في فيديو نشر في موقع بحزاني ، تقول فيه مقدمة الحوار أنّ البارزاني قد راهن على الإصطفاف الدولي ، وهذا غير صحيح أبداً ومطلقاً ، فهو أساساً لم يُميّز بين العدوّ والصديق ، هو لم يُراهن على الإصطفاف الدولي أبداً ، هو راهن على التحالف مع تركيا والعرب السنة لتقسيم العراق إلى ثلاث أقاليم ، لما بان له فشل هذا الرهان بقدوم داعش وتغير مساره وفشل التقسيم ، إضطرب وأصبح يعتمد على أي شيء ، لو أن البارزاني راهن على الأجانب لراهن على أمريكا ((( وهي أقوى الأجانب )))ولكان قد إستجاب لبوش وأعلن الدولة الكوردية العلمانية فوراً لكنه لم يفعل ، الدين كان وما يزال حجر الأساس في توجيه سياسة الأقليم لتحقيق الدولة الكورديةالمستقلّة ولذلك فلن تر النور أبداً ، بعد ضياع فرصة بوش الذي حل الجيش العراقي ووضع كل المقدرات بيده وأعاد له الأرض المستقطة كلها وجهزه بكل ما يلزم لبناء جيش يتمكن به من الدفاع عن نفسه وبالوقت نفسه ردع أردوكان عن الحركة ومنعه من التنفس ، لكن الكورد لم يعلنو دولتهم بل عملوا على ترسيخ الدين الذي جاء بوش لمحاربته فنفر منهم بوش وتركهم لتركيا التي إرتموا في أحضانها لمجرد أنها دولة سنّيّة ، وهكذا ضاعت فرصة بوش ، لكن كانت بيدهم مثلها إن لم نقل أفضل منها ، وهي خروج السنة من الحكم ليصبح بيد الشيعة الذين كانوا بنفس مصير الكورد ومحنتهم في زمن صدام وضحيته وكانوا للكورد أفضل حليف ، لكن المشكلة أنهم بالمذهب الشيعي ولذلك فالتعاون معهم ضربٌ من المستحيل ، فكان الحل هو التحالف مع السنة ضدهم ، هذ الخطوة باركتها تركيا وأصبح علي قرداغي سفير القرضاوي في كوردستان ، وهكذ أخذ يتجه بكوردستان نحو الهاوية المُؤكدة يوم تحالف مع السنة لإسقاط الجعفري ثم المالكي ثم العبادي الذي وفَّر داعش له الظروف الممتازة ليصبح بطلاً عراقيّاً فالتف حوله السنة ليبدأوا بالكورد بعد داعش ، وكان بيد الكورد أن يتحالفو هم مع الشيعة فيجعلو من المالكي بطلاً شيعيّاً ضد السنة لو أيّدوه في البرلمان وكانوا سيحققون به معظم أحلامهم في إسترداد الأراضي المستقطعة كلّها ، لكنهم تعاونوا مع السنة في إسقاطه فكسبوا عداء الشيعة ، والسنة لم يصبحو أصدقاءً ، وبنفس المعادلة كسبوا عداء إيران ولم يتغيّر عداء تركيا لهم ، هكذا لم يبق لهم في العالم مؤيد ولا نصير ، إسرائيل التي تؤيّدهم علناً وصادقةً ، هم أعداؤها أكثر من العرب لكنهم يدعون عكس ذلك فيكسبون عداء العرب فقط ،
في الداخل لم تكن سياسة رئيس الأقليم أفضل, فلم يحقق أي تعاون في الداخل مع الإصرار على وجهة نظره التي لم تثبت نجاحاً في أي مجال ، المجال الأمني كان من صنع شعب كوردستان وليست من طريقة الحكم أو جهود الأسايش ، الشعب الكوردي لم تكن له عداوات داخلية ، الشعب كان أفضل تعاوناً من أحزابه السياسيين ، فكان الأمن مستتبّاً وأصبح الأقليم نموذجاً في الديموقراطية والامن والسلام لكن حكومة الأقليم كانت متوهمة بأن ذلك من حسن سياستها / ما جعلها تستمر فيها بأَخطائها وهي لم تكن فعالة في أّيّ شيء ، المال من المركز والهدوء من الشعب المسكين الذي أتعبته إضطهادات صدام العنيفة .
