ان حدث فهذه ستكون أول زيارة يقوم بها رئيس تركي الى الفاتيكان بعد حوالي ستين عاما وبالتأكيد سيكون هناك اختلافا واضحا ومثيرا بين القضايا المثيرة للجدل في الوقت الحالي وفي العصر الماضي، وسيرى أردوغان بأم عينه الكلمتين المنقوشتين في الرخام الفاتيكاني المعبرتين عن صراحة وحقيقة التاريخ الماضي والحاضر ألا وهما (( ألاتراك أعداء دائمون ))، وأيضا اللوحات الفخمة في صالة ريغيا بالفاتيكان سوف لن تكون النظر اليها سهلا من قبل أردوغان وهي باختصار لوحة تظهر فيها هزيمة الامبراطورية العثمانية من قبل المسيحيين منذ أكثر من 400 سنة مضت.
ربما سيتجنب أردوغان رؤية كل ذلك ولكن الاجتماع مع البابا سوف لن يكون خاليا من التوتر.
من المعروف بأن هذه الزيارة هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس تركي أو حكومة تركية منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية مع الكرسي الرسولي في عام 1960 م وستكون المناقشات بالتأكيد حول الحرب في سوريا ومن ضمنها الحرب الحالية في ئافرين وموضوع اللاجئين والارهاب والاسلام وموضوع اورشليم اي انها مواضيع صعبة واتفاق وجهات النظر حولها ستكون صعبة جدا نظرا لعوامل كثيرة لست بصدد ذكرها الآن.
لنتذكر الاجتماع الاخير بين بابا الفاتيكان في قصر أردوغان في أنقرة عام 2014 م ولنتذكر في نفس الوقت التطورات والاحداث التي جرت في تركيا وكوردستان باجزائها الاربعة او الخمسة وسوريا، لنتذكر على الاقل تدهور حالة حقوق الانسان في تركيا منذ الانقلاب المزعوم في منتصف تموز من عام 2016 م وحالة الطوارئ التي أعقبها والسجون والملاحقات ضد الكورد هناك وما حدث للصحفيين والموظفين والعسكريين الخ ، بكلمة واحد يعتبر واعتبر أردوغان كل من ليس معه فهو ضده ولا مكان له في تركيا، والجدير بالذكر هنا ذكر تدهور العلاقات الدبلوماسية بين اوربا وخاصة بين المانيا وهولاندا والنمسا وبلجيكا وبين تركيا ولنتذكر هنا بأن لا يوجد سفير هولندي حتى الآن في أنقرة.
حتى هذه اللحظة وحتى ساعة كتابة هذه السطور لم يعلق البابا على هجوم الجيش التركي مع مرتزقته من الجيش الحر التابع للائتلاف العروبي على مدينة ئافرين التي كانت آمنة منذ بداية (الربيع) العربي في منطقتنا، ولم يتطرق الى المائات من ضحايا الاطفال والمدنيين الابرياء في مدن وقرى ونواحي ئافرين منذ اكثر من أسبوعين، ولا أعتقد بأنه سيتطرق بشكل خاص الى ما يجري في ئافرين ولكن بالتأكيد سوف يتطرق البابا الى ( مذبحة الارمن ) التي حدثت من قبل الامبراطورية العثمانية قبل نحو أكثر من قرن مضى.
وسوف يكون وصول أردوغان الى الاجتماع في الفاتيكان ليس سهلا فهو غير مرحب به من قبل غالبية الكورد القاطنين في اوربا ومن قبل غالبية الشعوب الاوربية ولذلك ترافق الزيارة أعلى احتياطات السلامة وسترافقها بالتأكيد بضعة آلاف من قوات الامن وخوفا من سلامة أردوغان، ومثلما تقول الاخبار الواردة تم حظر اقامة المظاهرات بجانب الفاتيكان وفي مركز روما وفي المحطة المركزية وغيرها من الاماكن الهامة.
الشي الوحيد الذي يمكن الاتفاق عليه بين أردوغان والبابا هو قضية القدس التي استخدمها أردوغان مطية للتواصل بينه وبين الفاتيكان وربما عن طريق الفاتيكان اعادة المياه الى مجاريها مع اوربا كما يفكر بذلك أردوغان.
أن هدف أردوغان الاستراتيجي منذ القديم وحتى الآن هو عدم السماح بقيام أي كيان كوردي كان سواء أكان في شرق اوغرب أو شمال أو جنوب كوردستان وقيام اجراء الاستفتاء قبل عدة اشهر في جنوب كوردستان أكبر دليل على ذلك، ولكن تحركاته العسكرية والدبلوماسية والسياسية ومنذ عدة سنين وزياراته المكوكية في كل قارات العالم يصب في هدف منع قيام اي كيان او وضع سياسي في روزئافا.
هدف أردوغان من كل زيارته حول العالم هوتخريب ما تم بناءه في روژئاڤا والآن ولأول مرة في تاريخه يزور الفاتيكان، وقد يجد له من هناك مخرجا ومنفذا للإنسحاب من ئافرين ولكن دخول الحمام ليس مثل الخروج منه .
وأخيرا أقول على الكورد ان يتظاهروا وبشكل سلمي وديموقراطي في كل مكان يذهب اليه أردوغان، عليهم ان يستقبلوة بصور شهدائنا من الأطفال والمدنيين الأبرياء وبصور الشهيدة الخالدة بارين كوباني.
أعتقد بأن زيارة أردوغان الى الفاتيكان ومنها الى أيطاليا والاجتماع مع رئيسها ورئيس وزرائها ستكون فاشلة تماما.
سيف دين عرفات – ألمانيا في 4 / 2 / 2018 م.
١: سيعود ليس من الفاتيكان فقط بخفي حنين بل من ومن عموم أورباً وبجنون اكبر ؟
٢: زيارتِه للفاتيكان وإيطاليا في هذا الوقت العصيب ليس الا هروباً للأمام ، ولن تجديه وعوده ولا تهديداته ، والويل إن هاجم منبج ، فمن في البيت الابيض ليس صديقه وصديق عصابات الاخوان بل ترامب ، الذي لن تخيفه التهديدات ولا تغريه الرشوة ؟
٣: وأخيراً …؟
لكل حادث حديث ولكل زيارة منافع وأضرار ، سلام ؟
احييك اخ سيف دين عرفات على كتابة هذا المقال بالتاكيد كل ماقلته صحيح اردوغان يبحث عن مبرر للخروج من ورطة عفرين لحفظ ماء الوجه
سيعود الإرهابي الداعشي اردوغان سليل الإرهابيين ببعض التطمينات و الوعود ولكنها سوف لن تكون بمستوي كما هو يريد ها في الكثير من القضايا الرئيسيّة و المهمة اما مسئلة بأن الإرهابي اردوغان غير مرحب به من قبل الأكراد فهذا الكلام غير دقيق لان أكثر من ثمانون بالمائة من أكراد كَردستان تركيا و العراق و جزء بسيط جدأ من أكراد كردستان سورية هم مع اردوغان مع زعمائهم و ممثليهم يدعمون اردوغان بكل قوة قلبا و قالباً