ما جرى ويجري في منطقة “أفرين وأزاز” الكرديتين وسيطرة جبهة النصرة الإرهابية عليهما وصمت النظام الأردوغاني عن ذلك، يؤكد بأن الأمر تم بتخطيط وإشراف تركي مباشر، هدفه هو وضع هذا التنظيم الإرهابي في مواجهة الشعب الكردي، ودفعه لقتال الكرد على محورين هما: محور أرپاد (تل رفعت) الشهباء ومبوگ (منبج)، والمحور الثاني گرگاميش (جرابلس)، بهدف إخراج الكرد نهائيآ من غرب الفرات وحشرهم في شرق الفرات ليسهل القضاء عليهم لاحقآ. وعلى “قوات قسد” أن تتجهز جيدآ لذلك وإذا صنحت الفرصة على قسد القيام بالهجوم على مدينة “أزاز” والسيطرة عليها لقطع الطريق على تركيا والمجموعات الإرهابية التابعة لها.
أنا لا أقول أن تبادر قوات قسد بالهجوم، لأن ذلك سيمنح النظام التركي الإجرامي حجة لتنفيذ هجومها على مدينتي أرپاد (تل رفعت) ومبوگ (منبج) وكامل منطقة الشهباء، الهجوم الذي عرقلته روسيا لأسبابها الخاصة وليس حبآ ودفاعآ عن الشعب الكردي. ولا ننسى هناك تواجد للقوات التركية في أزاز. ولكن في حال شن الطرف الأخر أي الإرهابيين بدعم تركي على قواتنا علينا أن نكون مستعدين لرد الهجوم، ودحر المعتدين والسيطرة على مدينة أزاز وقطع التواصل بين جرابلس وأفرين.
عندما سدت كل الأبواب في وجه تركيا، ولم يسمح لهم الروس والأمريكان بشن عملية عسكرية جديدة ضد الشعب الكردي لجأ أردوغان للنظام الأسدي وأعلن مستعد للتحالف معه بشرط العمل معآ ضد قسد والشعب الكردي، وعندما أدركت المجرم أردوغان أن النظام الأسدي ليس في وارد الدخول في معركة عسكرية ضد الشعب الكردي وقوات “قسد”، ليس حبآ بالشعب الكردي وقواته العسكرية، بل لأنه لا يملك القوة العسكرية الكافية لذلك هذ أولآ، وثانيآ الأمريكان لن يسمحوا له بتنفيذ ذلك، وثالثآ القاتل بشار لن يخوض معركة لصالح أردوغان الإخواني ويحدث القطيعة مع الكرد من أجله. بشار ونظامه لا يثقون بوعود اردوغان ولا يرى مصلحة له في قتال الكرد التي ستجلب له الكثير من المشاكل. فوجد الطاغية أردوغان دالته في تنظيم جبهة النصرة الإرهابية وزعيمها الجولاني، لأنها الأقوى من بين كل التنظيمات الإرهابية التابعة لهم، وأكثر تنظيمآ وإنضباطآ. ولهذا قررت حكومة أردوغان الركوب على ظهر هؤلاء الإرهابيين، ولهذا سمحت لهم بالسيطرة على منطقة “أفرين وأزاز” الكرديتين. وقد تلجأ تركيا إلى إقناع قيادة النصرة بعدم إظهار وجودها العسكري في كلا المناطقتين كي لا تصبح هدفآ للطيران الروسي والنظام الأسدي.
ما لا يدركه المجرم والأرعن أردوغان بأن إمتطاء ظهر الجولاني ليس بذاك الأمان، فهذا الإرهابي العتيد، ليست دمية يسهل قيادتها كما يشاء كل طرف، فالجولاني لديه مشروعه الخاص وهو إقامة إمارة طالبانية في سوريا، ولديه علاقات مع كافة أجهزة المخابرات ومن ضمنها مخابرات النظام الأسدي،
والأمريكان، والبريطانيين والقطريين وحزب الله. فهو مستعد للتعامل مع أي طرف كان من أجمال والسلطة وتحقيق إمارة خاصة به، ومستعد لإرتكاب أفظع الجرائم على الطريقة الداعشية بحق كل من يحاول منافسته، ولا يعرف جنس الرحمة هذا الإرهابي.
وشخصيآ لا أستبعد وجود إتفاق سري تركي – أسدي – جولاني برعاية بوتينية، حول هذا الأمر وهدفها في النهاية تصفية بقية المليشيات الإرهابية كخطوة أولى على يد الجولاني وعصابته، ومن ثم بتكليف هذا الأخير بتسليم تلك المناطق كافة للنظام الأسدي بتأييد أردوغاني.
في جميع الأحوال على قوات قسد، أن تكون جاهزة لكل السيناريوهات العسكرية منها والسياسية، ويجب أن تنشط إستخباراتيآ لجمع المعلومات من داخل الطرف الأخر المعادي سواءً التركي أو جبهة النصرة والنظام الأسدي، وثانيآ عدم الوثوق بالنظام الأسدي نهائيآ فهو نظام غدار ومجرم حتى النخاع، ويجب العمل على كشف شبكة عملائه في المناطق الكردية وشبكة عملاء أردوغان والروس فالكل يتجسسون على قوات “قصد” والإدارة الذاتية ويسلمون تلك المعلومات للإستخبارات التركية مقابل الضغط على الشعب الكردي لدفعهم إلى أحضان النظام الأسدي.
وفي الختام، لا بد من كلمة حول عاهرات جماعة “المكنسة” الأوغاد، الذين ظلوا طوال الخمسة السنوات الماضية يبررون الإحتلال التركي للأراضي الكردية، وينفون إرتكاب الجيش والإستخبارات التركية جرائم بحق الشعب الكردي في غرب كردستان وتحديدآ في مناطق: أفرين، سريه كانية و گريه سپي”. واليوم هؤلاء بائعي النفس يتبجحون ويدينون دخول تنظيم جبهة النصرة إلى أفرين وكأن الفصائل حمائم سلام!! طبعآ السبب في ذلك هو إغلاق باب رزقهم الذي كان يأتيهم من فصيل العمشات والحمزات وبقية الفصائل الإرهابية التي تحتل أفرين وتدنس ترابها المقدس. والأنكى من ذلك هؤلاء الخونة والجحوش يتلقون كل الدعم والرعاية من قبل العصابة البرزانية الإجرامية الوضيعة، ومع ذلك تجد إعلامهم مثل قناة “روداو، كردستان، زاكروس، ..” يتباكون على أفرين وأهلها الكرد الذين قاموا على مدى شهرين كتفآ بكتف مع قواتهم العسكرية (ي ب ج، ي ب ك) وحاربوا الغزاة وكان من ضمون عناصر من جماعة العهر والدعارة – المكنسة وأيدوا الإحتلال التركي تأييدآ كاملآ. يا للعهر …. يا للنخاسة !!!!
17 – 10 – 2022
++++++++++++++++++++++++
توضيح للصورة المرفقة مع المقال:
جنديرس (أگروا): بلدة كردية من بلدات منطقة أفرين المحتلة. وتتبع إداريآ لمدينة أفرين وهي ناحية.
ويعود تاريخ هذه المدينة الأثرية أي “أگروا” إلى (1450-1500) قبل الميلاد. وكتبت عنها دراسة تاريخية ونشرتها في موقع “صوت كوردستان”.
&&&&&&&&&&&&&