Dîrok û nasnameya bajarê Heskê
إحدى ساحات مدينة الهسكه
سادسآ، الوجود الكردي في مدينة الهسكه وما حولها:
Hebûna kurdan li bajarê Hesekê û derdorê
الوجود الكردي في مدينة “الهسكه” ومنطقة الجزيره بأسرها، ويعود تاريخه إلى تاريخ وجود أسلافه وعلى رأسهم الخوريين والسوباريين في المنطقة أي قبل عشرات الألاف من السنين قبل الميلاد. أي قبل تأسيس المدينة ذاتها لأن هناك مدن خورية أقدم منها بكثير في الجزيره الفراتية وعلى سبيل المثال: مدينة ” أوكيش- گريه موزان، گوزانه، گريه هموكارن”.
كل سكان مدينة “هسكه” الأصليين هم من الكرد، أما السريان، الأرمن، والكلدان هم في الواقع مهاجرين ووضحنا ذلك في محورنا السابق. أما العرب فهم محتلين وغزاة ومستوطنيين أشرار، وعليهم الرحيل عن المدينة اليوم أو غدآ. وريف المدينة في معظمه من أبناء الشعب الكردي، إضافة إلى المدن والبلدات التابعة لها.
وصل عدد سكان مدينة الهسكه الحالية حتى عام 2021، حوالي (1.750.000) مليون نسمة، بكثافة سكانية (60) فرد في الكيلومتر المربع الواحد. واليوم يحكمها الكرد وإن بالتقاسم مع أجهزة النظام الأسدي المجرم. وفي فترة التسعينات شهدت المدينة تطورآ ملحوظآ، بعد تنفيذ المخطط التنفيذي في عام 1992، والذي كان يعود في الأصل لعام 1963، وشمل حوالي (300) هكتار. وفتحت طرق وشوارع وصلت في مجموعها إلى نحو (600كم)، وشبكة صرف صحي شملت مناطق وأحياء مثل: العزيزية، الصالحية، الناصرة، الكلاسة، النشوة والرصافة في المرحلة الأولى.
أود أن أتوقف عند الوجود الآشوري الإستيطاني الذي فرض على شعبنا الكردي بقرار دولي مشؤوم، ووفق ذلك القرار تم توطين هذه العصابة على ضفاف نهرالخابور، ومع ذلك يتبجح هؤلاء الأوغاد، ويتحدثون عن الجزيره المسيحية!!! وكأنما المسيحية قومية! إن إنتشار هذا الدين الشرير على يد الرومان والبيزنطيين المحتلين لكل غرب كردستان أي سوريا الحالية، يعطي لهؤلاء حقوقآ في الأراضي الكردية.
لقد بلغ عدد اللاجئين الآشوريين (2.100) شخصآ في عام 1932، عندما أقاموا على الخابور، وقد إزداد عددهم إلى (6.100) في عام 1935، ومع وصول (2.500) لاجئ في عام 1936، بلغ عدد الآشوريين في الجزيره كلها نحو 9000 نسمة.
ليس هناك ثمة أرقام أو بيانات رسمية حول أعداد المسيحيين في منطقة الجزيره. لكن أرقام المؤسسات الاجتماعية والخيرية التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، والتي سُربت في عام 2010، قالت: إن عدد المسيحيين في عموم منطقة الجزيره إلى حوالي (100.000) شخصاً إلى ما قبل الثورة عام 2011، وهم منقسمون إلى عدة طوائف مختلفة، ولم يبق منهم أقل من عشرين ألفاً نسمة. إن أتباع الكنسية الغربية (الكاثوليكية) كانوا يشكلون ثلث المسيحيين في منطقة الجزيره، وجلهم كانوا من أتباع الكنيسة السريانية الكاثوليكية، ولهم تأثير أكبير على شؤون المسيحيين جميعآ. ويُعزى ذلك إلى الدعم الممنوح لكاثوليكيي الجزيره من قبل بطريرك الكنيسة الكاثوليكية الذي يُقيم ممثلها بشكل دائم في مدينة الهسكه، وهو ما يمنحهم قوة ودعم معنوي بين المسيحيين. يشتغل معظم المسيحيين في التجارة وقليلون منهم يعملون في الزراعة. يُعتبر المسيحيون عنصراً هاماً في الطبقة الرسمية بسبب تعليمهم العالي.
