كما وعدت بعض القراء منذو مدة سوف انشر عن هذا الطقس او العرف التقليد الجميل واشرح مأهيته وجذوره وكيف بداء ومن هم الاوائل الذين مارسوه، وهل هو كلمة محببة عادة ايجابية، ام انه خباثة مبطنة ظاهره جميل وباطنه خبث، بمعنى كلمة حق يراد بها باطل، ام هو توقيع عهد ميثاق شرف يتم كتابته بالدم، ام انه اخاء وعشق روحي اخوي.
لقد بحثت منذو ايام بل اسابيع وسألت الكثيرين وقلبت كل الكتب ومواقع الانترنت لعلي اجد ما يشفي غليلي واجمع بعض المصادر ولكن مع الاسف اغلب من كتب عن هذا العرف او الطقس او التقليد ال(كريف) يعتمدون على مصادر او لغات غريبة لفك شفرة ورموز هذا المصطلح او الكلمة، هذا بالرغم من توفر لغتهم الام الكورمانجية الايزيدية الغنية فأنها الام والمنبع لتفسير كل مصطلح كورمانجي ايزيدي لأنها هي المنبع والأم واليه يجب الرجوع عند البحث عن معانيها وتفسيراتها، لا يعقل الاعتماد على لغة عربية او ارامية او اية لغات اخرى لتفسير اسم او كلمة او مقطع كورمانجي ايزيدي اصيل..
الختان:
وهي عملية قص جزء من القلفة (الجلد) من العضو الذكري للأنسان وهناك في بعض الثقافات ولحد اليوم يتم ممارسة ختان الاناث ايضاً.. المهم ما نحن بصدده هو ختان الذكور وماذا تعني كلمة او طقس ال (كريف) الذي يمارسه ابناء الديانة الايزيدية…
الكثيرون فيما قبل كانوا يعتقدون ان أصل الطهور او (الختان) بداءت منذو زمن الشخصية التي يطلق عليه بالنبي (ابراهيم الخليل) وذلك كان العهد الذي تم بينه وبين خالقه، هكذا اليهود كانوا يقومون بالترويج للفكرة وفيما بعد المسلمون الذين استمدوا الكثير الكثير من شرائعهم من اليهود وقصصهم مع انبيائهم، الا انه مؤخرا دحض وتم نفي كل تلك الشائعات والاكاذيب حيث كشفت بعض المومياوات المصرية للذكور المحنطة وكانوا مختونين كما اكدت ذلك العديد من الرسومات الفرعونية على اوراق البردي وهي تسبق اليهود ونبيهم (ابراهيم الخليل) بالاف السنين..
كما اندهش (كريستوفر كولومبس) مكتشف القارتين الاميركيتين عندما علم ان الهنود الحمر السكان الاصليين للقارتين مختونين، بالرغم من انه لم تصل اليهم اية افكار دينية لا يهودية ولا اسلامية ولا من اية جهة اخرى..
كما تم الكشف ايضاً بأنه العديد من السكان الاصليين لاستراليا قبل اكتشافها ايضا كانوا مختونين وكذلك هناك بعض القبائل البدائية في افريقيا كانت تمارسه وما زالت مستمرة بذلك…
كما ان تقليد الختان كانت منتشرة بين الكثير من الثقفات ومارسه العديد من الشعوب قبل ظهور هذه الديانات التي تطلق على نفسها بالسماوية، حيث عادة الختان كانت منتشرة بين الحثيين والفرس وعرب ماقبل الاسلام وفي كل بلاد ميزوبوتاميا (بلاد الرافدين)، وكذلك بين بعض المناطق في اوربا كان يتم ممارسة طقس الختان قبل ان تختفي شيء فشيء بسبب فرض المسيحية على كل اوربا، والكنيسة كانت تقول انه لا داعي لتقديم الدم او القرابين للرب بعد ان قدم الرب نفسه قربانا للبشر وخطاياهم…
وفي كل الاحول المناطق الباردة بعكس المناطق الحارة كانت تمارس طقس الختان بشكل اقل، قد تكون نتيجة لبرودة الجو وعدم التئام الجروح فيما بعد، او يتم ابقاء الجلد لحماية العضو من برودة الطقس وغير ذلك…
المهم هنا أؤكد للجميع بأن الختان هو طقس قديم جدا مارسه البشر في مختلف العصور وبمختلف ثقافاتهم ودياناتهم وتحت اسباب مختلفة من اهمها هي.
