جرائم تركيا في العراق – عبد الرسول المندلاوي 

اصبح العراق ومنذ ثمانينات من القرن الماضي وحتى يومنا هذا ساحة مفتوحة للقوات التركية تتلاعب فيها كيف ما تشاء بحجة مواجهة قوات حزب العمال الكوردستاني الذي يناضل من اجل الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية والذي يبلغ تعداده قرابة العشرين مليون او اكثر ، حيث يتعرض الى ابشع صنوف الهوان ودون اي وجه حق وحجتهم في ذلك ان اتفاقا قد تم حول هذا العدوان الصارخ من النظام الهمجي الصدامي ، ومما زاد في الطين بله ان النظام العنصري التركي قد وسع من دائرة عملياته داخل الاراضي العراقية بعد سقوط النظام الفاشي بعد عام 2003 مستندا على ذات الحجة الخرقاء وبدات تتمدد بشكل يثير الشبهات في داخل اراضي كوردستان الجنوبية لتؤسس قواعد عسكرية عديدة وبالعشرات في مناطق دهوك واربيل وحتى في محافظة نينوى حيث اسست قاعدة عسكرية في  منطقة بعشيقة التي لا تبعد عن مركز المحافظة سوى احد عشر كيلومترا وحجتها في هذا العدوان السافر هي لمواجهة تنظيم داعش الذي كان لتركيا دورها في ادخال هذا التنظيم الهمجي الى العراق وسوريا واوربا ،  وان عاصمتها ” انقرة ” كانت نقطة التقاء لكل الارهابيين الذين وفدوا من دول العالم واما الحجة الاخرى فهي تدريب القوات العراقية ، وعلى الرغم من انتهاء حرب داعش وتحديدا في محافظة نينوى فان النظام التركي لا زال مصرا على ابقاء هذه القاعدة يشجعها في ذلك هو صمت الحكومة العراقية امام هذه الاستهانة الفاضحة باستقلال العراق ووحدة اراضيه ااا والى جانب هذا التدخل السافر فان طائراتها المقاتلة و المسيرة تخترق الاجواء العراقية باستمرار مستخدمة ذات الحجة وادعاءها بضرب قوات حزب العمال الكوردستاني فتراها تقصف القرى و القصبات للسكان الامنين في زاخو و العمادية وقضاء سوران وشيلا دزه وسنجار حيث اضطر السكان الى اخلاء تلك القرى و القصبات وترك حقولهم ومزارعهم ليكونوا في مامن من هذا العدوان الوحشي وعلى سبيل المثال طائراتهم المسيرة قصفت مستشفى قرية السكنية الكائنة في قضاء سنجار فقتلوا الكادر العامل في المستشفى المذكورة والذي بلغ عددهم احد عشر فردا من النساء و الرجال اضافة الى استشهاد وجرح عدد جاءوا لتلقي العلاج وبينهم عدد من الاطفال وكبار السن ، ولابد هنا ان نشيد بموقف الرئيس الفرنسي ماكرون الذي قرر بناء المستشفى لكن ما يبعث على الاسى هو صمت الحكومة العراقية حتى قيل في حينها ان رئيس الوزراء الكاظمي كان يقوم بزيارة لمدينة سنجار اثناء تدمير المستشفى من قبل الطائرات التركية المسيرة .. بعدها قصفوا مجلس شعب مجمع خانصور الذي يتكون من اكثر من الفي بيت سكني ثم استهدفوا ايضا بطائراتهم المسيرة محلا لبيع القرطاسية في ناحية سنوي التابعة لقضاء سنجار فقتلوا تلميذا يبلغ من العمر اثنا عشر عاما اسمه صلاح خضر ناصو جاء ليشتري القرطاسية وهو يتهيأ لاداء الامتحان الوزاري وجرحت شقيقته التي كانت ترافقه وبعد هذه الجريمة النكراء بعد ايام استهدفوا عجلة صغيرة نقل خمسة افراد من عائلة واحدة تنتمي الى قبيلة الجبور العربية الكريمة وفي كل هذا يدعون وبكل صلافة انهم يستهدفون عناصر حزب العمال الكوردستاني ااا ونحن هنا نتساءل هل ان كوادر حزب العمال الكوردستاني يتخندقون في المستشفيات ومحلات بيع القرطاسية  ؟؟؟ اما آخر الجرائم بشاعة فتلك التي حصلت من قبل نظام اردوغان المجرم الدموي لمجموعة من المصطافين من اهالي بغداد وعدد من مدن الفرات و الجنوب جاءوا الى مصيف برخي في زاخو ليتنعموا بقسط من الراحة وهربا من الحر اللافع و العواصف الرملية الحمراء ليقصفوا بحمم نيران مدفعية اردوغان ليتحول فرحهم الى عويل وهم يهربون تاركين امتعتهم ولعب اطفالهم الذي اصبحوا فريسة لحقد هذا النظام الظالم ,, وكان من ضمن القتلى طفل لم يبلع من العمر سوى سنة وعريس جاء مع عروسته وقد مضى على زواجهما ثلاثة ايام . ورغم هذا العدوان المستمر فقد بقيت الحكومة العراقية وكتلها السياسية الحاكمة ملتزمة جانب الصمت ازاء كلما جرى ااا لكنهم لتلافي الحرج وخوفا من غضب الشعب وبعد ان بلغ السيل الزبى قاموا باطلاق تصريحات خجوله بعد حملة الادانة الدولية لجريمة اوردوغان ، ورغم وعودهم باتخاذ اجراءات سياسية واقتصادية ضد الحكومة التركية بمختلف انواعها سيما ان حجم المبادلات التجارية اكثر من 12 مليار دولار سنويا حيث اشار الكثير من الخبراء الاقتصاديين بان قطع العلاقات الاقتصادية مع تركيا سيكبح جماحها من التمادي في العدوان على العراق و شعبه .. ان ما يثير الالم ان القائمين على الامور في العراق يدعون حرصهم على وحدة البلد واستقلاله فان كانوا صادقين في اقوالهم ويتبجحون بفرض القانون فلماذا لا يفرضون القانون على الغزاة ؟؟؟ الذين هم على بعد اميال من مركز مدينة الموصل … لكنه لا عين ترى ولا اذن تسمع وما يجري هذه الايام من صراع على السلطة ومغانمها قد يؤدي بالبلاد الى ما لا يحمد عقباه هو ابلغ دليل على ذلك حيث لا صراع لتامين حقوق الفقراء وضحايا النظام البعثي بل ان الصراع هو لتامين المصالح الشخصية باية طريقة كانت او ثمن حتى ولو على حساب الدم العراقي  ااا فهذا لا يتفق لترشيح رئيس الجمهورية وذلك يقف حجر عثرة لترشيح رئيس الوزراء ولا احد يبادر الى اصلاح الامور من خلال طروحات عقلانية يتم من خلالها نزع فتيل فتنة يكون الضحية هو الشعب العراقي بكل مكوناته .                  .