جانب من مدينة الهسكه
وشهدت مدينة الهسكه الكردية، مواجهات عنيفة بين أبناء الشعب الكردي من جهة، والأجهزة المخابرات الأسدية العنصرية من جهة أخرى في عموم غرب كردستان، بعد مباراة لكرة القدم عام 2004 بمدينة قامشلوا في (12) من شهر أذار، نتيجة التحريض من قبل العناصر المخابراتية والميليشيات التابعة لها،
إندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، وإمتدت لكافة المدن الكردية ومنها الهسكه وإستمرت ستة أيام
على التوالي. هذا بعد أن رفعت جماهير نادي “الفتوة” صور المجرم صدام حسين بإيعاز من المخابرات
السورية لعدم رضى النظام الأسدي عن إنتخاب مام جلال رئيسآ للعراق، مما أثار غضب جماهير الجهاد
(الكردية)، ودأت بترديد هتافات ضد المجرم “صدام حسين”، وردت جماهير الفتوة (العربية)، بترديد شعارات طائفية ضد الكرد في سوريا والعراق. وعلى أثر إندلعت مواجهات عنيفة بين مشجعي نادي الجهاد وبعض مشجعي نادي الفتوة الذين كانوا مجهزين بالأسلحة المختلفة، والتي تم تهريبها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية إلى داخل الملعب، حيث تدخلت بعدها قوات الأمن التابعة للنظام السوري، وأطلقت النار مباشرة على المدنيين (مشجعي فريق الجهاد) داخل الملعب، ليصاب بعض المشجعين ويقتل عدد منهم، ثم إمتدت الانتفاضة إلى بقية المدن الكردية، وصولآ إلى المناطق الكردية وسط العاصمة دمشق، ورافق ذلك تحطيم أول تمثال المجرم “حافظ الأسد” في مدينة أمودا، وكانت حصيلة المواجهات أربعين قتيلا، ونحو ألفي معتقل من الكرد.
وما ذكره البعثي والعنصري المقيت “منذر الموصلي” حول الوجود الكردي في غرب كردستان (شمال سورية)، أنه يعود للعام 1926 على وجه التحديد، بعد فشل ثورة “شيخ سعيد بيران” في شمال كردستان وهروب الكرد من المذابح ، حيث لاذ الكثيرن من الكرد إلى غرب كردستان (سوريا) فإستوطنوا فيها ثم اكتسبوا الجنسية السورية. هذا ما أورده في كتابه (عرب واكراد رؤية عربية للقضية الكردية)، الذي صدر في دمشق عام 1986. بالطبع هو لم يستخدم مصطلح كردستان ولا غرب كردستان، ولا الكرد، هو إستخدم مصطلح سوريا، تركيا والأكراد، هذا فقط للتوضيح.
كل أورده هذا المدلس والعنصري والمحتل لأرضنا كردستان، لا صحة له على الإطلاق. الكرد الذين قدموا إلى غرب كردستان بعد إنكسار الثورة الكردية بقيادة المرحوم والشهيد “شيخ سعيد بيران” لأسباب عديدة، لم يلجأ سوى المئات من أبناء شعبنا الكردي، إلى القرى والمدن الكردية أسفل خط القطار، ونحن في قرانا الروبارية القريبة جدآ من مهد الثورة، إسقبلنا العشرات منهم وقسم منهم عاد بعد أن هدأت الأوضاع، وبعض الأفراد منهم بقوا معنا للأن وهم في بلدهم كردستان وليسوا لاجئين كما يسميهم هذا البغيض. أما ملايين الكرد الذين يعيشون في غرب كردستان، من هم أهل المنطقة وأصحابها الحقيقيين، والعربان والأشوريين مستوطنيين وغزاة ومحتلين، هذه هي الحقيقة.