اسباب الختان:
1. هناك البعض من يقولون انه الختان جاء للقضاء على تقديم البشر لبعضهم البعض كقرابين للألهة, فتم تخفيف ذلك بقطع جزء من الجسم وانتقل بذلك الانسان من مرحلة الانسان البدائي المتوحش الى انسان عاقل.
2. ممارسة الختان انتقال الذكر من مرحلة الطفولة للبلوغ ويتم فيها امتحانه ومعرفة مدى قدرته على تحمل الألم، ويتم تكريمه ببعض الهدايا المشجعة ويكون فيما بعد مهيء للزواج.
3. هناك بعض الديانات ومنهم اليهود وبعض الديانات الاخرى التي استنسخت منهم شرائعهم يعتقدون ان ممارسة (الختان) هو ميثاق عهد بين النبي (ابراهيم الخليل) وربه، وبهذه الممارسه يذكرون ويجددون لربهم بالعهد والوفاء والعبادة.
4. ممارسة الختان كانت تميز بعض الشعوب والاعراق عن بعضها فيتم التفريق بينهم وبين الاخرين بتلك الممارسة ايام الحروب وغيرها.
5. هناك من يدعي بأنه ذلك التقليد هو نتيجة للحفاظ على نظافة الجسم وصحته، الى حد اليوم العلم الحديث لم يؤكد اية منافع صحيه له قد يكون العكس هو الصحيح.
6. اغلب الظن انه تم ممارسة الختان كبداية من قبل عوائل النبلاء الاغنياء من البشر كظاهرة مميزة او جمالية او صحية وفيما بعد تم تقليدهم من مختلف شرائع المجتمع، فالبشر بطبيعتهم يقلدون بعضهم البعض بسبب او بدونه.
الختان عند الايزيديين:
كل المصادر والدراسات تؤكد بأن هذه الممارسة كانت متبعة ويمارسها الايزيديون قبل الغزو والزحف الاسلامي لمناطقهم، ولكن ما يميز الايزيديين عن سائر الشعوب والاقوام العالمية هو انهم يلجؤون الى ختان اولادهم الذكور في حضن شخصية او جهة ذي سمعة طيبة ومكانة رفيعة بين المجتمع، ويتعمدون اسقاط بعض قطرات دم الطفل المختون على ملابس او قطعة قماش (منديل) يحملها الشخص الذي تم ختن الطفل في حضنه…
وفي اغلب الاحيان يفتخر هذا الشخص الذي ختن الولد في حضنه بنفسه بين الناس فذلك شرف عظيم له، وكلما ازدادت عدد العائلات التي تتخذ منه (كريف) لهم هو دليل على علو شأنه ومكانته بين مجتمعه وغيرهم، وفي السابق كان يتم دعوة الناس للوليمة والرقص وسط اهازيج والاغاني والدبكات وقرع الطبول ثلاثة ايام متتالية وليشهد الجميع الحاضرين على هذه العلاقة بين العائلتين، ويبدو ان هذه الظاهرة قد خرجت من دائرة ديانتهم، فأصبحوا في بعض المرات يلجؤون الى ختان اولادهم في حضن شخص غريب من خارج دائرة ديانتهم، وعلى كل حال من اين كان هذا الشخص الذي تم ختان الولد في حضنه او الى اية ديانة كان ينتمي يتم تسميته بال (كريف) وهذه هو موضوعنا الرئيسي الذي نريد تركيز الضوء عليه.
