أنا لست شارباً للخمر ولا أؤمن بشرب الخمر ولكنني أجالس شارب الخمر و أثق به وأحترم خصوصيته فهذا حقه الشخصي ولا ينبغي لأحد مضايقته طالما ليس فيه أذى ، لا أثق بمتعاطي المخدرات ولا أجالسه ، لأن الخمر جزء من حضارات الشعوب وجزء من فعالياتها الإيجابية بينما المخدرات باب من ابواب الجريمة والتخلف ، والعاقل يشرب الخمر ولكنه لا يقترب من المخدرات ، فقط الضعفاء هم ضحايا المخدرات ، فأية مقارنة بين الخمر والمخدرات مقارنة مخزية ، لم نسمع في يوم من الايام ان مجتمعاً ما اسقطته المشروبات الكحولية في حين ان المخدرات آفة للشعوب ، فالمجتمعات الراقية هي التي تداول المشروبات الكحولية ولم اسمع ابداً ان مجتمعاً ما اعترض الخمر او الكحول بناءه ورقيه ، لذلك فأن اي قانون يلاحق الخمر يعني قتل آخر ما تبقى من علامات الحرية الشخصية ورقي المجتمع . . . الاختباء وراء الدين وتشريع القوانين ظاهرة غير صحية في دولة مدنية وهي دليل الفشل ، لأن من يفعل ذلك يريد تغطية المخازي التي صاحبت سلوكه من اول يوم بأسم الدين .
السؤال الذي يدور في ذهن كل مواطن . هل الهدف من حظر بيع وشراء وصناعة الخمر هو تأسيس دولة دينية ؟ إذا كان كذلك لماذا هذا النفاق ؟ التصرف في اسلوب الدولة المدنية وتشريع القوانين بأسم الدولة الدينية ، هل بالنفاق تقاد البلدان ، يجب ان تعلن صراحة عن تهديم الدولة المدنية الشكلية واعلان الدولة الدينية ، فهل سيكون هناك من معترض ؟ امام هذا العنف الذي كان بالأمس القريب له القدرة على اسكات الملايين الذين خرجوا بالمطالبة بأبسط مقومات الحياة ، وان العنف نفسه الذي اسكت الناس وقتل ابناءهم قادر على اسكات من يطالب بالمشروبات الكحولية ، فالساحة امام اصحاب العنف مفتوحة وليس امامهم من مبارز . . اما إذا كان الهدف من هذا القانون المشرع داخل البرلمان هو اصلاح اجتماعي فأن المعلومات التي يعلمها الجميع ان القلة القليلة جداً من المجتمع العراقي هي من تتعاطى المشروبات الكحولية وبنفس الوقت هي الفئة المسالمة الواعية من المجتمع ولم تسرق ولم تفسد ولم تنضوي تحت يافطة المليشيات ولم تتبوأ مناصب عليا ولم ترعب الناس بالارهاب ، فهل ان المجتمع سيتم اصلاحه بمحاربة من هم لا يحملون الشر في ثناياهم ؟
نقولها بكل وضوح يستطيعون تشريع اي قانون يشاءون تشريعه ويستطيعون تطبيقه بوجود العنف والاكراه ، لكن هل يستطيعون بناء دولة محترمة بين الدول ؟ هذا السؤال توجد الإجابة عليه خلال العشرين السنة الماضية ، عشرون عاماً فشلوا في كل شيء ولم ولن يستطيعون ان يجدوا لبلدهم مكانة بين الدول لأن عقولهم لا ترقى الى مستوى بناء دولة حديثة . فهذه هي المساحة المحدودة التي يتحركون فيها ( محتوى هابط ، حظر المشروبات الكحولية ، سرقة القرن ، مسلسل معاوية ، هذا كوردي وذاك ناصبي وغيرها من المفردات العقيمة ) وغير قادرين ان ينظروا الى البلد وماذا حل بالبلد وكيف حال البلد .
استطيع التصور وليس التنبؤ ان في المستقبل القريب ستشرع قوانين جديدة مأخوذة من تطبيقات طالبان وتجربتهم الناجحة جداً في افغانستان بخصوص منع المرأة من التعليم وكذلك فرض الحجاب والنقاب على جميع النساء وحتى الاطفال وكذلك منع عرض بيع الطماطم والخيار سوية وقرارات اخرى كفيلة بتدمير المجتمع طالما هناك عقول متحجرة تشرع القوانين .
** من ألاخر …كلام في السليم ولكن ، صدقني امثال هؤلاء السفلة لا دين ولا قيم لهم أصلا ، فالقصة وما فيها كساد الدولار في جيوبهم أسيادهم الملالي ، فلجاؤ لمنع المشربات الكحولية ليتسنى لهم بيع المخدرات بحرية ، نسال الله أن لا تكون جعجة الغرب والعرب واسرائيل هذه المرة خائبة حتر نحتفل بنورزين قريبا ،سلام ؟
احسنت التعقيب والتوضيح اخي س. السندي ، علينا التوضيح لعلهم يتعضون ويعرفون ضلالتهم