Bajarê Şem-el Xorî – Hisî – Kurdî ye
دراسة تاريخة – الحلقة الثانية
قلعة شمأل – شمال كردستان
أهداف البعثة الأمريكية تلخصت في عدة نقاط منها:
أولآ، تحديد التسلسل الزمني لتاريخ الإستيطان البشري في المدينة، وتاريخ العمارة في الموقع، لأكثر من ألفي سنة (2500-300) قبل الميلاد.
ثانيآ، معرفة التركيبة السكانية لمجتمع مدينة “شمأل” والحياة الثقافية لسكانها بين أعوام (900-600) قبل الميلاد أي في الفترة الحثية الحديثة.
ثالثآ، معرفة التنظيم الاقتصادي والاجتماعي في المدينة السفلى، بدءً من القرن التاسع وحتى القرن السابع
قبل الميلاد، أي فترة خضوع مملكة شمأل للسيطرة الأشورية.
ولتحقيق هذا الأهداف والوصول إلى النتائج المرجوة، إستخدم العلماء الأمريكيين تقنيات متطورة للغاية، بحيث مكنتهم من رسم خريطة مغنطيسية للموقع بأكمله، ومن خلال هذه الخريطة إستطاعوا كشف مواقع الأبنية، الهياكل الأثرية المدفونة، طرق العبور من وإلى المدينة السفلى.
ونقبوا في حوالي عشرة مناطق منها: منطقة جنوب غربي المدينة السفلى، شمال المدينة السفلى، منطقة البوابة الشمالية الشرقية، شرقي المدينة العليا، جنوب المدينة العليا، البوابة الجنوبية، غرب البوابة الشمالية الشرقية، جنوب البوابة الجنوبية، … وهكذا.
نقش كيلامو:
هذا النقش موجود في متحف (بيرغامون) بألمانيا، ويعود هذا النقش للقرن (8) الثامن قبل الميلاد. يظهر
فيه الملك بالملابس الملكية. ويرى في النقش الرموز التالية: الخوذة ذات القرون، القوس، أشعة الشمس المجنحة، القمر، الهلال، وجميع هذه الرموز خورية.
نقش كيلامو – متحف بيرغامون
بوابة الأسود:
بوابة الأسود في شمأل كانت تحتوي على أربعة تماثيل للإسود، ونقل الأربعة إلى متحف “بيرجامون” المخصص بأثار الشرق الأوسط في برلين العاصمة الألمانية.
أسود شمأل الموجدة في في متحف بيرجامون
هذه التماثيل تعود للفترة ما بين القرنين (10-8) العاشر والثامن قبل الميلاد، ويعتقد أنهم ينتمون إلى بوابة القلعة الداخلية في الجانب الشرقي، ولكن تم اكتشافهم في الاكتشافات المنقولة (الثانوية). الأسود الأربعة تختلف في بعض الخصائص عن بعضها البعض. والاختلافات كبيرة لدرجة أن الأبحاث اليوم تفترض أن الأسود الخارجية يجب أن تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، بينما التماثيل الداخلية تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد. كلا التمثالين يقابلان بعضهما بزوايا قائمة تقريبآ. تم إنشاء تماثيل الأسدين الأصغرين بواسطة إعادة صياغة تماثيل قديمة. وتم إبرازهما خارج الجدار بشكل أكبر من كبار السن، كما تم تفصيلها في تفاصيل أخرى مثل اللبدة والأطراف. بالإضافة إلى ذلك، يتم فغر الفم أكثر مما ينتج عنه وضع تهديد أكثر إثارة للإعجاب. التماثيل تبدو مثل الأنصاب وكانت تقوم مقام زينة وعنصر بناء.
رابعآ، تاريخ مملكة شمأل:
Dîroka kiralgeha Şemalê
تاريخ مدينة “شمأل” كما يؤكدها أثارها المكتشفة، يعود إلى أكثر من (3500) ثلاثة ألاف وخمسميئة عام قبل الميلاد، وليس صحيحآ أن تاريخها يعود فقط إلى (1000) عام قبل الميلاد، كما ذكر ذلك الباحثيين المستعربين العرب، الذين تناولوا تاريخ مدينة “شمأل” ونسبوا هوية المدينة الخورية – الحثية للعرب من خلال قولهم أنها كانت مدينة سورية، وكأن سوريا بلدي عربي!!!!