ماذا يحصل بين العائلتين بعد ممارسة هذا (الختان) ما المطوب منهم
عائلة الولد او الطفل والشخص الذي تم الختان في حضنه ترفع كل التكاليف والحدود بينهم ومهما كانت الخصومات والخلافات الماضية ان وجدت يجب ان تنسى وتصفى القلوب، بل يصبحون اقرب الاقرباء لبعضهم البعض فبناتهم واولادهم يتخالطون من دون خجل او خوف فتكثر زياراتهم لبعضهم البعض، وفي السابق كان بعض اولاد وبنات العائلتين يبقون ويمضون العيش اسابيع واشهر وقد تصل الى سنوات لدى بعضهم البعض على اختلاف الاسباب نتيجة محبة اخوية او لغرض العمل او حماية والدفاع عن بعضهم البعض، وقد تصل بهم للتضحية بالنفس لغرض حماية بعضهم البعض وموروثنا الايزيدي مليء بهكذا قصص وعبر تعبر عن الاخلاص والوفاء بين هذه العائلتين، والنقطة الابرز في هذا الطقس هو انه العائلتين يصبحان مثل الاخوة يتم تحريم الزواج بينهم، بعضهم يقول يجب ان يدوم التحريم الى ثلاثة اجيال وبعض اخر يصر على ان تكون لسبعة اجيال متواصلة بين العائلتين.
المهم اغلب الايزيديين يتخذون من شخصية او جهة هي اصلا محرمة الزواج بينهم كأن تكون طبقاتهم الدينية مختلفة او يكون من غير ديانتهم.
الأصل من طقس (الكريف) عند الختان:
بأعتقادي ان اصل هذا العمل هو كانت نتيجة للمصلحة المتبادلة كتقوية الاواصر بين المجتمعات او لغرض حماية بناتهم حيث في السابق ظاهرة خطف الفتيات والنساء كانت منتشرة بين القبائل او الشعوب ويفتخرون بذلك بأغانيهم واشعارهم، او النهب والسلب لقطيع الاغنام او الاموال والارزاق كل هذه الامور كان يتم القضاء عليها بعد ممارسة طقوس ال(ختان بحضن الكريف)…
حتى هناك البعض من الايزيديين اتخذوا من نفس الطبقة الدينية او القبيلة شخص ما ليصبح (كريف) لهم، وفورا بعد تلك الممارسة تصبح العائلتية مع اقرباء العائلتين محرما التزواج بينهم او التعدي على املاك واراضي بعضهم البعض ويكون الدفاع عن بعضهم البعض واجباً، والانسان الايزيدين كان صارما جدا في تطبيق هذا التحريم او واجب الدفاع عن (كريفه)، واي شخص يخالف ذلك يعرض نفسه للخروج من دائرة الدين والعشيرة والقبيلة.
وعليه اظن انه هناك اسباب كثيرة جعلت الانسان الايزيدي يتخذ من انسان اخر (كريفا) له، في بعض الحالات تعبر عن المحبة للجهة الاخرى ولكن اغلب الحالات والاصل هو للحماية ولمصلحة الطرفين، ولنكون اكثر دقة ووضوحاً في حديثنا من اصل كل ذلك…
هو ان ال (كريف) بالاصل هو جاء للقضاء على الخصومات والخلافات التي قد تكون بين جهتين عائلتين او قبيلتين او حتى طبقات دينية او شعبين او ديانتين مختلفتين، فكثير الكثير من العداوات الدموية الداخلية بين الايزيديين يتم القضاء عليها بعد ان يتخذ احد طرفي الصراع من الجهة الاخرى (كريفاً) لهم، وقد يكون الاجراء هو وقائيا قبل حدوث اية اعتدائات على الاملاك والاراضي والاعراض (خطف نساء وفتيات) والارزاق بين طرفين عائلتين او قبيلتين فور اتخاذ هذا الاجراء تتوقف كل هذه الامور، بل يكون الدفاع المتبادل هو واجب مقدس بل يضحون لاجل بعضه البعض فيما بعد ذلك الاجراء.
