كان الدرهم أيام زمان عملة محترمة تستطيع به تناول وجبة غداء في مطعم جيد ، ولذلك كان معيارا لمقدار رشوة الشرطي ثم تاتي بعده رشاوي أكبر – أقمش – فرشوة المحامي بالدينار ورشوة القاضي بعشرات الدنانير ، وما أشبه الليلة بالبارحة فالرشاوى ونهب المال العام قائم على قدم وساق ، ولكن النهب أصبح بدل الدرهم بالدولار وصار الواشر مليارا حتى طارالخيط والعصفور .
والمضحك في الامر ان اللصوص هم من أعلى درجات رجال الحكم ، بينهم الوزير والمدير والصيرفي ، واغلبهم يحمل الاموال المنهوبة بالطائرات الى بلدان الديمقراطية – للكشر – ويودعها في بنوكهم بمباركة ارباب المصارف العالمية دون أن يسألهم أحد من أين لكم هذا!! في الوقت الذي حين يريد العبد الفقير الى ربه تحويل ورقتين الى محتاج ، يفرضون عليه فتح صحيفة أعمال في بنك ويسترن يونين ، ويتحققون من هويته وجواز سفره واسمه واسم اجداده حتى رابع ظهر ، فكيف يتسنى لكبار المسؤولين في الحكومة، واغلبهم مرشح للحكم من قبل اساطين بلدان الرأسمال أن ينهبوا المليارات دون رقيب او حسيب ويحفظوها في خزائن العم سام أوصندقجة الراحلة اليزابيث عليها شآبيب الرحمة.
وإن نظرنا في مثال للنزاهة سنجد كيف شيع ابناء محافظة واسط المهندس النزيه نبيل شمه ورفعوه على أكتافهم وشاركت في تشييعه فرقة موسيقى الجيش وأبناء المحافظة شيبا وشبانا ، وما ذلك الا تقديرا لنزاهته وصدق اخلاصه لعمله خدمة لابناء المحافظة .
تشير حصيلة نهب اموال البلاد والعباد الى مليارات من الدولارات ما يدلل على عدم كفاءة اجهزة الرقابة والتدقيق والحاجة الى تعزيز هيئة النزاهة بصلاحيات اكبر كي تتمكن من منع السرقات قبل وقوعها من خلال اشراكها بمراقبة صرف الاموال .
إن جماهير شعبنا تنتظر الفرصة السانحة لتنقض على أوكار اللصوص وستصل اليهم يد العدالة لامحالة، وحين ذاك ستصبح الدنيا مظلمة أمام أعينهم وتسوّد وجوههم ولات ساعة مندم .
* رابط تشييع المهندس نبيل شمه