المنطقة الأمنة التركية الفوق العادة!!!/ بيار روباري

 

 

منذ أن فرضت القضية الكردية في غرب كردستان، نفسها كقضية وطنية سورية بإمتياز منذ أكثر من 6 أعوام، وذلك بفضل دماء ونضال أبناء وبنات الشعب الكردي بعد تعتيم وتجاهل ممنهج من قبل النظام البعثي – الأسدي الإجرامي دام (100) مئة عام، وتبلور شبه كيان كردي، حتى جن جنون  اردوغان والطغمة الحاكمة في أنقرة معه، ومنذ ذلك الوقت وهم يرددون إسطوانة مسبقة الصنع وهي كالتالي:

الكرد إرهابيين سواءً أكانوا موالين لحزب العمال الكردستاني أو غيره من التنظيمات السياسية وهذا يشمل تنظيم ب ي د، قوات قسد، الإدارة الذاتية الكردية، الحزب الديمقراطي، الإتحاد الوطني وليلى زانا أيضآ!!!“.

ظل هذا المجرم والمتشبث بالسلطة حتى الموت، يطالب العالم منذ أكثر من 6 ستة سنوات بإقامة منطقة (أمنة) وفق المفهوم التركي- الأردوغاني للأمن. وهذا المفهوم بإختصار هو:

إفراغ كل الشريط الحدودي بين غرب كردستان وشمال كردستان أي (بين سوريا وتركيا)، من الشعب الكردي وإسكان العربان، التركمان، التتر، الأفغان، الحوش، كل إرهابيي العالم محلهم. الهدف هو تغير ديمغرافية المنطقة ومنع الشعب الكردي بغرب كردستان من نيل حقوقه القومية، السياسية والدستورية المشروعة في إطار سوريا فيدرالية بالمستقبل.

منطقة چيايه كرمينج (أفرين)، ظلت طوال (7) سبعة متتالية من عمر الثورة السورية، تتمتع بحالة من الأمن لم تشهد المنطقة منذ تأسيس الكيان السوري اللقيط. ونزح إليها حوالي (700) الف عربي من مناطق أخرى بعيدة وقريبة، وتم بناء عدة مخيمات لهم وعلى رأسها مخيم “روبار” في جبل ليون بجوار القرى الروبارية، إضافة لعودة أكثر من (500) خمسمئة الف نسمة من المواطنين الكرد من أبناء المنطقة، الذين كانوا يعيشون في مدينة حلب، إضافة إلى أبناء الشعب الكردي من منطقة “شاد-با” أي الشهباء الملاصقة لمدينة حلب من الناحية الشمالية بسبب العلمليات العسكرية بين النظام الأسدي المجرم، والمعارضة السورية التي تحولت لاحقآ إلى مرتزقة وبيادق تعمل لحساب الدولة التركية، ووصل الحال بهم أنهم تركوا النظام الأسدي، وأخذوا يحاربون الشعب الكردي، وكأن الثورة قامت ضد الشعب الكردي وليس النظام الأسدي!!!!!

 

السؤال هنا: أين هو الأمان الذي كان يسوق له أردوغان وجوقته كذبآ؟

 

ما أن دخلت قوات الإحتلال التركي لمنطقة چيايه كرمينج (أفرين)، هجرت أكثر من (1000.000) مليون مواطن كردي من أهالي المنطقة وجلهم يعيشون اليوم في الخيام بمنطقة الشهباء. هذا إضافة قطع  مئات الألاف من أشجار الزيتون، ونهب أملاك الأهالي في القرى والمدن والبلدات، وخطف ألاف الشباب والفتيات الكرديات من الشوارع والطرقات ومن دور السكن وقتلهم. وخطف الأطفال ومطالبة الأهالي بدفع ديات لقاء الإفراج عنهم. هذا إلى جانب سرقة الأثار الكردية وتدميرها، والمواشي، الأليات المختلفة، سرقة موسم الزيتون، الزيت ونهب المصانع، ووضع أيديهم على بيوت الناس ومحلاتهم التجارية، وإجبار الناس العمل في أملاكهم لصالهم بالسخرة. فرض اللغة العربية والتركية على أبناء الشعب الكردي الذين بقوا في بيوتهم ورفضوا الخروج.

ذبح كل كردي هيلاوي (علوي) ويزداني (إيزيدي) ألقوا القبض عليهم حيآ نساءً ورجالآ، وحولوا القرى الكردية العلوية واليزيدية إلى تورا- بورا أفغانية، التي كان يختبئ فيها الإرهابي الدولي “إسامة بن لادن”. وفرضوا هويات تركية على أبناء المنطقة ومنعوا اللغة الكردية، وهدموا تمثال “كاوا الحداد“.

ولا يمر يوم وإلا هناك إعتداء جنسي على النساء، وفوق كل ذلك المعارك المسلحة اليومية بين مختلف الميليشيات الإسلامية الإرهابية، التي تتقاتل فيما بينها على النفوذ والسرقات والأتوات.