فكما ذكرت في البداية حسب اعتقادي ان (كر+ هف) هو طقس ظاهره محبة ووفاء واخلاص ولكن باطنه مصلحة وحماية متبادلة حاجة ملحة، حيلة قانونية يلجئ اليها المتخاصمون للصلح، ويسعى لها الفرقاء ليتوحدوا، ويقصدها من حدثت بينهم عداوة (دم) قتل متبادل ليتصالحوا وكي تكون ميثاق وعهد (دم) كي لا تتكرر مرة اخرى، ويعتمد عليها الفقراء كمصلحة للتحالف مع الاغنياء والاقوياء ليحصلوا على القيمة والعمل والحماية…
نعم (كريف) التي هي عبارة عن مقطعين (كر+ هف) طقس يلجئ اليها كل محتاج وكل حسب حاجته قد تكون محبة او صداقة لمصلحة مادية او عمل او حماية او قيمة او لأجل الصفح والتصالح او عدم رغبة التزاوج بينهم وتتعدد الاغراض، والجدير بالذكر لا يمكن ابد ان يرفض طرف ما عندما يتم الطلب منه ان يكون (كريف) لهم ختن الولد او اكثر في حضنه، لم يذكر التأريخ الايزيدي بأنه هناك من رفض ذلك، بل يجب ان يظهر ال (كريف) فرحة وسرورا بذلك….
تفسير كلمة (كريف):
ان المتمكن من اللغة الايزيدية الكورمانجية يعلم بأن اغلب الاسماء الكورمانجية تتكون من مقطعين او اكثر، وبما ان اللغة والاحرف التي نستعين بها هي العربية في الكتابة، وهي لا تستطيع ان تعبر عن لغتنا ونطقنا للاحرف، فعند كتابة كلمة (كريف) بالعربية فكتابتها تختلف عن نطقنا لها بلغتنا الكورمانجية، فهناك حرف (هاء) الخفيفة مفقودة لا يمكننا كتابتها كتابياً باللغة العرية فأن كتبت سوف تكون هناك كارثة كمثال (كرهيف)، فلا يمكن قرائة حرف (هاء) خفيفة في اللغة العربية، والشخص الغير الايزيدي او الغير متمكن من اللغة الكورمانجية لايشعر بذلك ابدا، وعليه لحد الأن لم ينجح احد في تفسيرها لانهم كانوا يعتمدون على كلمة (كريف) الكورمانجية المكتوبة بالعربية، يجب ان تفسروها عندما تنطق بلغتنا الكورمانجية، فهنا (كر= عمل= قيام+ هف=انضمام)….
