الإنسان العراقي تربى على قيم وعادات فريدة من نوعها في العالم ، منها ان بيوت الجيران لها نفس حرمة بيت الاهل ، وإذا ما تعرض بيت الجار لمكروه تهرع البيوت جميعها لتخفيف المكروه عن صاحب البيت وعائلته وعادة ما يشاركون الجار افراحه واحزانه ، لذلك تجد اي عراقي من ضمن ذكرياته الجميلة بيوت الجيران والمحلة ، وعلى نفس الأساس ونفس المبدأ ، انطلق العراقيون لنجدة الجارة سوريا من السقوط حين تعرضت للغزو الاسرائيلي و بنفس المبدأ فتح العراقيون ابواب بيوتهم للزوار الايرانيين كضيوف كرام معززين لتأدية طقوسهم الدينية ، و بنفس المبدأ اعطوا للكويتين الماء العذب و فاكهة المزارع العراقية واللحم والثمرات و للأردنيين النفط مجاناً وساندوا الاتراك في كل صغيرة وكبيرة والنفط بنصف القيمة ، والسعوديون شبعوا وتخموا من لحم الخروف العراقي ، ولكن عندما مرض العراق ماذا فعل هؤلاء الاوغاد جيران العراق ؟، صدروا لنا الارهاب والارهابيين و زرعوا فينا الفتنة والعداء الطائفي و ارعبونا بمليشيات دموية و قطعوا عنا المياه واخيراً سرقوا دولاراتنا امام مرآى و مسمع العالم ، وهذه هي تركيا يسيل لعابها على الموصل وعلى اراضي كوردستان ، وهذه ايران جففت الأنهر علينا وكل يوم تقصف كوردستان ، ينتظرون الساعة التي يحتضر فيه العراق ليتقاسموه كل حسب مذهبه وشريعته . فهل العيب فينا لأننا طيبون وأطيب من الطعام العراقي واحلى من التمر البرحي ام العيب فيهم لأنهم أمر من الحنظل وقلوبهم أقسى من الحجارة ، نعطيهم الطيب ويقابلوننا بالمرارة ، تكالبوا علينا مثلما تتكالب الضباع على الفريسة ، كل ينهش من جهته وصاحب الاسنان الحادة اكثرهم حصة من هذا البلد الطيب . ورغم ذلك نحن نصر على البقاء بهذه الشاكلة ولن نستطيع ان نتغير ، نعطي ، نكرم ، نستضيف ، نضحي ، نسامح ونبكي على قاتلنا لأنه قد يتعب في قتلنا ، ، انا اقرأ في التأريخ القديم والمعاصر لم اجد حدث واحد تصرف به العراق مع جيرانه بغدر و خباثة الا احتلال الكويت الذي جاء بتصرف غبي دفع العراق وشعب العراق ثمنه بمليون ضعف ومازال يدفع ثمن هذا السلوك الغبي ، في الوقت الذي يشهد تأريخ دول الجوار بالغدر والخديعة والوقاحة ضد العراق منذ الاف السنين ولحد يومنا هذا ، وعيبنا ليس لأننا طيبون بل عيبنا اننا متفرقون مخدوعون وسذج حد العظم ويسهل خداعنا والتلاعب بأفكارنا وعواطفنا ، ، ، لا يصح ان نبقى سذج الى هذا الحد فلو توحدنا فيما بيننا و ضمدنا جراحاتنا وتركنا عواطفنا الساذجة جنباً ، ستخسأ كل دول الجوار حتى ولو كلهم توحدوا ضدنا ، سيخسأون ان يمسونا بسوء بل سيطأطئون رؤوسهم خاسئين رغم قوتهم وجبروتهم وغدرهم ،،، لم يكن صدام حسين مارداً ، مجرد انه كان جسوراً ولم تظهر فرقتنا بوجوده لأن بأسه كان شديد علينا وكنا نخشى افراطه فينا ، رغم غباءه كانوا جميعهم يخشونه وكانوا يتجنبوه مخافة ان يبطش بهم ، هل يستطيع احداً ان ينكر ذلك ، وهذا طبع اهل الغدر والخيانة ان يكونوا جبناء مهزومين وكذلك كانت دول الجوار .. نحن نشتكي منهم كثيراً ، حالنا حال العليل الذي يشتكي من شدة الداء والدواء بين يديه ، بمعنى نحن من جعلنا لهم علينا سبيلا ، نستطيع ان نذلهم