سابعآ، أصل تسمية مدينة الهسكه ومعناها:
Koka navê bajarê Hesekê û wateya wî
العرب المستعربة وبعض المهاجرين السريان، جاهدو وحاولوا بكل السبل لأن يجدوا ضالة ما يستندوا إليها لنسب المدينة لأنفسهم، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، رغم أن الجميع يعلم حق العلم أن العرب محتلين وغزاة، ومثلهم ما يسمون أنفسهم سريان وأشوريين، ولا ينتمون لهذه المنطقة والأرض والمدينة لا من قريب ولا من بعيد.
فعندما لم يعثروا على لفظة شبيهة من حيث النطق في اللغات السامية، قريبة من نطق إسم مدينة الهسكه، فتارةً قالوا: أنها مأخوذة عن إسم نوع من الشوك يسمى (حسج). وتارة قالوا: أنها تعني قارب، لوكانا الناس يستخدمونها لعبور النهر. وكلا المعنيين غير صحيحة على الإطلاق، ولا يعتمدان على أي أساس علمية ومنطقية ولا تاريخية ولا جغرافية خاصة بالمنطقة المقام عليها المدينة.
البعض من الكرد شطح به الخيال، وإدعى أن إسم المدينة يعود لعشيرة تحمل إسم “هسكيه”، وأن إسمها وردت في السجل العقاري العثماني في القرنيين (16-17) السادس والسابع عشر ميلادي. ممكن أن يكون هناك عشيرة كردية بهذه التسمية، وعلى الأرجح هذا صحيح، حسب المؤرخ “شتيفان فينتر”، ولكن الغير صحيح هو تفسير هؤلاء للتسمية. وسوف أوضح كيف ولماذا، وسأضرب مثلين على ذلك من باب التوضيح.
عادة القبائل والعشائر تأخذ إسمها من أشخاص معينين من القبيلة (ذكر أو أنثى)، وفي بعض الحالات تأخذ القبيلة أو العشيرة إسمها من جغرافية المكان الذي تعيش فيه وليس العكس. فمثلآ الروباريين سميوا بهذه التسمية لأنهم كانوا يقطنون على ضفاف روبار “أفرين”، وأفرين ليس نهرآ وإنما روبارآ، وهو أقل من النهر.
المثال الثاني، العشيرة الزيبارية في جنوب كردستان، سميت بهذه الإسم لسكانهم بمحاذاة الزيبار، وهو أصغر من الروبار. ولذلك هذا الإدعاء غير صحيح وغير علمي، وأنا واثق هذه القبيلة أو العشيرة الكردية “هسكيه”، أخذت إسمها من الموقع الجغرافي للمدينة الخورية الأثرية ألا وهي مدينة “هسكه”، وليس العكس، هذا إن صحة المعلومة.
سوف نشرح معنى التسمية باللغتين الكردية والعربية لتوضيح الأمر، لنثبت للجميع أن التسمية كردية
خالصة، وبحكم عدم معرفة العرب باللغة الكردية، ورفضهم المسبق لأسباب سياسية وعنصرية مقيتة، لا يكفرون فيما إذا كانت لتسمية “هسكه”، لها علاقة باللغة الكردية أم لا، كون الكرد يعيشون في المنطقة!!
