ربما لم يتخيَّل أولئك المؤسسون الأوائل من المتعلِّمين والمثقفين الكرد الذين أسسوا حزباً كردستانياً بآسم الديمقراطي في منتصف القرن العشرين المنصرم أن يصبح الحزب فيما بعد حزباً عائلياً جورياً مستبداً بكل ما للكلمة من معنىً ومغزى .
[ 1 ]
إن كنتَ تدري أو لاتدري
فغريب الزمان يستصرخ للقاصي والداني
عن مظلومية الشعب الكردي
في الإقليم المفجوع الكردستاني
فهذه الرواية الفاجعة
هي عن حقيقة حزب آل بارزان
فحزبهم قبليٌّ عائليٌّ إستبداديٌّ بإمتياز
غصبوا السلطة بالقهر والجور
فجعلوه حزباً تمركزت فيه
وتجمَّعت فيه كبرى التناقضات
كما تَكوَّمت فيه شتى المفارقات
في مقدمتها تسمية الديمقراطية
فيا لله ويا للديمقراطية
ثم فيا لله والعدالة
في الحزب والحزبية البارزانية
فنعوذ به سبحانه ونستجير ونلوذ به
من الإستبداد والمستبدين
ومن الطغاة والطغيان
[ 2 ]
فآلُ بارزان غرباء عن الديمقراطية
وعن القسط والعدالة
هم بعيدون عنها بالسنوات الضوئية
أما العجبُ العجابُ الآخر
هم قبل سنوات مضت
أضافوا على الديمقراطية
ثلاث مصطلحات أُخرٍ جديدة
هي التجديد والعدالة والتعايش
هذه لعمرك مَدعاةٌ للنكتة والظرافة
بعد آهاتٍ وحسرات
على ما آلَ اليه الكرد
فآل بارزان في هذا وذاك
كأنهم يصفون المحجوب
أو ينعتون المجهول
فقسماً بالعدل المفقود المُهان بالنعال
الديمقراطيةُ مفقودةٌ ضائعةٌ مُضيَّعه
أو ذليلةٌ مُهانةٌ مُستحقرة
في حزب آل بارزان
من قِبَلِ آل بارزان
هكذا لعمر الحق والكرد في كردستان
كذا التجديد والعدالة والتعايش
هو مفقود في حزب آل بارزان
ففاقد الشيءِ أنَّى به
فالمُنى ، كلُّ المُنى لكرد كردستان
هو آنبلاج الفجر الصادق المبين
في إقليم كردستان المكلوم
مع سائر أجزاء الوطن المظلوم
ستموت بكرهك و حقدك ضد البارزانيين و انت في الغربة…الله يهديك…لم ارى حتى العربان العنصريين يتكلمون بهذه الوقاحة..
كيف يُخدِّر المستبد الطاغية المجتمع ..؟
الإستبداد ، هو مرحلة ما قبل الطغيان للمستبد . فالمستبد حينما يسعى الى فرض نفسه على المجتمع يقوم بإجراءات إختبارية على المجتمع ، فإن أفلح في إختباراته الأولية يُضاعف منها لكي يُؤسِّس قواعد سلطته الإستبدادية ويُجِّذرها في المجتمع ، وإن أفلح في هذه أيضاً فإنه يدخل في مرحلة الطغيان السلطوية – الديكتاتورية للسلطة . في تجذير وتحكيم وتعميم السلطة الإستبدادية للمستبد هناك معه أعوان وأتباع يدورون في فلكه ويُسبِّحون بحمده ، مثل المتعلِّمين وأشباه المثقفين ووعاظ السلاطين .
ومن خلال هذه الخطط المعقدة للسلطة المستبدة ، وبعد تجذير الإستبداد في المجتمع فإن الأفراد بكثرة يَهْوون في مرحلة السُبات والإستضعاف والشعور بالدونية ، لأن المستبد قد جعل بينه والمجتمع حواجز نفسية وإجتماعية متعددة ومختلفة ، من أهمها إنه يتوهم بأفضليته وما فوقيته على المجتمع كله . هذا بالإضافة الى الإجراءات الصارمة والعنفية والمرعبة جداً التي يتخذها المستبد لأجل كسر روح الإباء والرفض والمروءة والتمرد في المجتمع .
عليه ترى إن أفراداً غير قليلين يرفضون ويخالفون الذين يتحدثون عن المستبد وسلطته المستبدة وأسرته وحاشيته الذين آستضعفوا المجتمع ونهبوا ثرواته وخيراته الوطنية ، لأنهم قد تربُّوا على حالة الإستضعاف والدونية التي ورثوها ممن سبقوهم ، وهذه أيضاً شكل من أشكال العبودية الذي آعتاد عليها هؤلاء النمط من الناس الذين آستلب المستبدة والسلطة المستبدة وعيهم وفكرهم وكرامتهم وإنسانيتهم .
تأسيساً على ما ورد من الصعب إقناع الذين يُعانون من حالة العبودية بأن الحرية أفضل من العبودية والإستبداد ، وإنه لا فرق في ميزان العدالة والإنسانية بين الحاكم والمحكوم ، أو من الصعب إقناعهم بأن السلطة الإجتماعية – السياسية والثروات الوطنية ، هي للشعب والمجتمع وينبغي أن يكون الشعب هو صاحب الكلمة أولاً وأخيراً في السلطة وغيرها من القضايا الوطنية والمصيرية ، وذلك عبر البرلمان والقضاء المستقل الذي له كلمة الفصل اذا ما تعثرت وتعقدت القضايا المصيرية في البلاد ، مثل جنوح الحاكم والسلطة نحو الإستبداد والفردانية ، أو بشأن الثروات الوطنية .
وأنى للمستعبدين أن يعوا كل ذلك ..؟
أمثالي وأمثالك كما قيل ‘ أريد حياته ويريد موتي
فشتان بين ما تريد وأريد ‘ مناي أن يبطل سحر الساحر