لحد اليوم اغلب الايزيديين يستعمولون الكلمة او المقطع الكورمانجي (هف) للدلالة الانضمام للبعض كمثال:
ئةم هةف را بي جين = لنذهب مع بعضنا
ئةم ال هةفن= نحن متصالحون
ئةم نة ال هةفن= نحن غير متصالحون (نحن متخاصمون)
ئةم ئي هةفن= نحن لبعضنا البعض (منضمون لبعضهم البعض)
حرف النون الزائدة هنا المضافة هي للجمع في الكورمانجية وتختفي عند استعمالها للمفرد في اغلب الحالات
ئةسي اب هةف را بي جيم =انا سأذهب معه
ئةس ال هةفم= انا متصالح
ئةز نة ال هةفم= انا غير متصالح (نحن متخاصمون)
ئةز ئو تو ئي هةفن = انا وانت لبعضنا البعض (منضمون لبعضنا البعض)…
الخلاصة:
التفسير الحقيقي لكلمة (كريف=كر + هةف)=(عمل+انضم) وهنا المعنى الحقيقي وتفسير ذلك المصطلح المتكون من مقطعين هو انه ال(كريف) يعني انضمام عائلتين لبعضهما البعض الأندماج وتوحدهم تحالف اي يعني انهما اصبحا عائلة واحدة او قد تعني التصالح بين عائلتية متخاصمتين (كرنا+هةف) او (كر+هةف) انضم او انضما لبعضهما، او تصالحا مع بعضهما البعض انه ميثاق توقيع عهد بالدم، وهذا التقليد هو ايزيدي بأمتياز بعد الزحف والغزو الاسلامي للمناطق الايزيدية قبل 1400 سنة هناك الكثير من الايزيديين اعتنقوا الاسلام بسبب الاضطهاد المستمر لهم بالذبح والسبي تحت راية السيف، وهؤلاء بعد اسلمتهم استمروا بممارسة هذا التقليد او انتقل لبعضهم نتيجة تعايشهم وتداخل مناطق سكناهم مع الايزيديين، التقليد منتشر او كان منتشرا عند الكورد المسلمين بكثرة في عفرين وقراها وقامشلو وامد (ديار بكر) ومناطق أخرى عديدة كان منتشر فيها ابناء الديانة الايزيدية بالأصل.
*ملاحظة: التقليد هو ايزيدي بأمتياز وبأعتقادي هو طقس عشائري قبلي اكثر مما هو ديني، وتأريخ بداياته اعتقد انه رافق طقس الختان او فيما بعده بقليل والكل كان يحاول الحصول على شرف المرافق او الذي يمسك الطفل اثناء ختانه بيد الحكماء او الكهنة الاقدمين وطقس الختان هناك بعض العلماء من ارجعه الى ما قبل عشرة الاف سنة قبل الميلاد ويصعب تحديد اي الشعوب بدأت به لقدم هذا التقليد.
تحية طيبة لكم سيد ميرزا داسني …
قبل الخوض في التعليق يجب ان انبه و اشير الى لفظ الحروف الصوتية للابجدية الكوردية بالاحرف اللاتينة من اجل دقة اللفظ وفق الـ IPA (International Phonetic Alphabet), لان الاحرف الاخرى تتشابه مع معظم اللغات اللاتينية الاخرى:
/ A, a → / ɑː
*/ E, e → / a / û / æ
** / Ê, ê → / ɪ / û / e
/ I, i → / ə
/ Î, î → / iː
/ O, o → / o
/ U, u → / ɜ
/ Û, û → / uː
* حيث ان لفظ الحرف الصوتي القصير ( E, e ) يختلف ما بين سكان المناطق الغربية من كوردستان حتى وسطها و يلفظ / a / بحسب الـ IPA وبعدها كلما اتجهت بين سكان كوردستان شرقا بات لفظه يميل اكثر و اكثر الى لفظ / æ / .
** حيث ان لفظ الحرف الصوتي القصير ( Ê, ê ) يختلف ما بين سكان المناطق الغربية من كوردستان حتى وسطها و يلفظ / ɪ / بحسب الـIPA وبعدها كلما اتجهت بين سكان كوردستان شرقا بات لفظه يميل اكثر و اكثر الى لفظ / e/ .
في مقالك هذا القيم في البحث عن اصل كلمة ( ايتمولوجيا) هذه الكلمة الاصيلية بالنسبة الى ( Kirîv ) فان ما اريده ان اشير اليه هو ان حرف الكاف في ليس حرفا كاف صافة كما هي في كلمة (kar عمل) بل انه هو حرف يقع لفظه بين حرفي ( k ) و ( g ) او ما يصطلح في الكتابة مع اللفظ الدقيق هو ( ḳ ) , حيث ان نخفة الهواء ( pifandin ) مع الحرف هو الذي يفصل بينها كما يلي:
– حرف الـ( k ) فيه اللفظ يكون مع النفخة الهوائية ( pifandin ) عندما تضع يدك امام فمك.