مَن قال كان هناك في التاريخ بلد إسمه سوريا ؟؟ إلى متى ستستمرون أيها المستعربون العرب، في هذه الأكاذيب وعمليات النصب وتزوير التاريخ ؟؟؟
الفترة الحثية لحكم المدينة القديمة منها والحديثة وحدها، تعود إلى عدة ألاف سنين قبل الميلاد فما بالكم بالفترة الميتانية والخورية التي سبقت ذلك!!!! الذين بنوا مدينة “شمأل” هم الخوريين أجداد وأسلاف الحثيين والكرد الحاليين. وبدليل أن إكتشافات البعثة الأميركية التي أرسلتها جامعة “شيكاغوا” للتنقيب في المدينة، أكدت من بحثها في أعماق المدينة السفلى القريبة من سطح الأرض، وفي أعماق الطبقة العلوية ووصولآ لسويات العصر البرونزي الوسيط (2000 – 1600) قبل الميلاد، إكتشفوا أن هناك سوية أو طبقة تعود إلى العصر البرونزي المبكر أي ما بين الأعوام (3500 – 2000) قبل الميلاد، وذلك بعد قيامهم بحفر خنادق أفقية، لإكتشاف البقايا الأثرية في الموقع، التي لم ينقب فيها الخبراء الألمان.
هذا ما نشرته البعثة الأمريكية في نشراتها وأبحاثها، بعد الإنتهاء من العمل والتنقيب في الموقع على مدى (11) عامآ متواصلآ (2006-2017) ميلادي. وكما هو معلوم قبل (4000) عام قبل الميلاد، لم يكن هناك أي وجود لأي قوم في هذه المنطقة سوى الخوريين بُنات هذه المدينة وأصحاب الأصليين.
إن تاريخ مدينة “شمأل”، تم تدوينه على النقوش المكتشفة في المدينة الأثرية نفسها وما أكثرها. وثانيآ، النصوص الكتابية المدونة عنها والتي تعود لدول أخرى، كانت على علاقة مع مملكة “شمأل”، ومن تلك الدول: الدولة الآشورية، مملكة حماه، مملكة ألالاخ، التي تبعد عنها حوالي (100) كيلومتر، وتقعان في نفس الحوض تقريبآ، ويربطهما النهر الأسود الذي ينطلق من جنوب شمأل، ويعبر الوادي الذي يوصله إلى سهل ألالاخ، وثم يندمج بنهر العاصي وأفرين قبل دخولهما إلى مدينة أنطاكيا،، وغيرها من المدن والممالك العديدة. وكما هو معلوم تاريخيآ، وقعت المدينة تحت النفوذ الميتاني بعد عهد الخوريين أسلاف الميتانيين، ومن بعد غروب نجم الدولة الميتانية، بسط الحثيين سيطرتهم على المدينة والمنطقة المحيطة بها، لا بل كامل منطقة الأناضول وشرقي البحر المتوسط أي كل (سوريا، لبنان، تركيا، نصف العراق).
ومن اللقى الفخارية التي عثر عليها في الموقع تبين أن منطقة شمأل كانت مأهولة بالسكان، منذ مطلع الألفية الرابعة قبل الميلاد، ومع التوسع الحثي نحو جنوب غرب بلاد الخوريين في عهد الدولة الحثية القديمة (17) القرن السابع عشر قبل الميلاد، وقعت منطقة شمأل تحت النفوذ الحثي. بعدها إستعادها منهم الميتانيين، ولكن في القرنين (14-13) الرابع عشر والثالث عشر قبل الميلاد، تمكن الحثيين من بسط سيطرتهم على المدينة ومعها ألالاخ في عهد الدولة الحثية الحديثة.
وقد ترافق إنهيار الامبراطورية الحثية، مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد، نتيجة هجوم شعوب البحر، ومع تغلغل العناصر الآمورية (الأرامية) إلى منطقة شمأل، تمكن هؤلاء من فرض نفوذهم وهيمنتهم عليها وأنشؤوا أسرة حاكمة فيها.