الحقيقة إن تسمية مدينة “هسكه” بهذه التسمية، لها علاقة بجغرافية موقعها المميز، حيث أنها بُنيت داخل إلتقاء نهري الخابور وهرماس، وشكل الموقع يبدو كإناء أو وعاء نسميه باللغة الكردية القديمة “هسك”
وتعني القصعة بالعربي، وهذا المصطلح لليوم موجود في اللغة الكردية ويستخدمونه الكرد يوميآ، من الشمال للجنوب ومن الشرق لغرب كردستان. وهذه المفردة ليست يتيمة في اللغة الكردية، حيث إشتق منها الكرد مفردات عديدة منها مثل (هسكو)، والتي تعني المغرفة، و(هسكيڤ) إسم مدينة “حسنكيف” بشمال كردستان التي طمرها الأتراك تحت الماء، رغم أهميتها التاريخية، وهذا دليل على أصل التسمية واللغة التي تنتمي إليها هذه التسمية، وهي اللغة الكردية دون أدنى شك.
نُصُب من شاديكاني – متحف دير الزور
Bi gotinek tenê, ti têkeliya navê bajarê “Heskê” bi zimanê erebî re nîne û ew du navên kû nivîskarên Ereban binavkirinî (Strî û kelex) û gotinî kû navê bajêr ji wan hatî, ew ji bin de derwin û ti têkeliya xwe bizanistî, heşrêzî (mentêq) û peyvsaziyê re tune.
Navê bajêr pir kevne û Xoriyan kal û babên kurdan, ev nav ji erdnîgeriya bajêr birinî û lêkirinî. Jiber bajarê “Heskê” dikeve navbera çema Xabor û Hermas, li nuqta kû dighînin hev. Ciyê wê tam wekî heskê ye, jiber wê kurdên Xorî ev nav lêkirin. Piştî bajarê dîrokî hat rûxandin jiber erdhejînê, ev war demek dirêj bê mirov ma, lê gelê li derdora bajêr bicî bû û dûr neçû. Û navê vî ciyî her Hesk ma û dema kurdan ev bajarê nû avakirin, her li ciyî bajarê kevn avakirin û jiber wê navê Heska kevn lêkirin û ta roja hîro wisa navê xwe mayî.
Hesk: القصعة Heskû: المغرفة Heskîf: إسم مدينة حسنكيف التاريخية
ثامنآ، الحياة الإقتصدية في مدينة الهسكه:
Jiyana aborî ya bajarê Heskê
إن مدينة “الهسكه” القديمة مثلها مثل بقية المدن في عصرها كانت مدينة زراعية سواء في المرحلة الخورية والميتانية، أو في الفترة الهيتية، إلى جانب تربية المواشي والأبقار. ويمكن القول حتى مدينة الهسكه الحديثة هي مدينة زراعية بإمتياز.
والزراعة كانت تشكل العمود الفقري لأهل المدينة وريفها، وإشتهرت بزراعة الحبوب: كالقمح، القطن، الشعير والعدس بشكل أساسي، هذا إلى جانب زراعة الخضار والبقوليات والفواكة، وهذا الوضع مستمر ليومنا هذا. وإنخفضت نسبة مساحة الأراضي المروية خلال الأعوام السابقة بسبب قلة الأمطار وسياسة الأتراك المعادية للكرد، لهذا قامت الحكومة التركية وعن قصد تمرير كمية مياه قليلة جدآ، بهدف الضغط على الجانب الكردي، لتحقيق أهداف سياسية. وتمثل المساحة المزروعة بمحافظة الهسكه حوالي 29% من إجمالي المساحة المزروعة في كل غرب كردستان (سوريا).
هذه المحافظة تحتل موقع إقتصادي مهم في غرب كردستان أو ما يسمى (سوريا الحالية)، وخاصة في مجالي الزراعة والمعادن الباطنية. ثانيآ، طبيعة مناخها وجغرافيتها والأنهر العديدة التي تخترق أراضيها وخصوبة أراضيها، تؤهلها لاحتلال هذا المركز وإمتياز. حيث تمتلك المحافظة مساحات خصبة وواسعة من الأراضي الزراعية، ويصل كمية أمطار التي تهطل في السنة إلى ما لاتقل عن (300مم)، وهذا ما يساعد أهلها في الزراعات البعلية، مثل الحبوب والفواكة وحتى الخضار، وكما تؤمن الأعشاب الكافية لرعي المواشي في الربيع، بينما في الصيف المساحات المزروعة تؤمن مراعي غنية بالحبوب للمواشي بعد موسم الحصاد.