– حرف الـ( g ) فيه اللفظ يكون مع غياب النفخة الهوائية ( bê pifandin ) عندما تضع يدك امام فمك.
– حرف الـ( ḳ ) فيه اللفظ يكون مع نصف من النفخة الهوائية ( nîv-pifandin ) عندما تضع يدك امام فمك.
ولعل الامثلة توضح باكثر دقة ما اقوله:
– Ger دوران و طواف و بحث … li malan digere يطوف على البيوت
– Ker حمار … kirtan a kerê سرج الحمار
– Ḳer اطرش … ji careḳê va ḳer û lal e اطرش و اخرس بالمرة
– Gêr يجعله في الارض min ew gêr-xist erdê انا اوقعته ارضا
– Kêr سكين goşt bi kêrê dibirrîne يقطع اللحم بالسكين
– Ḳêr لا يستاهل ew ne ḳêrî silavê لا يستاهل التحية و السلام
– Gor بحسب li gor gotin a wî be بحسب قوله هو
– Kor حفر ev kort mezin e هذه الحفرة كبيرة
– Ḳor اعمى ev camêr ḳor e هذا الكريم/الشهم اعمى
وان ما اريد ان اشير اليه انه في منطقتي Çiyê Ḳurmênc جيي كورمينج (جبل الكورد – منطقة عفرين ككل وليس المدينة وحدها) ان اللفظتين (Kirîv) و (Ḳirîv) وبل حتى اللتي اشتقت منها كلمة (Kirîf) للدلالة على عازف الدف خاصة واليوم باتت تلك الكلمة تحل بدل كلمة (Duholvan الطبال) نفسها و تزاحمها.
ومن الناحية الفيلولوجية فان الحرفين ( k ) و ( g ) يمكن لهما فن يتبادلا اماكنها في الكلمة بسهولة لان الاختلاف نابع من وجود او عدم وجود الـنفخة الهوائية (pifîn) فقط , وهذا ينبهنا الى انه يمكن الجذر الاصلي للكلمة هو ( Girîv ) وهو بدوره من ( girhev ) من المقطعين ( gir-hev ) حيث انه :
– Gir :
له معاني كثيرة مختلفة كلياا بين (الاسم و الصفة و الفعل), وما يهمنا هنا هو الفعل فهو مصدر لافعال التي تعني:
Gir: مسك, قبض, شد , عقد , ربط ,
ومع اضافة اداة فعل الماضي في الكورمانجية ( d /-t -) كما هي الحال مع (ed -) في الانكليزية, فان فعل ( gir ) يصبح ( girt ) وهو الصيغة الاكثر شيوعا و تعارفا بين الناس, مثل:
min bi desta girt û hanî انا امسكت من يده و اتيت به
girêḳ girt ربط العقدة
birrîn girt عقد الجرح
baranê girt شدت المطر
– Hev:
وهي من احدى الادوات القواعدية للغة الكوردية و التي تعني (سويا, مع بعض, مع الاخر …)
وبالتالي ان المصطلح المركب بين فعل من القواعد وبين اداة قواعدية ( girhev ) والذي يعني (تماسك مع بعض, شد البعض, الربط مع الاخر …الخ) لهو اقرب الى المنة الحقيقي للكلمة المركبة. وخاصة اذا علمنا ان هناك لائحة طويلة من هكذا نمط من المزج في اللغة الكوردية مع اداة (hev) مثلا:
ber-hev … مقابل بعض
ba-hev … ندا لبعض
da-hev … اعطوا بعضهم
dû-hev … اصطفاف للمكان من خلف بعض
kome-hev … جمع مع يعض
dij-hev … ضد بعض
pêş-hev û paş-hev … امام بعض و خلف بعض
piştî-hev … اصطفاف للزمان من خلف بعض
alî-hev … الى جانب يعض
jêr-hev … ترتيب تنازلي لبعضهم
jor-hev … ترتيب تصاعدي لبعضهم
ser-hev … فوق بعضهم
binî-hev … تحت بعضهم ..