أحد منحوتات مدينة شمأل
سمحت الكتابات المكتشفة في شمأل للعلماء بالتعرف على أسماء ملوك هذه الدولة وتدوينها، ومن هذه الكتابات: كتابة تنسب إلى الملك “كيلاموه” وأؤرخت بحدود العام (825) قبل الميلاد، وذُكرت فيها أسماء الملوك الذين حكموا قبله وجاء فيها ما يلي:
“أنا كيلاموة بن خيا گبر على (يأدي) حسب التسمية الأشورية أي شمأل، ولم يفعل شيئ، وكان (پمه) ولم يفعل شيئ، وكان أبي (خيا) ولم يفعل شيئ، وكان أخي (شال) ولم يفعل شيئ”.
كما رأينا هذا النقش جاء على ذكر أسماء أربعة ملوك حكموا قبل الملك “كيلاموة” وهم: خيا، شال، پمه، گبر.
لكن النقش لم يخبرنا إن كان هناك صلة قرابة بين الملك “كيلاموة” وكل من الملكيين (پمه، گبر) أم لا، وما هي درجة القرابة إن وجدت. ولا يعرف شيء عن أعمال هؤلاء الحكام أو الملوك، وتاريخ حكم كل واحد منهم. العلماء يعتقدون أن هؤلاء الحكام الأربعة، حكموا المدينة في النصف الثاني من القرن (10) العاشر قبل الميلاد، والنصف الأول من القرن (9) التاسع قبل الميلاد. فمن المعلوم أن الملك “خيا” قد التزم دفع الجزية للملك الآشوري “شلمناصر الثالث” (856-824) قبل الميلاد، أثناء إحدى حملات هذا الأخير نحو الشمال أي بلاد الخوريين.
الملك “كلا- مو” من جهته إضطر إلى مواجهة المشاكل الداخلية والخارجية التي تعرضت له المدينة أثناء حكمه، والمشاكل الداخلية أثناء فترة حكمه تمثلت في إنقسام المجتمع الشمألي إلى فئتين كما ذكرت نصوصه هو:
1- فئة البهرريم: ويعتقد أنهم من البدو الذين قدموا للمدينة بعد الإحتلال الأموري لمدينة شمأل. وكانوا أناس متخلفين وغير مستقرين في البداية.
2- فئة الموشكيم: وهم من السكان الأصليين والمستقرين فيها وأكثر حضارة وتمدنآ. ويبدو أن البهرريم كانوا أقل حظاً من الموشكيم لذلك سارع ” كلا- مو” إلى نصرة هؤلاء. حيث قام منح هؤلاء الفلاحين الفقراء الأراضي الزراعية، المواشي والأبقار وغيرها من الحيوانات، مع العلم الكثيرين منهم لم يكونوا قد ملكوا م شاة أو بقرة في حياتهم، وفوق ذلك منحهم الذهب وغير ذلك من الأموال.
نقش الملك برراكب
ومشاكله الخارجية تمثلت في مملكة (دانونا) الواقعة إلى الشمال من مدينة شمأل، فإستعان كلا- مو عليهم بالآشوريين، مما أوقعه هو ومملكته تحت نفوذهم وسيطرتهم المباشرة. ومن خلال نقش الملك “زكور” ملك (حماه)، تبين أن ملك شمأل كان من بين الأمراء والملوك الحثيين الذين تحالفوا ضد الملك الحموي.
الملك “گرل” هو الذي خلف الملك ” كلا- مو” في سدة حكم مملكة شمأل، ولكن لم يستطيع العلماء من معرفة معلومات عن فترة حكمه وإنجازاته، ولا حتى مدة حكمه للمملكة. خلفه في الحكم نجله بحسب النقوش الأثرية “فان- ما” الذي هجر بعض الكتابات المدونة للإله هدد. ومن خلال نص يرجع إلى الملك “برراكيب”، الذي سجل بعض الأحداث التي جرت في عهد “فان- ما”، تبين أن الأوضاع في المملكة اضطربت إلى حد كبير، وأدت في النهاية إلى اغتيال الملك “فان- ما” وابنه “بر- سور” وسبعين شخصاً من أبناء الأسرة الحاكمة. وكان “فان- ما” الثاني والد (برراكيب) من الناجين القلائل من هذه المذبحة، وقد تمكن من خلال اتصاله مع الملك الآشوري “تغلات بلاصر الثالث” (745-727) قبل الميلاد، من الجلوس على عرش شمأل.