One Comment on “جرائم تركيا في العراق – عبد الرسول المندلاوي ”

  1. الانتهاكات والعدوان الاوردغانى المغولى الغاشم مستمر والحكومة المركزية اكتفت بجعجعة فارغة وحكومة الاقليم ساكته وكأنها غائبة والاحزاب المتنفذه والمستفيده فى بغداد واربيل متناحرة ومتصارعة ومتكالبه على السلطه والمال والنفوذ والجاه والثعلب الماكر الطاغية اوردوغان يهدد ويتوعد ويصول ويجول ويعتدى ويدوس على المقدسات والحرمات فى العراق وسوريا ويبتز العالم ويتأمر ويتواطىء ويساومهم شرقا وغربا مستفيدا من نفاقهم ومواقفهم المائعة والخجولة المعيبة والمخجلة والشعب العراقى محروم من ابسط مقومات الحياة الا وهو الامن والاستقرار والخدمات والحياة الحره الكريمة ويعانى ويقاسى وينتظر الفرج ويحلم بغد مشرق مزدهر لا زال بعيد المنال فى خضم هذا الوضع المزرى والتشظى والتمزق والاضطراب . تحية للكاتب على مقالاته وكتاباته الثمينه وتحليلاته الصائبه والدقيقه كثر الله من امثاله الشرفاء والمخلصين ولجريدتنا الغراء منبر الاحرا رالمزيد من التقدم والازدهار

Comments are closed.