كما أذلونا لو عدنا الى انفسنا وتركنا افكار جيراننا التي سيطروا بها على عقولنا من افكار قومية ومذهبية وعرقية وعشائرية وسمومهم الدينية ومداخلاتهم وكتبهم وكل ما جاءنا منهم وتوحدنا على اساس الاخوة الإنسانية والوطن واعطينا كل ذي حق حقه ، ولا نجعل للمذهب والعنصر نقطة افتراق بيننا لانقلبت الموازين رأس على عقب ولعاد العراق معافى ، كلهم يهدفون الى تمزيق العراق لأن الذي كان يذيقهم المر قد رحل ولكن خشيتهم اليوم أختلفت عن سابقتها فهي أصبحت من المستقبل من ظهور كوردستان التي ستنغص عليهم ما أكلوه من السحت وما سلبوه من حق الشعب الكوردي لمئات السنين ، نعم كوردستان هي البعبع القادم الذي لم يحسبوا له حساب ، لذلك لم يعد يهتموا للعراق فتحول اهتمامهم وتركيزهم كله على كوردستان ، كوردستان لم تحمل إليهم عصا موسى ولكنها تحمل إليهم فاتورة أفعالهم القذرة التي لا يمكن نسيانها وهم يعلمون كم سيكون ثمن هذه الفاتورة لو نمت وترعرعت كوردستان واصبحت كيان كبير ، فلا راحة بال لهم مادامت كوردستان قائمة وتنمو ، سيتعاضدون ويتساومون مع الدول الكبرى وحتى مع اعداءهم على حساب كرامتهم ، يفعلون كل ذلك فقط لوأد هذا المولود الجديد ولكن هل نفع فرعون كيده مع موسى ، فقد كان امر الله قدراً مقدورا ، كان على موسى ان يكبر غصباً على فرعون وكيده ، كذلك ستكون كوردستان بأذن الله ، وهذه هي سنن الحياة ان يكبر الحق حتى يستقوي ليزهق الباطل ، وهل هناك حق اكبر من حق الشعب الكوردي في الوجود واسترداد ما سلبوه منه عنوة ؟
كثير من الممالك والدول والحضارات حسبت حسابها لكل صغيرة وكبيرة ولكن سنن الحياة أهلكتها وجرفتها مع السيل فلم يبقى منها الا أثارها وشواهد التأريخ أمامنا ، وسنن الحياة تأتي بأسباب قد تكون بسيطة وغير محسوبة مثلما كان لحصان طروادة الخشبي الذي اسقط اعظم امبراطورية ، فلا غرابة ان تجد اليوم هؤلاء الاعداء يسارعون لإزهاق روح كوردستان وهم يعلمون علم اليقين ليس كل ما يريدونه يتحقق ويعلمون ان دائرة الزمان قد غيرت الكثير في التأريخ من قبل فهل سيستطيعون من تغيير سنن الحياة ؟ أم إن ارادة الله وإرادة وصبر الأمة الكوردية كفيلة بأن تريهم مالم يكونوا يحتسبون ، والعبرة لمن أعتبر ، فلننظر ماذا تقول الايام .
الجسور ينتحر عند الخساره ..واقصد القاده،، سدام كان جسورا على اهل العراق فقط ولماذا اصبح اجبن بدرجه ماءه تحت الصفر في اخر ايامه…. لم يكن هناك اقليم أو دوله يسمى العراق الا بعد الاحتلال البريطاني الكافر بحق الشعوب، وكان يسموه والايه الموصل أو والايه بغداد أو ولايه البصره (( هذا ما اكد عليه مرارا الاستاذ محمد مندلاوي وبالاثباتات الاكاديميه)))….الطيبين والخبثاء موجودين في كل انحاء العالم وهذه مساله تخص بنفسيه الانسان و ظروفه….مساله موسى وفرعون اسطوره خرافيه فقط لاهل العمائم والمستفادين والعاطلين عن العمل،،،نحن أكراد ولسنا عراقيين..وحذرنا (بضم الحاء وكسر الياء) من البعثيين العروبيين) تكرارا ودمتم
السيد خدر . شكراً لمرورك وشكراً لملاحظاتك ، مقالتي سرد لما عشناه نحن مع دول المنطقة ، اي من الواقع الذي نعيشه بغض النظر عن الواقع التأريخي ، تحياتي