في كردستان قبل عشرات الألاف من الأجيال
إلتقى المُمكن والمُحال
كإلتقاء السهول والجبال
الضوء والظلال
الواقعُ بالحلم والخيال
وإلتقاء روحين واحدآ من الجنوب والأخر من الشمال
فإبتدع أسلاف الكرد “الكّون” وجعلوه حقيقة دون جدال
كوروا الأرض في سومرٍ بإعتدال
وفصلوا الأرض عن السماء بالهواء بعزيمة الإله “إنكي” الغال
وبُزغت الشمس والنجوم والأقمار بيد ألهة من النساء والرجال
وفي مقدمتهم الإلهة “آن” أم جميع الألهة وأعلاهم شأنآ ومقال
وفجروا المياه بحارآ وأنهارآ من تحت الأرض يا أهل العقال
وإتجه أسلاف الكرد نحو إعمار الأرض وجعلوها جنة وماء ظلال
وقطع السومريين والخوريين أسلاف الكرد ألاف الأميال
يجولون في أعماق الأرض البحار ليكتشفوا الكون الأوسع من الخيال
وبنوا مدنآ يشهد عليها أثارهم ونصوصهم والأطلال
مثل: گوزانا، اريدو، شروپاك، دلمون، ماگانٍ، فليچا، ألالاخ وگلگاميش أعظم الأبطال
وإبتدعوا الكتابة، الفنون، العلوم، الأداب، الصناعة، التجارة ورفع الأثقال
وقدسوا “الأرض والماء والشمس والهواء” التي من دونهما الحياة مُحال
وإعتمدوا العلم والتجربة والقياس في فكرهم والأشغال
وبنوا الزقورات والمدن والقصور وشقوا الطرق وإبتكروا ألاف الأعمال
وبنوا حضارة عظيمة لا يعلوها حضارة أخرى في الكون وليس لها مثال
وهكذا كان الكّون وسومر وكوردستان ودخول البشرية فجر التاريخ وتحقق المُحال.
26 – 04 – 2023