وقد حاول “فان- ما الثاني”، وكما يذكر ابنه (برراكيب) في كتاباته، إصلاح الأوضاع في مدينة شمأل وذلك عن طريق فتح السجون وتحرير النساء ودفن القتلى، وكانت نهاية “فان- ما الثاني” القتل أثناء مشاركته في حملة الملك الآشوري «تغلات بلاصر الثالث» ضد آرام دمشق في العام 732 قبل الميلاد. وكان “برراكيب” آخر ملوك شمأل، وكان مخلصاً للآشوريين ملتزماً بسياساتهم في المنطقة الخورية إلى حد كبير. ومن خلال مجموعة النصوص التي هجرها يتبين أن شمأل عادت لتشهد عهداً من الازدهار، إذ عمد إلى تجديد مبانيها وبناء قصور جديدة فيها.
تحولت مملكة شمأل بفعل سياسات “برراكيب” الخانعة، إلى مقاطعة آشورية مع بداية حكم “شروكين الثاني” بين أعوام (722-705) قبل الميلاد، وأصبحت بالتالي مركزاً للنفوذ الآشوري في غرب أقصى كردستان (الأناضول) وشرق شمال المتوسط. وتجلت أهمية مدينة “شمأل” في كونها كانت نقطة تلاقي الطرق التجارية ولهذا كان الصراع عليها في أوجهه، وحكمها العديد من الأقوام خلال تاريخها الطويل والزاخر بالأحداث، وهذا واضح من نقوشها وسويات المدينة وأثارها الكثيرة. فقد مر عليها العديد من الحضارية المختلفة كالحضارة الخورية وهي تمثل هويتها الأصلية والحقيقية لها ولسكانها الأصليين، ثم الحضارة الميتانية، الحثية، الأمورية، الأشورية، وتجلى ذلك في النقوش الكتابية المتعددة اللغات التي عثر عليها في المدينة، والتأثيرات الفنية المتعددة. ومع كل ذلك حافظت مملكة شمأل على هويتها القومية الخورية – الكردية، وبدليل لليوم كل سكان المنطقة من الكرد أحفاد الخوريين والحثيين والميتانيين.
إنحلت مملكة شمأل في عام (717) قبل الميلاد، أي قبل حملة ألكسندر المقدوني على الشرق بأكثر من (400) أربعميئة عام، ووقعت في بحر النسيان تمامآ بعد ذلك، بعد أن هجرها أهلها ومع الزمن طمرها التراب، وإستمر الحال هكذا حتى عام 1882 ميلادية، أي بعد (2.599) عامآ، حتى إلتف العالم مرة أخرى لهذه المدينة الخورية العريقة، وإكتشف معالمها وأثارها التي لا تقدر بثمن. أما الأسباب التي أدت إلى نهاية هذه المدينة وهجر سكانها لها، ليست معلومة للأن.
قائمة ملوك مملكة شمأل:
گبارو، والد (خايا) حوالي (920-880) قبل الميلاد.. •
باماخ (بمه) ابن گبارو حوالي (880-870) قبل الميلاد. •
خايا، ابن باماخ (حوالي 870-850) قبل الميلاد.•
شائل ابن خايا (من 850-840) قبل الميلاد.•
كلا- مو، ابن خايا (840-830) قبل الميلاد، نقش كلا- مو حوالي (830) قبل الميلاد.•
كرال (810-790) قبل الميلاد. •
پانامو (790-750) قبل الميلاد. •
بر- سور (750) قبل الميلاد.•
فان- ما الأول، بن بر- سور (743-742) قبل الميلاد.•
فان- ما الثاني، ابن بر- سور (733-732) قبل الميلاد.•
عازريا (739) قبل الميلاد.•
برراكب (725 حتى 722) قبل الميلاد.•
الجدير بالذكر إن مصطلح (سور- حثية) تعبير حديث نسبيآ في علم الآثار وأطلق على هذه التسمية على مجموعة من المدن والممالك الصغيرة، التي تواجدت في جنوب غرب بلاد الخوريين أي منطقة غرب كردستان الواقعة غربي نهر الفرات، بين الأعوام (1200-700) قبل الميلاد. وذلك بين إنهيار الدولة الحثية وبداية الدولة الآشورية. وإرتبطت هذه الدول بعلاقات ثقافية وثقية بالدولة الحثية، وكان يجمعها اللغة الخورية، الديانة اليزدانية، نفس الطقوس الدينة، ذات دور العبادة، ذات نمط البناء، العلاقات التجارية، الدفاع عن الدولة الحثية، وغير ذلك من الإمور، كتعرضهم لنفس الغزوات والغزاة والمحتلين والمصير.
