لقد انعم الله الخالق العظيم على بلاد الكورد ثروات ونعم كثيرة و متنوعة لا تقدر بأثمان منها الطبيعة الخلابة جبال شاهقة وعملاقة و تضاريس جميلة و غابات وبساتين ملئ بالاشجار المثمرة و ازهار ملونة وطيورمتنوعة و بيئة مناخية ملائمة وخصوصا سماء صافية وهواء نقي واللون الاخضر والاخضرار المكسوه كل مكان وكثرة الشلالات والمياه العذبة و وفرتها فضلا عن الثروة الزراعية و الحيوانية والمعدنية خاصة الذهب الاسود و المعادن الاخرى والاهمية الجغرافية و الاثرية و التاريخية و الاجتماعية .. ان امتلاك جميع تلك الثروات و النعم يمهد ويفتح الطريق امام الشعب الكوردي التخلص و النجاة من شبح الفقر و المجاعة و الحرمان والمرض ويسهل لهم الترقي الى افضل مستوى معيشي شريطة الاستفادة القصوية من تلك الكنوزالثمينة في بناء نهضة صناعية و زراعية و تجارية وسياحية ومد جسور العلاقات السياسية و التجارية والاستثمارية و الاعلامية مع العالم الخارجي ، ولا ننسى وجود الاثار التاريخية في كوردستان التي هي موطن اقدم الحضارات البشرية ، فهناك مئآت المناطق و الاماكن الاثرية و التاريخية تجذب وتجلب السياح لزيارتها و التمتع بمشاهدتها نذكر منها : قرية ” جرمو ” الواقعة على سفوح جبال زكروس في محافظة السليمانية وهي اقدم قرية في الشرق الاوسط يرجع تاريخها الى 7000 سنة ق م عاش في هذا المكان الاثري اول مجتمع زراعي في العالم و تحيط بها غابات الفستق و البلوط وتم البحث و التنقيب فيها من قبل العالم الاثري ” روبرت بريدوود ” لاول مرة ، اما موقع ” برده يلكه ” و كهف ” هزار ميرد – اي كهف الالف رجل او كهف الظلام ” نظرا للظلام داخله ” يقع على بعد 13كم شرق السليمانية ويعتبر ثاني اقدم كهف في جنوب كوردستان وعثر داخله عدد من الالات والادوات الحجرية يعود تاريخها الى 50 الف سنة قبل الميلاد ” ويكبيديا – الموسوعة الحرة ” ، وحسب الباحثة البريطانية ” دوروثي غارود ” التي قامت بالتنقيب و البحث في هذا الكهف عام 1928 كشفت ان تاريخ الكهف يعود الى 30 الف سنة قبل الميلاد ” الى عصر الحجري القديم ” نفس المصدر السابق ” وتستغرق رحلة الصعود لهذا الكهف مشيا على القدمين مدة ساعتين ويمكن رؤية مدينة السليمانية عند الوصول ، اما كهف او مغارة ” شاندر” يرجع تاريخه الى عصور ما قبل التاريخ ويقع على جانب من جبل برادوست ضمن جبال زاكروس اكتشف فيه اول هيكل عظمي للانسان العصر الحجري ” بقايا عشرمن النياندرتال ” و كانت هذه المناطق اهلة بالسكان قبل الاف السنين وهناك في محافظة السليمانية مصيف سرجنار وشلالات احمد اوى وبحيرة دوكان وبحيرة دربندخان و تعد من المناطق السياحية الجميلة ، وفي قرية ومصيف انيشكي يوجد كهف يحمل نفس الاسم ” كهف انيشكي ” يقع في شمال شرق مدينة دهوك ويعتبر من اكبر كهوف كوردستان و يوجد داخله عين ماء وتبعد عن مصيف سولاف 9 كم و على مقربة من كهف شلال ، تم تشيد كازينو ومطعم داخل الكهف ، و قد استخدم هذا الكهف كمعبد زرادشتي ثم استخدم كنيس لليهود ثم كنيسة للمسيحين … كهف ” بهيري ” يعتبر مصيف سياحي يقع على بعد 45 كم شرق مدينة زاخو…كهف ” جارستين – اي كهف ذو اربعة اعمدة ” يقع في مدينة دهوك تم ترميم الكهف عام 1999 وايضا في عام 2013 من قبل حكومة اقليم كوردستان ” المديرية العامة للسياحة في دهوك ” .. موقع ” زاوي جمي ” اقدم قرية في العالم ويقع على ضفة الزاب الاعلى و على بعد 4 كم غرب كهف شايندر ويعتبرهذا الموقع من اقدم المستوطنات في كوردستان .. ، و يؤكد البروفيسور ” روبرت جون بريدوود ” ان منطقة ” جايونو ” في شمال كوردستان يمكن ان يطلق عليها اسم اقدم مدينة صناعية في العالم يستخرج منها النحاس الى يومنا ” ويكيبيديا – الموسوعة الحرة ” وهناك عدد من المصايف الجميلة في محافظة دهوك مثل : مصيف سرسنك و اشاوه و سولاف و اردان و انشكي و سواره توكا و العمادية وغيرها ، وعلى جبل ” نزير ” او ” بيره مكرون ” وجد قنطرة ” جلجامش او كلكلمش ” برهان قانع ” ميديا ” بغداد 1978 ” وهناك عشرات الكهوف الاثرية الاخرى يعود تاريخ قسم منها الى العصر الحجري القديم مثل : كهف بيستون – يقع على جبل برادوست ويبعد عن مدينة اربيل 97 كم ، يعود تاريخه الى العصر الحجري القديم وعهد انسان النياندرتال وهناك عدد من الاماكن السياحية الجميلة في محافظة اربيل مثل مصيف شقلاوة و حاج عمران و جنديان ” يمتاز بعين سحرية ” و هيران فضلا عن شلالات مثل شلال كلي علي بيك و بيخال و بستة وهناك ايضا مجمع وتلفريك كورك ” هذا الجبل المغطاة بالثلوج ولفترات طويلة من السنة وافضل مكان لرياضة تزلج على الجليد و رياضات شتوية اخرى … كهف ” ماكوك ” يقع في جبل ماكوك في قرية قلاسيدة ” محافظة السليمانية ” وتتميز بمناظرها الجميلة وطبيعة خلابة و الجدير بالاشارة لا احد يستطيع التوغل داخل الكهف للنهاية بسبب طوله و انخفاض نسبة الاوكسجين داخله و ياتي الى زيارة هذا الكهف عدد كبير من السياح خلال الاعياد وخاصة في عيد نوروز .. كهف ” جاسنه ” يقع على بعد 50 كم شرق مدينة السليمانية ويتميزهذا المكان بطبيعة جميلة ، وكان الزعيم الشيخ محمود البرزنجي ” الذي قاد ثورة وطنية من اجل حكم ذاتي للشعب الكوردي ” يحتمي داخله اثناء قصف القوات البريطانية مدينة السليمانية ، وتم في هذا المكان ايضا طبع اول عدد من صحيفة ” صوت الحق ” … كهف ” قزقابان ” يبعد 50 كم غرب السليمانية في وادي ريزان بالقرب من كهف زرزي و يحتوي على منحوتات اثرية يعود تاريخها الى عهد ملوك الامبراطورية الميدية ومن ضمن الاثار وجد قبر ملكي يعتقد المؤرخ الروسي ” ديكونوف ” انه كان للملك الميدي هووخشتره ” كيخسرو ” ويكبيديا – الموسوعة الحرة ” .. لقد استخدم الكورد القدماء الكهوف ملاجئ لحمايتهم من كوارث الطبيعية و خطورة الحيوانات الوحشية المفترسة و من هجمات الاعداء .. وفي عام 1958 تمكن الباحثة الامريكية ” دروثي كارود ” التنقيب في كهف ” قزقيان ” وكهف ” كور كج ” كشفت العديد من الجماعات البشرية التي سكنت الكهوف في مرحلة العصر الحجري القديم كما كشفت عدد من الادوات الحجرية وبقايا عظام حيوانات ، وفي كهف ” زرزي ” نسبة الى قرية زرزي في السليمانية وجدت مجموعة كبيرة من الات الحجرية التي استخدمت في الصيد وفي حصد النباتات البرية وسميت صناعات هذا العصر بالصناعات الزرزية نسبة الى اسم الكهف .. ان هذه الحقائق الاثرية و التاريخية فضلا عن العوامل الجغرافية و الطبيعية جعل الانسان الكوردي ان يتعلق في حب الطبيعة والانتقال الى بواطنها وممارسة انشطة ترويحية و رياضية و موسيقية و فولكلورية وغنائية ، و ان هذه الثروات و الكنوز الاثرية و التاريخية تؤهل كوردستان لبناء صناعة سياحية عالمية للاصطياف و الاستجمام وعلاج الكثير من الامراض و العاهات الجسدية والنفسية و العقلية والاجتماعية ، وعليها يمكن بناء اقتصاد متين للشعب الكوردي اذا ما استطعنا الاستفادة المثلى منها ، وبعد هذا السرد الموجز ، ومن اجل النهوض وجعل السياحة و الاصطياف صناعة وطنية وكاحدى الموارد الاقتصادية المهمة في كوردستان نقدم بعض الافكار و المقترحات : 1 – تقديم دعوات خاصة للبعثات الاثرية الدولية وتشجيع علماء الاثار زيارة كوردستان للبحث و التنقيب في المناطق الاثرية و التاريخية . 2 – ضرورة الاهتمام الى الاماكن الاثرية و التاريخية وخاصة للكهوف و المصايف المنتشرة في اغلب مناطق كوردستان نظرا لاهميتها التاريخية و السياحية في جلب الزائرين و السياح. 