إضافة للمياه السطحية والباطنية، هناك عدة أنهر تمد المحافظ بكميات مياه كافية للشرب والري، إن لم يلعب الطرف التركي بها ومارسها كورقة سياسية ضد الشعب الكردي، فتجد أراضي المحافظة مزروعة بالقطن والخضراوات والتبغ، التي تحتاج إلى نسبة كبيرة للمياه.
وتقدّر المساحة الإجمالية لمنطقة لجزيره بحوالي (37،480 كم2)، والمساحة المزروعة منها تقدر بنحو
(460،000) هكتار، بينما المساحة القابلة للزراعة تقدر بنحو (1،260,000) هكتار. وعندما نتحدث عن منطقة الجزيره نقصد بذلك كل الأراضي الواقعة شمالي نهر الفرات وجنوبه، بدءآ من حدود جنوب كردستان وحتى حدود شمال كردستان، وعمليآ تشمل المحافظات الثلاثة التالية: ” الرقة، دير الزور، الحسكة”، أي تعادل مساحة دول البنلوكس (هولندا، بلجيكا، لوكسمبورك) معآ.
تعتبر المناطق البرية في محافظة الهسكه أفضل من غيرها، لأن نسبة الأمطار التي تهطل فيها لا تقل عن (200مم)، وفي بعض السنوات تصل إلى حوالي 250مم في بعض المناطق من المحافظة، وهذا يشكل مصدر رعي مهم للماشية، لا يقدر بثمن. وهذا هو سبب وجود ثروة حيوانية ضخمة من المواشي والأبقار وتعد بالملايين، مما يشكل رافدآ إقتصاديآ مهمآ لإقتصاد المحافظة وسكانها.
حقل نفط – الرميلان
ومحافظة الهسكه تعتبر الأولى في إنتاج القمح والثانية في إنتاج القطن على مستوى كل سوريا، ولهذا شاهدنا كيف يسعى النظام الأسدي وبكل الأساليب لإستعادة محافظتي الرقه والهسكه وإنتزاعهما من يد الشعب الكردي صاحب الأرض. ولا شك أن الثروة الحيوانية تسهم بشكل كبير في إقتصاد المدينة من حيث تأمين اللحوم، الألبان، وبقية مشتقات الحليب، وإنتاج الصوف والجلود.
أما الرافد الإقتصادي الثالثة هي الثروة النفطية والغازية المهمة التي تمتلكها المحافظة، وفي مقدمتها تأتي حقول (السويدية ورميلان والجبسة)، ومحافظة الهسكه تأتي في المرتبة الثانية، بعد محافظة ديرالزور التي تملك حقل (العمر). وقدر إنتاج الهسكة لوحدها حوالي (150) ألف برميل يوميآ حتى عام 2011 قبيل إندلاع الثورة. حقل “رميلان” لوحده يضم أكثر من (1322) بئراً بتروليآ، إضافة لأكثر من (25) بئراً للغاز. وتقع تلك الحقول بمناطق الشدادي والجبسة والهول في ريف الهسكه الجنوبي، بالإضافة إلى الحقول الواقعة بالقرب من منطقة مركدة وتشرين كبيبية في ريف الهسكه الغربي. وبحسب الإقتصادي السوري “د. سهيل الحمدان”:
“إن نظام الأسد الأب ومنذ منتصف الثمانينيات، كان يدخل جزءاً منه إلى الموازنة ويبيع الباقي لحسابه. فقد كان الإنتاج الحقيقي منذ منتصف الثمانينيات وحتى 2008 (وقت الأزمة المالية العالمية) كان يتراوح ما بين (1.4 و1.6) مليون برميل يوميا، كان يدخل الأسد (300.000) ثلاثمئة ألف برميل (بالمتوسط) إلى خزينة الدولة والباقي يسرقه. ويضيف الحمدان أنه عشية قيام الثورة وبعد إنكسار أسعار النفط عالمياً وخروج بعض الآبار عن الإنتاج، كان الإنتاج الحقيقي للبترول يصل إلى نحو (850) ألف برميل يومياً، فكان الأسد يدخل للخزينة فقط (150) ألف برميل، والباقي يبيعه لحسابه وحساب عائلته.
