الكبرى فعل اي شيء ضد حكام تلك الدول الارهابية وهم يشاهدون عبر وسائل الاعلام المختلفة اعتداءات تركيا وايران و سوريا والعراق على شعب كوردستان يوميا وكل شيء واضح للعالم برمته .. المطلوب من القوى الكوردية وحدة الصف اولا .. وعدم السكوت عن ظلم الطغاة مطلقا وابدا و باستخدام جميع الوسائل … الموت والخزي و العار للحكام الطغاة في تركيا وايران وسوريا و العراق .. المجد والخلود لشهداء الكورد .. الاستقلال للكورد وكوردستان
لا يسعنا اخي الكريم ان نقدم لكم الشكر الجزيل و الامتنان على هذا السرد الجميل لما مر على الشعب العراقي الاصيل من ظلم و الجور المنقطع النظير من قبل حكام وساسة بائعي الشرف و الغيرة العراقية الاصيلة ، طالما يسطرها بالنور كل الشرفاء من العالم المتحضر انا واثق و متاكدة وانت كذلك من ان هذا الظلم الغاشم المستمر و تسلط اعداء العراق وان كانوا عراقيين هي حلقات متواصلة من مؤامرة حيكت منذ ردحا من الزمن طمعا بما يتمتع به ارض الانبياء و الاولياء من موقع استرا تيجي مميز وكثرة خيراته و الاكثر خطورة من ذلك سحق بل طمس الفكر الاسلامي و المعالم الاسلامية و بايدي مؤجورة تلبية لرغبات مهندسي الكفر و الشرك وستبقى العراق ابيا شامخا رغم كل مخططات الاعداء .
شكرا و احسنت يا اخي سيد امير للتعليق الجميل و الاضافة ، وانشاء الله سيزول الظلم و الكوارث عن الشعب العراق بعربه و كورده ، وكافة المكونات الاخرى برحمة الله و بركاته .. مرة اخرى لك شكري وتقديري الله يحفظكم
الحل الامثل والافضل لمشكلة الحكم فى العراق تطبيق نظام الحكم الفدرالى ليحصل كل مكون على حقه المشروع فى العيش بسلام وحريةوكرامة اسوة بما هو معمول به فى الدول المتقدمة والمتحضرة وبخلافه سيبقى العراق ساحة للصراعات والتدخلات والمؤامرات والدسائس والمكائد و فى فوضى واحتراب وحريق دائم ونزيف مستمر تحية للكاتب على افكاره النيرة وكتاباته القيمة والموضوعية الهادفة كثر الله من امثاله النجباء والمخلصين
شكرا لاخي العزيز ” ابو تارا ” صدقت الافضل لمشكلة الحكم في العراق تطبيق نظام الحكم الفدرالي ليحصل كل مكونة على حقه المشروع في العيش بسلام دائم و برفاهية وسعادة ولكن حكام العراق لا يريدون السلام الدائم ولا الحرية لشعوبهم لان الامر ليس بايديهم اولا وان هذا الحل يؤدي الى خسارة مصالحهم ويحجب عنهم المال .. مرة اخرى كل الشكر و التقدير لاستاذنا ابو تارا الله يحفظكم .