أحد المواقع الأثرية في شمأل
————–
جبال الأمانوس:
هي كتلة جبلية على ساحل البحر المتوسط بمنطقة ألالاخ، تمتد من مدينة (أرزين) في الشمال، وتنتهي السلسلة عند رأس الخنزير على شاطىء المتوسط، وترسم بذلك قوساً جبليآ إتجاهه شمال شرق ـ جنوب غرب، محتضنة خليج إسكندرونة
غرباً، ومخلفة وراءها سهل العمق. يصل طولها نحو 100 كم، على امتداد خليج إسكندرونة من ساحل المتوسط الشرقي، ولا تزيد مساحتها على 1600 كم2، ويفصلها عن الشريط الساحلي سهلا إسكندرونة وأرسوز اللذين لايتجاوز عرضهما 7-9 كم.
——————–
روبرت يوهان كولدڤي:
عاش بين (1855 – 1925)، عالم آثار ألماني، إكتشف حدائق بابل المعلقة (المبنية في 580) قبل الميلاد، مؤكداً بذلك وجودها تاريخياً، وأنها ليست مجرد أسطورة. حفرياته (1899-1917) في بابل كشفت عن العديد من المعالم مثل: الأسوار الخارجية، الأسوار الداخلية، أساسات زگورات مردوك، قصور نبوخذنصر، طريق المواكب الفسيح، الذي كان يمر عبر قلب المدينة، وبوابة عشتار. وطور العديد من التقنيات الأثرية الحديثة، ومنها طريقة للتعرف على المنشآت المبنية بالطوب اللبن (وكانت طريقة ضرورية في بابل لأن حدائقها بُنيت أساسآ باستخدام الطوب اللبن غير المحروق)، وقاد العديد من بعثات التنقيب عن الآثار في آسيا الصغرى، اليونان إضافة إلى إيطاليا.
———————-
توكلات أپي الإشارة الثاني:
ملك آشوري حكم من عام (745 – 727 ) قبل الميلاد، وهو شخصية غير عادية سواء في طريقة وصوله إلى الحكم أو في أسلوب إصلاحاته الإدارية وبناء الدولة الآشورية، وهو من أعظم الحكام في التاريخ الآشوري، ويُعتقد أنه من أصل غير ملكي، فهو لا يذكر اسم أبيه في معظم الكتابات المدونة في عصره، إلا واحدة يذكر فيها أنه ابن عضد نيراري الثالث، وربما كان يدعي هذا النسب لإضفاء الشرعية على حكمه، فربط إسمه باسم عائلة ملكية شرعية، وربما كان ينتمي في الأصل إلى عائلة عسكرية.
خامسآ، معتقدات أهل شمأل وطقوسهم الدينية:
Bîrûbaweriyên xelkê Şemalê û rêresmên olî
مدينة أو مملكة “شمأل” كان حالها كحال جميع المدن الخورية – الميتانية – الحثية الكردية، بدءً من مدينة خوران (حوران)، ومرورآ بدمشق (التي حول المسيحيين معبدها اليزداني إلى كنيس مسيحي، ودفنوا فيه
جثمان “يوحنا المعمدان” أو كما يطلق عليه البعض النبي (يحيى). ثم حول المحتلين العرب نفس هذا الكنيس المسيحي إلى جامع وأطلق الإمويين عليه تسمية الجامع الإموي)، ومملكة أوگاريت، مدينة دلبين، گرگاميش، مبوگ، أرپاد، هلچ، ألالاخ، دارازه، سپيرا، تدين بالديانة اليزادانية، وأهلها الخوريين كان لهم ألهة متعددة والكثير منها مشتركة مع بقية أبناء الشعب الخوري، ويمارسون نفس القطوس الدينة، وهذا واضح من شكل معابدهم، وطرق دفن موتاهم، ولا شك أنه كان لكل منطقة في الدولة الخورية الواسعة بعض الخصوصية، ومتأثرة بثقافات الأقوام المجاورة لها، إضافة إلى ثقافة المحتلين.