كانت هزيمة البيشمركة في سنجار عبرة عظيمة كي يُراجع الأقليم سياسته الدفاعيّة وتعاونه وتحقيق وحدة الصف الكوردي داخليّاً ، وكانت فرصةً ممتازة للمصالحة مع الحكومة المركزية الجديدة المتمثلة في شخص العبادي بعد خروج المالكي ، بعد تلك النكسة العسكرية المُؤلمة جداً, كان يجب أن لاتمرّ بسلام على جميع المسؤولين عن التخاذل المهين في القوات المسلحة وقيادات البيشمركة كلها ، لكن فرداً واحداً لم يُحاسب ولا بُدّل مركزه ، آلاف الأسلحة إنهارت على كوردستان للدفاع ضد داعش أو غير داعش دون تدريب ولا مناورات حتى عدد المقاتلين لم يتضاعف بل تضاعف عدد الفضائيين براتبٍ كامل, وقطعت رواتب المرابطين على خطوط الدفاع ناهيك عن ضعف التجهيز والتأهيل العسكري ، ولم يضعوا نصب أعينهم أيّة مُضاعفات أو إستعداد للقتال كنتيجة حتميّة للإستفتاء الذي أعلن الجميع رفضهم له ، فكان من الطبيعي أن يتقهقر البيشمركه امام القوة الكبيرة الداهمة رغم أن ذلك لم تكن مباغتة بل بعد تحذير ومهلة مدروسة وبعلم الجميع, فكانت إعادة لمسرحية سنجار ، لو كانت داعش هي المهاجمة ما إختلفت عن سنجار ولا مثقال ذرة ، وأخذ كل طرفٍ يلقي باللوم على الطرف الآخر والخيانة على لسان الجميع ، من الذي خان ومن أمر ومن إتفق ومن ومن …..إلخ كلها تلفيقات مصطنعة للتنصل من المسؤولية, هل هناك جيش بقيادتين متعارضتين ؟ هكذا واجه البيشمركة القوات الإتحاديّة المتحدة التي هي أصلاً غير متحدة إلاّ عند الواجب خاصّةً ضد الكورد ، فكانت الكارثة . بصراحة هي خيانة للشباب المقاتل عندما تدفعهم القيادات العسكرية العُليا إلى المعركة بدون إستعداد وتدريب وتوحيد ، وأيضاً لا يُحاسب أحد كما في سنجار أيضاً .
أما بعد تنحي البارزاني الاول ، فيبدو أن البارزاني الثاني لم يتعظ شيئاً من كل هذه الدروس المُرّة والنكسات التي أصابت الأقليم جرّاء أخطائه السياسية المعتمدة على صداقة تركيا والعرب السنة ، فمنذ اليوم الأول يتوسل لزيارة أردوكان الذي هو العدو الأول للكورد بلا منازع والمسؤوول عن كل المصائب التي أصابت الأقليم . يا ترى ما هي العلاقة التي فوق العادة الذي تربط أردوكان بزعماء الأقليم ؟ حتى يرتمو في أحضانه بعد كل المصائب والتهديدات العلنية في محاربة الكورد ، بالتأكيد لن يكون المستقبل الذي يرسمه أردوكان للأقليم أفضل مما حدث ، وهذا ما يدفع الاطراف الكوردية الأُخرى إلى المزيد من النفور والفرقة فيما بينهم
وعلى الشعب الكوردي أن يعتمد على كورديته في التعامل مع المستجدات القادمة خاصةً في المناطق المتنازع عليها البعيدة عليهم التمسك بأرضهم وعدم مغادرة قراهم ومواطنهم مهما كلف الأمر ومن نزح عليه العودة فوراً وعدم ترك مكانه ليحتله المتربصون خاصة في كركوك وقراها وخانقين ومندلي وعلى سكان سنجار وسهل نينوى ( المسيحيون والئيزديون والشبك ) الإتحاد في كتلة أقليات ذات المصير المشترك على غرار الإتحاد التركماني ، الذي تجاوز كل الخلافات والحدود المذهبية والرسمية في حضرة أردوكان ((( شيعي مع سني مع أعضاء برلمان ومسؤولين حكوميين )) وهذا ممنوع ومخالف دستورياً لكن للتعاون على مصيرٍ موحد تسقط الحدود ، هكذا نهيب في إخوتنا في سنجار أن يتوحدو في كتلة واحدة من أيّ حزب كان وأن يتكلموا مع العبادي بصوتٍ واحد وكذلك أقليات سهل نينوى محافظة مستقلة عن الموصل تضم إليها سنجار كوحدة إدارية تضم الئيزديين والكورد السنجاريين فقط .
حاجي علو
1. 11 2017