تاسعآ، الخلاصة:
Kotayî
في نهاية هذه الدراسة التاريخية الموجزة، أو التأكيد على عدة نقاط منها:
النقطة الأولى:
إن التحرير بالنسبة لنا نحن أبناء الشعب الكردي، لا يعني شيئآ واحدآ فقط أي تحرير الأرض، كما هو في حالة شعوب أخرى. بالنسبة لنا نحن الكرد التحرير يعني شيئين هما:
1- – الشيئ الأول، هو تحرير عقولنا ككرد من التاريخ المزيف والمصطنع من الأكاذيب، الذي زرعه
أعدائنا ومحتلي كردستان في عقولنا. لأنهم هم من كتبوا تاريخنا وفق مصالحهم وأهوائهم السياسية. هذا
من جهة ومن الجهة الأخرى، كانوا يسيطرون علينا لألاف السنين، ومازالوا على الأقل في جزئين من كردستان (شمال وشرق)، ويتحكمون بالتربية والتعليم والإعلام. إضافة للتاريخ، علينا تعلم اللغة الكردية لنتحرر من ثقافة أعدائنا من العرب والأتراك والفرس.
2- الشيئ الثاني، هو تحرير الأرض، وبقناعتي يجب أن يترافقا معآ، والأفضل أن يسبق تحرير العقل والذهن تحرير التراب. وكليهما على ذات القدر من الأهمية، أي التحرير الثقافي والتحرير الترابي.
النقطة الثانية:
نحن بحاجة ماسة لتأسيس مؤسسة تعنى بالتاريخ الكردي بشكل عام، وبشكل خاص بتاريخ المدن الكردية الأثرية والتاريخية التي تركها لنا أسلافنا كل من الخوريين، السومريين، الإيلاميين، الكاشيين، الميتانيين، الهيتيين، السوباريين والميديين، وما أكثرها. وتقديم كل الدعم للباحثين والمؤرخين الكرد.
النقطة الثالثة:
طباعة ونشر الدراسات التي يقوم بها الباحثين والمؤرخين الكرد، الذين يمتازون بالمهنية والمصداقية العلمية، وتدريس تلك الدراسات للطلبة الكرد، وفي جميع المراحل الدراسية (الإبتدائية، المتوسطة، الجامعية). طبعآ يجب مراعة الفئة العمرية لكل مرحلة، وتكون الكتب مطبوعة طبعات أنيقة ومرفقة بخرائط وصور لتلك المدن وأثارها.
النقطة الرابعة:
على السلطات الكردية في كل من جنوب وغرب كردستان، القيام بإعادة الأسماء الكردية للمدن والقرى، والجبال والسهول والبحيرات والوديان، وكتابتها بالأحرف اللاتينية وهذا مهم جدآ.
النقطة الخامسة:
ضرورة ترجمة هذه الدراسات إلى اللغة الكردية بالطبع، الفارسية، التركية، الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية والأسبانية، إضافة إلى اللهجتين السورانية والكردكية (الظاظية).
النقطة السادسة:
علينا ككرد أن نستقي معلوماتنا من مصادرنا الكردية أولآ، ومن بعدها يمكننا قراءة كل ما يكتبه الأخرين سواءً أكانوا محايديين أو أعداء.