كما أوضحنا أنفآ بأن تاريخ هذه المدينة الخورية العريقة، يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، وقلنا أن في هذه الوقت من الزمن الماضي، لم يكن يعيش في هذه المنطقة الت تضم كل من (تركيا، سوريا، لبنان، العراق، ايران)، سوى الشعب الخوري سلف الشعب الكردي الحالي، وبقية الأقوام التي تجدونها الأن في هذه المنطقة، مجرد محتلين وغاصبين أشرار ولا ينتمون لهذه الأرض بأي صلة. سواءً أكانوا الأرمن، السريان، الكنعانيين، اليهود، البابليين، الأكديين، الأموريين، الرومان، البيزنطيين، المغول، الفرس، العرب، التتر، العثمانيين.
وإذا كان الذين أسسوا هذه المدينة هم أسلاف الشعب الكردي أي “الخوريين” فمن الطبيعي جدآ أنهم كانوا يمارسون نفس المعتقدات والطقوس الدينية التي يمارسها بقية بني جلدتهم ويتحدثون بنفس اللغة أي اللغة الخورية إم اللغة الكردية الحالية. ومن هذه الديانة (اليزدانية) الكردية إنبثق العديد من الفرق الدينية مثل: اليزيدية، الهلوية (العلوية)، الدرزية، الشبكية والكاكائية، ولا شك أن الديانة الميثرائية هي بدورها إمتداد للديانة اليزدانية، وسميت بهذا الإسم نسبة إلى “يزدان” أي الإله.
إن إجراء مقارنة بسيطة بين أشكال الطقوس الدينية ونمط الحياة، وشكل دور العبادة في مدينة شمأل مع مدينة “گرگوم (مارش الحالية) ومدينة ألالاخ التاريخية، ومدينة گرگاميش (جرابلس) عاصمة الدولة الحثية، لأكتشفنا أنه لا فرق بين المدن الثلاثة على الإطلاق رغم المسافة الكبيرة التي يفصل بينهما وتصل المسافة بين شمأل وألالاخ إلى أكثر من (100) كيلومتر، والمسافة بين شمأل وگرگاميش يتجاوز (150) كيلومتر، وهذا يؤكد وحدة هذه الإمة لغويآ، ووجدانيآ، ودينيآ وثقافيآ.
ومن ضمن الألهة التي كان يعبدها سكان مدينة شمأل وما حولها، هو نفس الإله “شمش”، الذي كان يعبده الكرد السومريين والكاشيين والإيلاميين والميتانيين وحتى الميديين. ومن إسم هذا الإله أخذ الكرد أسماء أيام الإسبوع.
وكان يرمز له سكان شمأل بقرص شمس مجنح، وهو عبارة عن قرص له جناحان من الريش، وذيل مكسو بالريش بشكل حمزوني، وداخل القرص هناك صورة على شكل وردة أو نجمة. وقد عُثر في موقع المدينة القديمة على العديد من أقراص الشمس المنحوتة على بعض النقوش التي عُثر عليها في
شمأل، كما في نصب الملك “براركب” حيث يبدو رُمز إلى الشمس إلى جانب رموز الآلهة الأخرى
في الجزء العلوي من النقش.
Şemş:
Şemî, yekşem, duşem, sêşem, çarşêm, pêncşem, în.
Navê roja “înê” ji navê Xwedêyekî Kurd hatî û navê wî Xwedêyî “Biya-în”. Û peyva “Dîn”, ew jî navê Xwedêyekî Kurd hatî û navê wî Xwedêyî “Dîngir”.
Jiber wê em dibêjin kû peyva (dîn), bi kurdî ye û me ji ti zimanên din nebirî û Ereb, Faris, Kenaniyan, Cihoyan û Misriyan ji kurdan birinî.