هذا جانب ومن الجانب الأخر، قام المجرم أردوغان هذا العنصري البغيض، بفتح باب منطقة “چيايه كرمينج” (أفرين)، أمام جميع إرهابي العالم وليس فقط الإرهابيين السوريين الموالين لتركيا وأردوغان، وخير دليل على ذلك وجود قائد تنظيم داعش الإرهابي “البغدادي” في منطقة “دلبين” أي إدلب، الذي قتلته القوات الأمريكية منذ أكثر من سنة. بعدها تبين أن الزعيم الجديد لتنظيم داعش أيضآ يقيم في منطقة إدلب التي يسيطر عليها قوات  أردوغان، وأيضآ قتل على يد القوات الأمريكية بالتعاون مع قوات قسد. وقبل يوميآ أعلنت القوات الأمريكية أنها إغتالت قيادي كبير في تنظيم داعش ومسؤول عن تخطيط العمليات الإهاربية والتمويل في سوريا والعراق، في بلدة “جنديرس” بمنطقة أفرين، وعرضت صورته وهو مقتول، ونشرت نسخة عن صورة هويته المزورة التي منحته المخابرات التركية وإسمه الحقيقي هو “ماهر العقال”.

هذا إلى جانب رعاية زعيم تنظيم القاعدة (جبهة النصرة) بسوريا محمد الجولاني بشكل رسمي وتدعمه تركيا علنآ وتحميه. إضافة إلى عشرات التنظيمات الإرهابية الأخرى، ورعاية تهريب المخدرات وتجارة الجنس وأشياء قذرة أخرى لا حصر لها.

هنا لا بد من طرح السؤال الذي يجب أن يطرح على الدول الكبرى وهو:

من هو الإرهابي ويمارس الإرهاب؟ ومن كان يتعامل سرآ وعلنآ مع تنظيم داعش لسنوات عديدة قبل القضاء عليه من قبل الكرد والأمريكان؟ ومن يحوي الإرهابيين في مناطقه؟؟؟ هل هو الطرف الكردي المتمثل في الإدارة الذاتية وقوات قسد، أم أردوغان ونظامه القاتل؟

 

كيف لمثل هذا المجرم اردوغان راعي الإرهابيين والقتلة وعصابات المخدرات والدعارة أن يقيم مناطق أمنة؟؟ ولماذا لا يقيمها (المنطقة الأمنة) في مناطق نفوذ النظام الأسدي في اللاذقية مثلا؟

 

إنظروا إلى منطقة “گريه سپي” و “سريه كانية”، التي إحتلها الأتراك أيضآ بالإشتراك مع المنظمات الإهاربية الإسلامية السورية، وكيف أجرموا بحق أبناء الشعب الكردي في المدينتين والقرى التابعة لهما وعمليات النهب والسلب والخطف والتهجير، التي مارسوها بحق الكرد وعمليات التهجير المنظمة بهدف تغير ديمغرافية المدينتين، إضافة للمعارك المسلحة بين تلك التنظيمات الإجرامية فيما بينها حول الغنائم وتحت إشراف الجيش التركية، وخلال فترة قصيرة حولوا المدينتين إلى ساحات حرب ودمار وجحيم، وهذا ما يسعى إليه الطاغية أردوغان، أي إفراغ المنطقة من سكانها الكرد، عن طريق: القتل، الخطف، التعذيب، التخويف، النهب، السرق، التهجير وغير ذلك من الأساليب الإجرامية التي يتقنها ويحترفها بشكل جيد.

 

في الختام، إن أي سماح لهذا المجرم “اردوغان” بغزو مدينتي “أرپاد – تل رفعت” و “مبوگ – منبج”، الكرديتين من قبل أمريكا والروس وإقامة منطقة إضافية للقتل وذبح الكرد الذي يسعى إليه اردوغان، يعني أنهم شركاء في قتل الشعب الكردي وتهجيره من أرضه، ويتحملون المسؤولية بنفس الدرجة، التي يتحملها حليفهم الكيان التركي اللقيط والغير شرعي ورأس هذا الكيان.

وأخيرآ يجب أن تسمى المناطق الكردية المحتلة من قبل المحتلين الأشرار  الأتراك: “مناطق القتل التركية” وهذه هي التسمية الحقيقة. ودعوتي لأبناء شعبنا الكردي في غرب كردستان، لن يحميكم سوى ذنودكم، وإياكم أن تخطئوا وتنخدعوا بأن المستهدف هو حزب الإتحاد الديمقراطي، وتجربة أفرين والمناطق الكردية الأخرى ماثلة أمامكم. كلنا مستهدفون كشعب كردي، ولا تنتظروا دعمآ من أشقائكم في شمال كردستان سوى الشعارات الفارغة، ولا جنوب كردستان الذين باعوا كركوك هذه هي الحقيقة.

13 – 07 – 2022