فلسفة التغيير المجتمعي وأنعكاسه السياسي- حسام عبد الحسين

إن فلسفة التغيير الفكري للمجتمع، أرتبطت بشكل مباشر بالتغير السياسي عند الشعوب، كلما اكتشف الناس حالة حديثة ومختلفة عما اعتادوا عليه، كلما ساهم مساهمة مباشرة في تثبيت مفهوم التغيير الأجتماعي، والذي ادى ايضاً إلى تغيير الكثير من العادات والتقاليد السلبية التي سار عليها ألناس منذ عقود، وصارت جزءاً من حياتهم، وهذا ما ظهر واضحاً في التغيرات الاجتماعية المرتبطة بطبيعة وقبول بعض الأمور التي كانت مرفوضة في السابق، وغيرها الكثير من التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمعات البشرية، وأنعكست بشكل واضح على الواقع السياسي.

ثمة أمر مهم لابد من الالتفاتة له؛ بعد الثورة الصناعية والتطور التكنلوجي بكافة المجالات الحياتية، أصبح التغيير أسرع مما كان عليه في السابق، لذا توجب على الشعوب أتخاذ الأدوات اللازمة من أجل النهوض بواقعها. ومن هذه الأدوات هي:

اولاً: الأكتشاف والأستنباط، يبدو في أبتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل، وأكتشاف المفاهيم الخاطئة من الواقع، عن طريق التفكر وقوة الملاحظة، ودراسة النتائج السلبية والإيجابية، مع الأستنباط في تفكيك المفاهيم القيمة من مبادئها الإنسانية، ومصادر المفكرين.

ثانياً: الذكاء والبيئة الثقافية، بلا شك أن الأكتشاف، وأنتفاضة العقل في التغيير إنما يتطلب مستوى مرتفع من الذكاء والإبداع والمبادرات الواعية من ألفرد والجماعة؛ لخلق بيئة ثقافية تعمل في المستقبل على تهئية الواقع السياسي الرفيع.

ثالثاً: الأنتشـار، ويعني قبول المكتشفات والأستنباطات العقلية، والتفاعل معها؛ للتجديد من قبل أفراد ألمجتمع؛ إلا أن تلك الأمور لن يكتب لها النجاح في أن تؤدي إلى عملية التغيير، حتى تعم وتنتشر لدى أشخاص كثيرين، أي على نطاق واسع في المجتمع، مثل أنتشار الفضائيات والإنترنت وتوظيفها في خدمة إحداث التغيير وتوجيهه.

حيث لا يمكن لتلك الأدوات ألتطبيق إلا بالعودة إلى مصدرين هما:

مصدر داخلي: الذي يعتمد على الأفكار التي ينتجها الأفراد داخل المجتمع، والتي تظهر من خلال الوعي الفكري والثقافي، وزيادة نسبة تأثير التعليم على كل فرد، مما يؤدي إلى العمل على التخطيط لمشاريع جديدة وحديثة تهدف إلى تطبيق التغيير الأجتماعي.

مصدر خارجي: ألذي يتم تطبيقه خارج المجتمع، ويتم الحصول عليه من قبل العلم والدراسة، والبحث في طبيعة حياة المجتمعات البشرية الأخرى، وربطها بمجتمع الفرد، وتساعد على تزويد الأفراد بالإنجازات القيمة التي تم تحقيقها، مع التشجيع على تجنب تكرار التجارب الخاطئة في المجتمع.

إن كل الأفكار في مجتمعات العالم تدعوا إلى التغيير، وكانت بدايتها من ألفرد ثم المجتمع، بشكل تدريجي حكيم.

لذا لابد من تحديد المنهج الذي يحتاج إلى الإعداد الجيد، فأن اي تغيير لطريقة التفكير يحتاج إلى إعادة تحديد وتوضيح منهج ألحياة، ويبدأ ذلك بتحديد الأهداف قصيرة الأجل، ثم تحديد الأهداف بعيدة المدى، مما يمكن للمجتمع  التعامل مع صعوبات وتعقيدات التغيير بفعالية، وبالتالي وصوله إلى النهج السامي في تغيير المجتمع، مع المثابرة والإصرار  في تطوير الذات إلى الإرادة للتغيير نحو الأفضل، فالفشل جزء من ألحياة، وعلى الفرد والمؤسسة والمجتمع، أن يعملوا بإصرار دون خوف أو قلق، لينجحوا في التغيير المنشود.

وبالتالي؛ التطور المجتمعي نحو تطبيق ألمبادئ السامية، سوف ينتج سياسية وحكاماً مخلصين، وهذا ما نتمناه في كل شعوب الأرض.