كما هو معروف لدى الجميع أن الكرد بحياتهم لم يعبدوا الأصنام نهائيآ، وإنما كانوا ولا زالوا يقدسون قوى الطبيعة (الشمس، الأرض، الماء، الهواء) أي عناصر البيئة، والتي من دونها لا يوجد حياة على كوكبنا. ومن هنا كان للشمس دورآ محوريآ في ديانتهم اليزدانية، التي تسمى أحيانآ بالديانة الشمسانية. ومن إله “الشمش” أخذ أسلاف الشعب الكردي (الخوريين، السومريين، ….)، أسماء الإسبوع. وحتى يوم السابع سمي بإسم إله كردي إسمه (بيا- إين).
اليهود والعرب أخذوا مصطلح الشمس عن الكرد، فقط بدلوا حرف (الشين) الثانية بحرف السين، وهكذا أصبحت “شمس” لتسهيل عملية النطق. ليس هذا وحسب، بل أخذ العرب عن الكرد أيضآ كلمة (الدين) عن المصطلح الكردي (دينا، دين)، وهو إسم لإله كردي يسمى (دينگر).
Ticaran kurdan di dîrokê de, pûtperestî nekirinî, tenê hêzên sirûştê (av, erd, ba, ro) pîroz dîtinî û jiber kû heperên jiyana mirovanin, bipeyvek din yanê jîngeha em têde dijînî û herdem hewildanî vê jîngehê biparêzin û qedex bû kû Kurd neçervaniya sewalan (deweran) bikin.
Navê roja “înê” ji navê xwedayek Kurd hatî û navê wî “Biya-în”. Û têgîna “dîn” ji navê xwedayek Kurd navê xwe Dîngir e.
الإله الثاني الذي كان يعبدوه سكان شمأل هو الإله “هدد أو أدد”، هو إله الطقس والعواصف. والإله الثالث “ال” إله السماء والخصوبة وخالق الأرض. والإله الرابع كان يسمة “راكب”، وورد ذكره في العديد من النقوش. وإله “رشب” والإلهة الگرگاميشية “گوبابا” والإله “شمد”، هذا إلى جانب ألهة أخرى عديدة. كما إن سكان مدينة شمأل كبقية الخوريين الكرد، كانوا يهتمون بموتاهم إلى حد القداسة، حيث كانوا يقيمون لهم الولائم الجنائزية والطقوس والصلوات المعبرة عن ذلك.
كما إن سكان وأهالي مملكة “شمأل” يشتركون في الكثير من الألهة والعبادات والطقوس الدينية، وطرق دفن الموتى مع سكان مدينة ” گرگاميش” عاصمة الدولة الحديثة، هذا إضافة إلى عامل اللغة المشرك، اللغة الخورية ومن هذه الألهة:
1- إله الطقس ” تارهنا”، إله كردي خوري.
2- إله الخصوبة (تلبن)، إله كردي خوري.
3- إله المهوى (أل- أل)، إله كردي سومري.
4- إله السماء (كمارب)، إله كردي خوري.
5- إله القمر (أرما)، إله كردي سومري.
6- إله النهر (آرانزاه)، إله كردي خوري.
7- إله البرية (آلالو)، إله كردي خوري.
8- إله الحكمة (أنك) إله كردي سومري.
9- إله الحكمة (تاشميش)، وهو إبن الإله الخوري (كمارب).
10- إله الشمس (نبساس)، إله خوري – حثي – كردي.
————–
الديانة اليزدانية:
في جوهرها تتمحور حول تقديس قوى الطبيعة، وهذا كان سائدآ في معتقدات السوباريين (الخوريين)، حيث أن الصليب المتساوي الأضلاع الخوري – الميتاني كان رمزاً للإله “ميثرا”. ولليوم جميع الكرد بإختلاف أديانهم يمارسون إشارة الصليب على جسد المولود والطفل الصغير، وعلى أبواب البيوت ودور العبادة يضعون هذا الصليب في رقاب الأطفال وحتى في رقاب الحيونات.