وهناك الكثير من هذه الامثلة و ولهذا السبب بالاخص انا ارجح ان الكلمة المركبة الاصلية هي ( gir-hev ) ومع مرور الزمن و التتغيرات الفيلولوجية اصبحت ( kir-hev ).
ونعلم ان في فيلولوجيا الكوردية ( he = a ) … مثل asp = hesp = esp
و بالتالي تصبح الكلمة ( kir-av )
ومن جهة اخر نعلم ان الاحرف الصوتية الطويلة في اللغة الكوردية (a – î – û ) يمكن لها ان تاخذ مكان بعضها بسهولة من دون ان تتبدل معاني الكلمة و تحافظ على نفس المقطع اللحني للكلمة في طولها و مدتها, مثلا:
Lan = Lîn (عرين, مأوى) , banî = banû ,
او كما في حالات تصريف الافعال القديمة جدا قبل الاريانية (ادخال اللغة الاريانية) كما في تصريف فعل( جلب ) بالنظر الى (a – î) كما:
( dihanî ) انت كان يجلب, و ( dihînî / tînî ) انت تجلب
وعلى هذا المقياس فان (kir-av) بدورها يمكن لها ان تتحول الى ( kir-ûv ) و الى ( kir-îv ).
ولكم جزيل الشكر على هذا المقال الرائع.
شكرا لك على كرم المرور ايها الاستاذ الفاضل:
لقد قدمت معلومات مفيدة جدا تشكر عليها، ولكن التفسيرات اللغوية وحدها غير كافية لتفسير بعض المقاطع او الاسماء القديمة، كما تفضلت بسبب تحويرها بمرور الزمن والتأثيرات التي تطراء عليها بسبب اللهجات او اللغات المختلفة التي من خلالها تنطق هذه الكلمة او الاسم…
بالاضافة الى التفسير اللغوي دائما انا اتبع المراسيم والطقوس التي ترافق هذا الحدث، والظروف التي هيأت لولادة ذلك الحدث ولماذا استمرت… والمكان المنبع الذي بداء منه هذا الحدث من خلال دراسة كل هذه الأمور المرافقة لها يمكننا ان نعطي التفسير المناسب للأسم او المقطع.. ولو راجعت المراسيم التي ترافق ذلك الحدث ايزيديا ستقتنع بما قمت انا بطرحه…. المهم هناك اسماء او كلمات كثيرة تقلب معانيها بأختلاف ابناء المنطقة التي يستعملونها…
هناك الكثير من الكلمات التي يستعملها ابناء عفرين المحتلة مع الاسف اليوم تعطي هناك معنى مغاير لما تعطيه لدينا بي بهدينان كوردستان المحررة.
منها (بيركا من) التي تعني لديكم الزوجة،، لدينا تعطي معنى الجدة او امرأة عجوزة، او حتى نطلق للمرأة التي تنتمي الى طبقة الدينية البير حتى لو كانت طفلة نستطيع نسميها (بيري) او (بيركا من) وكذلك هناك كلمات واسماء كثيرة على شاكلة ما ذكرته….
وكلمة (كر هف) كريف هكذا هو معناه الصحيح في وسطنا الايزيدي ومن عندنا انتشر وقد يكون اختلفت بعض معانيها الاصلية بسبب البعد الجغرافي بين المناطق ووعورتها بالنسبة لما قبل الاف السنين.
تحية وشكر وتقدير لمرورك ايها الاستاذ الفاضل ولغزارة المعلومات التي اغنيت الموضوع بها اكثر. دمت بألف خير وعاشت عفرين وكل جزء كوردي محتل حرة عزيزة.