وختامآ، في نهاية هذه الدراسة والدراسة السابقة التي تناولنا فيها هوية وتاريخ مدينة “رقه” المجاورة لمدينة الهسكه، يمكنني القول بأن منطقة الجزيره كلها، التي نعني بها كل الأراضي الواقعة شرقي نهر الفرات وتضم محافظتي الرقه، الهسكه، وجزء كبيرآ من محافظة دير الزور، كلها أراضي كردية، والوجود الكردي فيها يعود إلى عشرات السنين، وما أدل على ذلك، هي تلك المدن التاريخية والأثرية الخورية – الميتانية – السوبارية – الهيتية، والأثار التي إكتشفت فيها وهي بالألاف وتعود لحقب زمنية متعددة.
ولغنى هذه المنطقة بالخيرات والثروات الطبيعية أي محافظة الهسكه، بدأت سلطات البعث اللعين بتطبيق الحزام العربي في المنطقة وخاصة على الحدود ما بين غرب وشمال كردستان، وحافظ الوحش (الأسد) الألعن والأكثر عنصرية أكمل ذاك المشروع في عام 1974.
كما أدعوا كافة أبناء شعبنا الكردي أينما كانوا، وأقول لهم إهتموا بلغتكم الكردية الفصحة جدآ، وتعلموها كتابآ وقراءة ومصطلحات. لكي تتحرروا من ثقافة أعدائكم وتضعون سدآ بينكم وبينهم وللأبد. ثم إهتموا بدراسة تاريخكم وتاريخ أسلافهم، وكل ما أنجزوه من علمٍ ومعرفة وحضارة وفنون.
مدخل مدينة الهسكه
=====================================================
عاشرآ، المصادر والمراجع:
Çavkanî û lêveger
1- الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة.
المؤلف: ابن شداد.
الناشر: وزارة الثقافة السورية – الجزء (1، 2، 3)، دمشق عام 1978.
2- تاريخ الحياليين شمال سوريا.
المؤلف: د.محمد أحمد سالم.
الناشر: مجلة الاسلام – العدد الأول – دمشق عام 2018.
3- الجزيرة السورية بين القديم والحديث (1800-1921).
المؤلف: اسكندر داد.
تقديم : د.سامي الدهان.
الناشر: طبعة الترقي – دمشق، طبعة عام 1959.
4- التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية.
المؤلف: جمال رباوت.
الناشر: المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات بدوحة، الطبعة (1) عام 2013.
5- كردستانية الجزيرة العليا ”محافظة الحسكة”.
المؤلف: د. علي صالح ميراني.
الناشر: مطبعة دار.
6- الجزيرة الفراتية والموصل.
+ دراسة في التاريخ السياسي والاداري (744-833م).
المؤلف: محمد جاسم حمادي.
الناشر: جامعة بغداد – كلية الاداب – قسم التاريخ – عام 1975.
7- مئة عام مرت على بناء مدينة الحسكة.
المؤلف: اسحق قومي.
الناشر: عام 1966.
8- مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة – الجزء الأول.
المؤلف: طه باقر.
الناشر: دار الوراق للنشر – الطبعة الأولى، بيروت عام 2009.
9- دراسات حول الاكراد واسلافهم الخالديين الشماليين.
المؤلف: المستشرق الروسي ب. ليدخ.
ترجمة: د. عبدي حاجي.
الناشر: مكتبة خاني – حلب الأشرفية، الطبعة الأولى، عام 1994.
10- البدو مابين النهرين العراق الشمالي وسوريا.
المؤلفون: ماكس فون اوبنهايم، آرش برونيلش، فرنركاسكل.
تحقيق وتقديم: ماجد شُبر.
الناشر: الوراق للنشر – الجزء الأول والثاني عام 2007.
11- الآغا والشيخ والدولة.