والديانة اليزدانية (الشمسانية)، هي أقدم الديانات الكردية على الإطلاق، وإم جميع الديانات الكردية اللاحقة مثل اليارسانية والزاردشتية، ومشتقاتها: كاللهوية (العلوية)، الإيزيدية، الدورزية، الكاكائية، الشبكية، وهي عبارة عن فرق منشقة عن الديانة اليزدانية. وجوهر الدين يتمحور حول: تقديس قوى الطبيعية، وعلى رأسها الشمس ومازالت هذه العقيدة باقية في فروع الديانة اليزدانية، مثل الإيزدية واليارسانية لليوم.
كانت الشمس هي الإله الأول للكرد السوباريين أي “الخوريين” (كلمة سوبارو باللغة الكردية السومرية تعني الشماليين، والأموريين تعني الغربيين)، ومن ثم كانت تأتي الكواكب الأخرى مثل كوكب الزهرة والقمر، من حيث الأهمية والقدسية في العقيدة اليزدانية، لذلك كان السوباريين (الأقوام الزاگروسية القديمة) يدفنون موتاهم بإتجاه الشمس أي جهة الشروق، وهذا له علاقة بتقديسهم لإله الخور “شيميگي”، وكانوا يدفنون مع موتاهم أشيائهم الشخصية.
وهذه الديانة أي الشمسانية تسربت إلى المعتقدات المصرية الفرعونية في عهد الدولة الكردية الميتانية، وتحديدآ بعد زواج الفرعون المصري “أخناتون” من الأميرة الكردية – الميتانية “تادوخيفا”، والتي لقبها المصريين بي (نفر- تيتي) وتعني باللغة المصرية القديمة: الجميلة أتت أو الحسناء أتت، وهي ابنة الملك الميتاني الكردي “توشراتا” ملك الدولة الميتانية الذي حكم حوالي 1400 قبل الميلاد.
—–
خور:
هذه التسمية ظهرت في بلاد الكرد السوباريين أي شمال كردستان اليوم، كمفهوم ديني ولكنه مع الوقت أخذ معنآ إضافيآ أي معنآ قوميآ أيضآ، بمعنى أن كل من كان يؤمن بالإله (خور) كان ي عليه إتقان ذات اللغة التي تمارس بها الدينية
ويعتبر نفسه حزءً من هذه المجموعة البشرية أي القومية، وهذا يشمل ضمنآ، وهكذاتوحدت الثقافة، اللغة، العادات،
الإمة الكردية الحالية.
حيث جميع سكان منطقة جبال زاگروس من (گوتيين ولوليين وكاشيين، …..) آمنوا بإله الشمس والنور في بلاد سوبارتو وهكذا كانوا يعبدون نفس الإله ويمارسون نفس العبادات والطقوس الدينية وتوحدوا وأصبحوا إمة تعرف بالإمة الخورية، وهذه كانت خطوة تأريخي عظيمة في ظهور هذه الإمة العريقة، ولا شك أن تلك المجموعات البشرية كانت قريبة من بعضها البعض عرقيآ ولغويآ. الإشكال في الماضي كان أن كل مجموعة منها تحيا لوحدها، وإيمانهم بالإله “خور”هو الذي وحدهم وجعل منهم شعبآ واحدآ، وأسسوا حضارة عريقة يشهد لها التاريخ، وأثارهم تؤكد ذلك. ويذكر الدكتور جمال رشيد أحمد في كتابه (دراسات كردية في بلاد سوبارتو. بغداد، 1984) مثال عن بقاء إسم إله الخور (الشمس) لليوم في اللغة الكردية والمثال هو إسم مدينة: “طوز- خور- ماتو” في جنوب كردستان.
صورة للإله أدد – إله الطقس
———
الإلهة أدد:
أدد هو أحد أهم آلهة بلاد الخوريين (العراق، سوريا، لبنان، إيران، تركيا) إذ انتشرت عبادته بين شعوب في البلاد من شمالها إلى ساحلها مرورآ بدمشق وحتى بلاد الرافدين، وقد كان هدد إلهآ مسؤولآ للعواصف والأمطار كما تذكر الأساطير القديمة عنه، وبأنه كان يتجول على متن عربته في السماء ويُجلد الغيوم بالسوط لتتساقط منها الأمطا،ر بينما كان ثوره يزمجر مسببآ صوت الرعد الذي يهز أركان الدنيا.
نهاية الحلقة الثانية من هذه الدراسة ونحن بإنتظار أرائكم وملاحظتكم ومنكم نستفيد.