شكرا لكم سيدي العزيز ميرزا داسني على تعليقكم اللطيف.
ان تنوع اللهجات في اللغة الواحدة هي دليل واشارة غنى تلك اللغة ان عرف كيف يتصرف بذلك التنوع , وكما يمكن لها ان تتحول الى مصيبة و كارقة ان تم تسيس و التلاعب بذلك التنوع اللغوي. ومع الالتقدم التقني و التكنولوجي الذي يقوده العلم و المعرفة والعقل الانساني, سوف نحتاج مستقبلا الى الكثير من الكلمات الاخرى و الجديدة لتدل على التطور القادم ايضا.
فقط نقطة للتوضيح, ايضا بحسب كمية الهواء المنفوخة ( pifandin ) من الفم اثناء النطق (اذا وضعت يدكم امام فمكم سوف تحسون بها) هناك اختلاف لفطي بين هذه الاحرف الثلاث ( b – p – ṗ ):
– حرف الـ ( b ) ليس فيه الـ pifandin .
– حرف الـ ( p ) فيه الـ pifandin .
– حرف الـ ( ṗ ) فيه الـ nîv-pifandin .
وفيما قد اشرت اليه في تعليقكم بـكلمة ( Ṗîr ) و التي تعني في صيغة الـ(Rader, Infinitive مصدر ) الشخص او الشخصة الكهل و الكبير بالسن, حتى انه يحمل في ثناياه نوع من معنى صاحب القرار و السيد و المتصرف بالامر, وهي من الكلمات المحايدة (nêtar, neutral) في قواعد اللغة الكوردية ; اي انها ليست مذكرة وليست مؤنثة. ومن اجل ذلك هنالك صيغة المذكر والمثؤنث يكون على شكل:
– اللاحقة (o-) علامة المذكر المخاطب , فتصبح ( ṗîro ) وتعني كهل و المسن
– اللاحقة ( ê-) علامة المؤنث المخاطب فتصبح ( ṗîrê ) وتعني كهلة و المسنة
في منطقتي تلاحظ بان صيغة المذكر ( ṗîro) للكلمة قد خرجت من الاستعمال اليومي و بات تقتصر فقط على اسماء بعض العائلات, و بينما لدى الاشارة الى طبقة الـ ( ṗîr ) الدينية لدى الايزدانيين نلاحظ بان صيغة المصدر ( ṗîr ) و التي جمعها ( ṗîran ) هي السائدة, هما الحالتان اللتين تلاحظ بانهما ما زالتا تحافظان بحالة التذكير, اما الاكثر شيوعا وانتشارا واستعمالا في الحياة اليومية فهي صيغة المؤنث المتمثلة في كلمة ( ṗîrê ).
ومن هذه الكلمة في المصدر ( ṗîr ) فان الكلمتين ( ṗîreḳ ) و ( ṗîriḳ ) قد تشعبتا واشتقتا منه, والفرق بينهما هي:
– Ṗîreḳ : وتعني المراءة وهي مرادف لكلمة (jin , ḳebanî) التين نستعملها ايضا,
– Ṗîriḳ : و تعني الجدة و المراءة المسنة و الكبيرة وهي مرادق لكلمة ( ṗitê, nene ) التين نستعملها ايضا,
فعندما يقول الرجل:
– ṗîreḳê min … زوجتي
– ṗîriḳê min … جدتي
مثلا هذه الجملة للتمتعن وحيث ان الاختلاف الطفيف يقود الى معاني مختلفة تماما:
Ṗîrikê min li pê dimeşe, û ṗîrekê min jî li ṗê dimeşe
جدتي تمشي على اقدامها, و امراءتي هي الاخرى تمشي خلفها
Bimihîne bi xweşî û başî
Rêzan
شكرا لك سيدي الكريم مجددا على كرم المرور وللطف كلماتك والمعلومات القيمة التي قدمتها. دمت بخير استاذي الكريم