المؤلف: مارتن بونسين.
المترجم: أمجد حسين
الناشر: معهد الدراسات الاستراتيجية (أربيل – بيروت – بغداد) 2007.
12- الحوريون تاريخهم وحضارتهم.
المؤلف: جرنوت فيلهلم.
ترجمة وتعليق: د. فاروق اسماعيل.
الناشر: دار جدل – حلب، عام 2000.
13- محافظة الحسكة.
+ دراسة طبيعية- تاريخية- بشرية- اقتصادية : تحولات وآفاق مستقبلية.
المؤلف: احمد شريف مارديني.
الناشر: مطبعة خالد بن الوليد – الطبعة الأولى، دمشق عام 1986.
14- كردستان مستعمرة دولية.
المؤلف: إسماعيل بيشكجي.
ترجمة: زهير عبد الملك.
الناشر: دار (أ ب ي ك)، السويد، 1988.
15- تاريخ سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي.
المؤلف: ستفين همسلي لونغريك.
ترجمة: بيار عقل.
الناشر: دار الحقيقة – بيروت، عام 1978.
16- الجزيرة الفراتية وديارها العربية.
(ديار بكر، ديار ربيعة، وديار مضر).
المؤلف: عبدالحكيم الكعبي.
الناشر: دار لصفحات الدراسة والنشر – دمشق، عام 2009.
17- سورية في القرن التاسع عشر (1840-1876).
المؤلف: د. عبد الكريم غرايبة.
الناشر: جامعة الدول العربية، معهد الدراسات العربية العالية – القاهرة، عام 1961.
18- كردستان والاكراد دراسة سياسية واقتصادية.
المؤلف: د. عبد الرحمن قاسملو.
ترجمة: ثابت منصور.
الناشر: المؤسسة اللبنانية للنشر – بيروت، عام 1970.
19- الحزام العربي في الجزيرة السورية.
المؤلف: د. آزاد أحمد علي.
الناشر: مركز رووداو للدراسات – عام 2015.
20- أعيان المدن والقومية العربية “سياسة دمشق 1863-1923”.
المؤلف: فيليب خوري.
ترجمة: عفيف الرزاز.
الناشر: مؤسسة الأبحاث العربية – بيروت 1993.
21- دراسة عن محافظة الحسكة من النواحي القومية، الاجتماعية، السياسية – 1963.
المؤلف: محمد طلب هلال.
الناشر: من منشورات مركز عامودة للثقافة الكردية – 2003.
22- كتاب معجم البلدان.
المؤلف: ياقوت الحموي.
الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت، 1980.
23- الجزيرة السورية بين الحقيقة والوهم.
دراسة حول أصالة الوجود العربي في المنطقة +
المؤلف: ياسر العمر.
الناشر: دار العراب للنشر.
24- أكراد سورية : التاريخ- الديموغرافية – السياسة.
المؤلف: مهند الكاطع.
الناشر: دار قناديل للنشر والتوزيع، بغداد عام 2020.
25- جولة اثرية في بعض البلاد الشامية.
المؤلف: احمد وصفي زكريا.
الناشر: المطبعة الحديثة، دمشق – عام 1934.
26- أكراد سورية في مرآة مصادر الأرشيف العثماني خلال القرن 18 للميلاد.
المؤلف: شتيفان فينتر.
ترجمة: د. نضال محمود حاج درويش.
الناشر: مجلة الحوار – العددان (67-68)، 2015.
27- مقابلة مع البروفسور والمؤرخ: أ. د. أحمد أغير أقجه. المؤسس والمستشار التعليمي لأكاديمية اسطنبول لتعليم اللغات.
https://www.youtube.com/watch?v=Azpte-77b74
نهر الخابور
نهاية هذه الدراسة التاريخية الموجزة وإلى اللقاء في دراسات أخرى قادمة.
نحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم ومنكم نستفيد.