3 – بناء مرافق سياحية ذات مواصفات عالمية في الاماكن الاثرية لاستقطاب السياح و الزائرين من مختلف المناطق و المحافظات العراقية و من دول العالم وخصوصا من دول الخليج . 4 – تشجيع شركات دولية لبناء المرافق السياحية الشتوية و الصيفية ” فنادق ، موتيلات ، منتزهات ، مجمعات للالعاب المشوقة و الترفيهية ، انشاء ” تلفريك ” لنقل السواح الى الاماكن الاثرية و الكهوف والمواقع السياحية المرتفعة مثل ” جبل ازمر وجبل ” بيره مكرون ” و غيرها من الاماكن السياحية والاثرية المرتفعة وذات الطبيعة الجميلة و اقامة رياضات و مسابقات شتوية وخاصة في المناطق التي تكسوها الثلج مع تهيئة كافة المستلزمات الضرورية . 5 – تنظيم سفرات ىسياحية وباسعارمناسبة لتشجيع المواطن والسياح لزيارة الاماكن الاثرية و التاريخية و المصايف في كوردستان مع الاقامة في احسن الفنادق . 6 – على جامعات اقليم كوردستان فتح اقسام خاصة بادارة وتنظيم السياحة بهدف اعداد كادر متخصص في هذا المجال الحيوي والمهم اقتصاديا ، كذلك ضرورة فتح اقسام علمية خاصة لدراسة الاثار وطرق التنقيب بهدف اعداد مختصين . 7 – على اقسام التاريخ و اللجان العلمية في كليات وجامعات كوردستان توجيه و تشجيع طلبة الدراسات العليا ” الماجستير و الدكتوراه ” اجراء بحوثهم و دراساتهم حول الاثار و التاريخ الكوردي العريق . 8 – على وزارة التعليم العالي في الاقليم الحصول على مقاعد و زمالات دراسية من جامعات عالمية لطلبة كوردستان للتخصص بعلوم الاثار . 9 – على الجهات المعنية اصدر دليل سياحي باللغات العالمية حول الاماكن الاثرية و السياحية وتوزيعها على وسائل الاعلام الكوردية و الاجنبية و مواقع تجمع المسافرين ” كراجات نقل الركاب ، محطات القطار ، مطارات وغيرها ” بهدف جذب السياح الى زيارة الاماكن السياحية والاثرية في كوردستان . 10 – على وزارة التربية و التعليم – مديرية المناهج اضافة فصل خاص لكتاب التاريخ يحتوي على المناطق الاثرية و المصايف و اهميتها اقتصاديا واجتماعيا و دوليا و حضاريا . و كذلك عن المنجزات الحديثة التي تمت انشائها من قبل حكومة اقليم كوردستان . 11 – على وسائل الاعلام الكوردية نشر صور و افلام وتقارير عن الاماكن الاثرية و المصايف بهدف الدعاية وتوعية المجتمع الكوردستاني للسياحية و اهميتها في تقوية الصحة البدنية و النفسية للانسان 12 – نظرا لتواجد جميع المؤهلات الطبيعية و الاثرية و التاريخية و الحضارية في كوردستان ينبغي البدأ بصناعة السياحة و الاصطياف كمورد وطني و كمصدر اقتصادي مهم للشعب الكوردي و بذلك التخلص من الازمات المالية وعلى شعبنا الكوردي التعاون مع حكومتة الوطنية للمحافظة على هذه الثروات و الكنوز” هبة الله ” للكورد و كوردستان .
Related Posts
2 Comments on “كوردستان وصناعة السياحة و الاصطياف- ا .د . قاسم المندلاوي ”
Comments are closed.
الاستاذ الدكتور قاسم المحترم … احيي هذا المجهود الذي تبذله للنهوض بواقع كوردستان والذي هو امتداد لجهودك الكريمة التي تعود الى اكثر من نصف قرن من اجل خدمة الشعب الكوردي و موطنه كوردستان الذي وصفه الكثير من السواح من مختلف ارجاء المعمورة انه جنة الله على الارض ، وما يثبت ذلك هو هذه المعلومات القيمة التي تفضلتم بسردها مشكورين ، لكن الماساة تكمن في ظلم الحكام الذين كانوا ولا يزالون لا يرجون الخير لهذه البقعة الجميلة على وجه الارض … وفقكم الله استاذنا الطيب وبارك بكم .
شكرا للاخ الكاتب استاذ عبد الرسول علي المندلاوي على مرورك الكريم وتعليقك الجميل وارجو لك دوام الصحة و العافية و السعادة وزيارة قريبة للاماكن الاثرية و السياحية و المصايف في كوردستان الغالية .